سياسةمحليات لبنانية

استقالة الحريري خطوة في المجهول

 

بصراحة وبالمباشر ..
حتى لا يتم استغفال الناس  والتلاعب بمشاعرها اكثر مما حصل حتى الان نقول :
بشكل مفاجئ وبتوقيت مريب وبهدف القفز بالاوضاع الى المجهول جاءت استقالة الحريري لتكمل مشهد التدخل الخارجي…!
فبعد فشلهم في الانقلاب على لبنان بالضربة القاضية يحاولون عبثاً اخذه بالاقساط…!
تحايلوا على الناس في ركوب موجة غضبهم فرادى ولما حانت ساعة الحساب يحاولون الان الافلات من العقاب  بالجملة..! 
ان الذين فجروا سيناريو نزول الناس الى الشارع بسلسلة من الاجراءات العقابية للبنان وآخرها وليست الاخيرة حكاية الواتس آب وذلك بهدف:
١- منع المقاومة وحلفائها من الذهاب الى سورية لحل مشكلة اللاجئين السورين.
٢- منع حصول مكافحة جدية وحقيقية للفساد بملفاته الكبيرة والاساسية وفي مقدمتها المصارف ومؤامرة الهندسة المالية ( الجريمة الكبرى والاساس).
٣- منع تحول الدولة والحكم يعني العهد والحكومة الى غطاء جدي لممارسة لبنان حقه في الدفاع عن المقاومة….!
هم انفسهم الذين اقنعوا او امروا او دفعوا او اجبروا الحريري على الاستقالة ظناً منهم انهم قادرون على اخذ البلاد الى متاهة تشكيل "حكومة انقاذ "مستحيلة وبالتالي ادخال لبنان في الفراغ …!
وذلك بعد ان فشل انقلابهم القاضي بنقل لبنان من ضفة الى اخرى ، كما كانوا يتمنون في خطوتهم الاولى التي ظنوا انها كفيلة باسقاط كل شئ بالضربة القاضية…!
نعم كانوا يتوقعون سقوط كل شئ بنظرية الصدمة او كما تسقط ثمار شجرة التوت بهزة واحدة..!
نقول لهم بعد اتخاذ خطوتهم الجديدة مبارك لكم ولكن مؤقتاً ما انجزتموه في الظاهر والذي هو:
افلاتكم من العقاب  وتعطيل دور الشعب بالمحاسبة التي كان يفترض ان تشملكم كلكم من كبيركم الذي علمكم السحرحتى آخر خادم  صغير عمل لدى السلطة الفاسدة التابعة للاجنبي العدو للبنان شعباً وجيشاً ومقاومة.
ولكننا نقول لكم ايضاً لا تفرحوا كثيراً  وذلك للاسباب التالية:
١- ان موازين القوى السياسية في الميدان المحلي لن يسمح لكم مطلقاً لا بتشكيل حكومة على شاكلتكم ولا انتخابات مبكرة كما تنادون ولا تالياً اسقاط العهد كما تحلمون هذا ان اضطررتم  الى الاساليب والطرق الدستورية المتبعة في النظام البرلماني اللبناني.
٢- ان موازين القوة الداخلية والاقليمية التي تثبت انتصار محور المقاومة وهزيمة المشروع الامريكي الذي تنتمون اليه لن يسمح لكم لا بانقلاب عسكري داخلي ولا بتفجير فوضوي للساحة اللبنانية يتسلل من خلاله العدو الخارجي ومعه اذنابه الداخليين لفرض مشروعهم القاضي بنظام لبناني جديد من دون مقاومة.
٣- ان موازين القوى الميدانية المجتمعة محلياً واقليميا ودوليا التي ادت الى تبلور معادلة العهد والمقاومة اي التيار والوطني وتحالفاته وحزب الله و حلفائه المنضوين تحت مسمى ٨ آذار ، لا تزال تعطي المخرجات نفسها في اي عملية انتخابية مقبلة الامر الذي يؤكد بان حزب الله لا يزال هو ضابط الايقاع الوحيد القادر على ضبط تطورات حركة الشارع كما حركة اصلاحات اركان الدولة والحكم ، سلماً او حرباً.
هذا يعني مرة اخرى بان لا داعي للقلق او الخوف من امكانية انزلاق الوضع في لبنان الى سيناريوهات الحرب الاهلية او السيناريو السوري او الحرب الشاملة على لبنان .
وايضاً وايضاً لا حكومة جديدة قادرة على التشكل من دون حزب الله والعهد .
نعم بخطوتهم الجديدة التي دفعوا فيها الحريري على الاستقالة برضاه وتواطئه او تحت الاكراه والتهديد فانهم  افلتوامؤقتاً من العقاب وقد يكونوا قد تنفسوا الصعداء ظناً منهم ان مشغليهم الخليجيين وبعض دوائر الدولة الامريكية العميقة وتحديداً المخابرات الامريكية واقرانها الغربية قد وفروا لهم بهذه الخطوة المفاجئة  قارب نجاة ليقفزوا منه الى ساحل بر الحراك الشعبي " العفوي" الذي تحدث عنه سماحة الامين العام لحزب الله ..
لكنهم سرعان ما سيكتشفون بان ذلك ليس سوى سراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء…!
فسيدهم الامريكي المهزوم في كل معاركه في الاقليم والعالم والمنسحب  من المنطقةزوالذي يقاتل القهقرى ، لن يقاتل نيابة عنهم يوماً ولن يغطي حروبهم العبثية الصبيانية الى ما لانهاية بل سرعان ما سيتركهم يتامى وارامل كما فعل مع دول نواطير النفط والغاز في الجزيرة العربية او كما فعل حتى مع حارس مرمى الناتو اردوغان وكما فعل اخيراً مع عبيده في "قسد" المختطفة لارادة اكراد الدولة الوطنية السورية في شمال شرق سورية وشرق الفرات…!
اما المقاومة وحلفائها وجمهورها فانهم بهذه الخطوة الجديدة قد تحرروابعض الشئ ( رب ضارة نافعة)  من عبء الحكومة وصار بامكانهم التحضر والتحضير لما هو آت من السيناريوهات بتكلفة اقل ووضوح وشفافية اكثر.
في كل الاحوال لن يكون نعم هناك اي تشكيل لاي حكومة جديدة من دون المقاومة والعهد العوني
ولن يستطيع احد جر البلد الى اي انفجار او اي سيناريو فوضوي …
تماماً كما لن يستطيع احد التآمر على عوامل قوة لبنان المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة
نعم الشئ الوحيد الذي يستطيعون فرضه آنياً هو ابطاء عملية تعافي لبنان وابقائه في غرفة الانعاش " لا يموت فيها ولا يحيى"  وتهربهم من المحاسبة والعقاب ولكن ذلك لن يكون محتملاً لفترة طويلة ، لان نفس الاسباب التي جعلتهم يفشلون حتى الان بتحقيق الانقلاب على لبنان بالضربة القاضية ونقله من ضفة الى اخرى ، لن تسمح لابقائه في غرفة الانعاش لفترة طويلة .
الوقت ليس لصالحهم وهم يعرفون ذلك
والآتي من تحولات موازين القوى ايضاً ليس لصالحهم وهم يعرفون ذلك
الحساب مهما تأخر او تم تأجيله بخطوة هنا او هناك فهو آت آت..!
والناس التي نزلت بالامس دفاعاً عن حقوقها بشكل طيب وسلمي لن تبقى بعد اليوم عرضةً للاختطاف في الجولة القادمة بعدما تبين الخيط الابيض من الاسود فقد تضطر في المرحلة القادمة للاستعانة بمثلث الجيش والشعب والمقاومة تماماً كما فعلت مع محاولات التهويل والترويع التي استخدمها الاحتلال الاسرائيلي في اليوم الاخير من  حرب ال٣٣ يوماً وفاجأته امة اشرف الناس بالنزول موحدين وافتراش ساحات ارضهم بكل فخر ويقين بالنصر المعزز بقوة المقاومة .
لكل نبأ مستقر
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى