سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: موقف عوني متجدد من “وحدة الساحات”.. و”الخماسية” تملأ الفراغ بالفراغ

 

الحوارنيوز – خاص

بين الفيتو الأميركي الثالث بوجه قرار وقف الحرب على غزة، وتنامي التصعيد الاجرامي للعدو في فلسطين ولبنان، تتعزز التقديرات بأن العدو يتجه الى المزيد من الجرائم وسط صمت رسمي عربي يرقى الى مستوى التواطؤ…

داخليا برز موقف جديد – قديم للتيار الوطني الحر رافض لوحدة الساحات، لكنه أكد على حق لبنان في مقاومة العدو منوهاً بمعادلة الردع التي ثبتها حزب الله مع العدو الإسرائيلي!

على مستوى رئاسة الجمهورية بدا أن اجتماع سفراء الخماسية كفراغ يملأ فراغ.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: “أخيراً”… الاستدارة العونيّة ضدّ “وحدة الساحات”!

وكتبت تقول: فيما كانت الأنظار تترقب ما يمكن ان يفضي اليه الاجتماع الجديد لسفراء دول المجموعة الخماسية الذي انعقد في قصر الصنوبر، برز ما يمكن وصفه بتطور سياسي “طارئ” ولو انه لا يشكل مفاجأة كبيرة وتمثل في تثبيت استدارة “التيار الوطني الحر” على تحالفه مع “حزب الله” من خلال رفعه سقف الاعتراض على معادلة “وحدة الساحات” التي اعلنها حليفه السابق وشريكه في تفاهم مار مخايل تبريرا لإطلاق المواجهات الميدانية مع إسرائيل دعما لحركة “حماس” في حرب غزة. ذلك انه بعد نحو خمسة اشهر من بدء المواجهات الميدانية بدت “الاستفاقة” المتدرجة لمواقف اطلقها تباعا على مدى اليومين الأخيرين كل من الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون ثم صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بمثابة الرسالة الاعتراضية الأكثر ”تحديثا” وتصليبا ضد تسبب “حزب الله” بحرب إسرائيلية على لبنان، ولو ان الأسباب الجوهرية الحقيقية لهذا التطور لا تبعد عن تطورات التراجعات في علاقة الفريقين الحليفين سابقا. ولكن نبرة باسيل وأسلوب تمريره للرسالة جاءا اقل “جفافا” من نبرة عون الذي مهد لـ”تصليب” الاستدارة على حليفه الامر الذي يعزز الظن بان الفريق العوني يصفي جانبا من حسابات متراكمة مع “حزب الله” الذي خذله في الكثير من الحسابات الرئاسية والحكومية وسواها. ولذا قرن كل من عون وباسيل الموقف الاعتراضي من “وحدة الساحات” بالاقتراب أيضا، وبقوة، من نبرة وموقف القوى المعارضة المتمسكة بالمطالبة بجلسات انتخاب مفتوحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية ولو ان “التيار” تمايز عن المعارضة باتخاذ موقف مرن من التشاور او الحوار مقتربا بذلك بعض الشيء من رئيس مجلس النواب نبيه بري.

هذا التطور ترجمه باسيل أمس في إعلانه “أننا نفهم تماماً الخوف من ان يأتي دور لبنان بعد غزّة، ونقدّر معادلة الردع التي ثبّتها “حزب الله” وهي وحدها منعت حتّى الآن اسرائيل من الاعتداء الكبير على لبنان، ونثني على الجرأة والحكمة بمواقف السيّد حسن نصر الله، اللذان يظهران حرصه على لبنان ويؤديان الى حمايته من دون خسارة المكتسبات الاستراتيجية التي تحقّقت”. وأضاف باسيل “تلقينا بإيجابية الكلام الأخير للسيّد حسن ونصدّق انه لا يسعى لتحويل اي ربح في الخارج الى ربح بالداخل وتغيير موازينه او معادلاته، كذلك موقفه المفهوم من ان لا ترسيم للحدود بل استرداد ارضٍ مسلوبة وانه لا يجوز اساساً اي ترسيم بغياب رئيس الجمهورية، وكلامه ايضاً عن عدم ربط الرئاسة بأي تطوّر خارجي وتحديداً الحرب الدائرة حاليا”. لكن باسيل استدرك “معروف موقفنا اننا مع الدفاع عن لبنان ولسنا مع تحميل لبنان مسؤولية تحرير فلسطين، فهذه مسؤولية الفلسطينيين؛ وأننا لسنا مع وحدة الساحات اي ربط لبنان بجبهات اخرى، وتحديداً ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة، مع فهمنا لدوافعها، وأننا لسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين. وباختصار لا نريد أخذ لبنان الى الحرب اذا كان القرار في يد لبنان او المقاومة فيه. وهنا الخط الرفيع بين الحرب واللاحرب، ومسؤولية من يسير عليه ويقرّر وقوع الحرب او عدمها، لأنه هو سيتحمّل وحده مسؤوليّتها، في حال وقعت، وعليه ان يعي ان الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه او ضدّه، بحسب صوابية قراره أو موقفه”. وفي الملف الرئاسي أعلن باسيل “سنكون مبادرين متشاورين بما يؤدي الى التفاهم والتوافق على برنامج ومواصفات واسم رئيس وإعطاء مهلة محددة وقصيرة للانتقال الى جلسات مفتوحة في مجلس النواب في حال عدم التوافق حتى ننتخب رئيسا بشكل ديموقراطي”.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: فتح الخطوط بين بري وباسيل: حوار حول الحوار

وكتبت تقول: منذ اندلاع العدوان على غزة ولبنان، كشفت مصادر سياسية عن «تواصل» بينَ رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبرَ وسيط نيابي مقرّب من الأخير، حملَ رسائل متبادلة بين الطرفين بشأن الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي. وأوضحت المصادر أن بري دعا باسيل إلى «ضرورة المشاركة في الحوار والقبول أولاً بمبدأ النقاش»، وأن «باسيل يتعاطى بإيجابية وأصبحَ أكثر تجاوباً مع فكرة الحوار، شرط عقد جلسات انتخاب مفتوحة». وهذا ما يفسّر، بحسب أوساط سياسية، النَّفَس الإيجابي الذي تحدّث به باسيل أمس حول الحوار والنقاش، لافتة إلى أنه كان يشير ضمناً إلى الخط المفتوح مع عين التينة حين قال: «رح نزيد من الإيجابية والتحرك حتى نوصل لتفاهم بانتخاب رئيس لأن شايفين ما في حلّ غير هيك. من جهتنا، ما رح نقبل حدا يفرض علينا رئيس من غير قناعاتنا وخيارات الناس الذين نمثلهم، شو ما زادت الإغراءات أو الضغوطات، ومن جهة فريقي الممانعة والمعارضة ما قادر حدا يفرض رئيس على الطرف الثاني. لذلك، ما في إلا الحوار للتفاهم على اسم يساهم ببناء الدولة وحماية لبنان معاً. وسنكون مبادرين متشاورين بما يؤدّي إلى التفاهم والتوافق على برنامج ومواصفات واسم، وإعطاء مهلة محدّدة وقصيرة للانتقال لجلسات مفتوحة، مش متتالية، بمجلس النواب، بحال عدم التوافق، حتّى يصير الانتخاب بشكل ديمقراطي» .وأضاف: «لن أدخل في تفاصيل التشاور أكثر، ولكننا الآن في حركة تواصل مع معظم الأفرقاء، ولن نفرّط بأي فرصة إيجابية وسنبدي كل تعاون وانفتاح، وسنلقي الحجة على من يرميها علينا، لأننا بالمقابل لن نقبل بالفراغ أن يطول ولن نقبل بالحكومة والمجلس أن يتماديا بسلب الحقوق للوصول إلى قواسم مشتركة».

غير أن الإيجابية التي يتعاطى بها باسيل لن تؤدي بالضرورة إلى عقد جلسات حوارية، في ظل المواقف الرافضة لدعوة بري من قبل «القوات» و«الكتائب» وبعض المستقلين والنواب السّنة.

إلى ذلك، عقد سفراء «دول الخماسية» في بيروت، أمس، لقاء في قصر الصنوبر، ناقشوا خلاله «تطورات الملف الرئاسي»، ولم يصدر عنه أي بيان. وعلمت «الأخبار» أن ذلك عائد إلى «التباينات والمقاربات المختلفة للأمور لكل من الأطراف الخمسة الذين يتفقون على العناوين العامة، لكنهم يختلفون على التفاصيل». ويأتي اللقاء الذي دعا إليه السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، بعد زيارات قام بها المبعوث الفرنسي جان إيف – لودريان للسعودية ومصر وقطر، بهدف «التمهيد لزيارة مفترضة سيقوم بها إلى لبنان».

وباستثناء تصريح السفير المصري في بيروت علاء موسى، الذي أشار إلى أن «لبنان قادم على تحديات كثيرة، ووجود عنوان له ممثّلاً برئيس للجمهورية أمر في غاية الأهمية للانخراط في كل ما هو قادم من تحديات ناتجة من الحرب على غزة»، لم يرشح عن اللقاء أي معلومات تفيد بوجود تقدّم، فيما اعتبرت مصادر سياسية أن «التعويل على لقاء الخماسية فيه شيء من المبالغة».

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: الجنون الإسرائيلي بلا رادع… ولبنان على صفيح ساخن

وكتبت تقول: لا شيء يشي بأن موعد التسويات قد حان، والمنطقة لا زالت على صفيح يزداد سخونة مع تقدّم الأيام وتصاعد حدّة الاشتباك في غزّة وجنوب لبنان والمناوشات في البحر الأحمر، والنوايا الإسرائيلية في تصعيد الحرب والهجوم على رفح من جهة، واحتمال شن عمليات عسكرية أوسع نطاقاً في لبنان.

لم تنطفئ نار الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الغازية، خصوصاً وأن إسرائيل تبدو عازمة على التصعيد، وما من رادع يمنعها استهداف أي موقع في أي منطقة، وهذا ما أشار إليه وزير حربها يواف غالانت حينما قال “الطيران سيقصف حيث يلزم”.

من جهته فإن “حزب الله” يمارس ضبطاً واضحاً للنفس في الميدان، ورغم التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف النبطية وأودى بمدنيين، وقصف الغازية، فإن “حزب الله” يتدارك الفخ الإسرائيلي ويتحسب لعدم جره الى الحرب الواسعة. ومرد قرار “حزب الله” سببان، الأول هو علمه بالرغبة الإسرائيلية في جرّه إلى الحرب التي تُعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكاسب سياسية، والثاني الرسالة الإيرانية التي وصلت إليه عبر وزير الخارجية أمير عبد اللهيان، والتي تحدّثت عن ضبط سقوف الاشتباك وعدم الانجرار خلف الإرادة العبرية.

الخبير العسكري العميد المقتاعد خليل الحلو يرى أن “الوضع في الجنوب يتّجه نحو التصعيد، ولا مؤشرات للهدنة، خصوصاً وأن المبادرة بيد الإسرائيلي الذي يريد تدمير كل الأهداف في الجنوب، وإطالة حرب الاستنزاف التي يختبرها لبنان ويعاني خسائرها البشرية والمادية”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يُشير الحلو إلى ربط الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الجبهة الجنوبية بحرب غزّة ورفضه أي مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في القطاع، ويُشير بالتالي إلى أن ما تقوم به اسرائيل ورفض “حزب الله” للمقترحات الأميركية والباريسية “يشي بالتصعيد”.

إلى ذلك، فإن الأنظار تتجه نحو رفح وما إذا كانت إسرائيل ستقوم بعملية عسكرية واسعة مشابهة لتلك التي حصلت في شمال قطاع غزّة وخان يونس، وتداعيات هذه العملية على النازحين الفلسطينيين، في ظل تحذيرات المجتمع الدولي من تنفيذ هجوم عسكري في تلك المنطقة.

الحلو يلفت إلى أن “ما من موانع تحول دون تنفيذ إسرائيل عملية في رفح، وهذا الأمر متوقع، وذلك رغم الضغوط الخارجية، فمتى ردّت إسرائيل على المجتمع الدولي وتحذيراته؟ وهذا الأمر ينسحب أيضاً على جنوب لبنان، خصوصاً وأن نتنياهو يتعاطى مع إدارة أميركية في أشهرها الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية”.

إذاً، فإن منسوب الخطر يرتفع في لبنان والمنطقة، والخشية من جنون إسرائيلي يحرق الإقليم بنيران القصف، وبالتالي يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في زيادة الضغوط على تل أبيب لوقف هجماتها والركون إلى التسويات، قبل فوات الأوان.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى