سيدي الدولار..
سيدي الدولار..
شعر ناجي بيضون
قبل سنوات نظم الكاتب والشاعر المحامي ناجي بيضون قصيدة في الدولار تحت عنوان "سيدي الدولار"،وهي تصلح لكل زمان ومكان ،لا سيما في زمن الدولار اللبناني الذي هدّ حيل الليرة والناس معا.
قصيدة رائعة نثبتها في "الحوار نيوز" كالآتي:
دانت بحضرته الجباه خنوعا
وبه تبارى العاشقون ولوعا
ملك تدين له الممالك كلها
صعب الطباع وإن بدا مطبوعا
خضراء جبهته رقيق جلده
يحيى بصحراء الجيوب ربوعا
يعلو،يحلق،ثم يهبط عابثا
لمزاجه ،رهن العقول جميعا
نزداد فقرا حين يعلو سعره
ويزيدنا عند التدهور جوعا
برميل نفط في قفا سرواله
إن شاء بيع وإن أبى "ما بيعا"
****
يحتار في مرضاته أهل الحجا
والفكر خرّ على يديه صريعا
حتى القواعد لو يلامسها غدت
نحوا جديدا ينصب المرفوعا
تضحى الأكف اذا تراكم فوقها
رغم الهزال مهندا مشروعا
فإذا اقترضت ففي اقتراضك قارض
يدمي ويقرض أعينا ودموعا
وإذا ادخرت يصير ضغطك سلعة
في "البورصات" تدنيا وطلوعا
*****
يأتي إليك اذا أتى متثاقلا
ويتوه عنك ولو حرصت سريعا
يطوي ويخترق الحدود فإن أبت
هدم الحدود وجوّز الممنوعا
"يعطيك من طرف اللسان خلاوة"
فتظل رغم فعاله مخدوعا
شرس يحار الكون في ترويضه
يأوي بحضن "العم سام" مطيعا
يأتيك إن أرضيت عمك زائرا
فتضيء للعم العظيم شموعا
وتعيده حرصا عليك وديعة
فتصير من خوف عليه وديعا
ويظل رقما في خيالك ساحرا
ويظل لونا في الجيوب بديعا
****
زحف الى الدولار يطبع عصرنا
حتى الرضيع حبا اليه رضيعا
فعلا على كل المنابر صوته
وخياله حجب الشموس جميعا
نصبو اليه يطل من أوراقهم
وعدا على أوراقهم مقطوعا
فتطير في حمّى الهوى أوراقنا
ويزيدنا العري المثير ركوعا
*******