لمصلحة من تقرع طبول الحرب في السويد؟(طلال الإمام)
طلال الإمام / ستوكهولم- الحوارنيوز خاص
يلاحظ المتابع للإعلام السويدي في الآونة الاخيرة أن العديد من رجال الحكومة والمال والسياسة يقومون بحملة دعائية واسعة ومبرمجة ويدقون طبول حرب يدّعون انها تقترب من السويد!
تشتغل الآلة الدعائية بنشاط لتخويف الناس ونشر الهلع عبر “بروشورات” توزع بشكل واسع وتتضمن نصائح من شاكلة:
*كيف تتصرف في حال وقوع حرب؟
*حث الناس على البدء بتخزين الاطعمة!
*تهيئة الملاجىء !
بث مقالات ومقابلات مع محللين عسكريين وسياسيين تحذر من إمكانية وقوع حرب وشيكة !
السؤال الذي يطرح فورا حول حقيقة واهداف هذا التهويل .ثمة اسباب عديدة اهمها بإعتقادنا:
أولا – صرف اهتمام الناس عن الاتفاقية التي وقعتها الحكومة السويدية مؤخرا ( دون عرضها على استفتاء شعبي أو مناقشتها بشكل واسع ) مع الولايات المتحدة الامريكية وتتضمن وفق ماهو معلن اقامة حوالي عشرين قاعدة امريكية و منطقة تدريب ومنشأة عسكرية من شمال السويد لجنوبه .
تشير بعض التقارير إلى امكان نشر اسلحة نووية فوق الاراضي السويدية ، وارسال قوات سويدية لمناطق النزاع في مختلف البلدان ضمن اجندة امريكية .
ثانياً- زيادة الميزانية العسكرية لصالح المجمع الصناعي الحربي داخل السويد وخارجه .كل ذلك على حساب الدور الرعائي للدولة : من ضمانات صحية واجتماعية والتعليم وسواه التي تتأكل بشكل ملحوظ .
ثالثا- ايجاد مسوغات قانونية لانخراط السويد في نزاعات عالمية مستقبلا .
لعمري لم اسمع من قبل ان حكومة ،كما حكومة السويد ، تهرول وراء الانخراط في الانضمام لتكتلات عسكرية وفي صراعات اقليمية او عالمية ضاربة بعرض الحائط مصالح السويد وشعبها .
يصيبك شعور احيانا ان البلد يُقاد فعلياً من خلف المحيط والعمل لتحويله الى ثكنة .
ان ضمان أمن وقوة السويد هي في حيادها وعدم دخولها في أحلاف تجعلها هدفا في أية صراعات محتملة .