سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: بين الاستحقاق الرئاسي ودعوة عبد اللهيان للكتل النيابية وأزمة اللاجئين

الحوار نيوز – صحف

بين الاستحقاق الرئاسي وتطوراته وكلام سليمان فرنجية ودعوة وزير الخارجية الإيرانية حسين عبد اللهيان للكتل النيابية ،كانت أزمة اللاجئين السوريين حاضرة في الصحف الصادرة اليوم.

النهار عنونت: ملف النازحين يتوهّج في ذكرى جلاء الوصاية… فرنجية “مرشح محاور” واستعراض للنفوذ الإيراني

 وكتبت صحيفة “النهار” بدا من الصعوبة افتراض التزامن “العفوي” بين محطات وتطورات متعاقبة جمعت بينها امس محطة زمنية تحمل دلالات ثقيلة، وتصب كلها في خانة إيحاءات “الوصاية” قديما وحديثا. ففي عز احتدام الصراع مجددا حيال الازمة الرئاسية التي تجتاز مرحلة تتسم بطابع مفصلي داخليا وخارجيا، واكبت الذكرى الثامنة عشرة لجلاء القوات السورية واستخباراتها ووصاية نظامها عن لبنان التي صادفت امس محطة أولى بارزة تمثلت في بدء زيارة اضفي عليها طابع استعراضي للنفوذ، فاقع شكلا وايحاء ودلالات لوزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان. اذ ان البرنامج الرسمي للقاءاته بدا مهمشا امام ما اعدته السفارة الإيرانية له من ترتيبات للقاء مستغرب في دوافعه وايحاءاته دعي اليه 25 نائبا والبعض قال 32 نائبا بمن فيهم نواب الكتائب الذين اعتذروا عن الحضور. وهو الامر الذي لا يبدو ان ثمة سابقة له في دعوة عدد من النواب كهذا الى سفارة اجنبية من دون مسوغ “مشروع” واضح لا يستبطن نية للتدخل في الأوضاع السياسية الداخلية، كما ان الخطوة اللافتة الاخرى تتمثل في توجه عبد اللهيان الجمعة الى الحدود الجنوبية حيث سيقام احتفال عند نصب لقاسم سليماني في بلدة مارون الراس .

كما انه وسط تفجر ازمة النازحين السوريين على نحو ينذر بتداعيات واسعة، لم يكن ممكنا عزل بعض الجوانب المتصلة بإعلان رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية “جاهزيته “ليكون مرشحا لانتخابات رئاسة الجمهورية، عن الايحاءات المتزامنة التي اثارتها ذكرى الانسحاب السوري وتداعيات ملف النازحين ولو ان المقابلة التلفزيونية التي أجريت معه مقررة منذ فترة. فرنجية قال في المقابلة مع محطة “الجديد” انه لا يرى ضرورة لاعلان ترشيحه رسميا ولكنه جاهز لذلك اذا اقتضى الامر. ومع ذلك تحدث كمرشح واقعي ورسمي ومحاور. واعتبر ان الاتفاق السعودي الإيراني إيجابي للمنطقة كلا وينعكس إيجابا على لبنان . واعتبر ان لديه كل المواصفات للترشح للرئاسة وبرر للثنائي الشيعي اعلان دعم ترشيحه وان لديه “علاقة واضحة شريفة مع (الرئيس السوري بشار) الأسد” وان خياراته حرة وانه منفتح للحوار مع الجميع. وتحدث تحديدا عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والقواتيين مؤكدا انه “مؤمن بالحوار” كما ذكر بعلاقته مع الرئيس ميشال عون وان اتفاق معراب لم يؤثر على المصالحة مع القوات. واكد استعداده للحوار “اليوم وكل يوم مع جعجع والقوات ومع جبران باسيل ومع ميشال معوض ومع من يريدون”. وقال ان جعجع “يعلم ما الذي فعلناه للقواتيين عندما كان في السجن فنحن حمينا القواتيين ومؤسساتهم من دون مقابل ولم نعمل في يوم من الأيام لمصلحة أجندات مخابراتية ولا أصدق أنه تذكر قولاً لي منذ 15 عاماً ولم يتذكر أني لم أصوّت لمصلحة حل حزب القوات”.

واكد مجددا ضرورة التوصل في حوار إيجابي الى استراتيجية دفاعية من طريق التوازن خصوصا ان هناك مناخا إيجابيا في المنطقة. وقال: لن أذهب إلى جلسة أتحدى فيها السعودية ويمكن اقدر أعمل رئيس بس ما بقدر إحكم ولذلك أقول أنني لست مستعجلاً وجايي الوقت”. وإذ اشاد بما يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تطوير المملكة العربية السعودية اكد انه “يتصرف على أساس ان يكون رئيسا للجميع ولكل البلد”. ونفى ان يكون تعهد بضمانات مكتوبة لباتريك دوريل في لقائهما في باريس وقال ان الفرنسيين ابلغوه لاحقا ان الجو السعودي إيجابي . وشدد على انه سيتعامل مع نظام الأسد لمصلحة لبنان ووصف نفسه بانه “مسيحي حقيقي” وقال انه “جايي يعمل رئيس جمهورية لبنان وليس رئيس ظل عند احد” .

مواقف المعارضة

مواقف فرنجية كان سبقها تثبيت الموقف الرافض لانتخابه على السنة اقطاب المعارضة وفي مقدمهم جعجع الذي كرر امس التشديد على أن “حظوظ مرشح الممانعة ليست كما يحاول البعض تصويرها وتسويقها، باعتبار أنّه لا يحظى بالدعم المحلي المطلوب ليتبوأ سدّة الرئاسة وإنما جل ما لديه من دعم، يتركز على مساع خارجيّة محدودة، لذا يعطّل هذا البعض الإنتخابات بانتظار ما يمكن أن تبدّله هذه المساعي في الواقع الداخلي، ولكن هذا الأمر بعيد المنال ومرشّحهم لن يتمكن من الوصول أبداً، انطلاقا من هنا، علينا الضغط عليهم للإفراج عن الإستحقاق الرئاسي والإحتكام إلى الديمقراطية وإعادة اللعبة إلى مكانها الطبيعي داخل مجلس النواب لتأخذ مجراها الدستوري”.

وبدوره رد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على موقف نائب الامين العام ل”حزب الله” واكد بعد لقائه النائب ميشال معوض “اننا في ظل وصاية جديدة يحاول حزب الله تكريسها ويخيّرنا اما ان ننتخب مرشحه او الفراغ” مضيفًا “نؤكد ان هذا الكلام مردود لاصحابه، فاللبنانيون هم من يقررون مستقبل البلد ولن نسمح لاحد بأن يقرر عنا رئيسنا، وهذه المرة هناك الوعي الكافي لعدم تكرار الست سنوات الماضية وعدم تسليم البلد لحزب الله وبالتالي المزيد من الذل والتبعية والفقر، وسنخوض هذه المعركة جميعنا لاقصى الحدود وسنستعمل كل الوسائل المتاحة لمنع فرض وصاية جديدة على اللبنانيين”.

اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فاعلن في حديث تلفزيوني مساء أنه “لن يرشح أحداً للرئاسة وليقرّر الكبار في هذا الأمر مثل حزب الله ورئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتغييريّين”.

بيان السفراء

التطور البارز الاخر الذي سجل امس تمثل في اصدار سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيروت بيانا مشتركا لمناسبة مرور عام على توصل لبنان إلى اتفاقية على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي اذ تضمن نبرة لافتة في التعبير عن خيبة الامل من عدم التزام لبنان وفشله في تنفيذ الموجبات الإصلاحية لهذا الاتفاق كما تطرق الى التبعة السياسية عن ازمة الفراغ الرئاسي . واعتبر السفراء في البيان انه ” من المخيب للآمال أن الجهات السياسية الفاعلة في لبنان لم تحرز سوى تقدم محدود في تنفيذ الإجراءات المسبقة”. ولاحظوا انه “عندما تم انجاز الاتفاق اقرت السلطات اللبنانية بحاجة ملحة لإطلاق برنامج إصلاح متعدد الأوجه. لكن غياب الإرادة السياسية أعاق التقدم”.

ودعا البيان “جميع القادة اللبنانيين إلى إعادة اكتشاف الشعور بالمسؤولية وبالحالة الملحة التي أقروا بها في شهر نيسان الماضي”. وأضاف “يجب أن تكون لمصالح الشعب والأمة الأسبقية على المصالح السياسية. لقد أفاد صندوق النقد الدولي بنفسه انه إذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات بسرعة، فإن لبنان سيكون محاصرا بأزمة لن تنتهي أبدا. ومع وجود برنامج لصندوق النقد الدولي أو عدمه، من الضروري إجراء إصلاحات هيكلية حاسمة لتمكين لبنان من النهوض. كما ندعو إلى شعور متجدد وموحد بالحاجة الملحة لضمان انتخاب رئيس قادر على توحيد الشعب اللبناني والعمل مع المجتمع الدولي من أجل المصلحة الوطنية. إن غياب رئيس وحكومة فعلية هو من أكبر العقبات أمام الإصلاح الكامل والفعال. ولا يمكن أن تأتي الحلول للأزمة الاقتصادية في لبنان إلا من داخل لبنان، وهي تبدأ بإصلاحات ذات مغزى”.

النزوح: قرارت وتحذيرات

اما ملف النزوح السوري الذي قفز الى واجهة المشهد الداخلي بقوة في الفترة الأخيرة، فبدأ يتخذ ابعادا خطيرة تصاعدية ويرتب تداعيات متدحرجة. وبعد القرارات التي اتخذها وزير الداخلية بسام مولوي بمنع التظاهرة التي كان سينفذها امس نازحون سوريون واخرى مضادة لهم امام مفوضية شؤون اللاجئين في الجناح، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعين في السرايا لبحث ملف النازحين السوريين خلص الاول الى مقررات ابرزها الطلب من المفوضية العليا لشؤون النازحين وضمن مهلة اقصاها اسبوع من تاريخه، تزويد وزارة الداخلية والبلديات بالداتا الخاصة بالنازحين السوريين على انواعها، على ان تسقط صفة النازح عن كل شخص يغادر الاراضي اللبنانية، والطلب من الاجهزة الأمنية التشدد في ملاحقة المخالفين ومنع دخول السوريين بالطرق غير الشرعية ، والطلب من وزارتي الداخلية والبلديات والشؤون الاجتماعية إجراء المقتضى القانوني لناحية تسجيل ولادات السوريين على الاراضي اللبنانية بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون النازحين، والطلب من الدول الاجنبية المشاركة في تحمل اعباء النزوح السوري خاصة مع تزايد اعداد النازحين في ضوء تفاقم الازمة الاقتصادية. الطلب من وزارة العمل، وبالتنسيق مع المديرية العامة للامن العام، التشدد في مراقبة العمالة ضمن القطاعات المسموح بها.

واحتل هذا الملف حيزا جوهريا في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر امس مع وفد من البرلمانيين الفرنسيين برئاسة رئيس مجموعة الجمهوريين برونو روتايو، الذي اطلق موقفا لافتا بالنسبة لموضوع النازحين السوريين في لبنان، اذ قال “أنا فرنسي وبرلماني واقول ان ما من دولة تقبل باحتضان اكثر من عدد نصف سكانها من النازحين الذين يتلقون مساعدات دولية تبلغ نحو 250 دولارا للشخص الواحد فيما اللبنانيون يتقاضون اقل من نصف هذا المبلغ. ما من بلد يقبل بهذا الامر، وهذه المسألة يجب ان تحل بأـسرع وقت من خلال عودة النازحين الى بلادهم، وإلا فإن الحرب ستعود الى لبنان”.

وقال “اكدنا لغبطته اننا نوافقه الرأي في هذا الشأن، وسننقل الى فرنسا والى كل المنظمات الدولية انه في حال عدم حل موضوع النازحين السوريين في لبنان فالمشكلة ستكون اخطر. على الأسرة الدولية ان تتعلم من تاريخ لبنان في ما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية التي عانى منها وادت الى نشوب الحرب فيه. فهل نبحث من جديد في الأعوام المقبلة لا بل في الأشهر المقبلة عن حرب جديدة في لبنان”.

 

 

الأخبار عنزنت: بري: نحن وفرنسا ننتظر جواب الرياض

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: الرئيس نبيه برّي متشائم. كل علامات الاستحقاق الرئاسي في الداخل سودٌ. لا مؤشرات إيجابية إلى الآن على الأقل تحمله على الاعتقاد بأن انتخاب رئيس للجمهورية وشيك. لا حماسة لديه لتوجيه دعوة إلى جلسة ثانية عشرة ما دام التوافق على الرئيس معدوماً

منذ 19 كانون الثاني الفائت لم يلتئم مجلس النواب في جلسة انتخاب. مذذاك لا فائدة من انعقاده مجدداً في ظل انقسام غير مسبوق يسود نصابيْه الدستوري والسياسي لإنهاء الشغور. انتخاب الرئيس عالق بين فكيْ الثلثين المتعذريْن وميثاقية الاقتراع. كلاهما وجهان لعملة واحدة. حضور ثلثي النواب يتضمن ميثاقية الاقتراع غير المقتصر على طائفة واحدة – وإن هي طائفة الرئيس – بل يشمل الطوائف الأخرى كذلك، لا سيما طوائف المثالثة. ما بات عليه المجلس اليوم، كأحد أدهى تداعيات انتخابات 2022، أن أسوأ من أن يمتلك فريق واحد نصاب الأكثرية يفرضه على الآخرين، هو أن لا يتمكن المجلس أبداً من الاجتماع لأن لا نصاب فيه – من دون الجميع – في الاستحقاقات الدستورية الملزمة.

القلق، غير المحدث، الذي يعبّر عنه رئيس البرلمان نبيه برّي أن «الخارج لا الداخل هو الذي يشتغل بالرئاسة اللبنانية كأنه هو وحده يصنعها».
لا يوافق برّي على أن بيان وزارة الخارجية الفرنسية في 20 نيسان أعاد الاستحقاق الرئاسي خطوات إلى الوراء بتنصل باريس من دعمها انتخاب سليمان فرنجية رئيساً. لا يزال يتمسك بترشيحه كما حزب الله وحلفاؤهما، ولا يزال يعتقد بأن السجال يدور من حول هذا الترشيح، على الأقل بالنسبة إلى مؤيديه. ويقول: «ليس تنصّلاً وليس حتماً نفياً. ما هو إلا محاولة تطرية الموقف»، معبّراً ضمناً عن يقينه بأن الفرنسيين لم يتخلوا عن ترشيح النائب السابق لزغرتا، قبل أن يشرح مفهومه لـ«النفي» الذي يكون أحياناً في معرض التأكيد أو أقل بقليل من ذلك. ويستعيد هنا واقعة قديمة يمكن أن يُطابَق بها مغزى النفي الفرنسي: «كانت لياسر عرفات ومنظمة التحرير في ما مضى وكالة أنباء اسمها وفا معروف عنها أن ما تعلنه في الصباح تنفيه بعد الظهر. ذهبت ومحسن إبراهيم يوماً إلى عرفات. بدخولنا عليه قال للفور: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، استغفر الله العظيم. ثم أضاف: خير إن شاء الله. عندما أراكما أستعيذ بالله. قال له محسن إبراهيم: نبيه لديه ما يسألك عنه. قلت: ليس عندي ما أسأل ولا ما أجيب. احكِ أنت. قال محسن: أبو عمار لديكم وكالة وفا أم وكالة نفى؟».

ملخص ما يراد استنتاجه، دونما أن يفصح رئيس المجلس، أن الفرنسيين ماضون بفرنجية، وهم يحاولون استيعاب ردود الفعل حيال موقفهم خصوصاً من الأفرقاء المسيحيين وأخصهم الذين يرفضون انتخابه. ويضيف: «وجّهوا إليه (فرنجية) أسئلة في باريس وقالوا إنهم سيرسلونها إلى السعودية ويعودون إليه بأجوبة. إلى الآن لا علم لي إن أتت الأجوبة. ننتظر عودة السفير السعودي المفترض أنه يحملها. إذا عاد بها وكانت إيجابية سنلمس الشغل على الأرض هنا في لبنان وليس في الخارج. المحزن الآن، وهذا بادٍ تماماً، أن الخارج لا نحن هو الذي يشتغل بالرئاسة اللبنانية».
ماذا يتوقع من الموعد المضروب له اليوم مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان؟ يقول برّي إن الزيارة «مهمة لأنها التحرّك الإيراني الأول حيال لبنان بعد الاتفاق السعودي – الإيراني في الصين. حصول الزيارة مهم في ذاته. علينا انتظار ما سيحمله. لكن أيضاً انتظار عودة السفير السعودي». ويتابع: «سوى ذلك نحن في مأزق. ما لا أفهمه ولا أجد تفسيراً له ونحن في معضلاتنا التي لا تتوقف، أن بين الأفرقاء مَن لا يريد الدخول إلى مجلس النواب، وبينهم مَن لا يريد الدخول إلى الحكومة، وبينهم مَن لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. أنا متمسك بوجهة نظري بأن المشكلة بين الموارنة المختلفين على الرئيس. اليوم (أمس) 25 نيسان الذكرى الخمسين لوفاة الرئيس فؤاد شهاب. أسترجع ما قاله يوماً إنه عمل للموارنة ويجب أن تُعمل لهم مصلحتهم غصباً عنهم. سواء هناك مَن أيده أو لم يؤيده، لا رئيس في تاريخ لبنان عمل كفؤاد شهاب على إنشاء مؤسسات».

يقول رئيس المجلس أيضاً: «ما أسمعه أخيراً لا يريحني ويطمئنني. المؤسف أننا بتنا نعتمد على الخارج في انتخابات الرئاسة. كل طرف يغني على مواله ويملك فيتو وله شروطه. لا نسمع ببوادر حلول مقدار ما نجد أنفسنا محاطين بفيتوات من كل جهة».
عندما يقال له إنها ليست المرة الأولى يصنع الخارج انتخاب الرئيس وآخر المرات كان ما حدث في اتفاق الدوحة عام 2008، يعقب برّي: «لسنا الآن في وضع مماثل. اتفاق الدوحة أولاً سبقه حوار وطني في أكثر من جولة، والأفرقاء اللبنانيون جميعاً بلا استثناء جلسوا إلى طاولة الحوار وتحاوروا واتفقوا واختلفوا. اليوم لا يريد الفريق الآخر الحوار. دعوت إليه أكثر من مرة فرفضوا. لا حوار قائماً سوى بين أطراف الفريق الواحد. كلٌ ينغلق على الآخر بينما المطلوب أن يتحدث الأفرقاء جميعاً بعضهم مع بعض. هناك أيضاً ما يختلف، وهو أن اتفاق الدوحة نجم عن أحداث وظروف سياسية وأمنية معلومة ولم يقتصر على انتخاب رئيس للجمهورية – وهذا بالذات ما نحتاج إليه الآن – بل وضع تسوية شملت أكثر من بند كانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة والأحجام فيها وقانون للانتخاب حظي بموافقة الجميع. لسنا الآن في صدد سلة حلول مطلوبة كاتفاق الدوحة، بل المعضلة الوحيدة هي انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. في ما بعد تأتي الخطوات التالية المطلوبة من حكومة ما بعد انتخاب الرئيس. لسوء الحظ لا أجد الآن سوى السلبيات. السلبيات فقط».

فرنجية: لن أتحدى السعودية
أكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أنه لن يذهب إلى جلسة يتحدى فيها السعودية «وأصل فيها إلى رئاسة الجمهورية من دون أن أحكم»، مؤكداً أن «موقفنا من السعودية تاريخي ومعروف، ولم يمر بأي مرحلة سيئة». وأبدى فرنجية في حوار تلفزيوني ليل أمس استعداده للحوار «اليوم وكل يوم» مع سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل، و«من يريد الحوار مستعدون للقائه في بكركي». وشدد على أن «علاقتي شريفة وواضحة مع بيت الرئيس السوري بشار الأسد»، و«أنا من 8 آذار ولا أفعل أي شيء لا أؤمن به»، و«أملك شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة حزب الله وثقة الرئيس بشار الأسد، وأستطيع أن أنجز معهما ما لا يستطيع أن ينجزه آخرون». وشدد على أنه «لم يتم الحديث معي فرنسياً بشأن السفير اللبناني السابق نواف سلام، ولا مشكلة لديّ مع أي من الأسماء المطروحة».

 

 


الديار عنونت: عبد اللهيان يلتقي الكتل النيابية باستثناء «القوات»… وفرنجية: جاهز للحوار والتلاقي

مفوضية اللاجئين لن تسلم الحكومة «داتا النزوح»… ومسؤول أمني يكشف حقيقة «الترحيل»

 وكتبت صحيفة “الديار”: لبنان على مسافة قصيرة من الدخول في مرحلة الهدوء والاستقرار بجاذبية التوافقات العربية – العربية والتقارب السوري السعودي، وبشائر المرحلة الجديدة تحتاج الى بعض الوقت ولن تطول ابدا بانتظار الانتهاء من ترتيب المرحلة الانتقالية للتوافقات الحالية، وتعيد مصادر متابعة للملف اللبناني سبب التاخير في انتخاب رئيس للجمهورية، الى زحمة الاستحقاقات الخارجية والعربية الداهمة واخرها الملف السوداني الذي ياخذ الحيز الاكبر من الاهتمام السعودي والمصري، بالاضافة الى ان الملف الرئاسي ليس اولوية عند ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأن الحكم على اي مرشح سيكون من خلال ادائه وممارساته وادارته للملفات والتوازنات، وعلى ضوء ذلك يتحدد الموقف السعودي من رئيس الجمهورية، اما صفحة جديدة او الابقاء على المسار الحالي من القطيعة والجمود.

على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية، وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رسائل ايجابية للجميع في الداخل والخارج خلال مقابلة تلفزيونية على قناة الجديد، مشيرا الى انه اكثر شخص مطروح لرئاسة الجمهورية، واذا لزم الامر «ساعلن ترشحي لكن الاستعجال قد يكون امرا غير مفيد «وعالرواق كل شيء بصير» وتابع قائلا: «موضوع رئاسة الجمهورية لبناني ومحلي، وموقفنا من السعودية معروف ولم تكن علاقاتنا سيئة في اي مرحلة، مؤكدا ان التفاهمات في المنطقة ستنعكس ايجابا واستقرارا واوضاعا جيدة على لبنان، معلنا استعداده للحوار مع قادة الأحزاب المسيحية سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل، بشكل ثنائي وفي بكركي.

وقال، ان الرئيس اللبناني لا يحكم الا من خلال التفاهمات المحلية والخارجية، ولم يصلني من السعودية الا كل كلام ايجابي كما «ابلغني السيد باتريك دوريل ان الجو السعودي ايجابي تجاهي». وجدد التاكيد على علاقاته الجيدة والممتازة مع الرئيس السوري بشار الاسد، كما شرح برنامجه الاقتصادي.

جنبلاط

اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فاعلن انه لن يرشح احدا للرئاسة، وليقرر الكبار في هذا الامر مثل حزب الله والقوات اللبنانية وجبران باسيل والتغيريين.

جلسة لاتتخاب رئيس للجمهورية

وحسب المعلومات المؤكدة، هناك اتجاه عربي ودولي منحاز الى وجهه نظر الرئيس نبيه بري بعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة العربية، والضغط لتامين النصاب، ومن ينال ٦٥ نائبا يتبوأ مقاليد الحكم في بعبدا، والمعارضون لانتخاب سليمان فرنجية لا يستطيعون الاستمرار في مواقفهم الحالية دون تقديم الحلول وعدم التوافق على مرشح واحد، وفي معلومات مؤكدة ان ضغوطا مارسها الحزب التقدمي الاشتراكي مع حلفائه المسيحيين والنواب التغيريين للتوافق على اسم صلاح حنين، وفي حال الرفض يتم طرح جهاد ازعور من اجل كسب التيار الوطني الداعم لترشيحه كما اعلن رئيسه جبران باسيل، لكن المحاولتين لم تنجحا، كما رفضت القوات دعم جهاد ازعور رغم جهود فؤاد السنيورة وزيارته معراب .

اما الحدث الابرز يبقى في السفارة الايرانية مع الاعلان عن تنظيم السفارة لقاء لوزير الخارجية الايراني مع ٢٥ نائبا يمثلون مختلف الكتل النيابية من الاشتراكي الى التغيريين والمستقلين باستثناء كتلة القوات اللبنانية التي لم تشملها الدعوة، رغم انها الحليف الاول للرياض، واكدت معظم الكتل على الحضور، ويعقد الاجتماع مساء الخميس بعد لقاءات عبد اللهيان مع بري وميقاتي وعبدالله بو حبيب، ومن الطبيعي ان يتم التطرق الى الملف الرئاسي وتطورات المنطقة بعد التفاهمات الاخيرة .

في حين نقل النواب الذين زاروا الولايات المتحدة منذ اسبوع وقابلوا مساعدة وزير الخارجية الاميركي باربرا ليف اجواء تؤشر الى عدم ايلاء واشنطن الملف الرئاسي الاهتمام والمتابعة ودعت اعضاء الوفد الى انتخاب الرئيس في لبنان «والاتكال على انفسكم» وليس على الخارج، وركزت هجومها على حزب الله ودعت لبناء الدولة ومحاربة الفساد دون ان تقدم مواقف جديدة، فيما فرنسا لا تزال تطرح في الكواليس مبادرتها الرئاسية المبنية على معادلة فرنجية- (رئيس حكومة من المعارضة).

وفي ظل هذه التطورات، لا جديد رئاسيا ولا خروقات تذكر، وهذا ما يشعل الجبهة الداخلية بالمزيد من التصاريح النارية التي ستعبئ الفراغ. في حين رد الرئيس بري على امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط الذي قال «الرئيس بري لم يفاتحني بسليمان فرنجية خلال لقائي معه على مدى ساعة ونصف منذ اسابيع، وجدد بري في رده دعمه لفرنجية وانه الوحيد القادر على ادارة هذه المرحلة، فيما اعتبر ابو الغيط ايضا ان حزب الله مكون اساسي في التركيبة اللبنانية وموجود وله دوره.

ملف النازحين

اظهرت التطورات الاخيرة في ملف النازحين السوريين خفة حكومية ونيابية وبلدية في التعاطي مع اخطر ملف يواجه لبنان في ظل وجود اكثر من مليوني نازح على اراضيه، الاغلبية منهم لا يملكون اوراقا ثبوتية ودخلوا بطرق غير شرعية ويشكلون اكبر عبء على الاقتصاد اللبناني والامن الاجتماعي وكل مقومات البلد، وبالتالي فان حل هذا الملف ليس امنيا مطلقا او ترحيل ٥٠ نازحا يعودون بعد ساعات عبر شبكات التهريب، وحسب العاملين على هذا الخط، فان الحل سياسي بالدرجة الاولى، ويبدأ بفتح ابواب الاتصالات مع الدولة السورية وعقد الاجتماعات، والسؤال للحكومة، من هي الجهة التي تقف وراء رفض الجلوس مع الدولة السورية والاصرار على المعالجة الامنية والتقنية، رغم ان سوريا كانت قد ابلغت المديرالعام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم رفضها حصر الملف بالاجراءات الامنية التي لن تؤدي الى الحل الذي يخدم لبنان وسوريا .

وفي المعلومات، ان الاجتماع الذي ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي امس لمتابعة موضوع النازحين شهد تبريدا للرؤوس الحامية وتراجعا عن التصريحات العنيفة لوزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والعديد من الوزراء بحق النازحين، بعد تهديدات تلقاها لبنان بقطع شامل للمساعدات من الامم المتحدة اذا تم ترحيل اي نازح، كما دانت منظمة العفو الدولية اجراءات الحكومة اللبنانية . و تخلل الاجتماع ايضا نقاشات عاصفة حول رفض ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في الاجتماع تسليم لبنان الداتا الخاصة بالنازحين خوفا من عمليات اعتقال بحق المعارضين او المطلوبين وتسليمهم الى دمشق، فيما تمسك اعضاء الوفد اللبناني جميعا تسلم الداتا الخاصة بالنازحين على انواعها، وتم التوافق على بدء المفاوضات اليوم في هذه القضية وحلها ضمن مهلة اسبوع بالحد الاقصى، علما ان لبنان طالب منذ سنوات بالداتا، واوقف المفاوضات بشانها بسبب الرفض الاممي، وعاد وطرح الملف في اجتماع امس وشكل ذلك صدمة لممثلي مفوضية شؤون اللاجئين والامم المتحدة للشؤون الانسانية، والسؤال، كيف ستتصرف الحكومة في حال اصرت المفوضية على رفض تسليم الداتا؟

وحسب المعلومات المؤكدة ايضا، فان جمعيات الامم المتحدة قامت بتوثيق الاعتداءات على النازحين السوريين والقرارات بمنعهم من التجوال ليلا، و رفعها الى المحافل الدولية .

توضيحات لمصدر امني

واوضح مصدر امني لبناني اللغط المثار في موضوع النازحين والتصويب على الجيش، واضعا الاجراءات في حجمها الطبيعي والقانوني، مستغربا عمليات التسييس، مؤكدا ان الجيش لا يقوم باي عمليات ترحيل فردية او جماعية كما يصور البعض، لكن في اطار تنفيذ مهامه بضبط الامن في المناطق اللبنانية، يقوم باعتقال المخالفين الذين دخلوا خلسة الى لبنان بالطرق غير الشرعية او ارتكبوا مخالفات، والجيش يطبق قرار مجلس الدفاع الاعلى الصادر عام ٢٠١٩ في هذا الخصوص بمنع دخول اي مواطن سوري او غيره خلسة الى لبنان بعد استتباب الامن في معظم المناطق السورية، كما ان الجيش يقوم باعادة النازحين المخالفين الى مناطق امنة في سوريا وقريبة من الحدود كالعبودية وجديدة يابوس وغيرها وليس الى المناطق المتوترة، مستغربا الضجة المثارة وتصوير الاجراءات على غير حقيقتها، علما ان الجيش يقوم في تطبيق هذه المهام منذ صدور قرار مجلس الدفاع الاعلى عام ٢٠١٩ وليس الان، مؤكدا ان مواقف الجيش اللبناني تعبر عنها البيانات الرسمية الصادرة عن قيادته والتي يكشف فيها عن كل اجراءاته وليس عن طريق التسريبات وما شابه، ويضع المصدر الامني الاجراءات الاخيرة في هذا الحجم فقط.

وعلم ان الاجتماع الحكومي كلف وزيري الشؤون الاجتماعية والعمل ومدير عام الامن العام وامين عام المجلس الاعلى للدفاع التواصل مع الدولة السورية لتنفيذ القرارات، كما تم الطلب من المفوضية العليا للنازحين اسقاط صفة النزوح عن كل شخص يغادر لبنان، وكشف وزير العمل ان ٣٧ الف نازح سوري امضوا الاعياد في سوريا وعادوا الى لبنان، كما تم التوافق على تسليم الموقوفين والمحكومين للدولة السورية واتهم ميقاتي عصابات بادخال السوريين بطرق غير شرعية مقابل مبالغ مالية.

بيان عنيف لسفراء اميركا واوروبا

اصدر سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان وكندا وايطاليا والاتحاد الاوروبي بيانا مشتركا بمناسبة مرور عام على توصل لبنان الى اتفاقية على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي حمل انتقادات عنيفة للمسؤولين، مشيرا الى ان غياب الارادة السياسية اعاق التقدم في الاتفاقية وان قانون السرية المصرفية غير كاف ولم يتم احراز اي تقدم فيما يتعلق بتوزيع خسائر القطاع المالي، داعيا السلطات الى التدقيق في معاملات المصارف الكبرى وتوحيد اسعار الصرف واشار البيان الى نسب التضخم واستمرار انكماش احتياطات البنك المركزي، ودعا الى انتخاب رئيس قادر على توحيد الشعب اللبناني والعمل مع المجتمع الدولي مطالبا السلطات اللبنانية الى اغتنام الفرصة التي يتيحها الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والا فان اقتصاد لبنان سوف يتدهور وستكون العواقب خطيرة على الشعب اللبناني، واعتبر البيان ان القادة اللبنانيين غير مسؤولين ولبنان محاصر بازمات قد لا تنتهي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى