إغتراب

ملاحظات على هامش زيارة وفد الجامعة الثقافية الى استراليا(عزات بدوي)

 

الشيخ عزات بدوي – الحوارنيوز

قرأت تقرير عن زيارة وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الى استراليا في صحيفة “الحوارنيوز”، برئاسة النائب الأول للرئيس جهاد الهاشم، وعضوية نائبي الرئيس القنصل محمد الجوزو وهنري بوصعب.

لا شك أن الزيارة جاءت متأخرة، لكن كما يقول المثل: “أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً”.

وإنطلاقاً من حرصي على نجاح “الجامعة” والتي تبوأت سابقاً مسؤوليات في فروعها في استراليا، ويشدني الفضول دائما لمعرفة أوضاعها، في ظل المتغيرات في طبيعة الاغتراب اللبناني في استراليا ومختلف القارات والبلدان، فإنني سأبدي بعض الملاحظات التي قد تسهم في تعزيز “النتائج الايجابية” للزيارة، كما وصف الأستاذ حسن علوش في تقريره.

  • في المبدأ، لا بد أن تعمل “الجامعة” كمؤسسة ،ويعني ذلك ببساطة أن الزيارات المركزية على أهميتها، تأتي لتعزز واقعا قائما، يعمل ويتواصل مع الإدارة المركزية والمجالس القارية. إن “الجامعة” توقفت عن كونها مؤسسة منذ فترة طويلة، لكن يبدو أن إعادة الروح الى هيكليتها قد بدأ وهذا مؤشر جيد.
  • ولكي يكون هذا القرار موضع ترحيب المغتربين، يجب أن تتوفر له عدة شروط أهمها:
  • تجديد الفروع من خلال فتحها للراغبين في الإنتساب وتحديد مواعيد لإنتخابات ديمقراطية حرة، وخارج القيد الطائفي.
  • تبني خطاب إغترابي – وطني والتشجيع على تعزيز التواصل بين الجاليات من خلال مجموعة نشاطات وطنية تعزز الشعور بالمواطنة اللبنانية.
  • عدم السماح للعنة (اللوثة) اللبنانية أن تتسرب الى فروع الجامعة، فتتسلل الحزبيات والمذهبيات فتصبح الجامعة صورة مصغرة عن لبنان – النظام مع ما يحميه هذا النظام من موبقات وفساد سياسي ومالي وطائفي.
  • تجاوز الانقسامات والاتهامات “باللاشرعية” أو “بإنتحال الصفة” بالعمل. فالشرعية تتأتى من المغتربين أولا وأخيرا.
  • إن الجولة لم تشمل عددا كبيرا من الولايات ذات الوجود التاريخي للمغتربين اللبنانيين، ومنها على سبيل المثال لا الحصر “أدلايد”. فهذه المنطقة من أقدم المناطق التي استضافت مغتربين لبنانيين، وكان من أوائل القادمين الشيخ سليمان النجار في العام 1860 ويقطنها اليوم ما يزيد عن السبعين ألف لبناني أو استرالي من أصول لبنانية.
  • إن الأفكار التي طرحها السيد هاشم في لقاءاته وفي المؤتمر الصحافي، تحتاج الى نقاش حقيقي لتأتي الأفكار واقعية، لا نظرية. وأنا اعتقد أنه من المفيد تجزئة الأفكار وعقد لقاءات عبر تقنية الزوم مع اصحاب الخبرة والمعرفة حول كل موضوع لنخلص الى بلورة مشاريع منطقية قابلة للتنفيذ.
  • يوجد المئات من الجمعيات الاغترابية ذات الألوان الحزبية أو المناطقية أو العائلية، ولا يجوز أن تكون الجامعة خلف هذه الجمعيات، بل هي قاطرة الجميع. وهنا لا بد من بلورة استراتجية يتبناها الجميع خدمة للبنان والاغتراب ووحدتهما.
  • إن طرح فكرة المؤتمرات المتخصصة في لبنان، يجب أن تسبقها ورشة تنظيمية تعيد ثقة اصحاب المهن الحرة في المغتربات وفي لبنان ومؤسساته الدستورية وفي الجامعة نفسها.

نكتفي بهذه الملاحظات السريعة على أمل أن يكون هناك مجال لمزيد من النقاش.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى