رأيمن هنا نبدأ

إصرار بري على الحوار يتجاوز الرئاسة إلى إنقاذ لبنان(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

رؤيتان تقسمان لبنان الى معسكرين كبيرين يمكن أن يلتقيا إذا توفرت النيات الحسنة، وتقدمت المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح فئوية أو إلتزامات خارجية.

 

المعسكر الأول يقارب القضايا المصيرية من زاوية فئوية صرف، ولا يقيم وزناً للتحديات المصيرية التي تعصف بلبنان.لا يرى في الأطماع الإسرائيلية تهديدا وجودياً للكيان اللبناني.لم يقتنع بعد بأن قرارات الأمم المتحدة تبقى حبراً على ورق طالما أن العدو غير مجبر على تنفيذها.

لم يتحسس بعد خطورة الإنقسام الوطني بين مكونات لبنان السياسية والطائفية.

لا يقرأ في التحولات الهائلة التي تعصف بمنطقتنا الاقتصادية والجيوسياسية، ووجوب أن يلتقي اللبنانيون على خارطة طريق موحدة إنقاذية قادرة على حماية لبنان من الأطماع وإعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم الدستورية وبوحدتهم كمدخل للإستقرار وصون السلم الأهلي.

أمام هذه التحديات، تصبح قضية الشغور الرئاسي البوابة الرئيسية لمعالجة مجمل التحديات، ومفتاح باب الإنقاذ هو الحوار الوطني اللبناني، على أهمية كل المساعي الصديقة وغير الصديقة القادمة الينا من خارج الحدود.

المعسكر الثاني يرغب في أن يتحول الإستحقاق الرئاسي الى فرصة للإنقاذ الوطني.

فرصة لحوار مسؤول يتناول مختلف التحديات، ومنها، بلا شك، الإستراتجية الوطنية للدفاع.فرصة لإثبات أهلية اللبنانيين وأحزابهم الحاكمة (معارضة وموالاة) بأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم. فرصة للحوار الحقيقي الذي يتناول، في ما يتناول، الدستور وسبل إنفاذه بعيدا عن تبادل الاتهامات بتعطيل الدستور لاسيما المواد الإصلاحية التي تنقلنا من دويلات المزارع الى دولة القانون.

دولة تطبق فيها المواد الإصلاحية المعلقة: الغاء الطائفية، استقلالية القضاء، اللامركزية الإدارية الموسعة، قانون انتخاب خارج القيد الطائفي بموازاة انشاء مجلس شيوخ طائفي يبت في القضايا التي تشكل هواجس لدى الطوائف.

 

يدعو الرئيس بري لحوار وطني من أجل انتخاب رئيس يشكل بشخصه وبالإجماع حوله فرصة لمحاكاة القضايا المصيرية، ويصر  على حوار صنع في لبنان وعلى أرض لبنانية وتحت قبة البرلمان.

في المقابل كيف يقارب المعسكر الأول كل هذه الملفات؟

للإجابة على هذا السؤال يكفي قراءة تصريح النائب ميشال معوض بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية لمعرفة الإتجاهات التي يعمل في سبيلها.

فبدلا من “توحيد الجهود والتنسيق بين  مختلف المكونات اللبنانية”، قال معوض إن اللقاء يهدف الى “توحيد الجهود والتنسيق بين الطرفين وبين المعارضة ككل”، وشدد على ان “الجميع يدرك اننا نواجه في هذه المرحلة تحديات وجودية على المستويات كافة، بدءا من القرار الوطني المخطوف الذي يدفعنا الى حرب لأسباب لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا، بل بنفوذ ايران والصراع الاسرائيلي – الايراني في المنطقة على حساب اللبنانيين وحياتهم واقتصادهم واستقرارهم، مرورا بالوجود السوري في لبنان والمرتبط جزئيا بضرورة ضبط الحدود، وصولا الى تعطيل الاستحقاق الرئاسي، فضلا عن هجرة الشباب اللبناني جرّاء الوضعين الاقتصادي والاجتماعي”.

كعادته لا يرى معوض حجم الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية ولا يقرأ معنى ودلالات رفض العدو تنفيذ القرارات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية وإنعكاسها المباشر وغير المباشر على لبنان، أو تلك المتصلة بلبنان ومنها القرار 1701، بل هو يحمل الدولة اللبنانية وحزب الله عدم تطبيق القرار المذكور!

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى