رأي

مطاوعو “الواتس أب” بين الأمن والأمن المضاد ..والإعلام والإعلام المضاد(أحمد عياش)

 

د. أحمد عياش – الحوارنيوز

الاحزاب واجهزة المخابرات والعصابات يملكون عقلا أمنياً يرتكزون عليه لحماية انفسهم من هجوم افتراضيّ او وهميّ، ويستخدمون عقلهم الأمني ايضا لشنّ هجوم مضاد ضد اهداف يعتبرونها مهددة لوجودهم او تسبب لانصارهم الزعزعة الفكرية .

مهمّة العقل الأمني المراقبة والرصد  في الاحزاب وفي اجهزة المخابرات وفي العصابات ،تقوم على قاعدة الشك والاشتباه الدائم في كل من يعارض توجهات مشغلّيهم او ربّ عملهم او اعتقاداتهم الفكرية.

لا يؤمن العقل الأمني بوجود اناس مستقلين شرفاء ابرياء يتعاطون الشأن العام والسياسة، ولأنه عقل مأجور و مدفوع الثمن يظن كل آخر أنه مثله مدفوع، لأداء مهمة لصالح اطراف اخرى ليست بالضرورة معادية.

مبدأ العقل الأمني كل من لا يفكر مثلنا ولا يمتثل لرؤيتنا عدوّ لنا حتى لو أثبت العكس…

ربما في مجموعات الواتس آب هواة يتعاطون السياسة لإثبات الحضور، طمعاً بنيل الإعجاب، الا ان الاحزاب واجهزة المخابرات والعصابات وكل عقل امني يستغلون المجموعات النشطة على ادوات التواصل ،ومنها الواتس أب ،لتمرير ارائهم بهدف غسل وبرمجة عقول المتابعين المسالمين والحياديين .ورغم ذلك لا يستطيعون احياناً إمتصاص نقمة البعض واسئلة البعض الآخر المحرجة ،ما يضطرّ مدير المجموعات ،ايّ المطاوع الواتس أبي” ان يتدخل بهراوته وبسوطه، محاولا اعادة الشاذ والمنحرف عن خط المجموعة، مستمراً في اعتقاده الساذج المحدود والضيّق والمضطرب انه يعيد الحرّ في رأيه الى حمى القطيع او القبيلة او العشيرة.

 لا ذئب منفردا في الإعلام. فالإعلام والإعلام المضاد لا يتحملون ذئابا منفردة قادرة على التأثير على نمط التفكير العام.

كل رأي حرّ بالنسبة للمطاوع شغب.

يظن المطاوع انه سينال يوما ما  اعجاب وتقدير العقل الأمني فيه ومن حوله طمعاً بترقية او برتبة او بمنصب نائب او وزير.

لا يعرف المطاوع في المجموعات “الواتس أبية” ان عقل الاحزاب والعصابات واجهزة المهابرات عقل امني واحد ولو اختلفت الأهداف، وانهم لا يأتون بنائب او بوزير الا اذا اجاد العواء والنباح ساعة يريدون، ولو سمحوا له احيانا ان يؤدي ادوارا فنية ناجحة شعبياً.

تقريبا لا احزاب في دول العالم الثالث منذ منتصف السبعينات بل عصابات مدرّبه.

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي شغر مكان الصراع الفكري والايديولوجي لصالح النزاعات، بين الاديان والاساطير وبين رأسماليات لا تشبع ورأسماليات ناشئة جائعة تبحث لنفسها عن ضحايا جدد لسرقة ثرواتهم الطبيعية والخاصة …

العقل الأمني للمطاوع “الواتس أبي” في المجموعات شبه السياسية ،عقل مربوط بحبال مَن يود ان يُصفقوا له ليعززوا وجوده.

الأمن والأمن المضاد مهنة مدفوعة الثمن، والإعلام والإعلام المضاد ايضا مدفوع الثمن .

المطاوع مهنة الكترونية يقدم نفسه كمفكر وكمثقف ،الا انه لا يستطيع قراءة اي آخر قرأ في كتاب آخر او كتب رأيا آخر من ملِكاته…

احذروا المطاوع وابتعدوا عنه، فاغلبهم ساذج ينتظر التصفيق ليصعد الىالمسرح.

اقول كلامي هذا ولا استغفر الله من اجل احد ،فكل من ارتكب اثما عليه ان يتحمل عقاب ربّه…

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى