“الأمن” شخصية العام ٢٠٢٣(حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز

لم يبق في لبنان غيرالأمن،على الرغم من الظروف المادية الصعبة والمعقّدة. فقد حافظت المؤسسات الأمنية والعسكرية وشبه العسكرية على جهوزيتها وأبقت على معنوياتها ونجحت في العام ٢٠٢٣ في الإبقاء على هيبة الدولة وعلى حضورها ، فيما أذل أهل الحكم، معارضة وموالاة، الدولة والناس على حدّ سواء.

من أولئك المرابطين على حدودنا بشكل عام، والجنوبية بشكل خاص، كتفاً إلى كتف مع رجال المقاومة، إلى المنتشرين على حدود المحافظات والأقضية والطرقات والحارات والمنازل الساهرة والنائمة، إلى رجال الإطفاء والدفاع المدني وشرطة البلديات في المدن والقرى، لاسيما البلدات الكبرى كمدينة بيروت…  كل هؤلاء هم شخصية العام ،ولهم منّا تحية احترام وكلمة شكر من القلب.

فقد نجحوا في مواصلة تنفيذ مهامهم وأبقوا على مؤسساتهم متماسكة رغم “القلّة” ورغم “المناخ السياسي القذر” الذي لوث ويلوث العقول وأفسد ويفسد المؤسسات.

نجحوا حيث فشلت السياسة في إنتظار رئيس جديد للجمهورية.

نجحوا حيث تجاوزوا خطاب الانقسام والعصبيات والإنقسام بالوحدة،وخطاب التعصب المذهبي بالمواطنة.

نجحوا حين أفشلوا خطاب تمييع الهوية  والعقيدة العسكرية فكانوا شركاء، بل عصب الدفاع عن حدودنا وسيادتنا.

نجحوا حيث فشل السادة النواب في التوافق على انتاج حلول لأزمات لبنان، ولا عجب في ذلك فالنواب وأحزابهم،من دون تمييز، قد أغرقوا البلاد بسياسات أوصلتنا إلى ما نحن به من قعر.

لا رؤية موحدة لطبيعة الأزمة الإقتصادية، ولا لطبيعة الحل، والسلطة التنفيذية كمؤسسة أو بشخص رئيسها، “أجبن” من أن تتصدر المشهد وتقدم حلولا، بإعتبارها المسؤول الأول عن آليات العمل الحكومي.

نجحوا حيث فشلت السلطة التنفيذية من مدّ جسور الثقة مع اللبنانيين بعامة والمغتربين بخاصة، لجهة تثبيت حقهم في استعادة ودائعهم وإعادة هيكلة المصارف واقرار خطة اقتصادية تعيد لبنان إلى خارطة الدول القائمة!

نجحوا في تعزيز ولاء العناصر من مختلف الرتب حيث فشلت السلطات في تعزيز واقع موظفي الإدارات العامة وتعزيز واقع الهيئات الرقابية، كي نبقى نشعر بوجود الدولة وأجهزتها… وحوّلوا الإدارات العامة إلى منبر للتسول من كل صاحب معاملة بحجة شح الموارد.

نحجوا حيث فشل القضاء في أن يكون قضاء على الفساد وعلى الجرائم الكبرى، فتعطلت العدلية ومؤسساتها بفعل الاصرار على التسييس وعلى هيمنة السياسة على المؤسسات.. وهنا ليس كل المسؤولية على أهل السياسة، بل على قضاة لا يرون أنفسهم خارج الولاء السياسي.

لكل ذلك…

تحية لرجال الأمن. وحدهم يستحقون التحية.