قالت الصحف: بإنتظار الجهود الدبلوماسية .. الميدان يشتعل
الحوارنيوز – خاص
اشتعلت أمس جبهة الجنوب بعد استهداف العدو أحد قادة المقاومة محمد نعمة ناصر في منطقة الحوش – صور، حيث ردت المقاومة بأعنف هجوم ناري منذ بدء العدوان على لبنان.
رسالة المقاومة تأتي للتأكيد على جهوزيتها لمواجهة أي عدوان جديد كما انها تأتي وسط حركة دبلوماسية علنية وسرية لاستطلاع موقف المقاومة والسعي لعدم توسعة الحرب مع العلم بأن من يقرر التوسعة من عدمها هو العدو.
خلاصة أوردتها صحف اليوم فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: التصعيد يعزّز التخوّف الأميركي – الفرنسي من الحرب
وكتبت تقول”: مع أن الطابع الانتقامي لاغتيال إسرائيل أحد كبار القادة الميدانيين في “حزب الله” محمد نعمة ناصر طغى على الهجمات الصاروخية الكثيفة التي شنها الحزب لليوم الثاني أمس على عشرات المواقع العسكرية الإسرائيلية، فإن اليوم المتفجر هذا اكتسب أيضاً دلالات مثيرة لمزيد من القلق من احتمالات تفلت المواجهات من آخر حدود الضبط والتزام آخر الخطوط الحمر من جانب إسرائيل والحزب معاً. ولولا عامل محدد تزامن مع اليوم الميداني الناري المتفجر تمثل في المعلومات الإيجابية عن تحريك مفاوضات جديدة في شأن تسوية لتبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس” قد تحمل انفراجاً “مأمولا”، لكان الوضع المتفجر على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية قفز بصورة خطيرة الى واجهة المشهد الإقليمي برمته خصوصاً مع مسارعة “اذرع” إيرانية في المنطقة كبعض الفصائل العراقية الى دق نفير التطوع للحرب في لبنان ضد إسرائيل!
وفي انتظار نتائج المفاوضات الجديدة البادئة على جبهة حرب غزة، وما يمكن أن تفضي إليه، رصدت الأوساط اللبنانية بدقة المعطيات المتوافرة عن اللقاءات الأميركية- الفرنسية في باريس حول الوضع اللبناني. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين، التقى مسؤولين فرنسيين الأربعاء الماضي في باريس وناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط. وأضاف، “أن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن”، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
“النهار” من باريس
وفي السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن التخوّف المشترك لدى كل من باريس وواشنطن حول إمكان قيام إسرائيل بشنّ حرب أوسع على لبنان واستمرار “حزب الله” بعدم الاقتناع بأن مثل هذا الاحتمال وارد بقوة، خيّم على المحادثات المعمّقة التي أجراها هوكشتاين في باريس في مقر الرئاسة الفرنسية ومع المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الذي تناول معه أيضاً مسألة جمود أزمة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان. وقام هوكشتاين بزيارة الى باريس لتنسيق المواقف مع الجانب الفرنسي ووضعه في صورة اتصالاته الأخيرة في لبنان إسرائيل في ما يتعلق بمنع توسيع حرب غزة إلى لبنان، وذلك بعد القمة الاميركية- الفرنسية التي عقدت في باريس بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن الشهر الماضي. ويشارك هوكشتاين محاوريه الفرنسيين القلق من أن خطر توسيع الحرب إلى لبنان جدّي وزيارته الأخيرة إلى لبنان كانت بهدف الضغط على “حزب الله” بواسطة رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقف القصف على إسرائيل.
والمعلومات التي لدى واشنطن وباريس أن جزءاً من القيادة العسكرية الإسرائيلية يريد الهجوم الواسع على لبنان وأن الراي العام الإسرائيلي يؤيد ذلك. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فخلال اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون به يوم الثلاثاء الماضي لم يكن موقفه واضحاً تماماً، إذ قال إنه مستعد للحل الديبلوماسي مع لبنان ولكن في الوقت نفسه يهدد بأنه اذا استمرّ “حزب الله” في المواجهات، فإن إسرائيل مستعدة لشنّ هجوم واسع.
وتعرب المصادر عن قلقها لأن جزءاً من الجيش يؤيد الحرب على لبنان وأيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، ويؤيدهم قسم من الكنيست. وتحاول واشنطن وباريس تنسيق الضغوط من أجل التهدئة على الجبهة اللبنانية. وما يقلق الجانبين الانطباع السائد لدى “حزب الله” من أن إسرائيل لن تهاجم لبنان وهذا خطأ خطير في التقدير.
وكان هوكشتاين حذر في بيروت من هذا الخطر الحقيقي وأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعمها لإسرائيل. أما على صعيد انتخاب رئيس في لبنان، فالجمود والتعطيل ما زالا سيدا الموقف ولا جديد على هذا الصعيد.
وليس بعيداً من هذه الأجواء، أعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن قلق المملكة العربية السعودية من خطر توسّع الحرب في لبنان، لافتاً في تصريح إلى “أننا لا نرى أي افق سياسي”.
- صحيفة الأخبار عنونت: بداية الردّ على اغتيال «أبو نعمة»: العدو إستنفر غرباً والمقاومة ضربت شرقاً
وكتبت تقول: حرص رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في خطاب حفل وداع القائد الجهادي الشهيد محمد نعمة ناصر «الحاج أبو نعمة»، على دعوة العدو إلى عدم اعتبار اغتيال القادة، أنه يتيح له استباحة الجنوب. وأكّد أن جيش الاحتلال لن يتمكن من تحقيق انتصارات في أيّ معركة أو مواجهة. فيما كانت تل أبيب تجهّز نفسها لـ«عدة أيام صعبة بعد الاغتيال»، لأن تلك العملية «لن تغيّر من موقف حزب الله الذي سيستمر في القتال حتى وقف إطلاق النار في غزة»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت». وطوال يوم أمس، كان الإعلام العبري يعلن تارة عن «أخبار سيئة»، وأخرى عن «حوادث صعبة» في مناطق متفرقة من الشمال، بفعل سلسلة مكثّفة من عمليات الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة» نفّذها حزب الله وغطّت مواقع قيادية وثكنات وتجمعات معادية ممتدّة من الجليل الأعلى إلى الجولان وصولاً إلى الجليل الغربي. وبفعل عمليات حزب الله، دوّت صفارات الإنذار في جونين، كفار بلوم، عمير، وكفار سول، وفي نهاريا ومحيطها، وفي ديشون، يفتاح، المالكية وراموت نفتالي، وفي كريات شمونه ومحيطها، وفي أفيفيم، يرؤون، المالكية، وإيليت هشاحر، أيضاً في حانيتا، شلومي، بتست، متسوفاه، ليمان، جعتون وكابري. ودوّت صفارات الإنذار في كدمات وفي جنوب الجولان، وفي كتسرين ومحيطها جنوب الجولان، وفي أورتال وشاعل أقصى شمال الجولان.
مفاجأة المقاومة للعدو أمس، تمثّلت في أن الرد الأول جاء من خلال عمليات استهدفت المقار القيادية والعملاتية في القطاع الشرقي، مع استهداف واحد لموقع أساسي في القطاع الغربي، سيما أن العدو كان قد بنى حساباته على قاعدة ما قام به حزب الله رداً على اغتيال قائد وحدة نصر الشهيد طالب عبدالله. وانطلق تقدير العدو، من أن حزب الله سوف يقوم بضرب الأهداف في القطاع المقابل لقطاع عمل القائد الشهيد. ولذلك، كان جيش الاحتلال قد اتخذ احتياطات غير عادية في كل القطاع الغربي، وأخلى غالبية النقاط التقليدية أو المستحدثة، وتوقّفت قواته عن أي حركة في المنطقة، كما سارع إلى إعلان إجراءات خاصة لجبهته الداخلية.
لكن الذي حصل، هو أن المقاومة نفّذت سلسلة مكثّفة من العمليات بواسطة الصواريخ والطائرات المُسيّرة، باتجاه مواقع القطاع الشرقي، ما أتاح تحقيق إصابات مباشرة، أودت إحداها بقتل ضابط وجرح عدد من الجنود في أحد المواقع في الجولان، ما دفع مراسل القناة 14 في الشمال، إلى التساؤل «لماذا لا يكشف المتحدث باسم الجيش للجمهور عن عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان على إسرائيل؟»، خصوصاً أن هذه العمليات أدت إلى نشوء وضع أمني صعب.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط (نائب قائد سرية في الوحدة 8679) بعد سقوط صاروخ لحزب الله في منطقة الجولان. بالإضافة إلى ذلك أُصيب عدد من الجنود، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إخلاء جرحى إلى مستشفى رمبام في حيفا عبر المروحيات العسكرية، وكذلك تم إخلاء جرحى إلى مركز زيف الطبي في صفد.
وفي محاولة لقراءة المشهد في الشمال على ضوء عمليات الردّ النوعية المكثّفة لحزب الله، نشرت «جيروزاليم بوست» تحليلاً للكاتب سيث جيه فرانتزمان، رأى فيه أن «رسالة حزب الله واضحة من هجماته: لديه ترسانة كبيرة من الطائرات من دون طيار وكذلك ترسانة الصواريخ والقذائف لاختيار مكان الهجوم وزمانه. وقد اتجه إلى ترسانته من الطائرات من دون طيار خلال الأشهر الماضية، ما زاد من استخدامها. لأن الطائرات من دون طيار يمكن أن تكون دقيقة وفعالة، كما أنها تسبب صفارات الإنذار في مناطق واسعة». وأضاف: «يمكن لحزب الله استهداف المناطق الإسرائيلية بدقة، وكذلك التسبب في إجبار المناطق المدنية على اللجوء إلى الملاجئ من خلال صفارات الإنذار».
وكما في الحالات السابقة، وقفت إسرائيل عاجزة أمام الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن أكثر من 25 طائرة مُسيّرة تسلّلت من لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة، وقالت إن هناك عدة حوادث تم التبليغ فيها عن انفجار طائرات بدون طيار. في حين قالت قناة 14 العبرية إنه «لمدة ساعة، هاجم حزب الله شمال إسرائيل بهجوم مشترك بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وسقطت صواريخ داخل قاعدة عسكرية في الشمال». وأقرّ مصدر عسكري لإذاعة جيش الاحتلال، بأن حجم الهجوم يتوافق تماماً مع ما أعلن عنه حزب الله. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن «الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله أحدثت إصابات مباشرة هذه المرة أيضاً».
وكان حزب الله قد أعلن في سلسلة بيانات متلاحقة أنه في إطار الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة»، قصف بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت، ومقر قيادة اللواء المدرّع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. كما شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية استهدف مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 إيلانيا، مقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا.
وفي السياق، استهدف حزب الله تموضعاً مستحدثاً لجنود العدو في مستعمرة كفربلوم بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما استهدف مبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة أدميت، إضافة إلى قصف مواقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، والمرج، وموقع البغدادي، وبياض بليدا بصواريخ بركان الثقيلة، كذلك تمّ استهداف التجهيزات التجسسية في موقع المطلة. ونعى حزب الله الشهيد هادي أحمد شريم (حيدر) من بلدة حولا في جنوب لبنان.
- صحيفة الديار عنونت: وفود امنية تحج الى بيروت… وماذا عن تحرك هوكشتاين؟!
مساع اميركية ــ فرنسية لضبط التصعيد وتسليم بترابط غزة والجنوب
وكتبت تقول: “لقد فقدنا الشمال”، بهذه الكلمات اختصرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس المشهد اثر هجوم حزب الله الصاروخي والمسيّر “الدقيق” الذي اصاب المواقع الامنية والعسكرية كافةً، المعلومة، والسرية، المرتبطة بالجبهة الشمالية مع لبنان، ردا على عملية الاغتيال ضد قائد وحدة “عزيز” الشهيد محمد نعمة ناصر “أبو نعمة” الذي كان يتولى قيادة الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة. ووفقا للكثير من المعطيات، فان عملية الاغتيال لا تنفصل عن الحركة الدبلوماسية والسياسية المرتبطة بالحرب على غزة، ومحاولة الضغط على المقاومة في لبنان، في ظل تخبط اسرائيلي داخلي حيال كيفية التعامل مع “الصفقة” المقترحة لوقف النار، والدخول الاميركي المستجد على خط التوصل الى تفاهمات تشمل الجبهات كافةً.
وقد فوجئت المصادر الامنية الاسرائيلية بالأمس بنوعية الرد لا بحجمه فقط ، واقرت بسقوط قتلى وجرحى بين الجنود والضباط، اذ بلغ مواقع مستحدثة كانت تظن انها بعيدة عن رصد المقاومة التي استخدمت نحو 200 صاروخ معظمها من النوع الثقيل الذي يزن 500 كلغ و15 مسيرة انقضاضية استهدفت 14 موقعا ومقرات قيادة وسيطرة اسرائيلية، وتسببت باشتعال النيران في العديد من المستوطنات، وادت الى هلع كبير لدى المستوطنين على مسافة 35 كلم، حيث وصلت تلك الصواريخ الى طبريا وعكا .
التصعيد “مضبوط”
هذا التصعيد الميداني الذي لا يعرف مداه الزمني بعد، يبقى مضبوطا تحت سقف عدم الانزلاق الى الحرب الشاملة، بحسب مصادر مطلعة، لفتت الى ان المقاومة ردت بعنف وقوة على مواقع حساسة واستراتيجية، لكن ردودها بقيت ضمن قواعد الاشتباك، اما الجديد فهو دخول اهداف جديدة ضمن استهدافاتها. والمقاومة لا تقلل من شان الخسارة، الا انها كانت تدرك منذ اليوم الاول لفتح الجبهة انها حرب قاسية وثمة ثمن لا بد ان يدفعه كبار القادة الميدانيين الذين يتطلب عملهم الوجود على الخطوط الامامية.
ماذا حصل في باريس؟
في هذا الوقت، كشف مسؤول في البيت الأبيض ان المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، ناقش مع المسؤولين الفرنسيين أمس الاول الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط، ولفت الى إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الديبلوماسية، ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن”.
اتصالات لخفض التصعيد
ووفقا لمصادر دبلوماسية، اظهر النقاش في باريس، ان الولايات المتحدة وفرنسا، قبلتا على “مضض” بعدم الفصل بين غزة والجبهة اللبنانية، والجهود القائمة الان هي لخفض التصعيد مع القلق الشديد من الحرب الشاملة. وتوقف الجانبان بقلق عند عمليات الاغتيال التي تنفذها “اسرائيل” لانها قد تتطور على نحو دراماتيكي، ولهذا عملا في الساعات القليلة الماضية عبر اتصالات حثيثة على خفض وتيرة التصعيد!
ربط الاغتيالات بحراك هوكشتاين؟
وفي اشارة لافتة، اشارت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية الى ان الجهود الديبلوماسية الأساسية التي يقوم بها عاموس هوكشتاين، اصبحت مرتبطة “بالصدفة” باغتيال “إسرائيل” لشخصيات رفيعة في حزب الله، فاغتيال ناصر سبقها وصول هوكشتاين الى باريس، وزيارته إلى لبنان في 17 حزيران كانت بعد أسبوع على اغتيال طالب عبد الله، قائد القاطع الأوسط في جنوب لبنان. وفي حزيران وصل هوكشتاين الى لبنان بعد ثلاثة أيام على اغتيال أحد قادة قوة “الرضوان” وسام الطويل، وبعد أسبوع على تصفية القائد الرفيع في حركة حماس صالح العاروري. فهل من رابط بين حراكه وعمليات الاغتيال؟
المقاومة لن ترضخ
وفي هذا السياق، رفضت اوساط مقربة من حزب الله التعليق على هذا التزامن، لكنها اكدت ان التنسيق الاميركي-الاسرائيلي قائم على اعلى المستويات، لكن مهما بلغ هجم الضغوط فلن ترضخ المقاومة لأي منها، ورسالتها الى الجميع لا وقف للنار في الجنوب قبل “وقف النار في غزة”. ونقطة على اول السطر.
الاغتيالات تعويض عن الفشل
وفي هذا السياق، لفتت “هآرتس” الى ان الجهود الديبلوماسية لمنع حرب شاملة بين “إسرائيل” ولبنان لم تتوقف حتى عندما تقف المواجهة العسكرية على شفا تصعيد مرة أخرى امس. واعتبرت ان اغتيال شخصيات رفيعة في حزب الله يبدو كبديل عن الفشل في تحقيق إنجازات استراتيجية أو دواء مسكن لمطالبة إسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان. وقالت “لا يجب التقليل من أهمية غياب قادة كبار ذوي تجربة، لكن مقارنة مع استعدادات حزب الله في بداية الثمانينيات فإن هيكلية القيادة العليا تطورت وتوسعت كثيراً منذ ذلك الحين، وهي الآن متعددة الطبقات بحيث يمكن ملء المراكز فوراً. وبرأي الصحيفة، فانه على الرغم من التصعيد فإن هذا الاغتيال، مثل الاغتيالات السابقة، غير متوقع أن يغير مسار استراتيجية حزب الله وإيران، الذي يستند إلى معادلة العلاقة بين وقف الحرب في غزة ووقف النار في لبنان.
“اسرائيل” تحت الضغط
وتوقفت “هآرتس” عند لقاء رئيس المخابرات الألمانية، أولا ديهل مع نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ولفتت الى ان الالمان سمعوا كلاما واضحا أن وقف إطلاق النار في غزة سيعني وقفا للنار في الشمال أيضاً. ولفتت الى ان هذا هو اللقاء الثاني بين ديهل وقاسم هذه السنة، رغم أن حزب الله موجود في قائمة الإرهاب في ألمانيا، والتقدير برأيها أن هذه اللقاءات تم تنسيقها أيضاً مع الإدارة الأميركية، التي لا تجري أي اتصال مع ممثلي حزب الله. واذا كان الافتراض الآن هو أنه لا مصلحة لأي طرف في التدهور إلى حرب شاملة، فإن منظومة الأواني المستطرقة التي أقامها حزب الله بين غزة و “إسرائيل” ولبنان، تضع الضغط على كاهل “اسرائيل” وليس العكس.
وفود امنية الى لبنان
وفيما اعرب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن قلق المملكة العربية السعودية من خطر توسع الحرب في لبنان، تأتي هذه الاتصالات كجزء من حركة دولية عربية – غربية واسعة النطاق، تضع الحدود اللبنانية الاسرائيلية على قائمة الاولويات، والاهتمام الفرنسي – الاميركي بالجبهة اللبنانية دخل على خطه ايضا اكثر من لاعب، ومنهم بريطانيا وايضا ألمانيا، ومن المرتقب ان يتحرك القطريون في الساعات المقبلة عبر ارسال وفد استخباراتي سياسي الى بيروت، وكذلك المصريون الذين سيلتقون حزب الله على نحو مباشر.
الضغوط الاميركية
هذا الحراك الديبلوماسي باتجاه الساحة اللبنانية، يتزامن مع الحراك النشط الذي ظهر خلال الساعات القليلة الماضية بضغط أميركي مباشر خلف الستائر والكواليس تحت عنوان تعديلات متبادلة لمقترحات صفقة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار في غزة، وهو بحسب مصادر ديبلوماسية نشاط ديبلوماسي كان مفاجئا لجميع الاطراف، اظهره مع الوسطاء الطاقم الأميركي الذي يدير الاتصالات تمهيدا فيما يبدو لإنجاح لقاء مرتقب بين الرئيس الاميركي جو بايدن وبين رئيس وزراء “إسرائيل” بنيامين نتنياهو في 24 الجاري. وقالت مصادر مقربة من فصائل المقاومة الفلسطينية ان الضغوط الدبلوماسية الاميركية توسعت في القاهرة والدوحة طوال مساء يوم الاربعاء تحديدا، وقد تنتج فيما يبدو من رغبة طاقم الرئيس الأميركي بان يتم تتويج اللقاء المفترض مع نتنياهو بالإعلان عن الصفقة.