سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: العدوان الإسرائيلي وتأكيد زيارة البابا في دائرة الاهتمام

 

الحوارنيوز – صحف

ما يزال العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان يستأثر بالإهتمام ،وسط حديث عن ورشة دبلوماسية لمعالجة هذه القضية ،في وقت يستعد لبنان لزيارة البابا التي تأكدت في أواخر الشهر المقبل.

كيف تعاطت الصحف الصادرة اليوم مع هذا الواقع؟

  • النهار عنونت : لبنان يحتفي بتثبيت الفاتيكان زيارة البابا… التصعيد الإسرائيلي “يعزل” لبنان عن غزة

  وكتبت “النهار”: مع أن الذكرى الثانية لعملية “طوفان الاقصى” في غلاف غزة في 7 تشرين الأول 2023 وإشعال “جبهة المشاغلة والمساندة” في لبنان في 8 تشرين الأول 2023، يتصدران الحدث الإقليمي واللبناني وسط المفاوضات الجارية لإنهاء حرب غزة، فإن إعلان الفاتيكان رسمياً أمس عن موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان في نهاية تشرين الثاني، شكّل تطوراً بالغ الأهمية بالنسبة إلى البلد الذي طالما شكل ارتباطه بالكرسي الرسولي إحدى سماته التاريخية المتجذرة، ليس فقط على المستوى الديني المسيحي وإنما أيضاً على المستوى الوطني لجميع طوائف لبنان ضمن تعدديته وتعايشه وحرياته، وهي القيم الأساسية التي رفع الفاتيكان لواء رؤيته إلى لبنان دفاعاً عنه ودعماً له. وإذ احتفى لبنان الرسمي والكنسي بهذا التثبيت الفاتيكاني للزيارة وموعدها، اتّخذ العدّ العكسي لها بعداً حاراً وزخماً كبيراً، إذ ينتظر في القريب العاجل أن يعلن برنامج الترتيبات النهائية لزيارة الأيام الثلاثة التي سيمضيها البابا في لبنان بين 30 تشرين الثاني و2 كانون الأول بما سيوفر للبنان دفعاً معنوياً إقليمياً ودولياً كبيراً، ناهيك عما يؤمل ويرتجى من الزيارة داخلياً لجهة تعزيز الثقة بالدولة اللبنانية ومستقبل البلاد، خصوصاً إذا تزامنت الزيارة مع خطوات نوعية من شانها دفع عملية حصر السلاح قدماً في ظل انفراج إقليمي قد تسفر عنه نهاية قريبة لحرب غزة.
وكان قد صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي الرسولي، الإعلان الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، وجاء فيه: “تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه”.
وسارع رئيس الجمهورية جوزف عون إلى الترحيب بالزيارة، وشكر الحبر الأعظم لتلبيته دعوته، وقال “إنّ هذه الزيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته، ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد أنّ لبنان، رغم جراحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم، مساحة للحرية، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالة إنسانية فريدة تُعانق السماء وتخاطب ضمير البشرية”. واعتبر أن الزيارة “تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك”.
وعلى الصعيد الكنسي، أصدر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بيان ترحيب بالزيارة، وأعلن ان “هذه الزيارة المباركة أتت تجاوباً مع الدعوة الرسمية التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون، ومع الدعوة التي رفعها أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك في لبنان، ونحن إذ نعبّر عن امتناننا العميق نشكر قداسة البابا على محبته الأبوية واهتمامه الخاص بلبنان وشعبه”. وقال: “إننا نستقبل هذا الحدث التاريخي بفرح عظيم ورجاء متجدد. راجين أن تحمل هذه الزيارة الرسولية للبنان سلاماً واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدة لجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا”.
في غضون ذلك، تحل الذكرى الثانية اليوم لفتح “حزب الله” “جبهة المشاغلة والمساندة” غداة عملية “طوفان الاقصى” وسط تصاعد التوترات بين الحزب والحكومة ورئيسها والقوى المعارضة للحزب حول ملف حصرية السلاح في يد الدولة، خصوصا بعدما تركت واقعة الروشة وتداعياتها مزيداً من ترددات سلبية حادة لم يتم ختم مفاعيلها بعد. ومع أن الجيش اللبناني يمضي قدماً في العملية المتدرجة لحصر السلاح بدءاً بجنوب الليطاني، الأمر الذي كان محور التقرير الذي قدمه قائد الجيش إلى مجلس الوزراء في جلسة الاثنين الماضي، تتعاظم المخاوف من تصعيد إسرائيل لغاراتها على الجنوب والبقاع الشمالي، مقترنة بالاغتيالات اليومية التي تستهدف عناصر وكوادر “حزب الله” على النحو الحاصل منذ أيام، بما تفسره أوساط مطلعة معنية برصد الوضع الميداني بأنه رسالة إسرائيلية واضحة إلى لبنان بأن لا ارتباط بين النهاية المحتملة للحرب في غزة ولبنان ما دام لبنان لا ينزع سلاح “حزب الله”. وتقول هذه الأوساط أن مواقف الحزب وسياساته التصعيدية ضد الحكومة تبدو أشبه بإذكاء الذرائع غير المباشرة لمواصلة إسرائيل تصعيدها الميداني الذي يصعب التكهن بما إذا كان سيبقى “محدودا” على النحو الحالي أو سيتبدل بعد اتضاح أفق مفاوضات غزة لإنهاء الحرب هناك.
وفي سياق يثبت هذه المخاوف، بادر “حزب الله” أمس إلى الإعلان أنه “في الذكرى الثانية لانطلاق معركة طوفان الأقصى البطولية، معركة الفداء والتحرير والإرادة ‏والصمود، يجدد “حزب الله” ‏العهد بأنه مع شعب فلسطين المقاوم والصامد”، وأكد “أننا في حزب الله ومقاومته الإسلامية على خط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ‏وصفيه الهاشمي والشهداء، مستمرون في حفظ أمانة المقاومة ودماء الشهداء”.
كما أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لفت في كلمة تضامنية مع إيران إلى “أننا خضنا معركة البأس وكانت معركة صعبة ومعقدة جداً، لكننا خرجنا منها بقوة وعزيمة وثبات واستمرار”، وشدد على أن “أبناء السيد حسن نصر الله والقادة سيبقون في الميدان ولن يمكنوا العدو الإسرائيلي من تحقيق أهدافه”.
أما في الجوانب السياسية الأخرى فكانت التطورات الأخيرة محور لقاء رئيس الجمهورية بعد ظهر أمس مع الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط. وقال جنبلاط “إن الزيارة كانت ودّية، والجوّ مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة”، وأشار إلى أن “الجيش اللبناني يقوم بعملٍ جبّار في الجنوب”.
وبدوره، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه يتعيّن على “حزب الله” أن “يتعظ” من تجربة حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، وأن يسلّم سلاحه إلى الدولة اللبنانية في “أقرب وقت ممكن”.
وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” من مقرّه في بلدة معراب: “من المؤكد أن على حزب الله أن يتعظ مما يحدث حالياً مع حماس. هذا سبب إضافي لأن يسلّم سلاحه الى الدولة في أقرب وقت ممكن”، مضيفاً “حرام إضاعة الوقت”. واعتبر أن مسؤولي الحزب يزايدون في الوقت الراهن مع رفضهم بالمطلق تسليم سلاحهم إلى الدولة التي وضعت في آب خطة لنزع سلاح الحزب قبل نهاية السنة. وتابع: “لا افهم كثيراً ما الذي يقومون به وصراحة لم أفهم حرب الإسناد التي كان واضحاً الى اين ستصل… ولم افهم السابع من تشرين الأول على أي أساس قاموا بهذه الخطوات وإلى اين وصلوا”.
ورحّب المكتب السياسي الكتائبي “بالتقدّم المحقَّق في تنفيذ خطة الجيش اللبناني، وفق ما ورد في تقريره المرفوع إلى مجلس الوزراء”، ودعا إلى “استكمال التنفيذ وتسريعه على كامل الأراضي اللبنانية، كما نصّت عليه قرارات الحكومة”. وتوقّف “عند تكرار تصريحات مسؤولي حزب الله، ولا سيما نوابه، بأنهم غير معنيين بنزع السلاح في شمال الليطاني”، وسأل “إذا كان حزب الله قد تخلى عن سلاحه جنوب الليطاني متنازلاً بذلك عن نيته محاربة إسرائيل، فبأي هدف يتمسك بهذا السلاح شمال الليطاني؟ أليس في ذلك إصرار على الاحتفاظ بفائض القوة وصرفه في مواجهة اللبنانيين والانقلاب على الدولة ومفهوم الشرعية؟”.
وعلى الصعيد الميداني، استهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس سيارة بين بلدتي دير عامص وصديقين قي قضاء صور ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة في منطقة وادي مريمين غربي بلدة ياطر ما ادى إلى مقتل سائقها.

 

 

  • الأخبار عنونت: ورشة دبلوماسية رسمية لمواجهة العدوان: لندن تعرض المساعدة في «معالجة ملفّ حزب الله»

  وكتبت “الأخبار”: قال مصدر وزاري بارز، إن نقاشاً يجري حالياً بين رئيس الحكومة نواف سلام وعدد من الوزراء حول الإجراءات الدبلوماسية والسياسية التي ينبغي للحكومة اتخاذها لمواجهة تلكّؤ العدو الإسرائيلي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 27 تشرين الثاني الماضي.

وأوضح المصدر أن النقاش انطلق من واقع أن الجهود السياسية لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، ومن أن هناك مشكلة تتعلق بكفاءة عمل وزارة الخارجية، خصوصاً أداء الوزير يوسف رجّي، وسط اعتقاد بأن الأخير ليس معنيّاً شخصياً، ولا بما يمثّله سياسياً، بالقيام بجهد خاص في هذا المجال.

وبحسب المصدر، يأخذ البحث طابعاً جدياً، خصوصاً مع وجود شخصيات في الحكومة قادرة على القيام باتصالات رفيعة المستوى على الصعيديْن الإقليمي والدولي.

وأوضح أن هناك حاجة إلى دفع هذه الاتصالات، ليس فقط استجابة لمطالب الأهالي من أبناء الجنوب أو القوى السياسية، بل أيضاً لمواجهة حالة الجمود الناتجة عن التعثّر الذي أصاب جهود الوساطة الأميركية، مشيراً إلى أن ما قام به المبعوث الأميركي توم برّاك وزميلته مورغان أورتاغوس لم يحقّق التقدّم المطلوب، لأن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدّة لممارسة أي ضغط جدّي على إسرائيل.

وبحسب مصدر وزاري آخر، جاءت الفكرة التي طُرحت على رئيس الحكومة في إطار الاستجابة للضغوط الناجمة عن استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، والاعتداءات اليومية التي تودي بحياة مدنيين في أكثر من منطقة لبنانية، إضافة إلى الغارات التي تستهدف مناطق عدة في لبنان.

وأوضح أنه يجب التواصل مع عواصم بارزة مثل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وكذلك مع جهات ومنظّمات دولية، عادة ما تلعب دوراً في معالجة النزاعات. ولفت المصدر إلى أن البحث الرسمي في الحكومة يجري بالتنسيق مع الرئيس جوزيف عون الذي عاد من نيويورك بانطباعات سلبية حيال ترك لبنان دون أيّ اهتمام.

ويتسلّح أصحاب الفكرة بالتقرير الذي قدّمه قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، إلى مجلس الوزراء أول من أمس، والذي أشار بوضوح إلى أن الاحتلال هو الطرف الوحيد الذي يعرقل إنجاز الجيش مهمته في منطقة جنوب نهر الليطاني، وأنه لا يوجد تعاون جدّي من الأطراف الدولية المعنيّة بإلزام العدو بوقف الاعتداءات، والسماح للجيش اللبناني بالتمركز عند القرى الحدودية.

كما نوّه التقرير بالنقص الحادّ في العتاد والموارد، مشدّداً على حاجة الجيش إلى دعم دولي حقيقي، نظراً إلى أن لبنان ليس في وضع مالي يمكّنه من تلبية هذه الاحتياجات.

وفي السياق نفسه، تحدّث مرجع حكومي إلى «الأخبار» عن مباحثات تُجرى مع مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، للبحث في سبل الاستفادة من مبالغ مالية كبيرة موجودة في حسابات المنظّمة ومخصّصة لدعم السكان في مواجهة الأزمات الكبرى. وأوضح المرجع أن النقاش بدأ يتجه نحو ترتيب ملفات تتعلق بآثار العدوان الإسرائيلي على الجنوب، وإعداد دراسة حول بعض الأضرار التي يمكن للمنظمات الدولية المساهمة في معالجتها، متوقّعاً ظهور نتائج إيجابية على هذا الصعيد قريباً.

تطوّع بريطاني

من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز حضورها في لبنان من بوابة ملف الصراع مع إسرائيل. ووفق المعلومات، تحاول لندن ملء الفراغ الناتج من عدم ترحيب لبنان بأي دور فرنسي خاص، وتعطّل المساعي الأميركية. إلا أن المصادر تشير إلى أن العرض البريطاني يتركّز على محور واحد يخدم مصالح العدو، وهو «المساعدة في معالجة أزمة تُسمّى حزب الله».

وأكّد مسؤول بارز أن اقتراح لندن يقضي بتكليف أحد الخبراء البريطانيين بمحاورة حزب الله بهدف إقناعه بالتخلّي عن السلاح والاندماج الكامل في الدولة ومؤسساتها. وبحسب المعطيات، فإن المرشح لهذا الدور هو جوناثان باول الذي تولّى مسؤوليات رسمية عدة، قبل أن يقود مؤسّسة وساطة، عرضت أولى خدماتها في ليبيا، وقد سبق أن لعبت أدواراً ذات طابع استخباراتي، وللمرشح الريطاني تجربة في التعامل مع قوى تُصنّف عادة كـ«متمرّدة» أو «إرهابية».

وعلمت «الأخبار» أن باول أرسل رسائل عبر سفارة بلاده في بيروت إلى شخصيات على تواصل مع الحزب، في محاولة لاستطلاع موقفه من هذا الطرح الذي يندرج ضمن ما سمّاه «عملية اندماج الحزب كلياً في الدولة والتخلّي عن السلاح»، في ضوء نتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

وقُدّم باول إلى المسؤولين اللبنانيين على أنه صاحب خبرة كبيرة في التفاوض الذي قاد سابقاً إلى تخلّي الجيش الجمهوري الإيرلندي السري عن أسلحته وانخراطه في الحياة العامة، وقد لعب دوراً محورياً في توفير الضمانات التي احتاجت إليها الجماعة لإتمام هذه العملية. وهو يحظى بثقة كبار المسؤولين في الدولة، وعلى درجة عالية جداً من التنسيق مع وكالات الاستخبارات البريطانية الداخلية والخارجية.

وقد سُرّبت سابقاً معلومات عن دوره قبل سنوات في بناء شبكة علاقات سرية مع «هيئة تحرير الشام» في إدلب، وعقد سلسلة لقاءات مع قائدها أبي محمد الجولاني قبل تحوّله إلى أحمد الشرع.

وذكرت وكالة «تاس» الروسية نقلاً عن «مصدر دبلوماسي في موسكو» أن ممثّلاً عن جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) التقى أخيراً بزعيم «هيئة تحرير الشام» في سوريا. وأضافت أن المسؤول البريطاني هو جوناثان باول، الذي شغل سابقاً منصب المبعوث الخاص للمملكة المتحدة إلى ليبيا، وعيّنه رئيس الوزراء كير ستارمر مستشاراً للأمن القومي في بريطانيا خريف العام الماضي. وهو زار دمشق رسمياً في آب الماضي، والتقى الشرع.

ويُعدّ باول أحد أبرز رجالات رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بين عامَي 1997 و2007. وقد لعب دوراً مباشراً في المفاوضات مع المعارضين في إيرلندا الشمالية، وتدور حوله العديد من الروايات، آخرها أنه أدّى دوراً مؤثّراً في إقناع قائد حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان بالتخلّي عن السلاح.

كما حاول الانخراط في ملفات الصراع العربي – الإسرائيلي، ودرس عروضاً لمشاريع قدّمها بلير في لقاءات سرية مع قادة من المقاومة الفلسطينية. إضافة إلى ذلك، نشرت مواقع بريطانية أنه ساهم في معالجة النزاع المسلّح في إقليم الباسك الإسباني، وساعد الرئيس الموزمبيقي فيليبي نيوسي على إنهاء الحرب الأهلية في بلاده.

 

 

  • الجمهورية عنونت: البابا إلى لبنان برسالة سلام ورجاء… وعاصفة “الروشة” تنطفئ تدريجاً ليعود وهج السلاح

 وكتبت “الجمهورية”: أشاع اعلان الفاتيكان موعد زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان في 30 تشرين الثاني المقبل ارتياحا عاما دفع كثيرين الى الاعتقاد بأن هذه الزيارة من شأنها ان ترسم خطوطا حمر تمنع اسرائيل من التمادي في التصعيد شن حرب جديدة في حال توقفت الحرب في غزة تطبيقا لخطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجاري التفاوض في سبل تنفيذها في شرم الشيخ برعاية اميركية ـ مصرية ـ قطرية، وفي الوقت الذي ينتظر لبنان من الادارة الاميركية ان تضغط على اسرائيل لكي تلتزم عمليا اتفاق وقف النار والانسحاب الى خلف الحدود تطبيقا للقرار الدولي 1701، خصوصا وانه نفذ التزاماته في منطقة جنوب الليطاني وباشر خطة لحصر السلاح بيد الدولة انطلاقا منها فيما اسرائيل لم تقم بأي خطوة في المقابل لا بوقف اعتداءاتها ولا بالانسحاب.
أكّد البابا لاوون الرابع عشر، أنّ زيارته المرتقبة للبنان تأتي قبل كل شيء لمواساة شعبٍ “تعرّض منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 لضربة تلو الأخرى”، مشدّدًا على أنّ هذه الزيارة “تحمل في طيّاتها رسالة رجاء وسلام إلى منطقة الشرق الأوسط”.
وقال البابا لصحافيين عند مدخل فيلّا باربيريني في كاستل غاندولفو، حيث أمضى يومه أمس: “في لبنان، سأجدّد إعلان رسالة السلام في الشرق الأوسط، في بلدٍ عانى كثيرًا. لقد رغب البابا فرنسيس أيضًا في الذهاب إلى هناك، ليعانق الشعب اللبناني بعد الانفجار وكل ما تحمّله. سنحاول أن نحمل رسالة سلام ورجاء”.
وكان مكتب الإعلام الفاتيكاني أصدر أمس البيان الآتي: “تلبية لدعوة رئيس الجمهورية جوزاف عون والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول، وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه”.
لحظة تاريخية
ورحّب الرئيس عون بالزيارة الباباوية وقال: “بإيمانٍ راسخ، ووجدانٍ مفعم بالامتنان، أرحّب باسم الشعب اللبناني بإعلان الكرسي الرسولي الزيارة الرسولية التاريخية التي سيقوم بها قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، تلبيةً للدعوة الرسمية التي وجّهتُها إليه”. وأضاف: “إنّ هذه الزيارة التي يقوم بها قداسته إلى وطننا في بداية حبريّته، ليست مجرّد محطة رسمية، بل لحظة تاريخية عميقة تعيد التأكيد على أنّ لبنان، رغم جروحه، لا يزال حاضرًا في قلب الكنيسة الجامعة، كما في وجدان العالم، مساحة للحرّية، وأرضًا للعيش المشترك، ورسالة إنسانية فريدة تُعانق السماء وتخاطب ضمير البشرية”. وأكّد “أنّ هذه الزيارة المباركة تُشكّل علامة فارقة في تاريخ العلاقة العميقة التي تجمع لبنان بالكرسي الرسولي، وتجسّد الثقة الثابتة التي يوليها الفاتيكان لدور لبنان، رسالةً ووطناً، في محيطه وفي العالم، كما شدّد عليها الأحبار الأعظمون الذين لطالما اعتبروا لبنان، بتعدديته الفريدة، وبإرثه الروحي والإنساني، هو أكثر من وطن، هو أرض حوار وسلام، ملتقى للأديان والثقافات، ورسالة حية للعيش المشترك”.
وأضاف: “يأتي قداسة البابا إلى لبنان، وقلوب أبنائه مشرعةٌ له من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. جميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، من مختلف الطوائف والمكوّنات، يتهيّأون منذ الآن لاستقباله بفرحٍ صادقٍ ووحدةٍ وطنية نادرة، تعكس صورة لبنان الحقيقية. إنّ لبنان قيادةً وشعبًا، ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من الرجاء، في زمنٍ تتعاظم فيه التحدّيات على مختلف المستويات. ونرى فيها نداءً متجدّدًا إلى السلام، وإلى تثبيت الحضور المسيحي الأصيل في هذا الشرق، وإلى الحفاظ على نموذج لبنان الذي يشكّل حاجةً للعالم كما للمنطقة”.
مجلس البطاركة
وفي السياق، صدر عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان البيان الآتي: “باسم رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وباسم أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الكاثوليكية في لبنان الكلي الطوبي. تُرفع آيات الشكر والتسبيح للرب على النعمة العظمى التي أغدقها على وطننا الحبيب لبنان، والمتمثلة في إعلان الكرسي الرسولي بتاريخ 7 تشرين الأول 2025 عن الزيارة الرسولية التي سيقوم بها قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، من 30 تشرين الثاني ولغاية 2 كانون الأول 2025. لقد أتت هذه الزيارة المباركة تجاوباً مع الدعوة الرسمية التي وجّهها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ومع الدعوة التي رفعها أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك في لبنان، ونحن إذ نعبّر عن امتناننا العميق، نشكر قداسة البابا على محبته الأبوية واهتمامه الخاص بلبنان وشعبه. إننا نستقبل هذا الحدث التاريخي بفرح عظيم ورجاء متجدد. راجين أن تحمل هذه الزيارة الرسولية للبنان سلاماً واستقرارًا، وأن تكون علامة وحدة لجميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ وطننا”. وختم: “تُرفع صلواتنا إلى الرب سائلين أن يبارك هذه الزيارة ويرى لها القلوب والنفوس، فتغدو حدثاً مفعماً بالنعمة، يحمل ثمارًا روحية وافرة للكنيسة في لبنان وللوطن بأسره”.
القضية ستنطفئ
من جهة ثانية، بقيت جلسة مجلس الوزراء الاثنين الفائت مدار بحث ونقطة تواصل بين المعنيين، من دون أن تشكّل مادة سجاليّة دسمة على غرار ما سبقها من أجواء وكباش سياسي حاد بين “حزب الله” ورئيس الحكومة نواف سلام.
وكشف مصدر سياسي بارز لـ”الجمهورية”، انّ ما عمل عليه رئيس الجمهورية من مخرج قبيل الجلسة لتنفيس الاحتقان، هو أن يُرحّل بند سحب العلم والخبر لجمعية “رسالات” إلى ما بعد انتهاء التحقيق، مع استبعاد ورفض مطلق للتصويت عليه. ونقل رغبته هذه إلى الرئيس سلام قبيل انعقاد الجلسة منعاً لتفجير لغم جديد بين الحكومة و”حزب الله”. وقد أوحى سلام بإيجابية حيال هذا الأمر، ومن هنا تراجع داخل الجلسة عن إصراره على مناقشة الموضوع بنداً اول في جدول الأعمال، إلّا انّه وعند الوصول إلى البندين المتعلقين بإضاءة صخرة الروشة ومخالفة جمعية “رسالات” للترخيص، أجرى سلام “بروفا” تصويت استخدمها نقطة لمصلحته ليقول: “إنني كنت قادراً على فعلها لكنني سأتراجع خطوة إلى الوراء لمصلحة تبريد الأجواء”. واكّد المصدر “انّ تصرّف سلام الذي لم يفاجئ الرئيس عون بهذه الجزئية، كونه اصبح يتوقع أي شيء منه، لا مبرّر له سوى أنّ طبعه غلاّب، والقصة من الأساس تمّ تكبيرها اكثر من اللازم”. وأشار المصدر إلى انّ هذه القضية ستنطفئ تدريجاً… ليعود الوهج إلى حصرية السلاح، وإلى الكباش المستجد بين الحكومة ومجلس النواب حول ملف قانون الانتخاب”.
منحى تسووي
وقال مصدر مطلع لـ”الجمهورية”، إنّ “جلسة مجلس الوزراء الاثنين أسست لمنحى تسووي للوضع السياسي الداخلي، بحيث بدا الجميع حريصاً أولاً على استمرار عمل مجلس الوزراء في شكل طبيعي، وثانياً على الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني، بتجاوز المأزقين اللذين يعنيان “حزب الله” تحديداً: صخرة الروشة ونزع السلاح”.
وأضاف المصدر، “أنّ الحلحلة في مسألة الروشة سهلة نسبياً، لأنّ القرار فيها داخلي ويمكن أن يبدأ وينتهي على طاولة مجلس الوزراء. لكن ملف السلاح مرهون بمواقف إسرائيل والولايات المتحدة التي ستتبلور تباعاً، خصوصاً بعد الاجتماع المقرّر عقده بعد اسبوع لهيئة مراقبة وقف النار في الناقورة، ويُنتظر أن تترأسه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. ففيما الإجماع اللبناني هو اعتبار الفترة الفاصلة عن نهاية السنة هي المهلة المعطاة للجيش حتى ينهي المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح، ثمة ترقّب لما إذا كان الإسرائيليون والأميركيون سيخرجون بتفسير آخر لبرنامج نزع السلاح، واختلاف التفسير مع لبنان ربما ينذر بإشكالات صعبة في المرحلة المقبلة”.
من جهته، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، أنّ “الغالبية الحكومية لم تكن في حاجة لصرف جلّ وقتها لإصدار بيان بتعليق العلم والخبر المُعطى للجمعية اللبنانية للفنون “رسالات”، وتجاهل مشكلات البلد الكثيرة، وهو بيان ليس له أي سند في القوانين اللبنانية أو النصوص الدستورية، أو حتى الممارسة الدستورية سابقاً، وبالتالي لا تترتب عليه أي مفاعيل قانونية”. واضاف: “إنّ زجّ مجلس الوزراء لإصدار بيان مليء بالمغالطات، هو من يسيء إلى هيبة الدولة وصورة الحكومة وصدقيتها أمام الرأي العام الذي شهد على فعالية الروشة، والتزام الناس والقوى الأمنية بالقانون والحرص على الأملاك العامة”.
بري والمِهَل
وعلى جبهة الاستحقاق النيابي، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، تشديده على “ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري المحدّد، إحتراماً لإحكام الدستور وترسيخاً لمبدأ التداول الديموقراطي للسلطة، في اعتبار أنّ الانتخابات تشكّل إستحقاقاً وطنياً يعيد إنتاج الحياة السياسية”. وقال بري: “إن الالتزام بالمهل الدستورية هو الركيزة الأساس للحفاظ على النظام الديموقراطي. وإنّ أي تأجيل أو تلاعب بهذا الاستحقاق لن يخدم سوى مزيد من الانقسام والتشرذم، في وقت يحتاج لبنان إلى أوسع توافق وطني يواكب مسيرة الإنقاذ والإصلاح”.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس السابق للحزب “التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أمس، إثر زيارته والنائب تيمور جنبلاط رئيس الجمهورية: “انّ الزيارة كانت ودّية، والجوّ مطمئن على رغم من حملات التشكيك غير المدروسة”. واشار إلى انّ “الجيش اللبناني يقوم بعملٍ جبّار في الجنوب”.
خطوة اميركية
في هذه الأثناء، وفيما ينتظر المسؤولون خطوة أميركية تجاه إسرائيل تلزمها بوقف اعتداءاتها والتزام وقف النار والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي تحتلها، قال رئيس “فريق العمل الأميركي من أجل لبنان” إدوارد غابرييل لقناة “الجديد” أمس، إنّ “نزع سلاح “حزب الله” جنوب الليطاني مهمّ بالنسبة إلى المجتمع الدولي، ويشير إلى إحراز لبنان تقدّم”. مشيراً إلى “انّ على الولايات المتحدة وإسرائيل الاعتراف بالتقدّم الذي حصل لكي نصل إلى اتفاق في المنطقة”. وأكّد أنّ “قائد الجيش رودولف هيكل سيبرهن في الأسابيع المقبلة أنّ الأمن تحقق جنوب الليطاني”.
وأشار غابرييل إلى أنّ “هناك فكرة سائدة في الكونغرس الأميركي بوجوب دعم الجيش اللبناني، لكن العالم يترقّب نزع سلاح “حزب الله”. وأعتقد أنّ كل شيء على ما يرام”، واعتبر أنّ “إسرائيل لا ترغب بالتصعيد طالما لبنان يحرز تقدّماً، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يحب لبنان ويرغب بمساعدته، لكنه سينشغل في الفترة المقبلة ربما بغزة وسوريا وإسرائيل”. وقال: “على لبنان التفاوض في شكل مباشر مع إسرائيل لحل الخلافات معها. ولا يمكن لأميركا لعب دور الوساطة بينهما إلى الأبد”. لافتاً إلى أنّ “السلطات اللبنانية سمعت النداء من الولايات المتحدة بضرورة حصول مفاوضات مع إسرائيل في وقت ما”. محذّراً من “أنّ إسرائيل إذا شعرت أنّها مهدّدة ستستمر في الدفاع عن نفسها”.
“حزب الله”
في المقابل، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن: “موقفنا واضح، عندما يتوقف العدوان وينسحب العدو ويعود الأسرى ويبدأ الإعمار ويُناقش الأمن الوطني على أسس واقعية تحفظ الكرامة والسيادة، عندها يمكن الحديث عن استراتيجية وطنية. أما قبل ذلك فالكلام لا يُقنع أحداً”. واشار إلى أنّ “توم برّاك قال علناً إنّ إسرائيل تحتل خمس نقاط في لبنان ولن تنسحب منها، وإنّ السلام وهم، وإنّ إسرائيل لا تعترف بحدود سايكس بيكو. وهي تصريحات تمسّ السيادة الوطنية وإهانةً للجيش اللبناني. ومع ذلك لم نسمع صوتاً واحداً تحرّكت كرامته أو انتفض دفاعاً عن لبنان”. وأضاف: “الاحتلال مستمر والعدوان يومي والأسرى لا يزالون في السجون والعملاء يُبرَّأون من المحاكم العسكرية، ثم يأتون ليقنعونا أنّهم دولة تحمي السيادة، فيما الوقائع تثبت العكس”.
النائب ميشال المر: تكديس النفايات أمام منازل اللبنانيين خط احمر
من جهة ثانية أثار اقفال مطمر الجديدة للنفايات ردود فعل مستنكرة وفي هذا الصدد أكّد النائب ميشال المر، انّ “إقفال مطمر الجديدة فجأة، وتوقّف شركة “رامكو” عن جمع النفايات في المتن وكسروان وبيروت، هو جريمة مكتملة بحقّ الناس والبيئة. ما يحصل ليس صدفة، بل نتيجة مباشرة لتقاعس وإهمال وارتجال، ولمنطق “القرارات في الدقيقة الأخيرة”، الذي يحوّل الشوارع إلى مكبّات مفتوحة، ويعرّض صحة المواطنين وسمعة الدولة للخطر”.
واعتبر النائب المر، أنّ “تكدّس النفايات أمام المدارس والمستشفيات والمنازل خط أحمر، ولن نسمح بتحويل حياة الناس إلى رهينة الفوضى والتجاذبات. لذلك أطالب فوراً بإعلان خطة طوارئ خلال 24 ساعة، وتحمّل كل وزارة وكل جهة مسؤولة كامل واجباتها، مع محاسبة واضحة لكل من قصّر في منع هذه الكارثة”.
أضاف المر: “كما أدعو إلى إطلاق مسار جدّي وشفاف لإدارة لا مركزية للنفايات، يبدأ بالفرز من المصدر ويقوم على التدوير والمعالجة، بعيداً من الصفقات والابتزاز والمحاصصة التي أوصلتنا إلى هذا الانهيار المتكرّر”.
وختم: “لن نقبل أن يُترك المتنيون واللبنانيون رهينة الفوضى والنفايات. والمحاسبة يجب ان تطال كل من تخلّى عن مسؤوليته”.

 

  • الديار عنونت: تسويات كبرى تقترب… و«المخيمات» في قلب الحدث

جنبلاط في بعبدا: المختارة عنصر اساسي في اي تسوية
زيارة البابا المرتقبة: استعدادات أمنية غير مسبوقة… وبارقة أمل

  وكتبت صحيفة “الديار”: شكّلت موافقة حركة حماس، على مبادرة سياسية أمنية اقترحتها الإدارة الأميركية، وسط وساطات إقليمية، نقطة تحوّل محتملة في معادلات الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والمنطقة ككل، إذ فتحت الباب أمام تحوّل استراتيجي، بعد عامين على حرب مدمّرة، سدت معها كل المسارات السياسية والعسكرية، التي كسرها موقف الحركة المستجد، ما طرح أسئلة جوهرية حول موازين القوى في المنطقة، ودور المحاور الإقليمية، وموقع لبنان ضمن هذا المشهد المتحرك.

من هنا، تأتي أهمية قراءة هذا الحدث ليس فقط كخطوة تفاوضية تخص غزة، بل كمنعطف استراتيجي يمسّ كامل منظومة الصراع في المنطقة، مطلقا سلسلة من التحولات المتشابكة في موازين القوى، التحالفات الإقليمية، وأولويات الدول المعنية، ما يجعل من لبنان ساحة اختبار دقيقة، تبدو المنطقة معه امام مرحلة جديدة من إعادة تموضع الاطراف المختلفة:

  • الولايات المتحدة الاميركية الساعية لتثبيت اختراق دبلوماسي يعيد لها زمام المبادرة في الشرق الأوسط بعد انكفاء سنوات إدارة بايدن.
  • «إسرائيل»، التي بدات تواجه مأزقاً داخلياً حاداً، بين تيارات سياسية متنازعة حول مستقبلها بعد هذا التحوّل، وسط استطلاعات رأي بينت ان اكثر من 60% من الاسرائيليين يؤيدون رحيل بنيامين نتانياهو عن السلطة.
  • دول الخليج، مصر وقطر، التي تجد نفسها أمام فرصة لإعادة الإمساك بخيوط الوساطة الإقليمية، فيما تحاول إيران وحلفاؤها تفادي انعكاسات هذا المسار على نفوذهم الممتد من غزة إلى لبنان.
  • لبنان، الذي يقف على تماس مباشر مع هذه التحولات، حيث يشكل استمرار انتهاك «اسرائيل» لاتفاق وقف الاعمال العدائية، جزءاً من معادلة الضغط، حيث تجمع آراء الكثيرين، على ان أي تفاهم بين حماس وواشنطن، وان كان جزئيا، سينعكس بالضرورة على الجبهة اللبنانية، سواء عبر تخفيف احتمالات المواجهة أو من خلال تصاعد الضغوط السياسية والأمنية لتنفيذ قرار «حصر السلاح» الدولي.

لبنان ابرز المعنيين

فالمفاوضات «الايجابية والسريعة» في شرم الشيخ، لا يمكن فصلها عن واقع تاريخي طويل من التداخل بين ملفات غزة ولبنان، من وجود مجموعات فلسطينية مسلّحة داخل المخيمات اللبنانية، مرورا بالعلاقة المتشابكة بين هذه الفصائل وقوى إقليمية، وصولا الى دور كل من الوسطاء الإقليميين، والفاعلين الدوليين، حيث ان أي تغيير في موقف حماس تجاه حل سياسي أو تهدئة في غزة يدفع فوراً الى طرح تساؤلات استراتيجية حول مصير سلاحها وطبيعة وجودها في لبنان، لجهة مدى قابليتها لتفكيك هذه البنى أو تعديلها، وتبعات ذلك داخلياً وإقليمياً.

سحب سلاح حماس

اوساط دبلوماسية عربية متابعة، كشفت ان موضوع سلاح حماس خارج غزة، وكذلك وجود قياداتها واصولها، سيكون مطروحا على طاولة التفاوض، في المرحلة الثانية من الترتيبات الامنية، وفقا لما تؤكد عليه جهات اميركية، مشيرة الى ان لبنان سيكون من ابرز المعنيين بهذا الملف، ما يحتم على حكومته الاستعداد لمباشرة اتصالاتها الاقليمية والمحلية لبدء تنفيذ عملية سحب سلاح حماس في لبنان، وبحث ترتيبات وشروط اقامة قادتها، في اطار الحل الاوسع الذي يعمل عليه، بمساعدة الاطراف الاقليمية، وفي ومقدمتها قطر ومصر، اللتان ستلعبان دورا اساسيا في المرحلة المقبلة لفكفكة الالغام ومساعدة السلطة اللبنانية على انجاز الاتفاق معالحركة.

ورات الاوساط انه في هذا السياق، يصبح لبنان لاعباً اساسيا، بسلطتيه السياسية والعسكرية – الامنية، وتوازن القوى الطائفية والسياسية، التي ستتاثر كلها حتما بأي تغيير في وضع الفصائل الفلسطينية، ايا كان شكله، لذلك فان أي سيناريو لتقليص وجودها المسلّح أو «تحويله»، يتطلب آليات تنفيذ محلية ودولية واضحة، وإلا فان المخيمات ستبقى ساحة احتكاك يحتمل أن تتحول إلى أزمة داخلية أو مدخل لتصعيد إقليمي، خاتمة بان كيفية ادارة وتعامل بيروت مع هذا الملف ستعكس مدى قدرتها ومصداقيتها أمام المجتمع الدولي.

الحكومة على السكة

في السياسة، شكّلت التسوية التي بدأت ملامحها بالظهور بشأن جمعية «رسالات»، من خلال قرار مجلس الوزراء، على طريقة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، مؤشراً بالغ الأهمية على طبيعة تعاطي الاطراف مع المرحلة السياسية الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، وعلى هشاشة التوازن داخل الحكومة الحالية، بفعل الوساطات السياسية من داخل الحكومة ومن أطراف إقليمية، تمنع تفاقم الأزمات وتحويل الملفات من نقطة توتر إلى فرصة لإعادة ترتيب التوازنات، حيث اشارت مصادر وزارية، الى ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء، شكل اختبارا سياسيا لمدى توازن الحكومة في تعاملها مع مكونات المشهد الداخلي، حيث من الواضح أنّ استمرار الخلافات يهدّد بشلّ العمل الحكومي، في مرحلة حساسة تُطالب فيها جميع القوى بتوحيد الصفوف لمواجهة الأزمات المعيشية والمالية خانقة، ولتمرير الاستحقاقات الداهمة من الموازنة الى استكمال التعيينات في الدولة ومؤسساتها.

من هنا، قرات المصادر في «تسوية رسالات»، أكثر من مجرد حلّ إداري، بقدر ما هو مؤشر على كيفية إدارة السلطة لتناقضاتها الداخلية وعلى قدرة القوى السياسية على إنتاج توازن جديد يحفظ الحد الأدنى من الاستقرار داخل المؤسسات الرسمية، في ظل وجود قرار خارجي كبير بضرورة احتواء أي توتر قد يؤدي الى انفجار الحكومة من الداخل، خصوصاً أن سقوطها في هذا التوقيت سيُضعف موقع لبنان أمام المانحين والمؤسسات الدولية، وسيعمّق الانقسام الداخلي عشية التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة.

ازمة قانون الانتخابات

في التحركات الانتخابية، ورغم «الكربجة» التي اصابت عمل مجلس النواب، والتي يتوقع الكثيرون ان «تحل» قريبا، في ظل الانقسام والتفكك اللذين تسللا الى جبهة المقاطعين، بدات اكثر من جهة حزبية تحضيراتها الجدية للانتخابات، عبر تفعيل ماكيناتها الانتخابية، وادارة محركاتها، عبر جولات واتصالات، تعيد خلط الاوراق والتحالفات.

وفي هذا الاطار علم ان حزب الله كلف الوزير السابق محمد فنيش ادارة ملف الانتخابات النيابية، وسط تقارب بدات ملامحه ترتسم من جديد بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، في اطار اعادة لملمة شمل الاصدقاء القدامى، حيث سجل تقارب على خط التيار الوطني الحر والمردة، دون ان يصل الى حدود الاتفاق على خوض الانتخابات بلوائح مشتركة.

اما على صعيد المغتربين، فتبين الارقام حتى الساعة عزوفهم عن التسجيل، رغم مرور اكثر من اسبوع على فتح الباب امامهم، ما اعاده المتابعون الى ايعاز حزبي وصل الى الاغتراب بالتريث في تسجيل الاسماء، في انتظار جلاء الصورة وتبيان الاتجاه الذي سيسلكه مسار القانون وشكله.

جنبلاط يزور بعبدا

وليس بعيدا عن الحركة السياسية الداخلية، اثار لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط، برئيس الجمهورية، اهتمام الرأي العام والاوساط السياسية على حد سواء، اذ تأتي تلك الخطوة في وقت حساس يشتد فيه الصراع بين القوى التقليدية في السلطة والمعارضة، مع قرب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة وتصاعد النقاش حول التحالفات المستقبلية.

مصادر سياسية، رات ان زيارة «البيك» المفاجئة إلى بعبدا حملت أكثر من بعد واحد، متخطية كونها مجرد لقاء بروتوكولي، لتشكل رسالة سياسية واضحة ومقصودة، لاكثر من طرف، من جهة، ولتؤكد على دور المختارة المستمر، وبقائها كعنصر مركزي في أي تسوية، كما في إدارة التوازنات السياسية الداخلية السياسية، من جهة أخرى، مرسلة إشارات حول الاستعداد للتعاون مع بعبدا ومواجهة أي تحديات قد تهدد موقعها السياسي، من ضمن تحضيراتها لتولي تيمور مساحة اكبر عل الساحتين الدرزية والوطنية.

من هنا، يصبح اللقاء أكثر من مجرد حدث مفاجئ، بل خطوة استباقية في لعبة القوى اللبنانية، تعكس عمق الحسابات الجنبلاطية السياسية، وقدرة البيك على التأثير في مسارات القرارات الكبرى على المستويين الداخلي والإقليمي، وهو ما أوحت به الأجواء المسربة عن الاجتماع، لجهة «أنّ المواضيع الّتي نوقشت كانت على جانب كبير من الأهمية، مع تسجيل تطابق في وجهات النظر حيال العديد من الملفات».

هيكل في قطر

وغداة عرضه لتقرير قيادة الجيش الاول حول مراحل تنفيذ خطة حصر السلاح، غادر قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الدوحة، في مهمة مزدوجة، اولا، شكر القيادة القطرية على مساعداتها للجيش، المالية، وعلى صعيد المحروقات، وثانيا، مناقشة حاجات الجيش للقيام بمهامه، في الداخل وعلى الحدود، علما ان الزيارة تاتي بعيد رسالة تسلمها رئيس الجمهورية من امير قطر، ونقلها اليه السفير القطري في بيروت، اكد فيه حرص الدوحة على دعم الجيش كحافظ للامن والاستقرار.

زيارة ليون 14

على صعيد آخر، صدر عن مكتب الاعلام في الكرسي الرسولي، الإعلان الرسمي للزيارة الرسولية التي سيقوم بها قداسة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر الى لبنان وجاء فيه «تلبية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية والسلطات الكنسية اللبنانية، سيقوم الأب الأقدس بزيارة رسولية إلى لبنان من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول. وسيُعلن عن برنامج الزيارة الرسولية في حينه».

مصادر كنسية اشارت الى ان وفدا يضم 13 فردا، من الامنيين والاداريين في الفاتيكان وصل الى بيروت امس، للاطلاع على التحضيرات اللبنانية الجارية من قبل السلطات المعنية، ولوضع اللمسات الاخيرة على برنامج زيارة البابا الى لبنان، وادخال التعديلات الضرورية على جدول اعمالها، على ان يغادر يوم الجمعة، تمهيدا لصدور بيان رسمي عن الحاضرة يعلن تفاصيل الزيارة ومحطاتها وجدول لقاءاتها.

وكشفت المصادر، ان الوفد يضم خبراء في الشؤون الامنية، مهمتهم درس وتقييم الوضع الامني والمخاطر التي قد تحيط في الزيارة، على ان تتم مناقشة التقرير الذي سيرفعونه للمعنيين، بالتعاون مع اجهزة امنية غربية، تقدم الدعم والحماة لبابا الفاتيكان خلال تنقلاته الدولية.

صندوق النقد

وفيما يستعد وفد لبناني كبير يتقدمه وزيرا المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان لزيارة واشنطن، للمشاركة في اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدولي، الاسبوع المقبل، صعد الصندوق من نبرته تجاه لبنان، اذ اشارت مصادره الى أنّ «الصندوق لا يسعى إلى شطب التزامات الدولة اللبنانية، بل يركّز على إدخال أمواله في الدورة الاقتصادية، وليس في حسابات المودعين بشكل مباشر»، مؤكدة انه «في حال استمرّ لبنان في المراوغة بعد 7 سنوات من الأزمة، فلن يكون هناك اتفاق نهائي أو تمويل»، مشددًة على أن «الكرة لا تزال في ملعب السلطات اللبنانية التي لم تُنجز بعد الإصلاحات المطلوبة».

قيمة الدين العام

يشار الى انه حتّى أواخر شهر آب الماضي، كانت قيمة الدين المتبقي بالليرة اللبنانيّة تقارب حدود 54.58 ألف مليار ليرة لبنانيّة، ما يوازي أقل من 610 مليون دولار أميركي بحسب سعر الصرف الحالي، ما يعني تخلّص الدولة اللبنانيّة من نحو 53.65 مليار دولار أميركي، من الديون العامّة المقوّمة بالليرة، بسبب انهيار سعر الصرف، في مقابل تراكم حوالي 14 مليار دولار أميركي، كفوائد مستحقّة على سندات اليوروبوند، ما يعني عمليا ان حجم الدين العام بات يقارب 46.21 مليار دولار، منه نحو 98.6% سندات خزينة مع فوائدها المتراكمة، حيث باتت قيمة الدين العام توازي 53% فقط من الدين الإجمالي قبل حصول الأزمة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى