رأيسياسةغير مصنفمحليات لبنانية

من ينتظر الثمن السعودي لن يجني الا العار(علي يوسف)

 

كتب علي يوسف 

الوزير جورج قرداحي هو الوزير الثاني بعد الوزير الاسبق الفضل شلق الذي يخرج من الحكومة ضحية انتهاك  خارجي للسيادة اللبنانية .. مع بعض الاختلاف .. 

الوزير الفضل شلق خرج ضحية خصخصة الاتصالات الخليوية وعدم تأمين  دخول فرانس تليكوم”الشيراكية ” كشركة ثانية الى جانب الشركة الفنلندية في خصخصة الخليوي … مما دفع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لاقصائه عن مجلس الوزراء وتعديل المناقصة ارضاء للرئيس شيراك، خصوصا وان هذا “الارضاء ” يشكل خطوة اساسية في سياق خطوات مماثلة متنوعة الجنسيات  في ما سمي سابقا “مشروع رفيق الحريري”…

وانطلاقا من ذلك جاء الانتهاك من ضمن سياق مشروع بحيث ظهر وكأنه خطوة طبيعية وحركة تصحيح ضمن البيت الحريري …

اما عملية اخراج الوزير قرداحي من مجلس الوزراء بسبب دعوته لإنهاء الحرب على اليمن كونها باتت حربا عبثية .. فقد تعدت الضغوطات السعودية والخليجية والداخلية الزبائنية لتحقيقها  كل اشكال الانتهاكات لتتحول الى نوع من تأكيد السطوة على لبنان واذلال لبنان دولة وحكومة وشعبا …. 

والمؤسف ان عددا من القيادات والقوى السياسية اللبنانية كانت وما زالت تتصرف على اعتبار ان الخضوع لهذا الذل هو مصلحة وطنية …. من دون اي اعتبار للسيادة والحرية وحتى الانسانية ….

لقد تحمل الوزير قرداحي ضغوطا خارجية وداخلية يصعب تحملها…. وزاد الطين بلّة  أن الفريق الذي يفترض انه يرفض الانتهاكات  السعودية للسيادةاللبنانية ترك القرار في شأن الاستقالة الى الوزير قرداحي الذي ظل صامدا حتى دخول الضغوطات الفرنسية على خط الضغوطات السعودية،مما رفع مستوى الضغوطات الى المستوى الدولي ….!!!!!!   

لابد من الاشادة بصمود الوزير قرداحي الى الحد الذي بات يتطلب ما يشبه الشهادة …. واعتقد انه كان يمكن ان يختارها لو اقتنع انه سيكون لها الوقع الذي يدفع السلطة والقوى السياسية الى وقفة العز … ولكن وبما انه يعلم ان معظم اركان السلطة  ومنافقي شعارات السيادة والحرية لا يجيدون الا التبعية والشماتة  قرر ان يكون المنصب كبش الفداء فخرج من الشهادة حيا وانما ترك السيادة والدولة والوطن قتلى مضرجين بنزيف الذل السعودي ….

ولعل الفداحة في السوء هو ان  من ينتظر ان يقبض ثمن الاذلال السعودي لن يجني الا العار  .. لأن سعودية المكرمات ذهبت الى غير رجعة ….

اننا امام لحظة سياسية وتاريخية لا تحتمل المهادنات وبات الضرب على الطاولة ضرورة حتى لا تتهاوى المكاسب المحققة …. ضياع الفرص يعبر عن عجز القيادة وهو اخطر من عدم تحققها ….

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى