سياسةمحليات لبنانية

“توتال” وشريكها الاسرائيلي يملكان الكلمة العليا!(علي يوسف)

لا يتماشى تحرير الأرض من دون تحرير الإرادة الوطنية

 

كتب علي يوسف – الحوار نيوز

من المفترض ان تبدأ شركة “توتال” الحفر للتنقيب عن الغاز والنفط في البلوك رقم ٩ اللبناني في النصف الثاني من شهر آب الحالي ، بعد وصولها المتوقع الى مكان الحفر  في منتصف الشهر …

 وشركة “توتال” هذه هي الشريكة للعدو الاسرائيلي في حصتها من انتاج النفط والغاز في البلوك رقم ٩ ،في ما يسمى حقل قانا اللبناني ..

وقد تمت هذه الشراكة بموجب اتفاق “ترسيم الحدود البحرية” مع العدو الاسرائيلي الذي ارتضت السلطة في لبنان بمكوناتها جميعا، والمقاومة من ضمنها للاسف،بالاتفاق معه على هذا الترسيم بما يشكل اعترافا  بملكيته للارض الفلسطينية  وبحقوقه عليها كمالك وليس كمحتل ،وبالتالي بترسيم حدودها…

 

وقد رعى هذا الاتفاق وضمِنه الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الاميركية التي نردد دائما ونعتبر ان كل من يصدقها هو مشتبه وسيصل حكما الى الفشل ،لانها العدو الاساسي الذي يجب ان  نتوجه لمواجهته …..

ومعلوم ايضا ان شركة “توتال” هذه التي لا  يغيب اعلان الشوق اليها ومدحها عن لسان اي مسؤول بمكونات السلطة جميعها، ويتسابق الجميع على  اظهار الجهد الذي يبذلونه لتسهيل مهمتها وهي تتنقل بين لبنان وبين “اسرائيل”، شريكيها الاقتصاديين في البلوك ٩ اللبناني ، ويوضع تحت تصرفها كل ما تطلب في مرفأ بيروت وفي مطار بيروت، ولاحقا في منشآت النفط  التي تجري حاليا عملية القضاء عليها ،لتكون جاهزة للتسليم الى “توتال” كونها صاحبة الكلمة العليا التي ستعمل  هي ومالكوها الاميركيون والفرنسيون ، وشريكها الاسرائيلي، على انقاذ  لبنان من ازمته التي يُفترض انه  وصل اليها بنتيجة الحصار الاميركي، وردا على الانتصار اللبناني السابق على شريكه الحالي  الاسرائيلي.

 

ولا ننسى طبعا ان “توتال” هذه هي التي نكثت بعقدها مع لبنان سابقا بناء لقرار اميركي ،وانها عادت بقرار اميركي وشراكة مع اسرائيل وبموافقة لبنانية تعوزها ادنى درجات الكرامة الوطنية وبتهليل من اوركسترا سياسية ، اما تابعة ومنصاعة وذليلة، واما عاجزة عن اخذ المبادرة ،وتُبررعجزها بضرورات الوفاق الوطني والشراكة وضرورة ما يسمونه الانقاذ، وتغض النظر عن ان الخضوع للشراكة الوطنية هذه المرة يحمل في طياته الخضوع للشراكة مع العدو الصهيوني ، وان الانقاذ الذي يتحدثون عنه  قبلوا بأن يضمنه من لا يؤتمن على شيء وهو العدو الاميركي ..وان اعتبار النفط  والغاز طريق وحيد للانقاذ هو رؤيا استيراد الحلول ومن خلال موارد لا نملك  سيطرة وطنية  عليها ،لا تنقيبا اي انتاجا، ولا تجهيزا ولا  كفاءة ادارة ولا تسويقا ولا خطوط تصدير …الخ …

 متى تستيقظ الكرامة  الوطنية في هذا الملف الهام الوطني ؟ ومتى نستعيد المبادرة برؤية وطنية للانقاذ،عمادها ومرتكزاتها والطريق لتحقيقها ، سواعد وعقول وامكانات اللبنانيين أسوة بمقاومتهم   …

لا يتماشى تحرير الارض من دون تحرير الارادة ،ومن دون ان يكون نظامنا وامننا القومي واقتصادنا ومؤسساتنا ورؤانا ومشاريعنا ودورنا العربي والاقليمي وانتاجنا وتنميتنا البشرية والسياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والبيئية والثقافية ، كلها صناعة وطنية … صناعة وطنية … فيكون وطن ..

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى