دولياتسياسة

هكذا تعيش أيطاليا الحرب على غزة 1 (هدى سويد)

 

 هدى سويد ـ إيطاليا- الحوار نيوز

منذ اندلاع الحرب في غزة ولغاية اغتيال اسماعيل هنية رئيس حركة حماس، والمجازر التي نفذتها وتقوم بها إسرائيل يوميا بحق  الشعب الفلسطيني ، كان آخرها  حسب الإحصاء ما بين93 و 100 قتيل وحوالي 11أو 15 طفلا، اتسم الموقف الرسمي الإيطالي دوماعلى لسان وزير خارجيتها  أنطونيو تاجاني بالحذر،والتأكيد الدائم بأن حركة حماس هي حركة إرهابية والفلسطينيون هم ضحيتها (مع الإشارة إلى أن الحكومة الحالية ومنذ اندلاع الحرب هي حكومة يمينية وتاجاني عضو في حزب ايطاليا القوية وعضو في البرلمان الأوروبي.

تاجاني

يصرح تاجاني: “إيطاليا ضد حماس لكنها مع الشعب الفلسطيني، ويجب على إسرائيل الدفاع عن نفسها ،لأن حماس هي من بدأت بخطف الرهائن في السابع من أكتوبر2023”.

لكنه اعتبر مؤخرا “أن ما فعلته إسرائيل ضد المدارس وتحديدا مدرسة التابعين غير مقبول إنسانيا ،ولم يعد مقبولا ولا يحتمل”. أما ما الذي يمكن أن تفعله إيطاليا والمجموعة الأوروبية في هذه الحرب فالرد الرسمي وعلى لسانه دوما ” المتابعة لتحرير الرهائن ! ودعم الشعب الفلسطيني عبر قنوات الإغاثة والحد من تفاقم  الصراع وامتداده إلى لبنان وإيران بل يبقى محصورا ضد حماس”دون تناول الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات وتحريرهم، وإن لاقى الفيديوالذي بثته القنوات مؤخرا عن  تعذيب وإذلال وتحرش جنسي إستهجانا . الجملة التي يمكن سماعها في الأوساط أن إسرائيل بالغت ! دون إضافة. بينما كما هو معروف فإن إيطاليا كان موقفها

 واضحا وموافقا باستمرار بالنسبة لمقولة وطرح “شعبان ودولتان”.        

    أمّا لماذا لم يتم تنفيذ هذا الطرح أي تحقيق الدولتين على مدى 70 عاما ،بينما وضعت أوروبا إلى جانب الأميركي كل ثقلها المادي والمعنوي في دعمها لأوكرانيا لاختلاف استراتيجي بين المسألتين .

في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ماسيجيرو يتم تداول وترداد هذا الطرح دوما :لماذا لم يتم؟ لأن هناك إرهابيين ومتعصبين لا  يريدون السلام مع الغرب أو إسرائيل في تلك المنطقة”.

هذه المواقف نابعة ومماثلة لوجهة النظرعلى مستوى المجموعة الأوروبية منذ اندلاع حرب غزة ، والصادرة على لسان أحد أبرز مسؤوليها جوزيف بوريل ممثل المجموعة الأوروبية في الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والعضو في حزب العمال الإشتراكي الإسباني ، قائلا في تحليل له (صدر له عدة كتب منها ثمن الإستقلال) تحت عنوان ما  يدافع عنه الإتحاد الأوروبي في غزة وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني  : أوروبا محاطة بعدد لا تحسد عليه من المشاكل والأزمات، أبرزها الحرب الأوكرانية القائمة على حدودها.تعهدنا الشعب الأوكراني الذي يخوض حربا ضارية، لكن الإنتصار على روسيا لم يزل بعيدا، في السابع من أكتوبر عادت الحرب  للإشتعال في الشرق الأوسط إثر الهجوم المخيف الإرهابي لحماس الذي أدناه مباشرة والذي خلف عنفا فيما بعد في غزةوتراجيدياإنسانية .

بوريل

 أما الفارق بين مسألتي النزاع فيضيف بوريل أن الصراعين مختلفان كليا، سواء على مستوى الأسباب أو اللاعبين والجهات الفاعلة على المحك، لكنهما مرتبطان بشكل أو بآخر،ويتطلبان منا وزنان ومقياسان في شأن احترام الحقوق الدولية .

من جهة أخرى  فإن تأثير أوروبا في العالم يرتكز بصورة رئيسية على”تأثيرنا الناعم”   ( سوفت باور) كما قال. وان كنا نملك اقتصادا متطورا ولدينا المقاييس لتقوية قدرتنا الدفاعية، لكننا لسنا قوة عظمى حقيقية. نحن الأوروبيون علينا أن نكون من بين الأوصياء للحقوق الدولية والإنسانية، ولذا تجدوننا قريبين من الأزمات الدرامية العالمية في الشرق الأوسط . الصراع في غزة هو حصيلة فشل سياسي وعقلي جماعي ، يدفع من أجله الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني ثمنا باهظا، وهذا الثمن سيستمر بالارتفاع ان لم نتصرف،انما هونتيجة عدم قدرة المجموعة الدولية بأسرها التي وضعت حلولا شكليّة لدولتين، لكنها لم تنجح في تحقيقها استراتيجيا فعليا.إن قلب المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية هو مشكلة وطنية . حق الشعبين الشرعي في العيش على الأرض نفسها وبالتالي تقسيمها بينهما . في مرحلة أوسلو تم الاتفاق لكن لم يطبق وتصاعد العنف كماعدد القتلى والجرحى، ليس فقط بعد السابع من أكتوبر ، وتزايد عدد المستعمرات اللاشرعية ووصل عددها نحو 700 ألف بعد ان كانت تصبو قبل نحو ثلاثين عاما ما يبلغ 270 ألفأ.         

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى