من هنا نبدأ

كي لا تتحول “الخماسية” إلى لجنة وصاية!(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

للأسف، ولإن لبنان كجمهورية ذات نظام طائفي – ديمقراطي مركب ومهدد بالتعرض للإهتزازات الداخلية (بعضها دموي) بشكل دوري،

ولأنه من دول ما يسمى بدول الطوق ( التي تتقاسم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة)، ولطالما كان هدفا للإحتلال ومساحة رخوة تثير شهية العدو المعروف بأطماعه التاريخية، فينال نصيبه بالاعتداءات والاجتياحات والاغتيالات بصورة متواصلة منذ قيام دولة اسرائيل،

لهذين السببين، كان يلجأ الى الأشقاء العرب، تارة لنجدته من إقتتال أهلي – مذهبي فتتخذ جامعة الدول العربية قرارها الشهير بإدخال قوات ردع عربية لوقف المذابح بين أخوة التعايش الطائفي وتارة لتأمين مساحة ليبدأوا حوارا ممنوعا في بيروت، فينعقد في الطائف السعودية ويخرجون منه ب”وثيقة الوفاق الوطني” المعروفة ب”إتفاق الطائف”.

كان عرب تلك الحقبة، هم غيرهم الآن.

وكان لبنان آنذاك غيره الآن.

عرب اليوم، أنظمة تسعى وراء بناء قوتها الذاتية (الوطنية) على حساب قيم ومضمون القضايا العربية المشتركة وفي مقدمها قضية فلسطين.

ولبنان اليوم، وطن فقد خاصيته كطفل مدلل، والأنظمة العربية لم تعد ترى فيه مركز استقطاب لأي شكل من أشكال الاستثمارت، فبلدانها أولى، وهي فعلا باتت تتنافس في ما بينها إقتصاديا، ويأخذ هذا التنافس شكلا سلبيا في كثير من الأحيان.

 

 

 

 

في السابق، كانت الدول العربية لديها مصلحة باستقرار لبنان، أما اليوم فالهمّة والغيرة العربيتان تراجعتا، بإعتراف الدول نفسها!

في السابق كانت الدول العربية تمارس نفوذها على المكونات التي تدعمها في لبنان فتكتفي، عندما تقرر، بإبلاغ هذه القوى بأمر اليوم، أما اليوم فهذه الدول تمارس دورها كنعامة تخفي رأسها بالرمل.

ومع أداء اللجنة الخماسية العربية الدولية” وتضم: سفير المملكة العربية السعودية وليد بن عبدالله بخاري، سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، سفير قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن فيصل ثاني آل ثاني، سفير مصر علاء موسى، وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، يتضح أن اللجنة قامت لتملأ فراغاً بالفراغ، وتمارس دورها بلا خطة ولا تصور لحل، لا بل تمارس دورها بخجل كرفع عتب لا أكثر ولا أقل.

ربما كان من الممكن والأكثر مصداقية وفائدة أن تكون اللجنة عربية صرفا، ليشكل ذلك إطارا رسميا هو امتداد لمؤسسة جامعة الدول العربية البائدة هي الأخرى، أما وجود الولايات المتحدة في هذه اللجنة فيخفف من الرهان على نتائج ايجابية ويرفع من منسوب الفشل المحتوم.

لا بديل عن مجلس النواب، ولا بديل عن الحوار اللبناني الوطني، داخل مجلس النواب أم خارجه، لولوج باب حل معضلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ومع بلوغ الصراع الإقليمي مرحلة متقدمة، بتشجيع ومشاركة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية وبغطاء رسمي عربي، تصبح الرئاسة وهوية الرئيس ومواصفاته، موضوع إنقسام لبناني كبير يحتاج إلى جهد مختلف.

كي  لا تتحول اللجنة الخماسية الى لجنة “ديكور” إضافي في المنزل اللبناني، أو إلى لجنة وصاية تخطف الرئاسة الى حين نضوج الظرف الإقليمي، دعوة لتفعيل المبادرات الوطنية قبل فوات الآوان!!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى