زيارة الراعي لجنبلاط والمصالحة المعلّقة (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
لا شك مطلقاً في رغبة المرجعية الدرزية الأولى في لبنان وليد جنبلاط، بتكريس واقع المصالحة في الجبل، وإعادة احياء الحياة المشتركة والتشجيع على عودة المهجرين الكاملة إلى قراهم وإنعاش الحياة المشتركة بين أهل الجبل.
هذا أمرٌ محسوم وقد بذل جنبلاط جهودا متتالية في سبيل ذلك.
لكن السؤال الرئيسي يبقى: أي مصالحة لأي تعايش؟
لقد خبر جنبلاط بأن التعايش الطائفي ممكن، لكنه مهدد دائما بالهواجس الطائفية ،ومهدد بالمخاوف الناتجة عن توترات تدور حول الجبل وتنعكس على الحياة العامة داخله.
المصالحة تحت سقف “التعايش” لم ولن يكتب لها النجاح.
التعايش يكون بالعمل الحقيقي والنضال الصادق في سبيل تحويل فكرة التعايش الطائفي إلى رحابة المواطنة والدولة المدنية (العلمانية).
والضمان الرئيسي لفكرة المواطنة، تكمن في تطبيق الدستور وبناء دولة “الطائف”.
– “إلغاء الطائفية السياسية”
– “اقرار قانون خارج القيد الطائفي”
– “اقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسعة”. ( اللاحصرية)
-“بناء السلطة القضائية المستقلة”
-تفعيل الأجهزة الرقابية وجعلها أجهزة مستقلة بالكامل
– وقف التدخلات بالتعيينات بشكل عام واحترام الدستور لهذه الناحية، ووضع آلية مهنية للتعيينات في الفئة الأولى حصرا.
مَن يرغب بتكريس المصالحات الوطنية عليه أن يعمل لبناء أرضية قوية لدولة وطنية، حاضنة، راعية، لا تميز بين مواطن وآخر، تحترم الدستور وتطبقه.
أين نحن من هذه الأرضية اليوم؟