سياسةمحليات لبنانية

جعجع في بيت الوسط وموفده في قصر بعبدا

 

ما عبر عنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لدى خروجه من إجتماعه مع رئيس الحكومة سعد الحريري أمس، نقله موفده وزير الإعلام السابق ملحم رياشي كرسالة من جعجع الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم.
ووفقا لتصريح رياشي فإنه "نقل الى رئيس الجمهورية رسالة من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، تناولت التطورات السياسية الراهنة والاوضاع في المنطقة".
في الشكل، كان يمكن للرسالة أن تأخذ أبعادا أكثر إيجابية لو زار جعجع شخصيا الرئيس عون إسوة بلقائه الرئيس الحريري، لكن إعتماد هذه الصيغة باللغة الدبلوماسية فيه شيء من الإزدراء غير المبرر لمقام الرئاسة.
أما في المضمون، فإن موقف حزب القوات اللبنانية يمكن تلخيصه بالتالي:
1- رفض تدخل حزب الله في الخارج ورفض أي موقف لبناني يتناقض مع الموقف الأميركي والمحور العربي المرتبط به، من قضايا المنطقة.
2- الدعوة لإجراءات جدية إصلاحية خلال مناقشة الموازنة وخارجها.
3- إعتماد معايير موحدة يلتزم بها الجميع في ما يتعلق بتعيينات الفئة الأولى، وإلا " فإن القوات ترغب بتسمية حصتها وفقا لنسبة التمثيل الشعبي".
في النقطة الأولى، تقول مراجع متابعة بأن لا جديد في موقف القوات اللبنانية، الجديد الوحيد بأنه حزب لا يتعلم من تاريخ لبنان وهو مصمم على المشاركة بحملة أميركية – عربية تحت عنوان تحييد لبنان لكن الهدف الفعلي هو "إضعاف لبنان وضرب المقاومة فيه تسهيلا لتمرير "صفقة القرن" بالشروط الإسرائيلية، مما يعني بالنسبة للبنان: توطين الفلسطيني وإدامة نزوح السوري، وسلب الحقوق الوطنية السيادية للبنان في أجزاء من أرضه ومياهه ونفطه، وهذا أمر لن يحصل.
في النقطتين الثانية والثالثة فإن الكلام الإصلاحي يجتمع عليه كافة القوى السياسية الوازنة في البلاد، وما تقوله القوات، يجاهر به حزب الله، غير أن الفارق، وللأمانة، فإن وزراء حزب الله لم يوقعوا على أي مخالفة للقوانين خلال فترة توليهم الوزارة السابقة، كما حصل في ملف التوظيف غير القانوني على الأقل، والوزير السابق رياشي شخصيا، إسوة بزملائه في الحكومة السابقة قد أدخلوا أشخاصا الى الإدارة العامة بصيغ مختلفة، واجروا عقودا وشركات بملايين الليرات اللبنانية مع شركات مقابل خدمات تدريب شكلية (تحديدا في وزارة الإعلام)  ولم يقدموا أي نموذج إصلاحي حقيقي.
أما موضوع الفئة الأولى فإن المزايدة على التيار الوطني الحر بموضوع المعايير تعتبر كالحرب الإستباقية، لأن التيار مصصم على اعتماد المعايير دون أي تدخل لأي من الوزراء!
وكشف المرجع ل "الحوارنيوز" بأن الرئيس الحريري أبلغ موقف التيار لجعجع لاسيما.
ويختم المرجع: رئيس الجمهورية استقبل رياشي حرصا منه على نجاح رئيس الحكومة في مهامه وتمرير الإستحقاقات المالية والإدارية بما يعزز القناعة لدى الجميع في الداخل والخارج بأن العهد حريص على المضي في الإصلاحات ولن يتوقف عند بعض القشور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى