من هنا نبدأ

إرث سلطان باشا الأطرش في خطر:أيهما أقوى “جبل الدروز” أم “جبل العرب”؟(حسن علوش)

 

 

حسن علوش – الحوارنيوز 

من الثابت أن الشعب العربي السوري يعاني جراء الحصار المتمادي على وطنه من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، والحرب التي أشعلتها الإدارة الأميركية بواسطة أدوات إقليمية ومحلية في سورية تحت عناوين مختلفة واستخدمت فيها المجموعات الإسلامية المتشددة كداعش وأخواتها. 

حرب داخلية القصد منها ضرب الدولة وتفكيكها وحصار يهدف الى تقليب الرأي العام على قيادة البلاد التي تواجه حربا خارجية متواصلة منذ سنوات.

التعبير عن الأزمة المعيشية الخانقة مشروع، والعمل بإتحاد وتضامن لمواجهة هذه الأزمة واجب وطني وإنساني، لكن أن يتحول هذا الحق الى غطاء لزعزعة الإستقرار الوطني ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلى زمن الإستعمار الفرنسي وإثارة فكرة “الدولة الدرزية”، التي تحاكي المشاريع الأميركية المرسومة للمنطقة وتتوافق مع ما طرح على النظام السوري لوقف الحرب على سوريا: “لبننة النظام السوري! أي تحويل النظام الوطني الى صيغة حكم طوائفية تقسّم سورية على اساس ذلك الى مناطق ذات لون واحد أو أغلبيات معينة ،وحكم بالتوافق وما أدراكم ما “حكم التوافق” أو “التعايش الطائفي” في لبنان. 

كلنا يعلم أن مشروع الدويلة الدرزية رفضته كافة أقطاب وأعيان “الطائفة” في سورية حيث رسمت لنفسها خطاً بيانياً واضحاً بأن أبناء “الطائفة” هم مواطنون سوريون عرب، لا رعاية ولا أقلية ولا أهل ذمة. 

لقد تحول “جبل الدروز”، وهي التسمية التي أطلقها المستعمر الفرنسي على “جبل العرب” كل العرب بفضل نضاله الصلب ومن أجل سيادة سورية كلها، ووحدة أراضيها وأمانيها القومية العربية، “رافضاً كل التقسميات الطائفية التي أوجدها الإنتداب الفرنسي أو الإنتداب الإنكليزي لتسهيل سيطرتهما على المشرق العربي بعد أن سيطرا على المغرب منذ أواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، وبعد أن سيطرا على مصر والسودان في الظروف التاريخية عينها…”.

فكيف لنا أن نتخلى عن دور ريادي ووطني وقومي؟

لقد نأت الطائفة الدرزية في سورية بنفسها عن مواجهة أخطر مشروع إرهابي شاهدنا فصوله في غير دولة عربية وفي سورية حيث القتل على الهوية والذبح ودفن الأحياء وهتك الأعراض، حرصاً على عدم إثارة النعرات المذهبية مع الجوار السني، فماذا كانت النتيجة؟

هل يعقل أن نكون مع “عصابات الأشرار” ضد وحدتنا الوطنية وضد الإنجازات التاريخية لأبناء “الطائفة” لجهة تحرير سورية من الإنتداب الفرنسي وترسيخ حكم وطني – مدني تكون فيه المواطنة هي نقطة ارتكاز المجتمع؟

كيف لنا أن نتخلى عن “إرث الثورة العربية الكبرى” ونتبنى خطابا يستحضر الأجنبي ونرضى لأنفسنا أن نكون وقودا لمشروع تقسيم سورية وتجويع شعبها وإرغامها عن التنازل عن حقوقها التاريخية في الأرض التي احتلها العدو الإسرائيلي، أو التهاون في الموقف من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته الكنملة واستعادة أرضه كاملة؟ 

التعبير عن الاستياء العام من الظروف المعيشية مشروع، نعم مشروع، لكن هل سألنا عن السبب الحقيقي للأزمة وأخذنا موقفا منه وتعاملنا بحكمة معها؟

ألا يدرك بعض المغالين بأنهم يستخدمون كجسر لمآرب خارجية ولأحقاد تاريخية تتصل بالدور السوري الإقليمي ونمو اقتصادها (قبل الحرب على سورية) وترسيخ وحدتها الوطنية ،رغم الموجات المذهبية المتعمدة والتي كانت تأتينا من الغرب ومن لبنان و”الصيغة اللبنانية” الفريدة التي ثار عليها الزعيم كمال جنبلاط؟

أوهام بعض المغالين والمأجورين هي كمثل الأوهام التي استبشرت خيرا بالجنرال ساراي الليبرالي الذي عين مفوضا ساميا في سورية من قبل الانتداب في العام 1924، بعد وصول حكومة “تحالف اليسار”. “فقد بدأ ساراي بالخطب والتلميحات الليبرالية وانتهى بالقصف البربري على دمشق” كما وثق فلاديمير لوسكي لمؤلفه “الحرب الوطنية التحررية في سورية 1925 – 1027 (صفحة مشرقة من النضال العربي ضد الامبريالية الفرنسية)”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى