قالت الصحف:التمديد لقائد الجيش يرافق الهواجس من توسع رقعة الحرب
الحوار نيوز – صحف
على الرغم من الهواجس الدائمة لاحتمال توسع الحرب في المنطقة ،ما يزال الاهتمام الداخلي منصبا على تجنب الفراغ في قيادة الجيش اللبناني آخر السنة الحالية ،وهو ما سيكون مدار بحث في جلسة مجلس الوزراء اليوم.
كيف تعاطت الصحف الصادرة اليوم مع هذا الواقع؟
النهار عنونت: “تخريجة” للتمديد في جلسة مجلس الوزراء اليوم؟
وكتبت صحيفة “النهار”: اتخذ استحقاق استباق الشغور في قيادة الجيش وما يتصل به من تعقيدات وسط الاخطار التي تمر بها البلاد والمؤسسات العسكرية والأمنية قاطبة طابعا متوهجا برز بوضوح مع طغيان هذا الاستحقاق على معظم الحركة السياسية الداخلية ولو ان جانبا آخر منها شغلته التطورات الميدانية في الجنوب التي، وان حافظت على موجات ساخنة، سجلت انحسارا ملحوظا في اليومين الأخيرين.
وإذ وجهت الدعوة امس الى جلسة “استلحاقية” لمجلس الوزراء صباح اليوم بجدول اعمال مرجأ من الجلسة السابقة التي ارجئت الثلثاء ولم تنعقد بعد تطيير نصابها، ترك توجيه الدعوة الى الجلسة اليوم وليس الى الأسبوع المقبل كما كان مقررا سابقا انطباعات عن احتمال حصول تطور جديد في ملف التمديد املى تقديم الجلسة .
والواقع ان مصادر معنية بالاتصالات والمشاورات التي واكبت توجيه الدعوة الى الجلسة اليوم بدت مساء امس متفائلة بحذر شديد بإمكان بت ملف التمديد في الجلسة وقالت لـ”النهار” ان الأمور سالكة حتى اللحظة ويبدو ان ثمة “تخريجة ما ” يجري العمل عليها وعلى استكمالها لملف التمديد، مشيرة الى ان الأجواء إيجابية حتى اللحظة (مساء امس) ولكن ذلك لا يسقط ضرورة الحذر حتى انعقاد الجلسة“.
وعلم ان الاتجاه المطروح هو الى تأجيل تسريح قائد الجيش لمدة ستة اشهر او حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك شهدت الحركة النيابية المتصلة بملف التمديد تطورا تمثل في تقديم
نواب كتلة “الاعتدال الوطني” اقتراح قانون يرمي الى التمديد لقادة الاجهزة الامنية مدة سنة بما يتلاقى عمليا مع موقفي “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي. والتقى نواب “التكتل” رئيس المجلس نبيه بري واوضح النائب محمد سليمان ان بري “ابدى كل تعاون لما فيه مصلحة البلد والحرص عليه وانه كان واضحا وأبلغ ذلك لكتلة “القوات” واليوم أبلغنا بأن الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء واذا تعذر فهو جاهز لإخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة”. أضاف “نحن نطالب بالمساواة والعدالة في هذا الإطار، ما ينطبق على العماد ينطبق على الألوية العاملة”.
واشارت مصادر مقربة من عين التينة الى ان التمديد سالك كصلاحية مناطة اولاً بالحكومة واذا لم يتم ذلك فالرئيس بري جاهز لعقد جلسة عامة تشريعية الشهر المقبل على أن يكون من ضمن جدول أعمالها بند التمديد وذلك حرصاً على عدم وقوع المؤسسات في براثن الفراغ.
وبحث عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابوفاعور هذا الملف مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واعتبر ان “الصيغة الفضلى أن يتم التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري. وإذا كان هناك منطق انه لا يجوز تعيين قائد للجيش بغياب رئيس الجمهورية، فالرد على هذا الأمر إضافة إلى مؤهلات ومواصفات القائد الحالي للجيش يكون بالتمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري كي نضمن أن هذه المؤسسة تحظى بالاستقرار وكي لا يكون حول مؤسسة الجيش أي شعور من عدم اليقين يمكن أن يؤثر على المهمات الوطنية التي تقوم بها”.
غير انه في المقابل هاجم المجلس السياسي لـ”التيارالوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل، ما وصفه بـ “حملة سياسية إعلامية تهويلية مبرمجة تدعو للتمديد للعماد قائد الجيش بحجة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش” واعتبر انها “حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، اذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأن الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصا ان الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة”. وإذ لفت الى أن “الحرص المستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه”، حذر من أن “أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصة بوجود الوزير، او اعتماد نظريات عجيبة تقلب كل الهرميات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة”.
روسيا وايران ولبنان
اما في ما يتصل بالوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل وتداعياته فبرز امس تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن “طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات” ، بحسب وكالة “نوفوستي”. وقال: “لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير”.
وقبيل اجتماع مجلس الامن الدولي الأربعاء المقبل لتقويم مسار القرار 1701 والتطورات الجارية في الجنوب، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جولة افق مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي التقت أيضا وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، كما زارت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي اعتبر “أن ما يجري في الجنوب اللبناني لا يخدم احداً خصوصًا لبنان وشعبه من هنا وجوب ضمان الاستقرار على الحدود من خلال إعادة ترسيخ مفاعيل القرار 1701 وحسن تطبيقه، على ان يتولّى الجيش اللبناني هذه المهمة بمؤازرة قوى حفظ السلام الدولية ، عندها نكون حافظنا على أمن وسلامة اللبنانيين وحمينا مصالحهم وأنقذناهم من النيران المستعرة في الجنوب”.
اما على الصعيد الميداني فتجدد القصف الإسرائيلي على مناطق حدودية في الجنوب ولا سيما منها محيط بلدتي الناقورة و طيرحرفا. كما طاول القصف عددا من المناطق في القطاع الغربي وابرزها راس الناقورة، شيحين، الجبين ومن ثم الخيام، واطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون – تل النحاس، واطراف برج الملوك.
في المقابل اعلن “حزب الله” انه إستهدف ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية كما استهدف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كما إستهدف موقع “الحدب” مقابل بلدة يارون ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي عنيف على اطراف يارون واطراف ميس الجبل.
واعلن الحزب عصرا استهداف تجمع لقوة مشاة إسرائيلية غرب وجنوب بركة ريشا كما استهدف آلية إسرائيلية في مثلث الطيحات .
وبعد إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه اصبع الجليل و سقوط صواريخ في محيط كريات شمونة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي أطراف حولا و رب ثلاثين و مركبا واللبونة جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلا في حولا. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق حوالي 20 صاروخا من لبنان تجاه منطقة الجليل. على الاثر تجدد القصف المدفعي الاسرائيلي على تلة سعسع اطراف بلدة رميش وعلى يارون وعيتا الشعب .
الديار عنونت: القضاء على حماس يدشن السيطرة الاميركية على غاز غزة والحسم للميدان
«اسرائيل» تهدي انتصارها على اطباء واطفال وجرحى مستشفى الشفاء للعالم
نواب يطالبون بالتمديد لـ«العماد» و«اللواء» بمرسوم واحد وصفقات بـ«التراضي» في الفيول والبريد
وكتبت صحيفة “الديار”: الكلمة للميدان، والتفويض الاميركي الاوروبي العربي لاسرائيل باستمرار عدوانها الوحشي ومجازرها وعمليات الابادة مفتوح لاشهر وليس لاسابيع كما تدعي واشنطن، بانتظار ان ترفع حماس راياتها البيضاء، هذا ما ينتظره معظم الرؤساء والملوك العرب قبل الاميركيين والاسرائيليين، كونه يفتح لهم ابواب التطبيع مع العدو الاسرائيلي، وعندما خاطب الرئيس السوري بشار الاسد الملوك والرؤساء العرب في القمة العربية عام 2006 « يا اشباه الرجال « انتفضوا عليه، وقاطعوا سوريا، واعلنوا رفضهم لهذا الكلام الذي يمس «الشرف والكرامات العربية»، بينما «مسح» نتنياهو قرارات قمة الرياض «بحذائه « خلال ساعات، واهان «كرامات الرؤساء والملوك العرب» باحتلاله مجمع الشفاء واستمراره باطلاق النار، ورفض فتح معبر رفح، ولم يعترض اي رئيس عربي ولو بكلمة او يصدر بيانا.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الخطط الدولية لترتيب ادارة غزة بعد الحرب وضعت من قبل اميركا واسرائيل بموافقة اوروبية وعربية بعد القضاء على حماس واخراجها من القطاع، وحسب المعلومات، القرار الاميركي – الاسرائيلي -الاوروبي – العربي بالقضاء على حركات المقاومة او تحجيمها في لبنان وسوريا وفلسطين اتخذ، والحرب الشاملة تتقدم، لان المحور الغربي وصل الى معادلة مفادها: « استحالة فرض مشاريع التطبيع وصفقة القرن والعلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياحية بوجود حركات المقاومة وتفوقها في كل الساحات بدعم مباشر من ايران.
هذه هي الاجواء الاميركية الاسرائيلية العربية حسب قيادات فلسطينية في بيروت، وتترجم على الارض باستمرار حرب الابادة ورفض كل الهدن ومفاوضات تبادل الاسرى والاصرار على اطلاقهم بالقوة، وتدمير كل مظاهر الحياة في غزة، واحتلال المستشفيات بعد معلومات قدمتها مخابرات دول عربية وتقاطعت مع معلومات الموساد عن وجود غرفة عمليات المقاومة وقياداتها الاساسية من يحي السنوار ومحمد الضيف وابو عبيدة في انفاق تحت مباني المستشفيات وتحديدا مبنى مجمع الشفاء، ولذلك كان الاصرار الاميركي الاسرائيلي على احتلال مجمع الشفاء الصحي والخروج للعالم بنصر وهمي وصور عن احتلال الجنرالات الاسرائيليين غرفة عمليات المقاومة او اسر احد من قيادييها الاساسيين او تصوير جثثهم للعالم، لكنه تبين للعالم ان هذه المعلومات لا اساس لها من الصحة ومستشفى الشفاء مرفق مدني صحي.
وفي المعلومات ايضا، ان الهدف الاساسي والمركزي وراء القرار الدولي بالقضاء على حماس وابعادها عن القطاع له علاقة بغاز غزة واستحالة استثماره واستغلاله اذا بقيت حماس في غزة، بعد ان وقعت الصفقة على الغاز الموجود مقابل شاطىء شمال غزة، ويقدر مخزونه بتريليون دولار، والالتزام رسا على شركة أميريكية عبر صفقة كبرى تتضمن حوافز مالية للأردن و مصر وتركيا.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، الحرب قرارها اميركي، ووقف اطلاق النار بيد بايدن، وذكرت وكالة «بلومبيرغ «، ان الذخائر والصواريخ الاميركية تصل اسرائيل بشكل يومي، وتشمل الاف الصواريخ الموجهة بالليزر، والقنابل الخارقة للحصون، ومركبات مصفحة، واجهزة رؤية ليلية وقذائف مدفعية، بالمقابل، واصلت وكالة رويترز، الحديث عن التوصل لهدنة انسانية لـ 3 ايام يتم خلالها اطلاق 50 اسيرا عند حركة حماس مقابل اطلاق اسرى في السجون الاسرائيلية وادخال مواد تموينية وطبية ومحروقات لوكالات اممية، لكن هذا الامر بقي ضمن التداول الاعلامي حتى الان بسبب الرفض الاسرائيلي، فيما اعلنت حركة الجهاد الاسلامي انسحابها من المفاوضات.
انشاء اجهزة امنية جديدة في الضفة والقطاع
وفي المعلومات ايضا، ان خطة امنية اميركية – بريطانية بتعاون مصري – اردني – اسرائيلي وضعت لاعادة هيكلة اجهزة الامن الفلسطينية في الضفة والقطاع وربطها بالاجهزة الاسرائيلية عبر قناة مركزية وباشراف اميركي بريطاني وعربي، وتتضمن الخطة : انشاء وزارة جديدة تسمى وزارة الامن الداخلي وعلى راسها وزير يعينه رئيس السلطة الفلسطينية بعد حل وزارة الشؤون المدنية ودمجها بوزارة الداخلية، على ان يتم تعيين وكيل لكل من وزارتي الداخلية والامن الداخلي في غزة وتكون صلاحيته كصلاحية الوزير في الضفة.
وتتضمن الخطة ايضا : تقليص ودمج الاجهزة الفلسطينية بجهازين امنيين فقط مع جهاز الدفاع المدني ويخضعون لاشراف وزير الامن الداخلي، ويكون وكيله في غزة نائبا لغرفة العمليات المشتركة.
دمج جهازي الامن الوقائي والمخابرات العامة في جهاز واحد يسمى الامن العام وكذلك انشاء جهاز مخابرات جديد كليا ليس من مهامه الاحتكاك بالناس وله علاقات بالخارج والبحث والتحليل المعلوماتي ورفعها للرئيس ووزير الخارجية فقط.
احالة ثلث العناصرالامنية الحالية والضباط الى التقاعد
الغاء كل القوانين المتعلقة بالاجهزة الامنية الحالية والابقاء على جهاز الحرس الرئاسي.
دمج عناصر الامن الداخلي في غزة بجهاز الامن العام،
تعيين نائب لقادة الشرطة والامن العام والدفاع المدني من غزة ويكون مقره فيها.
حل جهاز الامن الوطني والاستخبارات ودمجهم في الشرطة، على ان يتم اتباع الية جديدة للتنسيق مع اسرائيل عبر قناة مركزية باشراف اميركي بريطاني وعربي وانهاء كل قنوات التنسيق الفرعية في المديريات الامنية.
اعطاء ضمانات بعدم اقتحام اسرائيل المدن الفلسطينية وانهاء اي ارتباطات بين اي جهاز امني وعناصره واي فصيل فلسطيني بما فيهم حركة فتح.
صمود غزة يقلب كل المعادلات
هذه الصفقة معرضة للخطر، مع غيرها من صفقات بايدن ونتنياهو والتامر العربي، في ظل الصمود الاسطوري للفلسطينيين والهجمات على القواعد الاميركية في سوريا والعراق والعمليات النوعية لحزب الله في جنوب لبنان التي تشغل اكثر من ثلث الجيش الاسرائيلي وهجرت المستوطنين من جميع المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة بالاضافة الى القصف الحوثي على ايلات، فمحور المقاومة قرر خوض حرب استنزاف مفتوحة ضد الاميركيين والاسرائيليين في جميع مناطق تواجدهم في المنطقة، كما قررت حماس والفصائل الفلسطينية اغراق الجيش الاسرائيلي في رمال غزة، وهو تقدم في المناطق « الرخوة نسبيا « المجاورة لشاطئ غزة، وسيحاول الدخول الى المقرات الحكومية التابعة لحماس والمراكز المدنية ووممارسة الحرب النفسية، مع تقطيع غزة والسيطرة على الطرقات الرئيسية « والعقد» ولن يتمكن من التوغل حسب مصادر فلسطينية في بيروت، في احياء غزة الداخلية والقضاء على المجموعات القتالية التي لم تتاثر بالتقدم البري الاسرائيلي وما زالت تطلق صواريخها بمعدلات مرتفعة كاليوم الاول لطوفان الاقصى، وما زالت القذائف تتساقط على تل ابيب بينما عمليات الاستهداف للدبابات والجنود الاسرائيليين على وتيرتها المرتفعة، واجبرت الاسرائيلي على الاعتراف بجزء من خسائره.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان اسرائيل لاتستطيع ان تتحمل حرب استنزاف طويلة، وشل حركة الحياة وتعطيل المرافق العامة واستخراج الغاز من بحر غزة، حيث وصلت خسائر اسرائيل الى اكثر من 50 مليار دولار، واحالة موازنات 4 وزارات الى المجهود الحربي مع عمليات تقشف واسعة، وحرب الاستنزاف ستكون نتائجها كارثية على الكيان وصورته التي اهتزت امام العالم، وباتت وحشيته ومجازره بحق الاطفال والنساء والمستشفيات ومستودعات القمح والمطاحن وصمة عار على جبين البشرية جمعاء، وما قام به العدو في مجمع الشفاء جريمة حرب، بعد ان اقتحم المستشفى بعشرات الدبابات مستخدما غزارة نارية غير مسبوقة، رغم انه لم تطلق رصاصة واحدة من داخل المستشفى ولم يجد في الطوابق الارضية الا غرف العمليات واقسام غسل الكلى والتخدير.
عمليات حزب الله
واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية عملياتهم النوعية، ونفذو امس 7 عمليات نوعية ضد اهداف متحركة، فيما قصفت اسرائيل اكثر من 30 بلدة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وقد استهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية امس، ثكنة « راميم « في قرية هونين اللبنانية المحتلة « بالقذائف الصاروخية، كما استهدفوا تجمعا لقوة مشاة في جيش الاحتلال غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ الموجهة وحققوا فيه اصابات مباشرة، كما استهدفوا الية في مثلث الطيحات بالصواريخ الموجهة، كما قصفوا موقع حدب يارون وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالاسلحة المناسبة والقذائف الموجهة وحققوا فيها اصابات مباشرة. كما قصفوا موقع جل الدير بالاسلحة المناسبة وثكنة برانيت بالصواريخ الموجهة.
كما سقط اكثر من 20 صاروخا على كريات شمونة و دوت صفارت الانذار في المستوطنة ومرجليوت في شمال فلسطين المحتلة، واستخدمت اسرائيل القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ وانفجر احد صواريخ» الباتريوت « في سماء الخيام.
وردت مدفعية العدو بقصف اطراف بليدا وميس الجبل والعديسة ويارين وعيترون وبلاط واللبونة ومروحين والخريبة بين الخيام وابل السقي كما استهدفت منزلا في حولا، وقصفت اطراف مركبا ورب ثلاثين في قضاء مرجعيون وخراج كفرشوبا وشبعا. كما قصف الطيران الاسرائيلي رب ثلاثين.
التمديد لقائد الجيش
مراجع قانونية عليا، ابلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد ان طلب استشارتها القانونية في موضوع التمديد لقائد الجيش بالاتي:
1- القانون لا يجيز التمديد مطلقا وهو باطل.
2- لا شيء في القانون يقول « الذي يليه « اي تجيير مهام قائد الجيش لاكبر الاعضاء سنا.
3 – لا يمكن تجاوز قرار وتوصية وامضاء وزير الدفاع في موضوع تعيين قائد الجيش كما يصر ميقاتي، وهو تجاوز لاتفاق الطائف وسابقة خطيرة.
4- القانون يقول، في حال شغور موقع القيادة لاي سبب من الاسباب تذهب مهام القائد الى رئيس الاركان كما حصل مع اللواءين سمير القاضي وشوقي المصري.
واقترح المرجع القانوني، تعيين قائد جديد للجيش لمدة سنة او سنتين فقط، ويمكن تجاوز الخلافات بمرسوم جوال على الـ 24 وزيرا، وهذا الحل يحتاج الى توافق سياسي لكنه المخرج الوحيد، والا تعيين رئيس للاركان.
ويؤكد المرجع القانوني، ان المخرج لتعيين قائد للجيش ورئيس للاركان سياسي بالدرجة الاولى مع احترام المعايير القانونية، وحتى الان لا توافق سياسي على الملف رغم كل التسريبات، فالقوى المسيحية الاساسية ضد التمديد، القوات اللبنانية قدمت مشروع القانون للمجلس النيابي بالتمديد لسنة وبمادة وحيدة، وبري يفضل الحل حكوميا، مع تاكيده ان المجلس النيابي سيد نفسه وهو من يحدد جدول الاعمال واعلن بري، انه في حال تعثر المخارج في مجلس الوزراء فان مجلس النواب سيمارس دوره وسيعقد جلسة تشريعية الشهر القادم، واللافت ان كتلة الاعتدال الوطني مع نواب مستقلين اقترحوا اصدار مرسوم واحد يقضي بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لسنة واحدة . ومن المتوقع ان يلاقي هذا الطرح معارضة من العديد من القوى السياسية لانه يخالف ما اعتمد في الامن العام وحاكمية مصرف لبنان وقائد الدرك.
وفي المعلومات، ان حزب الله ما زال معارضا للتمديد، والمردة ايضا رغم تصريحات فرنجية الاخيرة، وجوني القرم وزياد مكاري لن يحضرا اي جلسة للتمديد لقائد الجيش، والنصاب الحكومي لن يكتمل رغم كل التسريبات، حتى محاولات تيمور جنبلاط خلال جولته في البترون لم تصل الى نتيجة والمواقف على حالها، ووصفت مجلة الانباء الالكترونية التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي الزيارة للبترون بالسياحية، وعاد تيمور جنبلاط والتقى وفد الجمهورية القوية والنائب طوني فرنجية.
وفي ظل هذه الاجواء، هل تعقد جلسة لمجلس الوزراء اواخر كانون الاول بحضور جميع الوزراء لمرة واحدة واستثنائية ويتم تعيين قائد للجيش لمدة سنة او سنتين او عبر مرسوم جوال، والا، هناك مشكلة حقيقية في الجيش اللبناني لم تجد طريقها الى الحل بعد خصوصا ان جنبلاط مصر على عدم تولي رئيس الاركان الدرزي في حال تعيينه مهام قائد الجيش في هذا الظرف العصيب والاستثنائي، والاتصالات ستبقى مفتوحة، فهل يطرح ملف التمديد في جلسة مجلس الوزراء صباح اليوم ويتم اقراره بتوافق سياسي وتجاوز القانون، ام يتعطل النصاب او تتجاهل الحكومة الملف بانتظار ظروف افضل ؟.
صفقتا البريد والفيول
المشاكل التي تعصف بالحكومة ليست متعلقة بقيادة الجيش فقط، بل بروائح الصفقات في الفيول والبريد وغيرها من الوزارات، وفيما لبنان يمر باخطر مرحلة في تاريخه منذ الاستقلال وسط حرب اسرائيلية مفتوحة فان مجلس الوزراء يحاول تمرير صفقات بالتراضي في البريد والفيول خارج ديوان المحاسبة والقوانين المرعية مع دعم رئيس الحكومة للوزير جوني القرم في تلزيم البريد لشركة لبنانية فرنسية لمدة 9 سنوات رغم الرفض القاطع من ديوان المحاسبة، علما انها الشركة الوحيدة التي دخلت المناقصة وهذا مخالف للقانون، ويربط وزيرا المردة حضور جلسات مجلس الوزراء باقرار تلزيم البريد للشركة المذكورة، في حين يصر وزير الطاقة وليد فياض على شراء باخرة الفيول رغم رفض ديوان المحاسبة للصفقة كونها مخالفة للشروط القانون وعمليات الشراء . ومن المتوقع ان يناقش الملفين في الجلسة الحكومية اليوم.
الجمهورية عنونت: موسكو: لبنان وايران لا يريدان الحرب .. وتأخير التسريح بين ضرورته والتلويح بـ«الدستوري»
وكتبت صحيفة “الجمهورية”: تتابع اسرائيل إجهازها على كلّ مقومات الحياة في قطاع غزة، وتعميق ما وصفه الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بـ»كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات». ولعل أسوأ تجليات حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل على القطاع ما اعتبرته إنجازاً لها بتمكّن جيشها من اقتحام «مجمع الشفاء الطبي» في القطاع، ممهّدة لذلك بدعاية انّ حركة «حماس» تحتجز الاسرى الاسرائيليين فيه، وتتخذ من هذا المجمع ملاذاً لمقاتليها، وانها تقيم مركز قيادتها الرئيسي داخله وتحته، وهو الأمر الذي دَحضه الاعلام الاسرائيلي الذي أكد بعد اقتحام المحمّع «عدم وجود اي مؤشر الى وجود للأسرى فيه، وكذلك عدم وجود أيّ أثر لمقاتلي حماس».
وبرغم هذا «الإنجاز» الذي سجّلت فيه اسرائيل انتصاراً على المرضى والاطفال والأطباء والممرضين، قبل ان تنسحب منه وفق ما ذكرت وكالات الانباء، فإنّ أفق حرب الإبادة القائمة ما يزال مفتوحاً على شتى الاحتمالات، في ظل المواجهات الضارية في غزة، واستمرار القصف الصاروخي الذي لم يتوقف على المدن والمستوطنات الاسرائيلية. وكذلك على ما تعتبرها اسرائيل جبهتها الشماليّة مع لبنان التي ارتفعت فيها حدة المواجهات في الآونة الأخيرة الى ما فوق الغليان، وباتت تُنذر بانزلاق هذه الجبهة الى انفجار كبير.
واذا كان اقتحام مجمّع الشفاء قد فرضَ حالة من الترقّب لما ستؤول اليه المواجهات الجارية في القطاع، خصوصاً ان الاعلام الاسرائيلي بدأ يتخوّف مما سمّاها «حرب الشتاء، فبعد اسبوعين ونصف داخل القطاع يوجد خطر ان تصبح القوات في غزة، التي لم تعمل في الاحياء بعد، في حالة عدم تحرّك وقابلة للاستهداف» على ما أوردته صحيفة «هآرتس». فإنّ الجبهة مع لبنان، وعلى ما يؤكد المحللون السياسيون والعسكريون الاسرائيليون، باتت تشكّل عامل ضغط كبير جدا على المستويين السياسي والعسكري الإسرائيليَّين. وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية انّ التطورات العسكرية على جبهة الشمال تشكل قلقا اضافيا لدى اسرائيل التي تواجه مقاومة شرسة في غزة. وعَكست خوفا بالغا لدى سكان المستوطنات في الشمال التي اصبحت منطقة أشباح، ونقلت عن رئيس المجلس الإقليمي، ماتيه ايشر موشيه دفيدوفيتش، قوله ان السكان لن يعودوا إلى الشمال لأنّ نصرالله وعناصره لا يزالون هناك».
تهديدات
وإزاء تصاعد التهديدات الاسرائيلية تجاه لبنان، وآخرها ما اعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من انه وجّه الجيش الاسرائيلي بالاستعداد لجميع السيناريوهات للتعامل مع «حزب الله» في الشمال»، وقال: هدفنا اولاً، وقبل كل شيء هو الانتصار الكامل على حركة «حماس» وعودة الاسرى، وبعدها سنتعامل مع الشمال»، أعلن «حزب الله» على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم «اننا لا نخشى تهديدات اسرائيل، واذا قررت حرباً فسنواجه بكل ما أوتينا من قوة، ولنا كل الثقة في اننا سنربح كل حرب ممكن ان نخوضها مع الكيان الاسرائيلي».
«الحزب»: مستمرون
وقالت مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» لـ«الجمهورية»: «انّ استنزاف العدو سيستمر بوتيرة تصاعدية، والعمليات ستتواصل طالما انّ عدوانه مستمر على قطاع غزة، وهو ما أكّد عليه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله».
ولفتت المصادر الى «انّ «حزب الله» في ذروة جهوزيته لأيّ احتمال على الحدود، وقد صَعّد من وتيرة عملياته في الآونة الاخيرة، لأنّ أي تَراخ امام هذا العدو سيجعله يتمادى في عدوانه اكثر، فالعدو تجاوز قواعد الاشتباك وحاول ان يفرض قواعد جديدة بتماديه في اعتداءاته الى عمق الاراضي اللبنانية لمسافة اربعين كيلومترا عن الحدود، حيث وصلَ الى الزهراني واقليم التفاح والبقاع الغربي، ولذلك كان لا بد للمقاومة من أن ترسل رسالة واضحة للعدو، لتكرّس من خلالها معادلة: مدني – مدني، بيت – بيت، عسكر – عسكر، وعمق – عمق». وكما هو واضح فإنّ العدو، وبعد العمليات المكثفة التي نفذتها المقاومة كمّاً ونوعاً وشمولية مطلع الاسبوع الجاري، فهمَ الرسالة، وهو الامر الذي دفع الجيش الاسرائيلي الى طلبه للمستوطنين في مستوطنات الجليل العودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية».
وبحسب المصادر عينها فإنّ «حزب الله» يبقي الاحتمال قائماً بأن تبادر اسرائيل الى عدوان على لبنان. وإنّ تطوّر الامور، كما قال السيد نصرالله، رهن بتطورات الميدان العسكري، كما يُبقي على جهوزيّته في اقصى مداها لمواجهة اي احتمال». واستخلصت المصادر من اجواء الحزب ما مفاده انه «يتوعّد اسرائيل بمواجهة شرسة لأي عدوان تقوم به، ولن يترك لها ان تسبيح لبنان، ويخبىء للاسرائيلي ما يعلمه لديه، وما لا يعلمه».
الأميركيون مجدداً
على انّ اللافت في هذا السياق هو انّ القنوات الاميركية بقيت مفتوحة مع لبنان، في ما بَدا انه جهد متواصل تبذله الولايات المتحدة الاميركية لاحتواء الموقف وعدم انزلاقه الى مواجهات اكبر، وعلى ما قال مسؤول كبير لـ«الجمهورية» ان واشنطن لا تريد تصاعد حدة المواجهات لكي لا ينتج عنها واقع اكثر خطورة، وما زالت تشدد على منع «حزب الله» من جَرّ لبنان الى حرب». وفسّر المسؤول عينه كثافة الحضور الاميركي على خط التهدئة، فإنه تعبير عن خشية كبرى لدى الولايات المتحدة من أنّ تطوّر الامور في الجنوب اللبناني قد يؤدي الى أن تتدحرج في المنطقة الى حرب واسعة النطاق لا يُعرف مداها، وما قد ينتج عنها، والتدحرج الى الحرب يشكل تهديداً لمصالح اميركا في المنطقة».
باريس: حماية لبنان
وضمن هذا السياق، يأتي تحرك المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في اتجاه المسؤولين، وكذلك تتحرّك قوات اليونيفيل في الجنوب مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لدرء مخاطر الانزلاق الى حرب، وفق ما أكده قائدها العام الجنرال ارولدو لاثارو، الذي قال انّ الوضع على الحدود يُنذر بمخاطر، بالتوازي مع حراك فرنسي في هذا الاتجاه. وعلمت «الجمهوريّة» ان وفدا فرنسيا يزور بيروت حاليا، نقل اجواء تفيد بأنّ باريس، ومنذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، تحرّكت على خطين: الأول مع لبنان، وأرسلت رسائل مباشرة بوجوب حماية لبنان وتجنّب مفاقمة التصعيد العسكري في الجنوب. والثاني مع اسرائيل، بتوجيه تحذيرات مباشرة من حرب اسرائيلية تجاه لبنان وعدم انفاذ التهديدات التي اطلقتها اسرائيل باستهداف مدنه، لا سيما بيروت».
الموقف الروسي
وبرز في هذا السياق، تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب وكالة «نوفوستي»، بأنّ طهران وبيروت لا تريدان التورّط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات». وقال لافروف: «لا أعتقد أنّ إيران أو لبنان يرغبان في التورّط في هذه الأزمة، ولا أرى أيّ رغبة من جانب أيّ من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير».
الوضع الميداني
في هذه الاجواء، حافظت منطقة الحدود الجنوبية على وتيرة عالية من التوتر، في ظل استمرار عمليات القصف الاسرائيلية للجانب اللبناني من الحدود، حيث استهدف بالقصف أطراف بلدات: طير حرفا، عيتا الشعب، جبل بلاط، حولا، العديسة، مركبا، رب ثلاثين، الخيام، كفر شوبا، الناقورة، علما الشعب ويارون، شيحين، الجبين، بليدا، سهل الخيام، تل النحاس، برج الملوك، اللبونة ومحيط مركز الجيش في قرية سردا. فيما أعلن «حزب الله» عن تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت آلية عسكرية اسرائيلية في مثلث الطيحات، موقع حدب يارون، موقع رويسات العلم في مزارع شبعا، تجمعاً للمشاة غرب بركة ريشا وجنوبها، ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية). فيما دَوت صفارات الانذار في المطلة، وكريات شمونة وكفرجلعادي ومنطقة الجليل الاعلى والاوسط.
اليونيفيل لتحقيق العدالة
في سياق جنوبي آخر، قال الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي إنّ «بعثة حفظ السلام اطلعت على التقارير التي تفيد بأنّ السلطات اللبنانية أطلقت الليلة الماضية سراح الشخص الذي اعتقلته، بعد الهجوم الذي أدّى إلى مقتل جندي حفظ السلام التابع لليونيفيل شون روني بسبب تدهور حالته الصحية». ولفت تيننتي الى أننا «نعمل على التأكد من هذه المعلومات من المحكمة العسكرية، والحكومة اللبنانية أعلنت في مناسبات عدة التزامها تقديم الجناة إلى العدالة». وقال: «اليونيفيل تواصل الحَث على محاسبة جميع الجناة وتحقيق العدالة للجندي روني وعائلته».
التمديد لقائد الجيش
سياسياً، بقيت قضية تأخير تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون البند الابرز الطافي على مائدة المتابعات الداخلية، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» فإنّ هذا الملف لم يخرج بعد من دائرة التجاذب حوله، في الوقت الذي تتكثّف فيه الاتصالات لحسم هذا الملف، وضمن فترة لا تتعدى الاسبوع المقبل. فيما برز في موازاة ذلك اقتراح نيابي جديد قدّمه نواب كتلة الاعتدال ويرمي الى تمديد ولاية قادة الاجهزة الامنية لمدة سنة. وزار مقدّمو الاقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال النائب محمد سليمان بعد اللقاء: الرئيس كان متجاوباً وواضحاً وأبلغ ذلك لكتلة «القوات». واليوم أبلغنا بأنّ الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء، واذا تعذّر ذلك فهو جاهز لأخذ القرار في المجلس النيابي لِما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة».
ونقل زوار الرئيس بري من النواب لـ«الجمهورية» عنه، بعد تقديم اربعة اقتراحات قوانين لتمديد مهام قائد الجيش والقادة الامنيين من رتبة عماد ولواء، انه يتفهّم شمولية التمديد ولا يعارضه، لكنه ما زال ينتظر خروج الحل لملء الشغور في المواقع العسكرية والامنية من الحكومة، واذا تعذّر على الحكومة ذلك لأسباب سياسية وإجرائية فإنه سيدعو الى جلسة نيابية عامة مطلع الشهر المقبل يضع في جدول اعمالها الاقتراحات النيابية من ضمن البنود الاخرى.
واكدت المصادر النيابية أهمية شمولية التمديد، ليس لأسباب طائفية او مذهبية بل لأنّ ظروف البلد في ظل التوتر الاقليمي لا تحتمل اي تأخير او فراغ في اي موقع عسكري وامني، لا سيما ان المؤشرات تدل على انّ انتخاب رئيس للجمهورية موضوع على الرَف ولا يوجد اي حراك حوله. وقالت: انّ الضرورة تفرض استمرار إمساك القادة الحاليين بقرار مؤسساتهم افضل من الوكيل او الموقت.
ورجّحت المصادر ان يتم حل الموضوع عبر مجلس الوزراء خلال الاسبوعين المقبلين، من خلال مراسيم تعيين قائد جديد للجيش ورئيس للأركان واعضاء جدد للمجلس العسكري، اذا نجحت المساعي القائمة، أو يتم تمديد تسريح قائد الجيش اذا لم تسفر الاتصالات عن التوافق على التعيين، خاصة انّ التعيين يجب أن يتم عبر اقتراح لوزير الدفاع بحسب القانون. مشيرة الى انّ وزير تيار المردة سيحضر جلسة مجلس الوزراء التي ستبحث موضوع الشغور العسكري، كما اشارت الى وجود ثلاثة اسماء مرشحة لقيادة الجيش يتم التداول بها.
مُمانعة وعوائق
وعلمت «الجمهورية» انّ ممانعة حسم هذا الملف لجهة تأخير تسريح قائد الجيش باتت محصورة في التيار الوطني الحر، فيما بادر «حزب الله» قبل ايام الى ابلاغ الجهات المعنية بهذا الملف بأنه لا يشكل عائقاً لأي خطوة يتفق عليها لحسمه، وبالتالي فإنّ الحزب لا يمانع تأخير تسريح العماد عون، ولا يمانع ايضاً تعيين قائد جديد للجيش، أو تعيين رئيس للاركان أو تعيين مجلس عسكري جديد، المهم هو ان توجِدوا الحل لهذه المسألة وتتفاهموا عليه».
على انّ العائق الاساس الذي ما زال يعترض تأخير تسريح قائد الجيش يتمثّل في موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرافض لذلك، خصوصا انّ اقتراح التمديد سيأتي اولاً من قائد الجيش الى وزير الدفاع موريس سليم الذي يلتزم بقرار مرجعيته السياسية (التيار)، ثم انّ اتخاذ مجلس الوزراء لأي خطوة في هذا الاتجاه ما زال محل اشكالية برغم ان دراسة قانونية تجري مراجعتها في هذا الصدد».
واذا كان ثمة من يعتبر انّ هناك مخرجاً من شأنه تدارك كل الاشكالات، ويتمثّل في الاكتفاء بتعيين رئيس جديد للاركان ينوب عن قائد الجيش في حال انتهاء ولايته في 10 كانون الثاني المقبل، الا انّ هذا الامر محل اعتراض جنبلاطي حيث أفيد بأنّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يُمانع ان يتولى رئيس الاركان (الدرزي) ادارة الجيش في هذه المرحلة الحساسة.
ويعكس ذلك ما قاله النائب وائل ابو فاعور بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس: الصيغة الفضلى أن يتم التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري. وإذا كان هناك منطق انه لا يجوز تعيين قائد للجيش بغياب رئيس الجمهورية، فإنّ الرَد على هذا الأمر، إضافة إلى مؤهلات ومواصفات القائد الحالي للجيش، يكون بالتمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري كي نضمن أن هذه المؤسسة تحظى بالاستقرار وكي لا يكون حول مؤسسة الجيش أي شعور من عدم اليقين يمكن أن يؤثّر على المهمات الوطنية التي تقوم بها»، مشيراً الى أن المداولات الأخيرة تقول إنّ هناك شبه تفاهم بين عدد كبير من القوى بأنّ المسؤولية الوطنية والضرورات الوطنية تقتضي بأن يكون هناك تمديد وتعيين مجلس عسكري».
المجلس الدستوري
وبحسب ما تم تداوله في الاوساط المعنية بهذا الملف، فإنّ تعيين قائد جديد للجيش من قبل مجلس الوزراء دونه اشكالات ايضاً برغم انه يشكّل مطلباً صريحاً للتيار الوطني الحر، حيث لا اجماع عليه، بل انّ الغالبية الساحقة من المكونات السياسية باتت تميل الى تمديد ولاية قائد الجيش.
وحتى ولو طُرح موضوع التمديد لقائد الجيش في مجلس النواب، الذي يشدد رئيس المجلس نبيه بري على صلاحية السلطة التنفيذية في حسم هذا الامر سواء بالتمديد او التعيين، فإنّ الاقتراح المقدّم من قبل كتلة القوات اللبنانية لتأخير تسريح من هم في رتبة عماد، والمحصور فقط بقائد الجيش، أمامه عقبة اساس حتى ولو تم إقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب، تتمثّل بالمجلس الدستوري، حيث قد يُبادر المعارضون لهذا الامر الى تقديم مراجعة طعن الى المجلس الدستوري، الذي سيقبلها فوراً ويبطل قانون التمديد، ارتكازاً على القاعدة القانونية القائلة بعدم جواز التشريع لشخص بعينه.
يبقى انّ الايام القليلة فاصلة حيال هذا الملف، الذي قد يطرح في جلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل، علماً انّ مصادر مسؤولة كشفت لـ«الجمهورية» انها بعد فرط انعقاد جلسة مجلس الوزراء بداية الاسبوع الجاري، كانت في اجواء ان تعقد الجلسة اليوم الخميس (للبَت بهذه المسألة) وتأجيلها الى الاثنين أمر يثير الاستغراب».
جعجع و«التيار»
وفيما اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «ضرورة عدم التفريط بتماسك المؤسسة العسكرية او زَجها في مغامرات وتجارب غير مضمونة النتائج، فضلاً عن تجنيبها اي عملية تغيير في خضمّ المرحلة الدقيقة»، اعتبرَ التيار الوطني الحر، في بيان لمجلسه السياسي بعد اجتماعه برئاسة النائب باسيل أمس، ما سمّاها «حملة سياسية إعلامية تهويلية مُبرمجة تدعو الى التمديد للعماد قائد الجيش بحجّة الخوف من الفراغ في قيادة الجيش مع بلوغ قائده السن القانونية، أنها حملة ذات أهداف سياسية ليست خافية على احد، إذ يعرف الجميع انه لا يوجد أي احتمال لحصول الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية لأنّ الأمرة بالرتبة هي التي تحكم حتى في خلال الحرب فكيف خارجها، خصوصًا انّ الحلول القانونية متوفرة وكثيرة لمنع اي فراغ، فلماذا اللجوء الى حلول غير دستورية وغير قانونية تسبّب الطعن والمراجعة فيها امام المجلس الدستوري او شورى الدولة؟».
ولفت إلى أنّ «الحرص المُستجد للبعض على الجيش، لا يلغي تاريخهم معه ولا تفكيرهم تجاهه، كما لا يلغي حرص التيار الوطني الحر على الجيش، وهو السبب الوحيد لرفض المساس والتلاعب به وبقوانينه وإقحامه في السياسية».
وأوضح المجلس أنّ «الاحتكام للدستور وللقانون الذي احتاط لهذه الحالات هو الحل لمعالجة اي مشكلة، لذلك يحذّر المجلس من أن أي مخالفة للقانون او اعتماد اي اجراء يضرب الدستور في الصميم كاستبدال صلاحيات الوزير بقرار لرئيس الحكومة وبمجلس الوزراء خاصةً بوجود الوزير، أو اعتماد نظريّات عجيبة تقلب كل الهرميّات في الدولة من الحكومة الى الوزارة الى الادارة العامة، او مخالفة مبدأ شمولية التشريع او اي مخالفة اخرى ستمسّ حُكماً بوحدة المؤسسة العسكرية وانتظامها وستجعل أي اجراء مماثل ساقطًا وقابلًا للطعن لا بل مُنعدم الوجود».
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 16 تشرين الثاني 2023
النهار
عُلم أن إبلاغ رسائل إلى مسؤولين لبنانيين مستمر، لا سيما من قِبل السفيرة الأميركية والسفير الفرنسي، ولكن بعيداً عن الأضواء، بعد تدابير أمنية غير اعتيادية اتخذتها السفارتان المذكورتان.
أحد المحافظين قصد برفقة نواب عدداً من السفارات العاملة في لبنان لطلب المال والمساعدات لملاقاة خطة الطوارىء في منطقته وقد ووجهوا بالرفض العلني ماعدا سفارة احدى دول اميركا الجنوبية التي طلبت مراجعتها لاحقاً.
بعدما وزع أحد الوزراء أذونات خاصة مرفق عام علق أحد النواب السابقين بالقول “لو الظروف أحسن من هيك كنت طلبت أعمل حفلة… لابني الصغير.
*******
الجمهورية
رأت مصادر متابعة أن ما صدر عن القمة العربية لا يرضي أحداً، لا الممانعة ولا خصومها.
قالت أوساط متابعة إذا كانت تسمية رئيس الجمهورية هي نتيجة تقاطع الداخل مع الخارج فإن تسمية رئيس الحكومة مدخلها دولة إقليمية.
حرص حزب فاعل على إستمرار التواصل مع دولة أوروبية على رغم موقفها من الحرب على غزة.
*******
اللواء
ينشط وسطاء في ملفات معقدة على الحؤول دون حصول اشتباكات أو ضربات تؤثر على حركة مرور سفن الطاقة في البحر الأحمر.
بات بحكم المؤكد أن الأساتذة المتقاعدين في الجامعة، خصصت لكل واحد منهم مساعدة، تعويضاً عن مساعدة الانتاج، لا تقل عن 400 دولار أميركي.
لوحظ اختفاء العملات الصغيرة من فئة 20 دولاراً وهبوطاً، على خلفية جمعها لأغراض تتعلق برواتب الشهر المقبل.
*******
البناء
قال مسؤول عربيّ معنيّ بملف التفاوض حول تبادل الرهائن والأسرى بين حركة حماس وجيش الاحتلال إن مسودة الاتفاق صارت جاهزة وفيها ثلاث خانات فارغة لملئها بما يتم الاتفاق عليه، وتطال اختيار مدة الهدنة بين 3 و5 أيام، وعدد الرهائن بين 50 و75 وعدد الأسرى بين 150 و250 وتوقع أن يكون اليوم حاسماً وفق المساعي القطرية مع حماس والأميركية مع حكومة الكيان، خصوصاً بعدما حسم أمر مجمع الشفاء، فدخل إليه الاحتلال واعتبر الدخول إنجازّا ولم يستطع تقديم دليل ضد حماس ما اعتبرته حماس إنجازًا.
رأى مسؤول أمني سابق أن مسار الأيام الممتدّة منذ عملية السابع من تشرين يقدّم صورة سيئة جداً، لكفاءة المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها سواء على مستوى الكفاءة الوقائية أو القدرة على جمع المعلومات الدقيقة للعمليات الحربية أو كفاءة خوض الحرب الدعائية. وأن المخابرات الأميركية ظهرت مجرد مرآة لما تراه وتقوله المخابرات الإسرائيلية في كل ما يتصل بشؤون تعني كيان الاحتلال ما يعني حلّ فروعها الخاصة بتكوين مصادر مستقلة ما جعلها تدفع من سمعتها ثمناً كبيراً.
*******
الأنباء
طرح جديد يعقّد محاولات حل ملف عالق ولا يساعد على إيجاد مخرج.
أضرار كبيرة لحقت بالمزارعين في المنطقة الحدودية وبعض القرى حتى البعيدة نسبياً لم تتمكن بعد من قطف المحاصيل وتحديداً الزيتون.