إقتصادرأينفط

همروجة تهليل لإخفاء العجز: غاز لبنان تحت اي وصاية نقلا وبيعا ؟ (علي يوسف)

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

بمجرد توقيع الاتفاق الاسرائيلي مع شركتي توتال وإيني المتعاقدتين مع لبنان للاستكشاف  والتنقيب واستخراج الغاز في البلوكين ٤ و٩ ،والذي يجعل اسرائيل شريكا في حقل قانا (للاسف وللعار)،

 وبعد دخول شركة النفط القطرية كشريك مع توتال وإيني  … بدأت حملة اعلامية للتهليل بدخول لبنان نادي الدول النفطية وما سينتج عن ذلك من العودة للازدهار والعيش الرغيد والرخاء والسعادة …..

والمستغرب فعلا ان هذا التهليل  تساهم فيه بقوة وسائل الاعلام المحسوبة على المقاومة، وتروج له مجموعة من الصحافيين والخبراء ،وكأن هناك كلمة سر أُعطيت للتبشير  بالسعادة والرخاء على انقاض  الدولة  المنحلة التي تعبث فيها المافيات  خرابا بقيادة السفيرة الاميركية  الحاكم الفعلي للبنان.

 

وقد استوقفتني في هذا التهليل  نقاط عدة ابرزها :

١- الحديث عن شركتي توتال وإيني ودورهما الايجابي مع بعض المديح، وخصوصا لشركة توتال الفرنسية الاميركية الشريكة للعدو الاسرائيلي ،متناسين انها  نكثت سابقا بالتزاماتها مع لبنان بناء لطلب اميركي ورغبة صهيونية . ومن المؤكد ان تنفيذ التزاماتها المستجدة مرتبط أيضا، ليس بالعقود والرغبة اللبنانية، بل بالقرار الأميركي ايضا وبقرار شريكها الصهيوني !!

 

٢- الحديث عن  الدخول القطري وكأنه يبشر بدخول الاستثمار القطري الى لبنان لأن لبنان مكان ممتاز للاستثمار ، من دون التوقف لحظة لسؤال النفس عن  نوعية وهدف وموعد وطبيعة هذا الاستثمار وعلاقته بسياسة  الاحتواء والمحاصرة الايجابية للمقاومة ، ووضع لبنان تحت وصاية ذات غطاء عربي يبرر الشراكة الاستراتيجية في سياسة الطاقة الاقليمية بشراكة عربية اوروبية اسرائيلية ،وبقيادة واشراف وتوجيه اميركي .

 

٣- وما يؤكد ذالك ان احدا من المسؤولين او من القوى السياسية لم يطرح حتى الآن  اي سؤال حول استراتيجية نقل وبيع الغاز او النفط، وكأن الامر محسوم بأن النقل والبيع سيتمان على الخط الاستراتيجي الاسرائيلي القبرصي المصري اليوناني  الذي تم الاتفاق عليه بين الدول المذكورة  ،في وقت كان فيه المسؤولون اللبنانيون ينتظرون ماذا ستفعل بهم توتال، وما  هو الأمر الخارجي الذي سينفذونه صاغرين كالعادة ، كما يفعلون مع  موضوع انتخاب رئيس الجمهورية ،وكانصياعهم لتعليمات صندوق النقد الدولي ، مع الاشارة طبعا الى ان المسؤولين اللبنانيين هم اسوأ من ينفذ حتى الانصياع  ويأبون ان يُنفذوه الا بذل ّ.

 

٤- ومن اسوأ مضامين موجة التهليل  التركيز على ما سيجنيه من اموال “ستمكن لبنان من النهوض واستعادة المودعين لودائعهم وانقاذ الوضع الاقتصادي وتحسن الوضع الاجتماعي والخدمات وعودة لبنان الى وضعه الطبيعي “.

وفي الحقيقة لم   اكن اتصور وجود هذا الكم من السطحية الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية . فهل فعلا ان هؤلاء مقتنعون بأن مشكلة لبنان هي نقص في المال، وانه فور توافر المال تتلاشى الازمات ؟ هل ان هؤلاء لايرون ازمات لبنان في دوره الاقليمي وفي عدم توافر اجماع، اوعلى الاقل توافق اكثرية حول الأمن القومي وفي تكوينه السياسي وفي  نظامه الطائفي التركيبي العشائري، وفي نظامه الاجتماعي الزبائني، وفي نظامه الاقتصادي المافيوي الاحتكاري التبعي الخ..؟ ام ان كل هذا التهليل هو لاخفاء العجز الكلي العضال المصابة به القوى السياسية العاجزة عن وضع اي مشروع حقيقي ووطني للانقاذ، يرتكزالى الامكانات الوطنية التفاضلية  والى رؤية؟

 

٥- واكثر  المستغرب ان موجة التهليل، من كثرة ما تحمله من آمال وتفاؤل، تجعلك تظن أن كل ازمات لبنان  ستتجمد وسيتجمد الشعب اللبناني  خلال الفترة الممتدة من الآن وحتى استخراج الغاز وبدء مفاعيل ماله  الوفير،حتى أنك تشعر للحظة ان هؤلاء المهللين خرجوا من التاريخ والواقع واستوطنوا الحلم وبدأوا يتمتعون بما يحمله من سعادة ونشوة.

 

٦- بعد كل ذلك لا نستطيع الا ان نبدأ بالتهاني حتى لا نُتهم بالتشاؤم او خربطة السعادة او ازعاج السعداء، او في حال المغالاة اننا لسنا وطنيين ونحرف القضايا الوطنية، وان هذا سيستفيد منه العدو… عفوا قصدت شريكنا الاستراتيجي بوساطة توتال،حتى لايغضب الوسيط النزيه الصهيوني هوكشتاين ومساعده ابو صعب الذي يزوره حاليا في الولايات المتحدة الاميركية موطنهما الثاني لكليهما ..

 

٧-نأمل الا نتلقى صفعة جديدة من توتال بتأجيل برنامج عملها عاما او عامين”لظروف مستجدة “، في حال قرر الراعي الاميركي او الشريك الصهيوني ان المصلحة في تأجيل العمل اهم من المكاسب التي سيحققانها من انتاج الغاز في النقل وسياسة البيع !

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى