سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: حراك “الخماسية” على وقع نتائج زيارة هوكشتاين

 

الحوارنيوز – خاص

عكست صحف اليوم في افتتاحياتها مضمون تحرك سفراء دول “المجموعة الخماسية المعنية بالأزمة اللبنانية” التي عاودت اجتماعاتها أمس بعد أيام على رحيل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، في محاولة لتحريك المياه الرئاسية الراكدة ومواكبة مبادرة كتلة الاعتدال الوطني المتعلقة بفكرة الحوار والتشاور السابق بين الكتل النيابية، والوصول الى تفاهم أو توافق حيال عدد من المرشحين قبيل الدعوة رسميا الى انتخاب رئيس جديد.

فهل ستنجح “الخماسية” في مسعاها المتجدد أم أن الانتظار لا زال سيد الموقف؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: الخماسية تؤيّد “الاعتدال”… و”الحزب” يلوّح بالمرونة

وكتبت تقول: بعد أيام قليلة من زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لبيروت وما أحاطها من لغط متعمد “داخلي المنشأ والأهداف والتوظيف” استهدف الإيحاء بتبدل مسار الإمساك بالأزمة الرئاسية على وقع القلق المتعاظم في شأن الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، اكتسب الاجتماع الذي عقده امس سفراء دول المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في السفارة القطرية في بيروت دلالات بارزة جاءت بمثابة تبديد لكثير من الانطباعات المشوشة على مسار هذه المجموعة وافتعال مطبات أمامها. وتاليا يتسع الرد لنفي شائعة انسحاب الولايات المتحدة من المجموعة الخماسية لتغدو رباعية فقط. ووفق المعطيات التي أحاطت باجتماع السفراء الخمسة فهو شكل ردا ثلاثي الأهداف، على ما اثير ويثار أخيرا حيال مسار المجموعة. الرد الأول يتصل بنفي ان تكون مهمة هوكشتاين قد اتسعت لـ”تبتلع” مسار المجموعة الخماسية، اذ ان الملف الرئاسي لا يزال في عهدتها حصرا ولا رابط بينها وبين مهمة هوكشتاين المحددة باحتواء التصعيد الأمني والحربي بين إسرائيل و”حزب الله”. والرد الثاني يتصل بتبديد كل الموجات المتعاقبة عن خلافات بين الدول أعضاء المجموعة وتحديدا وجود تباينات بين بعضهم ودولة قطر تحديدا. ولذا كان الاجتماع البارحة في السفارة القطرية تبعا لاتفاق على دورية انعقاد الاجتماعات في كل من سفارات الدول الخمس. اما الرد الثالث فهو ابعد من رد ويتصل بمعلومات مؤكدة تفيد بان المجموعة ايدت مبادرة وتحرك “كتلة الاعتدال الوطني” في شأن رسم خريطة طريق تشاورية ومن ثم انعقاد جلسة انتخابية مفتوحة تتيح انتخاب رئيس الجمهورية.

وأصدرت السفارة القطرية بيانا بعد الاجتماع اشارت فيه إلى انه “تم خلال اللقاء، استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي”. ولفتت إلى أن “السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن”.

يشار الى انه من التحركات اللافتة حيال ملف الازمة الداخلية، سجل لقاء أقامه النائب ميشال ضاهر، في دارته في الفرزل مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون في حضور النواب نعمة افرام، ميشال معوض، آلان عون، الياس حنكش، الياس اسطفان، ميشال دويهي، مارك ضو، هاكوب ترزيان وسجيع عطية. وأشار المكتب الإعلامي للضاهر إلى أن “اللقاء كان مناسبة للبحث في آخر التطورات في المنطقة، وخصوصا موضوع الحرب في غزة وجنوب لبنان. كما أطلع عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية الحاضرين على مستجدات مبادرة التكتّل لانتخاب رئيسٍ للجمهورية”.

“الحزب ” وعون

وفي غضون ذلك بدا لافتا “عرض المرونة” في الداخل الذي تعمد “حزب الله” إبرازه أمس سواء في موقف “كتلة الوفاء للمقاومة” من الملف الرئاسي، او من خلال زيارة وفد الكتلة للرئيس السابق ميشال عون في دارته في الرابية للمرة الأولى منذ مدة غير قصيرة. واثار هذا “العرض” تساؤلات عما اذا كان الحزب يهيئ المسرح لموقف انفتاحي في الأزمة الرئاسية من خلال رده المنتظر على مبادرة “كتلة الاعتدال الوطني” ام ان تحركه لمحاولة ترميم الفجوة الكبيرة في علاقته بـ”التيار الوطني الحر” تتصل باستشعاره فداحة الهوة التي ارتفعت بينه وبين سائر القوى المسيحية وخصوصا في ظل المواقف الحازمة والقاطعة لبكركي من رفض “ربط الساحات” وانزلاق لبنان الى الحرب وهو موقف يحظى بنسبة عالية جدا من التاييد المسيحي.

ولذا استوقف المراقبين اعلان “كتلة الوفاء للمقاومة” في بيانها انها “عرضت لمداولات رئيسها مع وفد تكتل الاعتدال النيابي الذي طرح مضمون مبادرته للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية يمارس صلاحياته الدستورية في إدارة شؤون البلاد، وإذ أبدت الكتلة حرصها على التوصل إلى مخرج وفاقي للأزمة الرئاسية فقد ناقشت موقفها المفترض إبلاغه لاحقا الى الزملاء في تكتل الاعتدال النيابي ليبني على الشيء مقتضاه”.

وتزامن ذلك مع استقبال الرئيس عون في دارته في الرابية وفد كتلة “الوفاء للمقاومة” الذي ضم النواب محمد رعد، علي عمار وحسن فضل الله، الذي أعلن بعده رعد ان “الاتصال القائم بيننا وبين فخامة الرئيس ميشال عون هو خط دائم ومستمر لم ينقطع في السابق ولن ينقطع أبدا، وهو خط يبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس اللبنانيين على إختلاف مناطقهم وطوائفهم نظرا لتاريخ التعايش والشراكة الحقيقية التي نعيشها في ما بيننا في مقاربة القضايا الوطنية”. واضاف “هذه الزيارة كانت فرصة لاطلاع فخامة الرئيس على الاوضاع الميدانية الدقيقة والموضوعية بعيدا عما يتم من تراشق من هنا وهناك. وابدينا ما يمكن أن يعزز الوحدة الوطنية في مواجهة تحدي العدو الصهيوني”. وقال “في وضعنا اللبناني نحن بحاجة الى ان نبدي نوايانا الحسنة ونصر على التخاطب المسؤول بين كل الفئات والمعنيين بشأن هذا البلد وصولا الى حل المشاكل الرئيسية التي نعاني منها”.

وقالت أوساط “التيار” لـ”النهار” ان اللقاء كان صريحاً وواضحاً دون تسجيل أي عتب على أي من المواقف التي صدرت. وشرح وفد “حزب الله” للرئيس عون أن تأخر الزيارة كان سببه توضيح الأمور، شارحاً الوضع في الجنوب وأن الحرب هي وقائية، مع تأكيد عدم الرغبة في توسعة رقعة الحرب وجلب المزيد من الدمار، لكن في الوقت عينه لا يترك الإسرائيلي فرصة للتدمير والأذية إلّا يستخدمها.

وبحسب الأوساط عينها، فإن وفد الكتلة أكد أنه لا يربط الوضع جنوباً أو يصرف نتائج الحرب أو يقايضها بالاستحقاق الرئاسي ولا نيّة لذلك، ولا سيما أن أزمة الشغور سابقة للحرب.

أما الرئيس عون فقد شرح من جهته سبب رفضه مبدأ “وحدة الساحات” وأنه لا يمكن تحميل لبنان حرباً في ظلّ غياب إجماع عربي. وتقول الأوساط لـ”النهار” إن الكلام الاستراتيجي وطنياً في العلاقة بين التيار والحزب يُبحث مع الرئيس عون، لكن البحث في السياسة وكيفية تطوير هذه العلاقة ومناقشة الحلول لا تكون إلّا مع رئيس التيار النائب جبران باسيل. وفي هذا الإطار تعتبر المصادر أن “حزب الله” أخلّ في السابق بموضوع مكافحة الفساد والآن يغطي قرارات الحكومة والتعيينات من دون توقيع جميع الوزراء أو حتى وزير الوصاية وأنه بينما هم يقومون بذلك يضربون الشراكة الوطنية والدستور، فيما كان مطلب “التيار” ولا يزال تثبيت الشراكة على أساس “العقد الميثاقي” ومن دون حصص، بدل الحكم على قاعدة أكثرية وأقلية. وتتابع الأوساط إن “التيار” احترم الشراكة في رئاسة المجلس النيابي، محمّلةً مسؤولية ما يحدث راهناً للثنائي الشيعي والرئيس ميقاتي. وتختم بالقول: “هذه معركة تثبيت الشراكة، ولا تبحث إلا مع رئيس التيار ولا يمكن أن تنقضي بزيارة وفد”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: مهمة هوكشتين مجمّدة وحزب الله يتجاهل تهديدات العدو

وكتبت تقول: أكّد حزب الله أمس أن التهويل الذي تروّجه جهات غربية بالوكالة عن العدو بإعطاء إسرائيل مهلة حتى 15 الجاري للتوصل إلى تسوية سياسية لن يجدي نفعاً. فيما قالت مصادر رسمية لـ”الأخبار” إن الموفد الأميركي عاموس هوكشتين جمّد مهمته وقرّر العودة إلى بلاده واستدعى مساعده الذي أبقاه في بيروت لمتابعة الاتصالات، بعدما بدا أن مفاوضات التهدئة في غزة وصلت إلى طريق مسدود. وأضافت أن المبعوث الأميركي “لن يعود إلا بعد إقرار الهدنة، لأنه لم يحصل على جواب عمّا إذا كانت المقاومة ستوقف عملياتها في حال أعلنت إسرائيل هدنة من طرف واحد، أو في حال صدر قرار عن مجلس الأمن في هذا الشأن”. وقالت مصادر متابعة إن “مبادرة هوكشتين فرطت عملياً مع الأنباء عن انهيار مفاوضات القاهرة”، مشيرة إلى أن “بيت القصيد في المبادرة هو عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة، فيما بقية البنود، كنشر الجيش وغيره، لزوم ما لا يلزم”. ولفتت إلى إشارة النائب السابق وليد جنبلاط، في حديث صحافي أمس، عن سؤاله هوكشتين عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستزيد مساعداتها المالية للجيش. وردّ الأخير بأنه “لا يمكن تمرير مثل هذا الاقتراح عبر الكونغرس”.وتوجّه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمس، إلى من ينقلون التهديدات بالقول: “أتهدّدوننا بإسرائيل؟ أصبحت إسرائيل بالنسبة إلينا أوهن من بيت العنكبوت، وننظر إليها بأنها إلى زوال”. فيما “نصح” الإسرائيليين بـ”وقف التهديد لأن هذا معيب بحقهم، ولأن كل هذه التهديدات ليست منتجة”. وأكّد: “إن هجمت إسرائيل فسنكسر لها أرجلها هي ومن معها. وإن اعتدت ردَّينا. وإذا قاتلت قاتلناها”، مشدّداً على “أننا لا نهدِّد على مستوى الإعلام، وإنما نستعد لأيّ يوم تختاره إسرائيل لتوسّع معركتها، وسنكون لها بالمرصاد”. وكرّر “أننا قرَّرنا مساندة غزَّة علناً، وقلنا مراراً وتكراراً إنَّ هذه المساندة هي جزء لا يتجزأ من مساندة لبنان وشعبه”.

وقالت مصادر مطّلعة إن “مهلة 15 آذار” تأتي في سياق “النمط الفاشل من الحرب النفسية التي تشارك فيها جهات غربية على المقاومة وبيئتها”، عبر الإيحاء بضيق الوقت قبل الوصول إلى حرب مفتوحة، وإلى أن حزب الله الذي لا يريد حرباً ليس أمامه تفادياً لهذا السيناريو إلا إظهار قدر من المرونة والتنازل. وأشارت إلى أن “هذا الرهان ينطوي على أكثر من إشكالية. فحزب الله لا يريد حرباً، ولكن ليس بأي ثمن، ولا يعني ذلك أن يغضّ النظر عن مستوى اعتداءات العدو وعمقها”. ولفتت إلى أن العدو نفسه أيضاً انكشف حجم حرصه على تجنّب حرب مفتوحة رغم لجوئه إلى مستويات أعلى من التصعيد. ولذلك لا تزال هذه الحرب مؤطّرة جغرافياً مع بعض الاستثناءات التي لها سياقاتها.

والأهم في تحديد هذا التوقيت، وفق المصادر، أنه ليس في مصلحة إسرائيل. “فصبح 15 آذار قريب، وإذا لم يتم تنفيذ التهديدات، فسيشكل محطة إضافية في تهشيم صورة الردع الإسرائيلية”. وأضافت أن “لا قيمة لكل التهديدات ولن تغيّر في موقف الحزب الثابت بربط الجبهتين”.

 

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: تعقيدات تهدد الجهود الدبلوماسية من غزة الى لبنان.. وحده التعامل المتوازن ينقذ هذا المسار

وكتبت تقول: لا تزال الجهود الدبلوماسية في سباق مع تطورات الميدان في غزة ولبنان والبحر الأحمر. والمفاوضات في القاهرة التي كانت تتحرك وفق المعطيات على الأرض من جهة، وبحسب التأثيرات السياسية على مجرياتها من جهة ثانية، ولم تصل إلى أي نتيجة مُعلَنة بعد. وقد غادر وفد حركة حماس العاصمة المصرية لأن الرد الإسرائيلي الأولي لا يلبّي “الحد الأدنى” مما تطلبه الحركة بحسب ما نقل عن مسؤول رفيع في الحركة. 
وفيما لا تزال قوات الاحتلال تمعن باستهداف نقاط توزيع المساعدات في غزة، مانعةً الفلسطينيين الجائعين من الحصول على النذر اليسير منها، قال مسؤول أميركي رفيع، إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيعلن في خطاب “حالة الاتحاد” أن الجيش سينشئ ميناء على ساحل غزة لتلقي المساعدات. وبحسب المصدر فإن إنشاء الميناء لن يتطلب وجود قوات أميركية على الأرض بغزة، وستظل في سفن قبالة الساحل، مشيرًا إلى أن إنشاء الميناء سيستغرق أسابيع والشحنات الأولى ستصل من قبرص. الأمر الذي يعني في ما يعنيه دوراً أميركيا مباشراً في ما يجري بحق غزة.
أما في لبنان، فقد بقيت أصداء زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تتردد في الأروقة السياسية، وكان لافتا أمس كلام الرئيس وليد جنبلاط لصحيفة “لوريون لوجور” من أن الأميركيين لا يستطيعون أن يفرضوا علينا وقفاً لإطلاق النار دون التفاوض على هدنة عام 1949، مؤكدًا أن هذا الاتفاق يظل صالحاً جداً، مشيرًا إلى أنه أثار هذه النقطة خلال لقائه مع هوكشتاين. 
وفي غضون ذلك كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ “هوكشتاين تحدث خلال زيارته الأخيرة الى بيروت عن النقاط التي كان قد طرحها سابقاً، ويبدأ تنفيذها بعد اتضاح الصورة حول الوضع النهائي في غزة. وذكّر بو صعب بأن “هوكشتاين كان قد وضع خطّة وأفكاراً من قبل، ويطرحها مجدداً الآن للبحث عن آليات تنفيذيّة لتطبيقها لكي يبدأ النقاش حولها بعد تحقيق الهدنة في غزة. 
مصادر مراقبة أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أنه كان ينبغي على الموفد الأميركي الأخذ بالنصيحة التي أسداها له جنبلاط بأن ينطلق في المفاوضات لوقف إطلاق النار من اتفاق الهدنة المبرم بين لبنان وإسرائيل في العام 1949 والتي تنصّ على ضبط الحدود بين البلدين، لكنه آثر التفاوض انطلاقا من القرار 1701 الذي تتولى إسرائيل خرقه منذ ما بعد حرب تموز في العام 2006، حيث ما زال الطيران الحربي الاسرائيلي يقوم بخرق هذا الاتفاق من تاريخ توقيعه حتى الآن. وهذا هو السبب برأي المصادر المراقبة لعدم نجاح مهمته حتى الساعة. وقالت، إن إصرار هوكشتاين على تطبيق القرار من الجانب اللبناني فقط بمعزل عن اسرائيل التي تهدد بتوسيع الحرب ضد لبنان، عقّد مهمته وأضرّ بمساعيه، لأنه من غير المقبول ان يلتزم لبنان بتطبيق القرار الأممي وأن يتراجع حزب الله بضعة كيلومترات عن الحدود ويبقى الجيش الاسرائيلي محتلاً لأراضي لبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومتمركزاً على طول الخط الأزرق.
المصادر رأت أن “مهمة هوكشتاين تبدو مستحيلة إذا لم تمارس الولايات المتحدة ضغطاً كافياً يلزم اسرائيل احترام القرار 1701، ما يعني استمرار المواجهات الميدانية وسقوط المزيد من القتلى بالاضافة الى الدمار والخراب والأضرار المادية الكبيرة”.
النائب بلال الحشيمي لم يكن بعيدا في موقفه عن هذه النظرة إذ قال لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إن “سبب تعثر مهمة هوكشتاين مرده إلى التفتيش عن طريقة لتطبيق القرار 1701 من جانب لبنان بمعزل عن اسرائيل انطلاقاً من تثبيت وقف اطلاق النار وإدخال الجيش الى الجنوب بعدد لا يقل عن عشرة آلاف جندي ومنع المسلحين وتحديداً حزب الله من الاقتراب من الحدود، من دون أن يشمل ذلك منع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. فمن أجل تخفيف هذا الاحتقان على الحدود يجب تطبيق القرار 1701 من قبل لبنان وإسرائيل على السواء”.
الحشيمي رأى ان “وقف إطلاق النار لا يمكن أن يقرره حزب الله لوحده بمعزل عن إيران”، مضيفا، “قبل مطالبة حزب الله بشيء علينا معرفة ما تريده ايران وأين أصبحت المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة”، معتبرا أن “إيران مازالت تتحكم باللعبة، وما يحصل في البحر الأحمر ليس بعيداً عما يحصل في غزة وفي جنوب لبنان”، معرباً عن شكه في التوصل إلى هدنة. 
في غضون ذلك، عقد سفراء دول اللجنة الخماسية اجتماعاً في سفارة دولة قطر في بيروت، حيث جرى استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي.  وجدد السفراء بحسب بيان عن سفارة قطر التأكيد على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن. وكان لافتاً عقب اللقاء أن زار السفير القطري جنبلاط في كليمنصو، حيث كان بحث في مختلف هذه التطورات.
وفي السياق، لم ير الحشيمي مصلحة لإيران وحزب الله بانتخاب رئيس الجمهورية،  “فالاولوية بالنسبة لإيران تحسين شروط المفاوضات مع واشنطن وتطورات الميدان قبل أي شيء آخر، ما يعني أن آفاق الحل السياسي في لبنان ما زالت بعيدة في غياب المبادرات الجدية وانتظار تطورات الميدان”.
وبحسب كل ذلك، فإن التعقيدات التي تطال المسار التفاوضي من لبنان إلى غزة قد تهدد بضرب كل هذا المسار اذا لم يتم تدارك الأمر بالتعامل المتوازن من أصحاب المساعي مع المرتكب، أي مع اسرائيل.

 

  • صحيفة الديار عنونت: واشنطن لمنع «اسرائيل» من «الخطيئة»… تعثر التفاوض هل يؤدي الى حرب شاملة؟
    حزب الله يشكك ويكتشف ثُغر العدو… نقص حاد في الصواريخ الاعتراضية!
    ارتياح متبادل بعد لقاء الرابية… واجتماع «الخماسية» شكلي ولا جديد رئاسياً

 

وكتب إبراهيم ناصر الدين تحت هذا العنوان يقول: لا أحد حتى الان يريد ان ينعى احتمال التوصل الى هدنة في غزة تنسحب بمفاعيلها على الجبهة اللبنانية على الرغم من تقلص فرص النجاح في الوقت الفاصل قبل بدء شهر رمضان يوم الاثنين المقبل. لكن الفشل لا يعني حتمية الحرب الشاملة، والتسريبات الاعلامية الاسرائيلية بحرب برية تبدو حربا نفسية، في ظل ضعف واضح في المنظومة العسكرية الاسرائيلية. الا ان الاحتمالات كافة تبقى قائمة ولا يمكن استبعادها، في ظل «الكباش» القائم بين الولايات المتحدة ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الذي يحاول فك الطوق الديبلوماسي من حوله بإطلاق المزيد من التهديدات «الفارغة ازاء الجبهة اللبنانية بإعلانه أمس ان «اسرائيل» ستعمل بحزم على كافة الجبهات، بما فيها الجبهة الشمالية مع لبنان في ضوء تجديد موقفه الحاسم من خوض معركة في رفح وملاحقة حركة حماس في كل مكان! تصريحات نتانياهو التصعيدية، قابلها كلام مغاير للسفير الأميركي لدى كيان الاحتلال، جاك ليو، الذي أعلن أن «الخلافات تضيق» في المحادثات حول وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أنه من الخطأ افتراض أن المحادثات قد فشلت، مقرا انه مع كل يوم تزداد صعوبة التفاؤل، لكن يجب ممارسة الكثير من الضغوط على جميع الأطراف في المفاوضات، للبقاء فيها!

اسرائيل «والعمى» الاستراتيجي

هذا التباين بين الموقفين الاميركي والاسرائيلي، يعكس رغبة واشنطن في حماية «اسرائيل» من نفسها في ظل «العمى» الاستراتيجي الذي يصيب القيادة السياسية التي تتولى السلطة وتعمل على حماية نفسها وليس اي شيء آخر. وبحسب اوساط دبلوماسية غربية تحدثت امام زوارها في بيروت، فان الاصرار الاميركي على ابقاء الخطوط مفتوحة بين كافة الاطراف عبر المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتاين، يهدف الى منع حكومة الحرب او بعض اعضائها من ارتكاب «خطيئة» الحرب الشاملة مع لبنان في ظل معرفة اميركية دقيقة بمواطن الضعف لدى الجيش الاسرائيلي «المنهك» بعد خمسة اشهر من حرب متعددة الجبهات، اضافة الى وجود ثغرة مخيفة في منظومة السلاح المضاد للصواريخ لجهة الفشل في اعتراض مسيرات حزب الله، والنقص الحاد في الصواريخ التي لن تكون كافية ابدا لحماية الجبهة الداخلية التي ستكون مكشوفة بمعظمها بعد اسبوعين على ابعد تقدير من حرب مفتوحة في الشمال.

هذه المعطيات التي يعرفها حزب الله جيدا، وعمل خلال الاشهر الاخيرة على اختبارها واكتشاف ثُغرها ميدانيا، تجعله في موقف اقوى على الجبهة وكذلك دبلوماسيا، وهو ما لمسه هوكشتاين في جولاته المكوكية الثلاث، وعبر عنه صراحة عضو المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق بالأمس عندما قال ان «اسرائيل» تستجدي «الوساطات». وفي انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات سياسية وعسكرية مع توقعات بتصعيد مرتقب تزامنا مع عملية التفاوض الشاقة والصعبة حول الهدنة المفترضة، نفذت المقاومة ضربات نوعية ردا على غارات اسرائيلية كثيفة على عدد من القرى الحدودية، في وقت التقى سفراء الخماسية في السفارة القطرية بحثا عن مخرج للازمة الرئاسية التي تبقى بحكم المؤجلة الى ما بعد انقشاع الصورة الضبابية في المنطقة التي يعاد تشكيلها وترتيبها في ضوء موزاين القوى المستجدة، وهو ما كان محور بحث عميق ومفصل بين وفد من كتلة الوفاء للمقاومة والرئيس السابق ميشال عون في الرابية حيث جرى نقاش شفاف بين الطرفين حول المواجهة على الحدود والاستحقاق الرئاسي والعلاقات الثنائية «الباردة» بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

 الحرب في15 آذار؟!

وبعد التسريبات الاعلامية التي تتحدث عن التهديدات بحرب في 15 اذار، سخر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من الامر وقال ان «اسرائيل» لا تخيفنا وهي الى زوال، وإذا هددت لا نهدد اعلاميا، بل نستعد لها وسنكون لها بالمرصاد. وفي هذا السياق، لفتت اوساط ديبلوماسية الى ان واشنطن لن توقف مساعيها الديبلوماسية لمنع انفجار الوضع جنوبا، وحضورعاموس هوكشتاين الى بيروت ثم ذهابه الى تل ابيب ياتي في سياق منع «اسرائيل» من اذية نفسها في حرب تعرف كيف تبدأ ولن تعرف كيف تنتهي. اما لماذا كرر الشيخ قاسم سخريته من تهديدات قادة العدو؟ فالإجابة لم تتأخر في تقارير اعلامية اسرائيلية شككت في قدرة منظومات الدفاع الجوي الصاروخي الإسرائيلي في الحدّ من أضرار صواريخ حزب الله على الجبهة الداخلية والمواقع الحساسة، خصوصا ان المقاومة لم تكشف حتى الآن عن كلّ أوراقها وهي لا تزال تستخدم في الصليات الكبيرة صواريخها القديمة من نوع «كاتيوشا»، ولم تكشف بعد عن أي صواريخ ضخمة ودقيقة تقدربـ 150 الف صاروخ بعيد ومتوسط المدى بعد نحو 150 يوماً من القتال. وذلك في سياق استنزاف قدرات الاحتلال الاعتراضية عبر إجباره على استهلاك صواريخ منظومات دفاعه الجوي.

 ضعف الجبهة الداخلية

ووفقا لخبراء عسكريين اسرائيليين، إذا اندلعت الحرب الشاملة ستضطرّ «اسرائيل» إلى تحويل منظومتها الدفاعية بالكامل لحماية مؤسساتها العسكرية الحساسة. وفي هذا السياق، اوضح تقرير صادر عن معهد «مكافحة الارهاب» شارك فيه أكثر من 100 من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الإسرائيليين، عدم استعداد الجبهة الداخلية الإسرائيلية لحربٍ واسعة مع حزب الله. وذكر التقرير أنّ الحرب ستبدأ من الشمال «بوابلٍ هائل ومدمر من صواريخ حزب الله في جميع أنحاء البلاد تقريباً».

 نقص في الصواريخ الاعتراضية

ووفقا للمعهد، فان إطلاق الصواريخ من لبنان سيكون مكثفاً، حيث يتراوح بين 2500 و3000 عملية إطلاق يومياً، بما في ذلك صواريخ أقل دقة وصواريخ بعيدة المدى دقيقة. كذلك، أكد أنّ معدل إطلاق النار «سيتحدّى التكنولوجيا الإسرائيلية كما لم يحدث من قبل»، مشيراً إلى أنه سيتم استنفاد مخزونات صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية وصواريخ مقلاع داود في غضون أيام قليلة من القتال، مما يترك «إسرائيل» عرضةً لآلاف الصواريخ والقذائف دون دفاعٍ نشط فعال. تجدر الاشارة الى ان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدم في عملية التصدّي للصواريخ عدة أنظمة متكاملة للدفاع الجوي، ومن ضمنها القبة الحديدية، منظومة باتريوت، نظام أرو (السهم)، ومقلاع داود. وهذه المنظومات، ذات الطبقات المختلفة، تكلّف الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة، نظراً لارتفاع أسعار صواريخها وتكلفة تشغيلها العالية. وتشير تقديرات الخبراء إلى أنّ الاحتلال لا يمتلك أكثر من 10 آلاف إلى 20 ألف صاروخ «تامير» يستخدم في القبة الحديدية. اما بالنسبة الى صاروخ الباتريوت الذي تبلغ تكلفته نحو مليون دولار، فليس متوافرا بكميات كبيرة ايضا، فالولايات المتحدة، التي تزوّد «اسرائيل» بهذه المنظومة، كانت تملك 3 آلاف صاروخ «باتريوت» جاهز ضمن البطاريات، ونحو ألفي صاروخ لإعادة التلقيم، وذلك قبل الحرب على أوكرانيا. إلا أنّ الحرب تسبّبت باستنفاد هذا المخزون، ما يعني أنّ الاحتلال الإسرائيلي بات يملك الآن، بحسب التقديرات، المئات فقط من هذه الصواريخ. وقد نجحت المقاومة خلال الاشهر الخمسة في الكشف عن نقاط ضعف هذه الصواريخ واستنفدت الكثير من احتياطها، ولهذا تنخفض التوقعات باندلاع حرب شاملة لا تبدو «اسرائيل» جاهزة لتحمل اكلافها.

لقاء ايجابي في الرابية

‏وبعد التصريحات العلنية المنتقدة لجبهة المساندة في الجنوب من قبل التيار الوطني الحر، والرئيس العماد ميشال عون، وفي ظل تزايد التباينات بين الجانبين، بادرت كتلة الوفاء للمقاومة الى زيارة الرابية بوفد ضم النواب محمد رعد، علي عمار وحسن فضل الله، حيث تمحور اللقاء مع الرئيس عون حول الاوضاع التي يشهدها الجنوب إضافة إلى الاوضاع الداخلية. ووفقا للمعلومات، قدم الوفد شرحا مفصلا لموقف الحزب من الحرب الدائرة جنوبا حيث تم شرح الموقف من كافة جوانبه، خصوصا قدرة المقاومة على ردع «اسرائيل»، واستمع الوفد في المقابل الى وجهة نظر عون القلق من التطورات واحتمال دفع لبنان اثمانا لا يمكن ان يتحملها مع تشديده على موقفه من المقاومة وضرورة حمايتها، وقد ساد الاجتماع ارتياح متبادل بعد استماع عون للعديد من الاجوبة عن اسئلته، وسيبنى على الايجابيات في هذا اللقاء لتعزيز التواصل المشترك.

ترميم العلاقة وحل المشكلات؟

 بعد اللقاء قال رعد «ان الاتصال القائم بيننا وبين فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون هو خط دائم ومستمر لم ينقطع في السابق ولن ينقطع أبدا»، اضاف «هذه الزيارة كانت فرصة لاطلاع فخامة الرئيس على الاوضاع الميدانية الدقيقة والموضوعية بعيدا عما يتم من تراشق من هنا وهناك». من جهته، أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب إدغار طرابلسي أن زيارة الوفد الى الرابية فيها انتقال واضح لمعالجة التباين على أعلى المستويات ولتوسيع مروحة التفاهمات في لبنان، مشيراً إلى أن هذه المبادرة يمكن أن تؤدي إلى إيجابية مطلوبة لترميم العلاقة والاتفاق على النقاط الخلافية.

رسائل الخماسية في الشكل لا المضمون؟!

رئاسيا، التقى سفراء اللجنة الخماسية أمس السفارة القطرية، لاستكمال الجهود المبذولة بخصوص الاستحقاق الرئاسي. ووفقا لمصادر مطلعة، جاء توقيت اللقاء عقب مغادرة هوكشتاين بيروت لإبلاغ من يعينهم الامر بان هذا الملف لا يزال ضمن اختصاص هذه المجموعة ولا يتفرد به الاميركيون وحدهم عبر مبعوثهم الرئاسي الذي يركز في مهمته على الوضع الامني جنوبا. وقد شدد اللقاء على ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، دون ان يخلص الاجتماع الى ما يشير الى وجود تقدم في هذا الاتجاه. ووفقا للمعلومات ثمة قناعة راسخة لدى المجتمعين بعدم وجود معطيات جدية في هذا الإطار، قبل انقشاع صورة الحرب الدائرة جنوبا وفي المنطقة. لكن السفراء الخمسة اجروا تقييما للاتصالات الاخيرة في ضوء مبادرة كتلة الاعتدال الوطني التي تتواصل يوميا مع سفراء اللجنة لوضعهم في صورة الحراك الرئاسي. اما في الشكل، فان عقد اللقاء في السفارة القطرية جاء رداً على التسريبات التي تحدثت عن تباين الموقف القطري من حراك المجموعة الديبلوماسية خارج سرب الخماسية.

 حزب الله والحوار دون شروط

وفي اول رد علني لحزب الله على مبادرة «الاعتدال»، اعلنت كتلة الوفاء للمقاومة انها ناقشت مداولات رئيسها مع وفد تكتل الاعتدال النيابي الذي طرح مضمون مبادرته للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية يمارس صلاحياته الدستورية في إدارة شؤون البلاد، وأبدت الكتلة حرصها على التوصل إلى مخرج وفاقي للأزمة الرئاسية. ووفقا لمصادر مطلعة، لا يمانع حزب الله المشاركة في اي حوار لكن دون شروط مسبقة من أحد، على ان تترك الامور التنظيمية والشكلية لرئاسة مجلس النواب المفترض ان تحتضنه.

قلق «قواتي»

في هذا الوقت، عبر نائب رئيس حزب القوات اللبنانيّة النائب جورج عدوان عن قلق فريق المعارضة من حصول «طبخة» رئاسية تفرض من الخارج، وشدد على الرفضِ القاطع لأيّ تدخّل خارجيّ بالاستحقاق الرئاسي، إذا كان البعض يعتقدُ أنّ باستطاعتهم أن يعلّبوا لنا رئيساً حتى ننتخبه… «ما يعذبوا حالهم»!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى