إقتصاد

هل يستطيع البنك المركزي لجم الدولار؟

 

كتب المحرر المالي -الحوارنيوز خاص


الدولار الى أين؟
بعد الإقفال لعدة أيام بمناسبة عيد الفطر السعيد، تفتح الأسواق المالية في ٢٧ أيار على وقع قرار مصرف لبنان المفاجئ بالتدخل للجم الدولار الجامح.
أخيرًا قرر الحاكم رياض سلامة حماية الليرة اللبنانية. المركزي سيعتمد على الدولارات التي استحوذ عليها من التحويلات الواردة إلى لبنان عن طريق المؤسسات غير المصرفية التي تقوم بعمليات التحويل النقدية  والتي كانت تبلغ حصتها من الدولارات الواردة بما يقارب ٧ مليارات دولار سنويا.
ان تفعل خيرًا من ان لا تفعل حتى و إن لم تمتلك كامل القوة لتحقيق النجاح فالمحافظة على الامن الاجتماعي وعلى القوة الشرائية للبنانيين سيما ذوي الدخل المحدود ضرورة للإستقرار العام.
بالطبع حقن الدولار من المصرف المركزي في الأسواق من خلال الوحدة الخاصة سيؤدي الى رفع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار لكن الى أي حد سيستطيع المركزي الصمود و هو على شفير التعثر أصلًا.
إن هذه العملية أشبه بحقن المضاد الحيوي بجسد مريض في غرفة الإنعاش، فإذا تجاوب المريض الذي ندعو له بالسلامة مع المضاد سيعيش لفترة لكنه لن يتعافى .فطريق الشفاء تبدأ بالجراحة، والجراحة هنا تعني تغيير جذري في السياسات والعلاجات التقليدية والإقدام بجرأة على الإصلاحات المالية والمصرفية والضريبية والإقتصادية.
التحدي كبير، متوقف أيضًا، على القدرة الرقابية على الصرافين  وخاصةً في ظل الانتكاسة الاخيرة لليرة السورية.  فالمضارب اللبناني السوري سيسعى حتمًا للتفلت من الرقابة بهدف زيادة أرباح حيتان المال.
وسط هذه المناخات… يطرح السؤال نفسه: هل سيحقق  المصرف المركزي أهدافه من التدخل ،وهل لديه القدرة والإمكانات لمعركة قد تبدأ الآن وتحتاج إلى آجال طويلة، أم سيضخ المصرف بعض احتياطه ليتبخر الأخير وكأن شيئا لم يكن؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى