انتخابات 2022دولياترأيسياسة

عِبَر من نتائج الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية(د .أحمد عياش)

 

د. أحمد عياش – الحوارنيوز

توضّح المشهد الانتخابي في فرنسا.سيتنافس الرئيس ايمانويل ماكرون(فرنسا الى الامام) مع السيدة مارين لوبان (التجمع الوطني) في الدورة الثانية الحاسمة بتاريخ 24 نيسان.

أسفرت النتائج عن تثبيت حقائق كنّا قد تحدثنا عنها سابقا عن انهيار اليمين التقليدي، كالجمهوريين الديغوليين واليسار الاشتراكي الميتراني التقليدي معاً ،و في المقابل ثبِّتَ صعود اليمين المتطرّف واليسار الشعبي كما يحب رئيس فرنسا الأبية ان يوحي له…

حيثية شعبية تتقدم شعار اليسار، الا ان اليسار في قلب الشعبي. الرقم الذي حققه جان اوك ميلانشون (20،3%)يفصله عن المرتبة الثانية حوالي ثلاثمائة الف صوت فقط.

يبدو ان المعركة في الدورة الثانية واضحة النتيجة لصالح الرئيس ايمانويل ماكرون ،بعدما اوحى جان لوك ميلانشون للمقترعين له حوالي 20,3% الا يعطوا ولو صوت واحد لليمين المتطرف، ما معناه انه يطلب منهم الاقتراع للرئيس ماكرون من دون ان يسمّيه، وكذلك طلب مرشحا اليمين الجمهوريان، فاليري بيكريس(4،8%) والسيد يانيك جادو مرشح البيئة الخضر(4،5%)

 

رغم دعوة رئيس حزب استرداد الدولة المتطرف اليميني (7،0%) للاقتراع لمارين لوبين رغم خلافهما على جهنمية الحلول المقترحة منهما حول الهجرة والاسلمة والابتعاد عن الاتحاد الأوروبي، فإن الخسارة مضمونة لها ولن تصل لرئاسة الجمهورية التي لطالما سعى والدها جان ماري لوبان (الجبهة الوطنية)للوصول الى الرئاسة وفشل.

صحيح ان مزاج الناخبين يتطرف يمينا منذ سنة 2007 ،الا ان صوت اليسار الشعبي المتجدد عبر ميلانشون يشهد تأييداً وصعودا، وما زال حاضرا،ما يطمئن ان فرنسا تبقى في دائرة الامان الديمقراطي والاخوة والحرية ولن تنزلق ابدا نحو انهيار القيم.

الخاسران الاكبر في هذه الانتخابات، هما الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي اللذان لم يحصل كل منهما على اكثر من 2,5% من اصوات المقترعين، ما يجعل انضمامهما لفرنسا الأبية ضرورة من اجل الاستعداد للانتخابات النيابية المقبلة.

لو مشى الحزبان الاشتراكي والشيوعي بمقولة الصوت الصالح او الصوت المفيد ولم يترشحا للانتخابات، لكان جان لوك ميلانشون الفائز والمنافس الثاني للرئيس ايمانويل ماكرون.

فرنسا بخير.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى