سياسةمحليات لبنانية

فرح حزين!

 

اراكم حزانى وانتم فرحون، إن غنّيتم ندبتم وان رقصتم لطمتم وان تمايلتم هويتم وإن اجتمعتم تفرقتم ، كأنكم سكارى في يقظتكم ، كأنكم نصارى بلا صليب و يهود من دون موسى، لا سيخ انتم ولا هندوس وانتم بالشهادة مسلمين.
إن دعوتم بعضكم للصلاة كفرتم وان صمتم لرؤية الهلال اختلفتم وفطرتم وإن هلّ على الأمة عيد تقاتلتم ومشيتم في ليلة مباركة من دون نعوة ،مواكب خلف نعوشكم وبكيتم.

اي قوم انتم، لأي زمان خلقتم، ما انتم للناس خير أمة و كلما دخلتم في الاسلام مؤمنين عدتم الى رذيلتكم وشيطانكم فتفرقتم و خرجتم..
تعب الاسلام من هرولتكم بين الامم وتاهت العروبة منكم وانهكها الألم، صرتم اضحوكة لقتلة ومالا سائبا لقراصنة ولرعاة بقر، يا ليتكم من دون نفط ولا غاز ولا وضعتم على الرأس كوفية وعقال، يا ليت نخيلكم شجر صبّار  وباديتكم نار فوق رمل فوق جمر حارّ ،يا ليت انهاركم تجف ويا ليت السوس ينخر مالكم و ارزكم  .

ما فرقتنا الا ثروة الحكام والتجار ولا تقاتلنا الا على نفقة مال الحرام والسلاح والحرف الغادر .

اراكم حزانى وانتم فرحون، ان غنيتم ندبتم وان رقصتم لطمتم وان تمايلتم هويتم وان اجتمعتم تفرقتم.

ان غادرتكم مهاجرا ، عدت الى دياركم شاعراً، ان طلقتكم بالثلاثة عدت اليكم  زاحفا اتوسل الوصل من جديد، ان هجيتكم قلت فيكم مدحاً وان ابعدني عنكم نفاقكم اعادني لطهر قلبكم ولنجواكم ولسمر لياليكم الحنين.

كلما قررت خيانتكم مع الانجاس والاوباش عدت لادافع عن حبكم كالفرسان وكلما موهت بشرتي الحنطية و شعري الاسود  وعيناي البنيتان  بالالوان كي لا اشبهكم توثبت كالنمر في غربتي دفاعا عن صحرائكم القاحلة ان مسهاّ غريب بحرف او تعرّض  لاهلها  من قحطان وعدنان بالسوء.

اي حبّ هذا إن كره المرء خليله احبه اكثر وان غاب عن حبيبه بقرار وارادة عاد للعشق وللغرام غصباً عنه و محكوماً.

هو الانتماء يقتلنا ويحيينا  ، هي اللغة في صمتها تحكينا، الا من قائد بالالفة والمحبة يوحدنا،يعيدنا الى الديار رغم اننا ما غادرناها للحظة الا للدفاع عنها شكاً  ويقينا.

الا من قائد بطل يوحدنا ، يجمعنا بالفقر فيغنينا، يجمعنا بالعلم والاخلاق فيحيينا.

اراكم حزانى وانتم فرحون ، إن غنيتم ندبتم وان رقصتم لطمتم وان تمايلتم هويتم وان اجتمعتم تفرقتم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى