دولياتسياسة

الانتخابات الاسرائيلية غدا الثلاثاء: من هي الاحزاب المتنافسة ..وما هي التوقعات؟

يتوجه الإسرائيليون صباح غد الثلاثاء الى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء الكنيست الواحد والعشرين (البرلمان) ، فيما تشير استطلاعات الرأي الى تنافس حاد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى لرئاسة الحكومة لفترة خامسة، وحزب الأزرق والأبيض بزعامة قائد الجيش السابق بيني جانتز.
وأوضحت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الكتلة اليمينية التي يتزعمها نتنياهو ستفوز بأغلبية في الكنيست. لكن هذه الاستطلاعات تبين أيضا أن حزبا وسطيا جديدا بزعامة قائد سابق للجيش يتمتع بشعبية سيصبح أكبر الأحزاب في البرلمان. وتكشف الاستطلاعات أن الكثير من الناخبين لم يحسموا رأيهم بعد، وربما يرجحون كفة أحد الجانبين في الانتخابات.
* كيف تتم الانتخابات الإسرائيلية؟
توزع مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا بنظام التمثيل النسبي على قوائم الأحزاب. وللفوز بمقاعد في الكنيست يجب أن يتخطى أي حزب نسبة 3.25 في المئة على الأقل من مجموع أصوات الناخبين، وتعادل هذه النسبة أربعة مقاعد.
ولم يسبق أن حصل حزب واحد بمفرده على أغلبية مطلقة في الكنيست وجرت العادة أن تُشكل حكومات ائتلافية.وبعد الانتخابات وإجراء مشاورات مع زعماء الأحزاب يطلب الرئيس الإسرائيلي من المرشح الذي يرى أنه يملك أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف أن يحاول تشكيل الحكومة.
وفي العادة يكون هذا الشخص هو رئيس أوفر الأحزاب حظا في الانتخابات، لكن ليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك. وأمام هذا المرشح 28 يوما لتشكيل الحكومة ،ويمكن مد هذه المهلة 14 يوما.وإذا فشل في تشكيل الحكومة يكلف الرئيس مرشحا آخر بهذه المهمة.
ويقول مكتب الاحصاءات الإسرائيلي إن حولي 5.8 مليون إسرائيلي يحق لهم التصويت في انتخابات 2019.
* من هي الأحزاب الرئيسية المتنافسة؟
1- الليكود بزعامة رئيس الوزراء نتنياهو،هو أكبر حزب يميني في إسرائيل .وتشير التوقعات إلى أن عدد المقاعد التي سيفوز بها يبلغ 29 مقعدا. ويناصر الليكود سياسات أمنية متشددة عندما يتعلق الأمر بإيران وسوريا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعارض كثيرون من أعضائه إقامة دولة فلسطينية.
وأطلق نتنياهو وعدا أخيرا في الحملة الانتخابية فقال إنه سيضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إذا ما فاز بفترة ولاية جديدة.وأثناء حملة الدعاية الانتخابية التف الحزب حول نتنياهو الذي يواجه احتمال توجيه اتهامات إليه في ثلاث قضايا فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
2- حزب الأزرق والأبيض بزعامة قائد الجيش السابق بيني جانتز،وقد برز جانتز كمنافس خطير لنتنياهو. ومن المتوقع أن يبلغ عدد المقاعد التي يفوز بها حزبه 31 مقعدا.وجانتز قائد سابق للقوات المسلحة يتمتع بشعبية وهو من الوافدين حديثا على ساحة العمل السياسي.
وتعاون جانتز مع وزير الدفاع اليميني السابق موشي يعلون ووزير المالية السابق يائير لابيد الذي ينتمي ليسار الوسط في تشكيل الحزب الوسطي الجديد المسمى الأزرق والأبيض.وقد دعا جانتز للسعي لإبرام السلام مع الفلسطينيين ،وفي الوقت نفسه المحافظة على مصالح إسرائيل الأمنية. وأشار إلى أنه سيقدم تنازلات عن الأراضي للفلسطينيين ،لكنه تحاشى مسألة قيام الدولة الفلسطينية.
وتعهد جانتز بتشكيل حكومة نظيفة اليد ،فيما صدرت عنه إشارات متضاربة عما إذا كان على استعداد للانضمام لائتلاف تحت قيادة نتنياهو.
3-  حزب العمل بزعامة آفي جاباي الذي أظهرت استطلاعات الرأي أن عدد المقاعد التي سيفوز بها ، سينخفض إلى عشرة مقاعد من 18 مقعدا في الوقت الحالي.
وقد شدد الحزب في حملته الانتخابية على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، وفي الوقت نفسه السعي لتحقيق السلام وحل الدولتين مع الفلسطينيين.
4- حزب اليمين الجديد بزعامة نفتالي بينيت وايليت شاكد ،وقد انشق بينيت وزير التعليم الإسرائيلي وشاكد وزيرة العدل عن التيار الديني القومي في إسرائيل ،لتشكيل حزب يميني متطرف جديد لاستمالة الناخبين في الدوائر الأكثر ميلا للعلمانية.
وتظهر استطلاعات الرأي في الوقت الحالي أن الحزب سيفوز بستة مقاعد. وينادي بينيت بضم معظم الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين الحكم الذاتي. وقد تعهدت شاكد ”بكبح جماح“ المحكمة العليا الإسرائيلية التي تصفها بأنها مفرطة في الليبرالية.
5- الاتحاد اليميني بزعامة الحاخام رافي بيريتس الذي تشير التوقعات إلى فوز هذا الحزب الديني القومي بسبعة مقاعد. وهو أبرز الكيانات السياسية الممثلة للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
ويرفض الحزب فكرة قيام دولة فلسطينية ويشدد على صلات إسرائيل التوراتية والدينية بالأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.ويضم الاتحاد حزب القوة اليهودية الديني القومي المتطرف الذي يضم في عضويته تلاميذ الحاخام الراحل مئير كاهانا الذي كان ينادي بنقل العرب إلى دول عربية مجاورة وحظر زواج اليهود من العرب.
6-  حزب زيهوت بزعامة موشي فيلجن،وهو حزب ديني قومي متطرف ازدادت شعبيته في استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة. وتشير التوقعات إلى أنه سيفوز بستة مقاعد لأسباب منها تأييده لإباحة تعاطي الماريجوانا. وينادي حزب زيهوت بنقل الفلسطينيين طواعية إلى دول عربية مجاورة ويصف نفسه بأنه قوة تحرير ويطالب باقتصاد السوق الحرة.
7- حزب كولانو (كلنا) بزعامة وزير المالية موشي كاخلون،وقد حقق كاخلون العضو السابق في حزب ليكود جانبا من تعهده بوقف ارتفاع أسعار المساكن،لكنه لم يحقق خفضا كبيرا في تكاليف المعيشة الإجمالية.ويطرح حزبه نفسه كحزب يميني معتدل وقد ركز حملته على القضايا الاجتماعية والاقتصادية.ومن المتوقع أن يفوز الحزب بنصف مقاعده العشرة الحالية فقط.
8- حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان،ويتأرجح هذا الحزب اليميني في استطلاعات الرأي الأخيرة على حافة النسبة المطلوبة لدخول البرلمان في نظام التمثيل النسبي. ويعول الحزب على دعم المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق.
وليبرمان المولود في مولدوفا وزير سابق للدفاع ،وتقوم سياساته على ضم المدن العربية إلى أي دولة فلسطينية تقام مستقبلا مقابل الأراضي التي بنيت عليها مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية. كما أنه يريد أن يجعل الولاء للدولة شرطا للجنسية.
9- حزب التوراة اليهودي المتحد بزعامة يعقوب ليتزمان،ويمثل هذا الحزب يهود "الحريديم" الأرثوذكس المتطرفين المنحدرين من أصول أوروبية .ومن المتوقع أن يفوز بستة أو سبعة مقاعد في الكنيست.
وقد اضطرت حكومات ائتلافية متعاقبة إلى الاعتماد على تأييد أحزاب اليهود الأرثوذكس التي دأبت على إعلاء مطالبها الفئوية على القضايا الأشمل مثل الأمن والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.ويهتم الحزب في الأساس بتأمين الامتيازات التي يحصل عليها من الدولة الرجال الحريديون الذين يكرسون أنفسهم طوال الوقت للدراسات الدينية ولا يلتحقون بالخدمة العسكرية ولا يعملون.
10- حزب شاس بزعامة وزير الداخلية ارييه درعي، واسمه بالكامل "اتحاد السفارديم حراس التوراة"، متحالف مع حزب التوراة اليهودي المتحد ،ومثله تماما كان من الأحزاب الدائمة تقريبا المشاركة في حكومات متعاقبة ،ويمثل اليهود الحريديين من أصول شرق أوسطية. وتقول استطلاعات الرأي إنه سيفوز بخمسة أو ستة مقاعد في البرلمان.
11- الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) وهوحزب التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة أيمن عودة وأحمد الطيبي.ومن المتوقع أن يفوز بسبعة أو ثمانية مقاعد في الكنيست. ويستمد هذا الحزب الاشتراكي اليهودي العربي معظم شعبيته بين الناخبين من العرب الذين يمثلون 20 في المئة من سكان إسرائيل.
12- القائمة العربية الموحدة-التجمع الوطني الديمقراطي بزعامة عباس منصور.تشير التوقعات إلى أنه سيفوز بأربعة مقاعد وتمثل قياداته مزيجا من القوميين العرب والإسلاميين. ويصف نفسه بأنه حركة ديمقراطية تعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
13- حزب "ميرتس" بزعامة تمار زاندبرجز.ومن المتوقع أن يفوز هذا الحزب اليساري بخمسة أو ستة مقاعد في الكنيست. ولم يشارك الحزب في أي حكومة ائتلافية في العقدين الأخيرين. وهو يتمتع بشعبية في أوساط الإسرائيليين الليبراليين من الطبقة المتوسطة وينادي الحزب بحل الدولتين مع الفلسطينيين.
*توقعات عامة
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تكتل اليمين سيحصل على أكثر من 61 عضوًا في الانتخابات المقبلة،وهو يشهد  اتهامات شرسة بين أقطابه، زاد من وطأتها سعي رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، إلى حصول حزبه الليكود، على أكبر عدد من المقاعد.

وعاود نتنياهو أمس الأحد، في مقال  في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اتهام بعض أحزاب اليمين بأنها "ترفض الالتزام بالتوصية عليه" لتشكيل الحكومة المقبلة، "ما يعني، في هذه الحالة، أن الحزب الأكبر هو من سيشكّل الحكومة المقبلة".
وأضاف نتنياهو "علينا أن نقلّص الفجوة ،وأن الطريق الوحيدة لضمان حكومة يمين ومنع نشوء حكومة يسار هو التصويت لليكود".واعتبر  "التصويتَ لليكود تصويتًا لأحزاب اليمين التي ستكون جميعها جزءًا من حكومة الليكود"، بينما تعتبر الأحزاب اليمينية التصويت لها تصويتًا لليكود.

في حين شنّت الأحزاب الإسرائيليّة اليمينيّة الصغيرة هجومًا على نتنياهو، بعدما دعا الناخبين إلى التصويت له من أجل خلق فجوة كبيرة بينه وبين حزب "كاحول لافان"، ما يعني، ضمنيًا، أنه يسعى للحصول على أصوات من أحزاب اليمين الأخرى التي تتأرجح عن نسبة الحسم.
واتّهمت وزيرة القضاء الإسرائيليّة، والمرشّحة الثانية في حزب "اليمين الجديد"، نتنياهو بالانجرار وراء "إستراتيجيّة "كاحول لافان" لخلق منافسة كاذبة مع الليكود لتحطيم معسكر اليمين"، وأضافت، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن نتنياهو بدأ "حملة التهويل التقليديّة التي ستؤدي إلى إقامة حكومة يشارك فيها نتنياهو (وزعيما كاحول لافان) بيني غانتس ويائير لابيد"، وأوضحت شاكيد أن "معسكر اليمين قوي، وقوته بين 64-65 مقعدًا، نتنياهو سيكون رئيس الحكومة حتى إن حصل الليكود على عدد مقاعد أقلّ".
ويعتبر زعيما حزب "اليمين الجديد"، نفتالي بينيت وآييلت شاكيد، حزبهما السابق "البيت اليهودي" ،المتضرّر الأكبر من حملة نتنياهو التهويليّة في الانتخابات الماضية عام 2015 لحصد أصوات أكبر من اليمين، أسفرت عن انخفاض قوّة حزبهم من أكثر من 12 مقعدًا في استطلاعات الرأي إلى 8 مقاعد.
كما هاجم وزير الأمن الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، تكرار نتنياهو لجملة "حكم اليمين في خطر"، قائلًا إنها "بروباغندا سياسيّة"،بينما قال المرشّح الثاني من "اتحاد أحزاب اليمين"، المتطرّف بتسلئيل سموتريتش، إنه "من المذهل رؤية نتنياهو يطبّق تمامًا سيناريو التهويل الذي كان معروفًا سلفًا. لكنه هذه المرّة، بخلاف المرّة السابقة، يلعب بالنار. وهذه النار قد تأتي على معسكر اليمين بأكمله. علينا أن نقع في فخ الاستحواذ".
وقال وزير الماليّة الإسرائيلي موشيه كاحلون، إن "الناس فهموا أن هذه الانتخابات حُسمت. المعسكر الوطني سيشكل الحكومة المقبلة. لذلك نحن واثقون أن الحكومة هذه المرّة ستلزمنا بأن نكون أقوى داخليًا. حكومة يشارك فيها فيغلين وبينيت والحريديّون ونتنياهو هي حكومة غير اجتماعيّة. ستختفي عن برنامجها كافة المواضيع الاجتماعيّة. لن أشارك في حكومة لست وزير المالية فيها".
ووفقًا لآخر استطلاع للرأي، تتأرجح أحزاب "شاس" و"كولانو" و"يسرائيل بيتينو" عن نسبة الحسم، كما أن استطلاعات الرأي تؤكد أن للأحزاب الصغيرة دورًا في حسم التركيبة الحكوميّة المقبلة، إذ إنّ عدم تجاوز إحداها لنسبة الحسم، سيؤدّي إلى خسارة معسكر اليمين لأغلبية الـ61 عضوًا المطلوبة لتشكيل حكومة مقبلة.
وخلال الأيام الماضية، شهد معسكر اليمين تبادلًا للاتهامات بـ"سرقة" مقاعد الآخرين، منها اتهام "اليمين الجديد" لحزب "زيهوت" بقيادة موشيه فيغلين بـ"تعريض معسكر اليمين للخطر"؛ واتهام "اتحاد أحزاب اليمين" لحزب "اليمين الجديد" بسرقة أصوات تيار الصهيونيّة الدينيّة منه.

  وكان نتنياهو عقد أمس الاحد ما وصفه ب”جلسة طارئة” في منزله بالقدس لتحذير اعضاء حزبه بأن حكومة اليمين في خطر حقيقي قبل انتخابات الثلاثاء.وقال نتنياهو لحلفائه السياسيين انه لا يعتقد انه يمكن لليكود ضمان الحصول على دعم الاغلبية من اجل تشكيل الحكومة المقبلة، وانه على الحزب ان يكون اكبر قائمة في الانتخابات من اجل ضمان استمراره في الحكم.
أضاف: هذا ليس دعاية انتخابية، هذا حقيقي. علينا تقليص الفارق، واقول لكم، إن لم يحدث ذلك، سيكون يئير لبيد رئيس وزراء.لا يوجد لدينا 61 توصية – الحزب الاكبر هو المهم.
وفي مقابلة مع القناة 12 صباح الاثنين، كرر رئيس الوزراء ادعاءه انه قد لا يحصل على عدد التوصيات الكافي من قادة الاحزاب الاخرى من اجل تشكيل حكومة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى