سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: خطاب نتنياهو والموقف الأميركي وآفاق المرحلة المقبلة

 

 

الحوارنيوز – خاص

ما زال خطاب رئيس مجلس وزراء العدو أمام الكونغرس الأميركي موضع تحليل الجهات والدوائر المعنية حول العالم ،وما إذا كان هذا الخطاب مقدمة جدية للتسوية أم لتوسعة الحرب والعدوان؟

الأمر بحسب الأجواء يتوقف على القرار الأميركي وقدرة الإدارة الأميركية في وضعها الراهن على إلزام العدو بمسارات معينة!

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: “الجبهة الشمالية” في البيت الأبيض… حربٌ أم تسوية؟

وكتبت تقول: كما في غزة كذلك في الجنوب، مرّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، بكل ملابساته، كأن شيئاً لم يكن، أقلّه ميدانياً في انتظار الفصول المتبقية من لقاءات نتنياهو في واشنطن حيث يمكن تلمس ما إذا كانت ستكون هناك وقائع تتصل بتهدئة أو تصعيد لا سيما على الجبهة الجنوبية للبنان مع إسرائيل. 

يشجع على توقع طرح واقع الجبهة الشمالية عاملان: الأول أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أوردت ما يميّز الملف اللبناني في محادثات نتنياهو في واشنطن إذ أفادت أن الرئيس الأميركي جو بايدن يفترض أن يكون بحث مع نتنياهو في لقائهما ليلاً في البيت الأبيض التطورات على الجبهة الشمالية (مع لبنان) وجهود التوصل الى تسوية. والثاني أن الوقائع الميدانية في الجنوب وعلى الجبهة الشمالية غداة خطاب نتنياهو حافظت على وتيرة عالية من التوتر والستاتيكو التصعيدي، الأمر الذي يُربط بترجمة الموقف الذي أعلنه نتنياهو في خطابه حيال الجبهة مع لبنان، إذ كرر أنه “يفضل حلاً ديبلوماسياً يعيد سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، لكن إسرائيل ستفعل كل ما يجب عليها فعله لاستعادة الأمن” في إشارة إلى التوقعات بأن إسرائيل قد تقوم بعملية عسكرية كبيرة في جنوب لبنان ضد “حزب الله”. وهذا المؤشر بدا كافياً لربط أي تطور محتمل بالجبهة الشمالية بالتسوية المطروحة في غزة أولاً وأخيراً، الأمر الذي يملي انتظار وقت قليل بعد عودة نتنياهو من واشنطن لتلمس “الاتجاهات السرية” التي قد تكون أسفرت عنها زيارته. 

الميدان والتهديدات 
وفي غضون ذلك، ظلت وتيرة التصعيد على حالها جنوباً بدليل أن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي أكد أن “التصعيد مستمر جنوباً، وتبادل إطلاق النار لم يتوقف، والناس يقتلون، والدمار ممتد على كلا الجانبين”. وحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير، وأضاف: “لا يزال هناك مجال للحل السياسي”.

وغداة نشر “حزب الله” الفيديو الثالث لـ”الهدهد” الذي عرض لقطات جوية لقاعدة “رامات دافيد” في الشمال الإسرائيلي، التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال تومر بار أمس عدداً من القادة الإسرائيليين في هذه القاعدة العسكرية، حيث تم عرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وتقديم لمحة عامة عن أنشطة القوات الجوية في الحرب، وزيارة سرب مقاتلات حربية. 

وشدّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي على “حجم المسؤولية التي تقع على عاتق القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال”. وقال إنّ “الهجوم في اليمن كان موجّهاً لكل الشرق الأوسط”، معتبراً أنّ “المسؤولية الملقاة على عاتق سلاح الجو لتنفيذ جميع الخطط العملياتية كاملة، وستكون هنا قبضة قاضية وساحقة”. وأضاف: “نحن مستعدون للحرب، وإذا اندلعت حرب في الشمال ومع إيران يمكننا التعامل معها، وقادرون على توجيه ضربة ساحقة للعدو ولدينا مفاجآت”.

وفي السياق نفسه، افادت هيئة البث الإسرائيلية ان “الجيش أبلغ القيادة السياسية اكتمال الاستعدادات لمناورة برية كبيرة في لبنان”. وقالت إن “الجيش يعدّ قبل المناورة البرية في لبنان لتنفيذ عمليات جوية قوية”.

 

  • صحيفة الديار عنونت: احتمالات التهدئة والحرب متساوية وواشنطن تضغط لهدنة مؤقتة!
    «مسوّدة» رسمية حول «اليوم التالي».. والجيش يتحضر لوجستيا
    ردود اسرائيلية «يائسة» على «الهدد 3» وتهويل بمواجهة وشيكة

 

وكتبت تقول: في محاولة يائسة لرفع معنويات جنود وضباط سلاح الطيران ومستوطني الشمال، زار قائد سلاح الجو الاسرائيلي الجنرال تومر بار قاعدة «رامات دافيد» بعد يوم واحد على نشر حزب الله الفيديو الثالث لـ «الهدهد» والذي عرض لقطات جوية للقاعدة. بار التقى عدداً من القادة الإسرائيليين والقوات المنتشرة هناك وعرض النقاط الرئيسية لتقييم الوضع العملياتي، وأعلن الجهوزية للحرب الشاملة وتوعد «بمفاجآت»! هذه الزيارة البائسة بمدلولاتها لن تعيد الثقة للإسرائيليين الذين باتوا على قناعة بان ثمة خللا كبيرا في منظومة الدفاع الجوي غير القادرة على حمايتهم وحماية المنشآت الحساسة والاستراتيجية، تصريحات خاوية تشبه الكلمات الفارغة التي نطق بها قبل ساعات نتانياهو امام الكونغرس، وسط تسريبات اسرائيلية تهويلية بانه حصل على «ضوء اخضر» للحرب على لبنان.

الاجواء «ضبابية»

في هذا الوقت، لا تزال الاجواء ضبابية على الجبهة الجنوبية وفي غزة، ولا شيء واضح حتى الان حيال احتمالات الوصول الى وقف للحرب على غزة، كمقدمة للتهدئة على جميع جبهات المساندة، او عدمه. من استمع الى رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو امام الكونغرس الاميركي يخلص الى انه لا امل في الوصول الى «الصفقة» الآن، وهو امر عبرت عنه «كتلة الوفاء للمقاومة» بالأمس عندما دعت الى عدم الغرق كثيرا في التفاؤل، وقالت انه «ينبغي أن تبقى واقعية من دون مبالغات». وفي السياق نفسه، من تابع تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد من موسكو وتوقعه حصول تصعيد في المنطقة، يدرك ان الامور معقدة ولا تتجه الى الحل. وعلى وقع استكمال بعض الدول الغربية خططا لوجستية لإجلاء رعاياها من لبنان في حال اندلاع حرب واسعة، تبقى محسومة برأي الكثير من المراقبين، لكن توقيتها لم يحدد بعد!…

احتمالات التهدئة والتصعيد متساوية!

علمت «الديار» ان دبلوماسي غربي ابلغ مسؤولين لبنانيين بان الاحتمالات لا تزال متساوية بين التصعيد والتهدئة، وانه يجب عدم الاستعجال في الاستنتاج، والانتظار ريثما تنتهي زيارة نتانياهو الى واشنطن، حيث تحاول الادارة الاميركية فرض نوع من «الستاتيكو» المنخفض الوتيرة في المنطقة، ريثما تحصل الانتخابات الرئاسية، وبعدها يمكن الحسم النهائي للملفات، وتشمل «خارطة الطريق» لتنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق حول غزة وتمديد التفاوض على المرحلة الثانية حتى تشرين الثاني، وهذا يضمن وقفا للنار، يشمل الجبهة في جنوب لبنان، والحفاظ على الاسرى الاسرائيليين احياء، وبعدها يمكن التفرغ «لليوم التالي» في غزة وجميع الجبهات.

ترامب «والضوء الاخضر»

وقد كشفت مصادر اسرائيلية عبر صحيفة «يديعوت احرنوت» ان هذه الخطة ترضي نتانياهو الذي يراهن اصلا على عودة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض، ويأمل بان يمنحه «الضوء الاخضر» حينئذ لشن حرب على حزب الله الذي بات يشكل خطرا «وجوديا» على اسرائيل، علما ان ثمة من طلب منه الحذر ازاء ترامب الذي يميل الى عقد الصفقات لا الحروب، وقد يجد على «الطاولة» صفقة مربحة مع طهران!

«الصفقة» في شهر آب؟

وفيما بحث نتنياهو مع بايدن أمس التطورات على الجبهة الشمالية، اشارت صحيفة «معاريف» الى ان البيت الابيض يضغط بشدة على نتانياهو للمضي بالصفقة مع حركة حماس. في المقابل نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن مصادر مطلعة تأكيدها ان تفاصيل الصفقة بين إسرائيل ودول الوساطة وحماس باتت جاهزة ومتفقا عليها، بما في ذلك حل العقبات الأمنية التي قد تظهر عند الانسحاب من محور فيلادلفيا وإعادة سكان القطاع إلى الشمال، اما إعلان نتانياهو عن الصفقة والبدء بتنفيذها فمرتبط بالتوقيت السياسي المناسب له. ولفتت الى ان المستوى السياسي، الائتلاف والمعارضة، على قناعة بأن وجهة نتنياهو تتجه الى عقد الصفقة، التي ستبدأ في آب وستمتد حتى بداية ولاية ترامب، وعندئذ بحسب أحد نواب الكنيست من «الليكود»سيكون من الأسهل البدء في المهمة في الشمال ضد حزب الله وأمام إيران. ووفقا للمصدر نفسه، فان عطلة الكنيست الصيفية قد تساعد نتنياهو على البدء في الصفقة، وحينئذ سيتمكن من تجاوز تهديدات سموتريتش وبن غفير، بإسقاط الحكومة في حالة عقد الصفقة. فنتنياهو يتهيأ لدخول ترامب إلى البيت الأبيض، ويمكن القول إن أحد أهداف زيارته للولايات المتحدة هو عقد مصالحة مع المرشح للرئاسة.

الحذر من ترامب

في المقابل، حذرت «اسرائيل اليوم» من المبالغة في الرهان على ترامب ونائبه، ولفتت الى انه وفانس سيدعمان «اسرائيل» بقلب كامل رغم الازمة في العلاقات. لكن إذا ما أضعف ترامب الصلة بالناتو وبتايوان ولم يسعَ إلى إقامة الحلف الإسرائيلي – السعودي – الأميركي لميله الى تقليص وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فسيكون لهذا تأثير سيئ في قدرة الجيش الإسرائيلي على ردع دول «معادية» وشن الحروب.

الحرب قريبة؟!

وفي سياق، التهويل الاسرائيلي المستمر، اشار ضابط مخابرات في احتياط حرس الحدود ان خطاب نتنياهو في الولايات المتحدة منح «اسرائيل» الضوء الأخضر لعمليّة أمنية في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، وفي مقابلة للقناة 12 قال: على حدّ علمي، نتنياهو اكتسب الشرعية الكاملة في الولايات المتحدة للحرب في لبنان. ويوم هبوطه في «إسرائيل» سيذهب إلى مقرّ قيادة عمليات الجيش ومن هناك سيبدأ الحرب على لبنان. من جهتها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يريد الحصول على ضوء أخضر من بايدن للتحرك في لبنان إذا لم تنجح الاتصالات الدبلوماسية.

تحذيرات «اليونيفيل»

في هذا الوقت، يقبع لبنان في حال من الشلل مترقبا نتائج ما يحصل في العالم والمنطقة، حيث يتضائل الامل في حصول انفراجة رئاسية، وتستمر المقاومة في رفع مستوى الردع جنوبا حيث تستمر «المسيرات» في ضرب منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي، وقد حذر الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي من ان التصعيد مستمر جنوبا وتبادل إطلاق النار لم يتوقف والناس يقتلون والدمار ممتد على كلا الجانبين وحذر من خطر حدوث خطأ في التقدير لكنه أكد انه لا يزال هناك مجال للحل السياسي.

«خارطة طريق» لبنانية؟

وفي هذا السياق، تتحضر الحكومة «لليوم التالي» للحرب من خلال اعداد مسودة متفق عليها مع حزب الله لتامين استقرار طويل الامد جنوبا، ويجري العمل حاليا للتوصل الى صياغات نهائية وتفصيلية لوجهة النظر اللبنانية التي ستكون على «الطاولة» للنقاش مع الاميركيين حين تتوقف الحرب في غزة. وتحضيرا لهذه المرحلة، بدأت قيادة الجيش العمل على التحضير لوجستيا لتعزيز الانتشار جنوب الليطاني. ووفقا للمعلومات، تحصل نقاشات مع جنرالات فرنسيين وايطاليين حيال عملية تطويع 6 الاف عسكري يفترض ان ينتشروا في المنطقة، والبحث جار عن تمويل يبلغ نحو مليون دولار.

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: خطاب الكونغرس وصمة عار إضافية.. المشهد الأميركي يرسم خطورةً أكبر

وكتبت تقول: مشهد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على منبر الكونغرس الأميركي وهو يحاول خداع العالم أجمع بأكاذيبه المعهودة، أثار اشمئزاز الكثيرين بينهم أعضاء في الكونغرس الذين قاطعوا مسرحيته المعروفة الأهداف والتي حاول من خلالها تبييض ساحته السوداء من جهة، وجرّ أميركا وغيرها من الدول الى حلف يستكمل من خلاله حربه على شعوب المنطقة.

وبحسب مصادر متابعة فإن إطلالة نتنياهو من الكونغرس الأميركي شكلت وصمة عار إضافية على جبين الولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على حرية شعوب العالم.

في السياق ذاته لفت المحلل والباحث الفلسطيني حمزة بشواتي إلى تقديرات سبقت الزيارة كانت تشير إلى أن “الخطاب سوف يترافق مع حضور وأداء مسرحي، وهذا ما لاحظناه”، مشيراً إلى أنه “بدلاً من أن يقوم نتنياهو بمراجعة نقدية، رأينا أنه كان يشير الى “بطولات” جيشه، وشاهدنا من كان يصفق له من أعضاء الكونغرس”.

بشواتي وفي حديث لجريدة الأنباء الالكترونية، قال: “كنا نعتقد أن نتنياهو سيعلن أمام الكونغرس أنه سيبدأ بتطبيق خطة الرئيس جو بايدن، بدل إلقاء التحيات له ولكاملا هاريس وترمب، لكن تبين أنه يراهن على الانتخابات الأميركية وانشغال الادارة الاميركية بها كي يعطي نفسه فرصة أكثر بالمماطلة وعدم الذهاب عملياً الى تنفيذ الخطة التي وضعها بايدن من أجل التوصل الى هدنة، وهو راح يتحدث عن استمراره بالحرب حتى النصر”، مستغرباً كيف أن “الإدارة الاميركية تتحدث عن اقتراب الإعلان عن صفقة الهدنة، فيما في الحقيقة لم نشهد ملامح لهذا الاقتراب نحو اتفاق لإنهاء الحرب، بل هناك اعطاء الدعم العسكري والمالي لنتنياهو لإكمال حربه على غزة ومحاولة القضاء على حماس”، لافتاً إلى أن “الخطاب كان محل جدل وانتقاد من جهات غير فلسطينية، فقد حاول نتنياهو أن يلعب لعبة ملك الملوك من خلال الاستمرار بالحرب للبقاء أطول فترة في السلطة، وقد أمضى حتى الآن 11 سنة، فيما بن غوريون استمر 12 سنة، وهو يعمل على إعادة صياغة للتحالف القائم كي يضمن بقاء هذا الإئتلاف أطول فترة ممكنة”. 

وبرأي بشواتي “كان ينبغي على الإدارة الأميركية ألا تعطي نتنياهو هذه الفرصة. فكل الكلام عن جهود ووساطات لإنهاء الحرب مجرد دعاية لا أكثر ولا أقل”.

وفي موازاة ذلك لا يزال الوضع في جنوب لبنان على سخونته، حيث سجلت غارات على محيط كفرشوبا ورب ثلاثين ما ادى الى استشهاد القيادي في حزب الله عبدالله محمد الفقيه. وقد ردت المقاومة بقصف عنيف استهدف مستعمرة المطلة ومناطق في الجليل الغربي.

ومع التبدل في مشهد الإنتخابات الأميركية، وخطاب نتنياهو في الكونغرس، فإنه من الواضح أن الوضع في المنطقة سيزداد خطورة. وانعكاسات هذا الوضع على الداخل اللبناني لن تكون قليلة حتما، إذ سيكون البلد أمام مشهد مختلف لن يكون بالمقدور التخفيف من تداعياته بدون إعادة ترسيخ تركيبته السياسية التي تضمن له مواجهة التحديات المقبلة إنطلاقا من انتخاب رئيس الجمهورية واستتباعا تشكيل حكومة قوية وقادرة على نقل البلد إلى مرحلة التعافي.  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى