سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ارتفاع قرقعة طبول الحرب مع المزيد من الضغوط والتهديدات

 

الحوارنيوز – خاص

عكست صحف اليوم ارتفاع المخاوف من توسيع العدو لإعتداءاته على لبنان بالتوازي مع رسائل الضغط “والإبتزاز” الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون والمحليون على لبنان وشعبه ومقاومته من أجل إجبارهم على التنازل للعدو لتغيير قواعد الاشتباك والتنازل عن حقوقنا السيادية.

ماذا في التفاصيل؟

 

 

  • صحيفة النهار عنونت: اشتعال الجنوب على إيقاع “مواعيد الحرب”!

وكتبت تقول: إذا كانت الأجندة المحلية توزعت في الأسبوع الماضي بين تحرك سفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بأزمة الفراغ الرئاسي في لبنان وجلسات مناقشة الموازنة واقرارها، فان الاستحقاق الداهم والمثير للمخاوف المتزايدة منذ نحو أربعة أشهر استمرّ ويعود مثقلا بمزيد من المخاوف حيال انزلاق لبنان الى حرب تنصب أفخاخها بصورة مكشوفة إسرائيل وتحشد لها التهديدات مقترنة بالحشود العسكرية. كما ان التطورات الإقليمية المتلاحقة في المنطقة تشكل عاملا إضافيا من عوامل ازدياد القلق لبنانيا لا سيما في ظل التداعيات المتوقعة للهجوم الذي استهدف أمس قاعدة في شمال شرق الأردن وأدى الى مقتل ثلاثة جنود اميركيين واصابة 34 آخرين بجروح وما يمكن ان يستتبعه ويستدرجه من تداعيات خطيرة في المنطقة من شأنها ان تنعكس على الجبهة الجنوبية.

ولأن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وضع يده مجددا على جرح الأهالي الجنوبيين النازف بسبب استجرار الخراب والدمار والشلل الى المناطق الحدودية، وتحدث باسمهم مباشرة ونقل ما يصله منهم من شكاوى مباشرة، اشعل هواة التخوين المعروفي الاتجاهات والارتباطات والتمويل والتوجيه مجددا هوايتهم و”ثقافتهم” مستهدفينه بالمشين والمقذع من التعبير السوقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حين ان أحدا لا يجرؤ على وضع الأصبع على فداحة الخسائر البشرية وجسامة الدمار اللاحق بعشرات البلدات والقرى في المنطقة الحدودية والاهم على معاناة ما بات يقرب من مئة الف نازح جنوبي من منازلهم. لذا عاد الجنوب الملتهب الى صدارة المشهد الداخلي وسط ارتفاع لافت ومقلق في مستوى المواجهات الميدانية المنذرة بتصعيد مطرد علما ان الساعات الثماني والأربعين المنصرمة اتسمت أيضا بتصاعد حرب الشائعات التي يجري عبرها تداول مواعيد مزعومة او مفترضة حول شن عملية إسرائيلية في العمق اللبناني وتاليا اشتعال الحرب الواسعة في حين وزعت معلومات عن مناورات إسرائيلية تحاكي عملية برية ضد “حزب الله”.

وفي أي حال، فان الحركة المتصلة بنتائج الاجتماع الذي عقده سفراء دول المجموعة الخماسية، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، الأسبوع الماضي في دارة السفير السعودي وليد بخاري، ستستأنف هذا الأسبوع اذ علم ان السفراء الخمسة سيزورون غدا الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاعه على أجواء تحركهم الجديد ويعتقد ان زيارتهم لعين التينة ستكون منطلقا لجولة واسعة تستتبع بلقاءات للسفراء مع رئيس الحكومة والقيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية.

 

الأخبار: الرياض وباريس تبتزّان لبنان: انتخاب رئيس أو ضربة إسرائيلية!

وطنية – كتبت صحيفة “الأخبار”: يحلّ شهر شباط، مشوباً بالتشاؤم، حيال المرحلة الثالثة التي من المفترض أن يدخلها العدو الإسرائيلي في غزة، في مقابِل عدم وضوح السيناريو المفترض تنفيذه على الجبهة الشمالية مع لبنان، سيّما أن عمليات المقاومة من حيث التخطيط والتنفيذ وكثافة النيران، تُبقي احتمالية توسيع الحرب قائمة. وهذه هي الزبدة التي نقلها وزراء الخارجية الأوروبيون الذين زاروا بيروت والتقوا القيادات السياسية إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، فضلاً عن الموفدين الغربيين والعرب العاملين على خط بيروت – تل أبيب. وكانَ لافتاً في الساعات الماضية، ارتفاع منسوب التهديدات التي تتناقلها وسائل إعلام عبرية وعربية، مستندة إلى معلومات تحدّثت عن تحركات عسكرية إسرائيلية فعلية حصلت في شمال فلسطين المحتلة، إذ «تمّ نقل عدد كبير من الآليات إلى المنطقة الحدودية، كما تمّ نقل لواء غولاني الذي خرج من قطاع غزة إلى الحدود مع لبنان».

وإذا كان الكلام يركّز الآن على جبهة الجنوب، على اعتبار أنها مُقبلة على سخونة قد توازي العدوان على غزة، فإن الأمر يعزّزه فشل كل محاولات «خِداع» المقاومة بطروحات سياسية مقابل تعليق مساندة الفلسطينيين، وهو ما يجعل العدو أكثر ميلاً إلى تنفيذ عملية واسعة. وفي المعلومات، أن الضغط على لبنان في الأيام الأخيرة، حملته رسائل غربية وعربية بأعلى صوت وأعلى مستوى مقارنة مع الأشهر الماضية. وترافقت هذه الرسائل مع مواقف داخلية تتبنّى هذه التهديدات التي تُكال من مختلف الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، علماً أن ما شهدته الجبهة أخيراً من متغيّرات سيدخل حكماً في حسابات قادة العدو قبل إقدامهم على مغامرة جديدة في لبنان.

ما الذي استجدّ؟

يؤكد مطّلعون على الاتصالات، أن المفاوضات غير المباشرة لا تزال على حالها المجمّد بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، كاشفة أن التحذيرات المتناقلة، سرّبها بعض السفراء العرب وهي تصبّ في خانة الضغط على لبنان، ولأجل استثمارها في مكان بعيد عن الجبهة مع العدو، وتحديداً في الملف الرئاسي. ويكشف هؤلاء أن «بعض التسريبات، تربط، وبشكل غير مفهوم، موضوع الضربة الإسرائيلية بحل عقدة الملف الرئاسي، من دون فهم ماهية هذا الربط»، مشيرة إلى رسالة واضحة تحدّثت عن «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في شهر آذار على أبعد تقدير وإلا ستكون هناك حرب إسرائيلية على لبنان». وبحسب المصادر فإن هذه الرسالة، وردت تزامناً مع حراك اللجنة الخماسية المعنيّة بالملف اللبناني، والتي تحاول منذ فترة الإيحاء بوجود مبادرة إقليمية – دولية مستجدّة من أجل التوصل إلى حلّ في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وفي هذا الإطار، تقاطعت معلومات أكثر من مصدر مطّلع، حول «تنسيق فرنسي – سعودي يجري بمعزل عن بقية دول اللجنة الخماسية الأخرى، ويحمل توجهاً يدفع في اتجاه معادلة رئاسية جديدة قوامها انتخاب قائد الجيش جوزف عون مقابل تسمية تمام سلام رئيساً للحكومة». ويتردّد أن هذا المقترح «تقدّمت به الرياض ودعمته باريس، التي كانت في البدء مؤيّدة لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية»، غير أنها «عادت ورأت في الصيغة الوسطية الحلّ الأمثل، وهو ما تقترحه الرياض».

أما بشأن ربط الرئاسة بالتهديدات الإسرائيلية، فإن الأمر برأي جهات سياسية «محاولة جديدة في إطار إقناع حزب الله بالتنازل في ملف الرئاسة، بمعزل عن تطورات الجنوب، ويمكن وصفها بالابتزاز السياسي»، حيث «وجدت الرياض وباريس في هذا التوقيت الحساس فرصة لفرض ما تعتبرانه إنجازاً سياسياً لصالحهما، وبما يقطع الطريق على أي تسوية يُمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية لاحقاً في لبنان وتكون نتيجتها لصالح حزب الله وفريقه»، مؤكّدة أن «الكلام الداخلي الذي يتبنّى التهديدات ويشيعها يفعل ذلك بإيعاز من بعض السفراء في لبنان، دعماً لهذا الطرح».

وتلفت المصادر إلى أن «بقية دول الخماسية، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية لا تتبنّى هذه المعادلة حتى الآن، وإن كان قائد الجيش هو مرشحها الجدي والوحيد». وعليه، تبدو هذه المعادلة إلى الآن، تسير في طريق مسدود، بسبب «التباين الكبير بين أعضاء الخماسية على إدارة الملف اللبناني، وهو ما ظهر في حركتهم في بيروت، رغمَ تلبيتهم دعوة السفير السعودي وليد البخاري إلى اجتماع في دارته في اليرزة، والتي لم يكُن بالإمكان رفضها». ويبدو إلى الآن أيضاً، امتعاض السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون التي يُنقَل عنها كلام تنتقد فيه محاولات البخاري تنصيب نفسه في موقع قيادة اللجنة، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة، وقد لمّحت إليه جونسون خلال الجلسة مع البخاري وباقي أعضاء اللجنة، مشدّدة على أن الكلام في الملف الرئاسي مع القيادات اللبنانية «يجب أن يقتصر في الفترة المقبلة على عناوين عامة من دون الدخول في أسماء». وقد وصفت مصادر مطّلعة الموقف الأميركي بـ «الواقعي»، إذ إن «ما نقله معه الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين من لبنان إلى إدارته كان حاسماً لجهة أن الحزب ليس في وارد النقاش بملف الرئاسة حالياً، ولا يريد ربطه بالملف الساخن مع إسرائيل، وبالتالي فإنّ أي طرح هو في حكم الساقط».


* صحيفة الأنباء عنونت: طبول الحرب أقوى من الديبلوماسية… ولبنان الحلقة الأضعف

وكتبت تقول: تصعيد خطير شهدته المنطقة يوم أمس الأحد، مع إعلان الولايات المتحدة مقتل ثلاثة من جنودها في قاعدة عسكرية عند الحدود السورية إثر هجوم مسيّرة، واتهم الرئيس الأميركي جو بايدن فصائل “متطرّفة” موالية لإيران بتنفيذ العملية، وتوعّد بالرد على ذلك، في إشارة إلى أن المنطقة أبعد مما تكون عن التهدئة وإخماد الصراعات، لا بل قد تكون ميدان انتخابات.

وقبل الإعلان عن مقتل الجنود، أعلنت “المقاومة العراقية” مهاجمة أربعة قواعد عسكرية أميركية وإسرائيلية في المنطقة، ما يُشير إلى أنها قد تكون خلف الهجوم الدموي على القوات الأميركية، مع ضرورة التذكير أنّه الهجوم الأعنف على قواعد أميركية في المنطقة منذ بداية الحرب في غزّة، وبالتالي فإن هذا التصعيد النوعي ستكون له نتائجه في المدى المنظور.

إلى ذلك، تصدّر تعليق عدد من الدول تمويل وكالة “الأونروا” مشهدية الحرب في غزّة، لما للقرار من تبعات ستكون قاتلة على الفلسطينيين الذين يُعانون من نار الحرب وعوز النزوح، وتوسّع رقعة المجاعة وانتشار الأمراض، بالإضافة إلى مواجهة الظروف المناخية الصعبة مع تدنّي درجات الحرارة وتساقط الأمطار بغزارة.

تقود إسرائيل حملة دولية على وكالة “الأونروا”، تكاد تكون بمثابة رد على مواقف المحكمة الدولية التي نصّت على حماية الفلسطينيين ووجوب منع إسرائيل من الاستمرار بارتكاب الإبادة الجماعية، وتهدف من خلال حملتها التي ترافقها بها دول غربية إلى التضييق أكثر على الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، وهي مُحاولات بدأتها إسرائيل منذ سنوات مع الضغط لخفض تمويل هذه الوكالة.

وكان للحزب التقدمي الإشتراكي موقف في هذا الشأن أدان فيه هذه القرارات، وناشد خلاله “ما تبقى من ضمير إنساني” لدى شعوب العالم للضغط على الدول للعودة عن قرارها، وحث في المقابل الدول العربية القادرة على تعويض هذا التمويل، إلى وضع المزيد من الامكانيات في خدمة الشعب الفلسطيني ووكالة الأونروا، للتخفيف من الآثار التدميرية لهذا القرار على كل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

سيتأثر لبنان بالقرار، لأن وكالة “الأونروا” تدعم فلسطينيي المخميات بشكل ملحوظ، وبالتالي فإن هؤلاء اللاجئين سيتأثرون وسيتراجع مدخولهم، الأمر الذي سيزيد من حجم الأعباء عليهم من جهة، ويضر بالدورة الاقتصادية اللبنانية من جهة أخرى، نسبةً لدور هذه الوكالة الأممية بإدخال العملة الصعبة إلى الاقتصاد المحلي.

بالعدوة إلى التصعيد في المنطقة، تزداد المخاوف من حرب أوسع نطاقاً، إذ تعهّد بايدن بمحاسبة المسؤولين “في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها”، يعني أن الرد محسوم، وبالتالي فتح جبهة جديدة بين واشنطن وطهران، بعد البحر الأحمر، علماً أن القوات الأميركية لم ترد في وقت سابق على الهجمات التي حصلت على مواقعها، لأنها لم تخلّف ضحايا.

وما يزيد من هذه المخاوف ارتفاع الأصوات المُطالبة بالتصعيد في الداخل الأميركي، إذ دعا السيناتور روجر ويكر، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، إدارة بايدن إلى ضرب أهداف إيرانية وقادتها بشكل “مباشر”، فيما هاجم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بايدن، ودعا إلى شن ضربات على أهداف داخل إيران، وبالتالي فإن الغضب يتصاعد في الدوائر الأميركية.

ويتخوّف متابعون من أن المزايدات الأميركية تشي بأن السباق الرئاسي في واشنطن بدأ يحتدم، والخوف من أن يكون ميدان هذا السباق منطقة الشرق الأوسط، فيُصعّد بايدن ويرد على الهجمات بخطوات تصعيدية لرد اعتبار إدارته في الداخل الأميركي وفي الخارج، فيكون قد رضخ للضغوط الانتخابية، ودفع بالمنطقة إلى حافة هاوية الصراع الأوسع.

وتعليقاً على الهجوم الذي حصل، توقّف خبراء أمنيون عند فشل الدفاعات الجوية في اعتراض الطائرة بدون طيار التي نفّذت الهجوم، وهو فشل يتكرّر ويتشابه بين القواعد الإسرائيلية والأميركية، ويتخوّف الخبراء من الرد الأميركي وانسحاب مشهد اليمن على سوريا والعراق، إذ وعلى إثر الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، رد الطيران الحربي الأميركي وضرب مواقع حوثية.

إزاء هذه التطوّرات الدولية الخطيرة، فإن لبنان هو الحلقة الأضعف، وتصعيد الحرب في الجنوب قد يعرّض لبنان إلى خطر الحرب الشاملة التي تُحذّر منها إسرائيل في حال فشل المساعي الديبلوماسية لإبعاد “الحزب” عن الحدود، خصوصاً وأن “حزب الله” جزء من خطط وحدة الساحات التي قد تُطبّق في حال التصعيد.

في المحصلة، فإن قرع طبول الحرب لا زال صداه أعلى من صدى الديبلوماسية، والصواريخ تتقدّم على المفاوضات، وبالتالي فإن المنطقة تقف على شفير الحرب أكثر من أي وقت مضى، لكن الحسابات دقيقة، والجميع يخشى الخطوات غير المحسوبة، إلّا أن الأنظار ستشخص الى مجريات الأمور في المدى المنظور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى