حروبسياسة

خطة الجيش الإسرائيلي لإدارة غزة في “اليوم التالي”: إلغاء حماس والسلطة..وإدارة بعناصر فلسطسنية دولية (حلمي موسى)

 

كتب حلمي موسى من غزة:

يبدو أن إسرائيل الرسمية تتلعثم في كل حديث يدور حول “اليوم التالي” في قطاع غزة. وفيما يطلق المتطرفون في الحكومة تصريحات حول مسح غزة عن الخريطة والرغبة في جعل مستوطني غلاف غزة يرون البحر أمامهم، يناقض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نفسه. وهذا ما ترك الباب واسعا لتغدو خطة الجيش الإسرائيلي الخطة الأوفر حظا، لاعتبارها مخطط إسرائيل الرسمي في مواجهة المطالب الأمريكية والرفض الدولي والصمود الفلسطيني.

وقد نقلت اذاعة الجيش عن وزير الحرب يؤاف غالانت قوله إن إسرائيل ستحافظ على حرية عملها العسكري في القطاع من دون اي قيود ،وأنها لن تدير الشؤون المدنية في غزة، بل سيديرها فلسطينيون من غير اعداء إسرائيل. ويبدو أن كل كلام قادة إسرائيل سيتم ترجمته في ورقة عمل ستعرض الأسبوع المقبل على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عند اجتماعه مع قادة الكيان.

وبحسب صحيفة “معاريف” فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شرعت في تسريب معطيات حول خطتها التي سيناقشها المجلس الوزاري المصغر قبل إقرار رده على المطالب الأمريكية بشأن اليوم التالي. وتشير خطة المؤسسة الأمنية إلى أن إسرائيل ستحتفظ بين يديها بالمسؤولية الأمنية عما يحدث في قطاع غزة، وفي كل الأحوال ستحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة، ولكن ليس على المستوى المدني. وستكون إسرائيل مسؤولة عما يحدث في قطاع غزة، ولن يكون لها وجود مدني في أراضيها بعد تحقيق أهداف الحرب. ومن سيتولى المسؤولية في القطاع، بحسب اقتراح المؤسسة الأمنية، هم عناصر فلسطينية محلية ستعمل بالتعاون مع القوات الدولية ضمن قوة عمل سيتم تشكيلها وستعمل بقيادة الولايات المتحدة، وبالتعاون مع دول أوروبا الغربية وعدد من الدول العربية المعتدلة.

وترى المبادئ الأساسية التي صيغت حولها الخطة أن الهدف السياسي لليوم التالي للحرب، هو أن حماس لن تحكم غزة، وأن إسرائيل لن تحكم هناك مدنيا، وأن العناصر الفلسطينية التي ستدير فعليا الجانب المدني من الحياة في غزة في القطاع لن تكون معادية لإسرائيل ولن تتمكن من العمل ضدها.

وقالت “معاريف” إن العناصر في المؤسسة الأمنية التي تصوغ الاقتراح هذه الأيام تفعل ذلك بالتنسيق مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية، وهي مستمرة في القيام بذلك حتى الآن. في الوقت الراهن، يبدو أن الاقتراح الذي سيطرح للمناقشة في

 

مجلس الوزراء في الأسابيع المقبلة سيقف على أربعة “رؤوس”:

  1. ستكون إسرائيل مسؤولة عن توفير المعلومات التي يكون هدفها توجيه الأعمال المدنية لفريق العمل متعدد الجنسيات المخصص الذي سيتم تشكيله لغرض إعمار القطاع، ونظراً للحاجة الأمنية، ستقوم إسرائيل بإجراء تفتيش لأي بضائع تدخل إلى هناك.
  2. ستقود الولايات المتحدة القوة متعددة الجنسيات بالشراكة مع دول أوروبا الغربية ودول الخليج المعتدلة الأعضاء في اتفاقيات إبراهيم. وستتولى القوة مسؤولية إعادة التأهيل الاقتصادي والمادي لقطاع غزة، وستكون العنوان الرئيسي لجميع الأطراف الدولية المهتمة بالمساعدة في إعادة إعمار القطاع من الدمار الهائل الذي لحق به خلال الحرب.
  3. ستكون مصر بمثابة جسر الدخول المدني إلى القطاع ،وستكون بمثابة “محطة رئيسية”. وتشير التقديرات إلى أن التعاون مع المصريين سيكون مهمًا ومحوريًا لأي حل. وفي ما يتعلق بمحور فيلادلفي والخط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء، يبدو أن النية هي أن تكون هناك عملية لتنفيذ “عزل فعال” للحدود باستخدام وسائل تكنولوجية فوق وتحت الأرض. . في الواقع، يتعلق الأمر بالسيطرة الإسرائيلية المصرية المشتركة على المعبر الذي ستدخل عبره البضائع إلى قطاع غزة، وستعمل القدس والقاهرة معًا على بنائه.
  4. سيتم بناء الكيان الفلسطيني الذي يسيطر على المنطقة على أساس الآلية الإدارية القائمة في غزة. هناك حوالي 30 ألف شخص في قطاع غزة يشكلون الآلية الإدارية الفعلية منذ عقود. وتشير التقديرات إلى أن نسبة معينة من هؤلاء السكان ما تزال مرتبطة بحماس، لكن معظمهم ليسوا معادين ويرتبطون باللجان المحلية الموجودة في المدن نيابة عن السكان. وستعمل اللجان بمثابة “نقاط واجهة” للقوة المتعددة الجنسيات، ومن المتوقع أن تتم الموافقة على أعضائها من قبل إسرائيل من خلال الشاباك ومنسق العمليات في المناطق. ولدى إسرائيل بالفعل خريطة للعشائر المحلية والحكومة في مناطق قطاع غزة، ومن المتوقع أن تشكل أساساً لواقع الغد.

المبادرة المعنية لا تزال في طور العمل، ومن بين أمور أخرى هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى استكمال، وعلى رأسها مسألة تطبيق القانون والنظام في القطاع. الرأي السائد حاليا في إسرائيل هو أنه ليس صحيحا أن السلطة الفلسطينية ستتولى السيطرة المدنية على غزة وأن الولايات المتحدة تفهم ذلك أيضا.

لكن من الممكن أن يكون أحد اختبارات خطة “اليوم التالي” في قطاع غزة ليس بعيدا وأن يكون على الحكومة أن تتخذ قرارا قريبا. خطة المؤسسة الأمنية هي أنه مع الانتقال المتوقع إلى المرحلة التالية من الحرب في شمال قطاع غزة، حيث سيكون هناك عدد أقل من القوات العسكرية على الأرض، وستعتمد العمليات بشكل أكبر على الغارات الفورية، فإن الجيش لن يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة. بدلا من ذلك، تريد المؤسسة الأمنية أن تجعل إمكانية العودة شرطا وتشترط أن سكان مدينة غزة ومحيطها من المرجح أن يعودوا إلى المنطقة فقط بعد إتمام صفقة أخرى لإعادة المختطفين.

وقال مسؤول كبير في مجلس الحرب الوزاري: “إن عرض وزير الدفاع أمام وسائل الإعلام ليس سوى اقتراح آخر. سيتم اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء السياسي الأمني، وليس في وسائل الإعلام”.

وكان وزير الحرب يوآف غالانت قد شدد في حديث مع الصحفيين على أن النية في كل الأحوال هي أن تستمر الحرب حتى تحقيق أهدافها: عودة المختطفين، وحرمان حماس من القدرات العسكرية والحكومية وإنشاء كيان كامل. حرية العمل للجيش الإسرائيلي للتصرف في غزة ضد أي محاولة لإنشاء قوة عسكرية من شأنها أن تهدد إسرائيل، على خلفية الانتقال الذي بدأ بالفعل في شمال قطاع غزة إلى المرحلة الثالثة من الحرب.

ووفقا له، فإن المقاتلين سيركزون الآن هناك على الغارات التي سيكون هدفها قضم جيوب المقاومة المتبقية لحماس في الميدان، وفي الوقت نفسه العمل على تعزيز البديل الحاكم الجديد في اليوم التالي. وبحسب غالانت، فإن القوات المتواجدة في وسط القطاع تقترب أيضًا من الوصول إلى وضع مماثل لما سيسود في الشمال خلال الأيام المقبلة. ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن تستمر العمليات المكثفة في جنوب قطاع غزة، وذلك في إطار محاولة المس بقيادة حماس ومحاولة الوصول إلى المزيد من المختطفين.

وكان نتنياهو قد أعرب في مقابلة أجراها مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، عن موقف يرى إن إسرائيل ليس لديها أي نية للسيطرة على القطاع على المدى الطويل بعد الحرب. لكنه ، في محادثة أجراها في وقت سابق مع رؤساء المستوطنات في غلاف غزة، ناقض كلامه السابق. وقال نتنياهو إن “الجيش الإسرائيلي سيواصل سيطرته على قطاع غزة حتى بعد الحرب، وإسرائيل لن تعتمد على القوات الدولية”. أبلغ  نتنياهو رؤساء السلطات في قطاع غزة الذين التقى بهم  أنه بعد القضاء على حماس، ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على قطاع غزة، بما في ذلك نزع السلاح الكامل، لضمان عدم تهديد غزة لمواطني إسرائيل.

ولكن نتنياهو في مقابلة مع الشبكة الأميركية  قال إنه يريد إقامة حكم مدني هناك. وقال أيضًا خلال المقابلة: “نريد مستقبلًا أفضل وهذا يتطلب هزيمة حماس. لم أضع جدولا زمنيا لأنه قد يستغرق وقتا أطول. أتمنى أن يستغرق الأمر بعض الوقت.

وأمس اعلنت وسائل الاعلام الصهيونية ان نتنياهو ابلغ اهالي الاسرى الاسرائيليين في غزة أنه اقترح انهاء الحرب مقابل اعادة الاسرى واجلاء قادة حماس يحيى السنوار ومحمد الضيف من غزة.  وبديهي ان مثل هذا الاقتراح ليس اكثر من لعبة سياسية على اهالي الاسرى قبل اي احد آخر.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى