سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب من مدينة صور:نرفض الكيانية الطائفية ونرضى بالكيانية اللبنانية ودولة المواطنة لا دولة المزارع والحصص

 

الحوار نيوز – صور

أعلن نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أننا “لا نرضى بالكيانية الطائفية،  نحن نرضى بالكيانية اللبنانية المواطنية، بدولة المواطنة ولا نرضى بدولة المزارع و الحصص”.

 

وقال” لمن يريد زرع الفتنة نقول لهم، إن المسيحية هي جزء من تاريخنا وجزء من لبنان ومن إيماننا، ونحن شعب وقوم واحد متنوعو المذاهب والأديان، سنتمسك بوحدة الشعب اللبناني ونعمل سوياً على تأسيس دولة صحيحة”.

وكان العلامة الخطيب أمضى يوم الجمعة في مدينة صور حيث أدى الصلاة والقى خطبة الجمعة ،كما شارك في ذكرى ثالث الشاب رائف جمال صفي الدين وألقى كلمة في المناسبة .

في نادي الإمام الصادق

وقد أحيت مدينة صور وآل صفي الدين ذكرى  فقيدهم  فأقيم مجلس عزاء حسيني في نادي الإمام الصادق (ع) في صور، بحضور العلامة الخطيب، والنواب السادة أيوب حميد وعلي خريس وعلي عسيران وأشرف بيضون، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، رئيس أساقفة أبرشية صور المارونية المطران شربل عبد الله، رئيس أساقفة أبرشية صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران شربل عبد الله، راعي ابرشية الروم الارثوذكس في صور الأب نقولا باصيل، رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها الشيخ علي ياسين، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل المهندس علي اسماعيل وعدد من أعضاء قيادة الإقليم وفعاليات سياسية ودينية وبلدية واجتماعية واهلية.

 

بعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وتعريف من الحاج محمد بواب، كانت كلمة للعلامة الخطيب أكّد فيها أن المجتمع يفقد وجوده إذا لم يمتلك الصبر على مواجهة المشاكل التي تواجهه، قائلاً: ” من يفتقد قيمة الصبر على مواجهة المشاكل لا يكتب له الحياة، وفي جبل عامل وكل لبنان فإن المشاكل التي نواجهها في مواجهة العدو وعلى كل الأصعدة تحتاج الى صبر، داعياً الدولة ان تأتي الى الجنوب لتقوم بواجباتها تجاه أبنائها وسيادتها”.

وأضاف: ” إن أهالي جبل عامل في هذه التجارب التاريخية التي مروا بها أعطتهم القوة، ولم يرفعوا شعار الإنفصال عن لبنان، جبل عامل بجهده وإمكاناته المحدودة وإرادته الصلبة واجه هذه المشاكل، وفي وجه اعتى عدو وقف شباب ورجال وشيوخ ونساء جبل عامل في مواجهة هذا العدو على رغم الوجع الكبير، ولم يتخلَّ عن كل لبنان، ونحن على هذا الخط لا زلنا نسير في الدفاع عن ارضنا ولبنان وكل اللبنانيين ولن نتخلى عن القيام بواجبنا”.

 

وأكمل: ” العدو منذ البداية هو من بدأ الحرب بالتواطؤ مع عدد من الداخل اللبناني، وهؤلاء ما زالوا الى اليوم على نفس الموقف، ونحن كذلك لا زلنا على ذات الموقف في الدفاع عن لبنان ووحدته”.

 

وتابع: ” لمن يريد زرع الفتنة نقول لهم، إن المسيحية هي جزء من تاريخنا وجزء من لبنان ومن إيماننا، ونحن شعب وقوم واحد متنوعو المذاهب والأديان، سنتمسك بوحدة الشعب اللبناني ونعمل سوياً على تأسيس دولة صحيحة ، فإذا أردنا أن نبني وطناً حقيقياً علينا أن ننفصل عن هذا النظام الطائفي وسنبقى شعباً واحداً لبناء هذا المستقبل معاً ومواجهة العدو الذي يعتدي على شرفنا وكرامتنا وأرضنا، كما سنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني”.

 

وفي الختام كانت السيرة الحسينية مع الشيخ حسين درويش.

 

خطبة الجمعة

 

وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة في مسجد الامام السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة صور، بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: اتشرف ان القي خطبة الجمعة من على منبر الامامين السيدين عبد الحسين شرف الدين وموسى الصدر، قادة جبل عامل والمقاومة في مواجهة الاحتلال والقوى الغاشمة التي ارادت النيل من جبل عامل، ومن مدينة صور الطيبة احيي المقاومة التي دافعت وما تزال عن اهلنا واحيي اهلنا النازحين والصامدين في قراهم من بيت الله الذي نلجأ اليه في الملمات لنستمد الصبر والقوة وعوامل الصمود الانتصار في مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني، فالمساجد تعمق الوعي الديني وتحصننا على مختلف المستويات الثقافية والفكرية، ومهمة الخطب والمواعظ توثيق الصلة بين المؤمنين وتجسيد الوحدة بينهم واظهار القوة امام الاعداء وتعميق الوعي الديني في الارتباط بالله تعالى والقيام بمسؤولياتنا الرسالية في مواجهة الازمات الاجتماعية ومقاومة العدوان والاحتلال الصهيوني حيث انطلقت المقاومة من المساجد والحسينيات .

وتابع: ان الذين يحاولون أن يفرقوا مجتمعنا بين سني وشيعي ودرزي و بين مسلم ومسيحي، هؤلاء يريدون أن يضعفوا قوتنا، وأن يمحوا تاريخنا العظيم بعلمائه بمجاهديه، وكل هذه المنطقة هي أمة واحدة متنوعة في مذاهبها لكنها تلتقي على أنها أمة واحدة لها مصالح واحدة، وحينما تتعرض جميعها فانها تنتصر بوحدتها. ومن هذا المسجد انطلقت المقاومة في مواجهة الأعداء، من هذه المساجد كان لنا وجود وكان لنا الحضور في العالم اليوم، هذه المقاومة التي يستشهد أبناؤها في الجنوب اللبناني وفي فلسطين و في إيران والعراق واليمن وفي سوريا، هذه أمة واحدة ومعركتها واحدة، لكن يحاولون بالموضوع الطائفي أن يزرعوا الفتنة في ما بيننا وأن يضعفوا قوتنا انطلاقاً من مقولة فرّق تسد، لذلك المسجد أساس في التوعية، ومن منبره يجب أن نربي ابناءنا على المعاني السامية وعلى الأخلاق الفاضلة على ما يجمع بين الناس وليس على ما يفرق فيما بينهم، ليس بين التشيع وبين الإسلام وبين الإسلام وبين الوطنية ليس هناك من مشكلة على الإطلاق، نحن كنا مع سوريا الواحدة في السابق لم نقبل بأن ننسلخ عن سوريا، اعتبرنا انها تجزئة  للعالم العربي وللعالم الاسلامي واعتبرنا أنها مؤامرة غربية.من هذا المنطلق كان مؤتمر وادي الحجير ورفض الانضمام الى صيغة لبنان الجديد لبنان الطائفي الذي أثبت عقمه وفشله.

 اليوم من هذا المنطلق نحن لسنا ضد الكيانية الموضوعية وأن يكون لبنان بلداً واحدً، بلد يجمع المواطنة بين ابنائه الذين يتساوون في ما بينهم بالحقوق والواجبات، لا تفرق بينهم الطائفية ولا تفرق بينهم المذهبية، وإثارة العوامل السلبية بين ابناء البلد الواحد ودفعهم في كل فترة زمانية المعينة الى الانتحار والى التقاتل، بعض اللبنانيين لا يرضون ان نقاتل الاسرائيلي الذي يعتدي علينا بينما هم مستعدون ليقاتلوننا للأسف، هؤلاء الذين ندعو لهم بالهداية هؤلاء يخطئون الطريق، هذه هي الطائفية، نحن لا نرضى بالكيانية الطائفية،  نحن نرضى بالكيانية اللبنانية المواطنية بدولة المواطنة ولا نرضى بدولة المزارع و الحصص.

وراى ان الذي اليوم يقف حائلاً امام مشروع الدولة وبناء الدولة في لبنان هم اصحاب المنافع من هذه الطائفية السياسية، الطوائف لها زعماء سياسيون، نحن الحمد لله رب العالمين زعماؤنا وقادتنا وعلماؤنا كلهم في خط واحد لا نريد الطائفية السياسية، نريد دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع اللبنانيين بالحقوق والواجبات، لكن هناك فئة من اللبنانيين تزرع الشقاق والنفاق بين اللبنانيين وتحرض على بعض اللبنانيين الذين يقومون كما تقوم المقاومة اليوم بواجب الدولة، الواجب كان على الدولة وعلى الشعب اللبناني كله ان يقف في مواجهة العدو الاسرائيلي وليس واجبنا، نحن ندفع الثمن عن كل لبنان نحن نقاتل دفاعاً وندافع عن سيادة  كل لبنان، وهذا واجب اللبنانيين جميعاً، ولكن ما الذي ألجأنا الى ان نقدم ابناءنا وفلذات اكبادنا الى ان يستشهدوا في مواجهة هذا العدو الغادر؟ ما الذي دعانا الى ان يكون ابناؤنا حاملين اسلحتهم بأيديهم في مواجهة العدو الاسرائيلي و لا يتنعمون في وطنهم كما يتنعم سائر اللبنانيين.

نحن نحب ابناءنا اكثر مما يحب الآخرون ابناءهم، نحن نريد ان يكون ابناؤنا في أفضل وضع ولكن نحن لنا كرامة، اللبنانيون الذين لا يريدون لهذه المقاومة يعني فضلا عن انهم تخلفوا عن واجبهم، وان الدولة تخلفت عن واجبها فضلاً عن ذلك اننا ندفع الثمن ثم نُتهم ويُتهم شهداؤنا بأنهم عملاء وبأنهم يدفعون الثمن الى ايران، هل الاراضي الايرانية هي المحتلة ام الارضي اللبنانية محتلة؟ العدو يهدد جنوب لبنان ام يهدد ايران؟ يهدد ايران لانها تدعم لبنان او لأن لبنان هو الذي يقدم نفسه فداء لإيران؟ اي عقل هؤلاء يخاطبون هؤلاء؟ بأي عقلية يفكرون؟ انا عندي يقين بأن بعض القوى السياسية تفهم المشكلة تماماً كما هي ولكنها تتمسك بهذا الوضع وبهذا النهج وبهذه السياسة في مواجهة ان يكون هناك مقاومة لأن مصالحهم حينئذ تتعطل، لانهم يرون في وجود العدو الاسرائلي القاتل الوحشي الى جانبهم لأنه يحمي وجودهم ويحمي مصالحهم الطائفية، المقاومة تقتل هذا المشروع وتنهيه ، اما في الواقع الذين يتعرضون للخطر ويتعرضون للأذى وتتعرض مصالحهم للخطر هو هذا الوطن الذي هو لبنان كل لبنان وكل اللبنانيين من كل الطوائف. لذلك على هؤلاء ان يتراجعوا، وكل الحوارات التي يرفضونها أساساً وكل الدعوات وكل ما يمكن فعله من أجل ارجاعهم عن هذا الخطأ لن يفضي الى نتيجة. لكن خطابنا اليوم الى اللبنانيين الذين هم اخوة لنا الذين هم شركاؤنا ومصيرهم ومصيرنا واحد، وعلى اللبنانيين جميعاً أن ان يخرجوا من تحت تأثير هذه القوى التي جربوها والتي خربت لبنان وادخلت اللبنانيين في عداء بين بعضهم البعض وفي حروب وأزمات متوالية.

أيها اللبنانيون، نحن المواطنون البسطاء آن لنا أن نتعلم من كل هذه التجارب الماضية ونعلم أن الذي يشكل خطراً على لبنان وعلى المنطقة هو هذا العدو الإسرائيلي وأننا نحن لا نبتدئ بالقتال، نحن اُعتديَ علينا نحن نرد الإعتداء نحن نُهدد قبل أن تقوم المقاومة ب 8 تشرين الاول مساندة لغزة، الإسرائيلي كان يهددنا بإرجاعنا إلى العصر الحجري، لذلك المواطنون اللبنانيون مدعوون هم إلى أن يعوا الى أن الانقسامات السياسية في لبنان ليست من أجل مصلحتهم وليس من أجل وجودهم وإنما من أجل مصلحة هؤلاء السياسيين فقط الذين يتاجرون بالمواطنين ويتاجرون بالأديان والمذاهب.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن نخرج من هذا الوضع الجديد الذي وضعنا فيه في مواجهة العدو الإسرائيلي باغتيال الشهيد اسماعيل هنية وباغتيال الشهيد فؤاد علي شكر وكل الشهداء الذين سقطوا من حركة أمل ومن المقاومة الإسلامية على الحدود، هذا العدو عدوانيته واضحة ولكن مع كل ذلك لا يفرح كثيرا في أنه حقق انتصاراً في قتله بعض القادة و بعض المقاومين، المهم أن الذي يفرح هو الذي يفرح أخيرا، الذي سيفرح أخيراً هم الصابرون ،وهم أنتم الذين تقفون باخلاص وبقوة للدفاع عن وطنهم والدفاع عن اسلامهم وعن عروبتهم وعن مسيحيتهم وعن ايمانهم وعن قيمهم وعن شرفهم.

هؤلاء هم الذين سينتصرون كما وعدنا الله سبحانه وتعالى، لكن يجب أن لا نضعف عند الملمات وعند المعركة وعند الحصار، نحن حوصرنا وجُوعنا وكان ابناؤنا عاجزين ان يدخلوا الى  المستشفيات، ولا يجدون حبة الدواء صحيح ولكن صبروا قليلاً وكان النصر حليفهم .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى