ترامب قرصان رأسمالي بلا أخلاق … أين مصلحة إيران والسعودية؟
أن يهزّ الرئيس الأميركي برأسه مغمغماً مهدّدا المملكة العربية السعودية بالويل والثبور إن لم تدفع ما عليها دفعه من تريليوناتها المالية وإلا فسترفع الولايات المتحدة الأميركية الحماية عن السلطة الحاكمة لتسقط السعودية بعد اسبوعين فقط أن لم ترضخ، ثم ان يلمح أن الصحافي والكاتب جمال خاشقجي ليس بأميركي الجنسية لتذهب الولايات المتحدة الى النهاية في شأن مقتله، وأن يقول بعد إطلاق سراح القس الأميركي في تركيا ان العلاقات معها ستكون أفضل، وهلمّ جرّا من تصريحات تبدو صريحة ومعبرة عن حقيقة أهداف الإدارة الأميركية تجاه شعوب ودول العالم وأغلب تلك الدول كلاب "كانيش"، تاريخياً عندها وعند قدميها، دون أن ننسى تهديدات الرئيس ترامب السابقة لكوريا الشمالية ولإيران وغيرهم من الدول منفّذاً عقوبات على روسيا والصين وحتى مهدّدا الاتحاد الأوروبي، كل هذا المشهد يدل على أمر واحد هو أننا أمام شخص يقدم نفسه "كشبيح" عالمي لا يردعه أحد في شوارع المدن الإقتصادية وكقرصان في سفينة تسبح في بحر المال ينقضّ تارة على سفينة دولة بائسة وتارة أخرى على باخرة دولة غنية بثرواتها، كما ينقض على أفراد متمولين، والهدف دائما جمع المال.
ان يقدم الرئيس الأميركي نفسه كقرصان حتى في إجتماع دول تعمل من أجل المناخ او من أجل أعمال انسانية في أروقة الأمم المتحدةن، يكون المشهد قد أكتمل بتفاصيله ليعبر عن أزمة أخلاقية عالمية، فما فائدة مواد التربية والأخلاق في المدارس ،وما نفع قصص كبار الكتاب العالميين الذين نذروا كتاباتهم من أجل رقيّ الانسان ،وما فائدة كل المناضلين وعاملي الخير والمضحين والانبياء والكتب المقدسة وغير المقدسة عبر التاريخ والزمن؟
عندما يتابع أطفال العالم خطابات الرئيس الأميركي وما يقوله ليقلدوه بحركة هزّ رأسه مغمغماً مهددا من اجل تشبيح المال ،تكون الانسانية ومسيرة الحضارة كلها أمست في أزمة أخلاقية عالمية لا تبشر الا بحروب الرعاع والهمج واللصوص وببناء شخصيات متوحشة أقل ما يقال فيها أنها نسخة داعشية واعدة للأجيال القادمة.
شيئ ما يحدث، غريب، ينذر بولادة ثقافة القراصنة وولادة عقل مشوه متوحش .
متى سيعي السعودي والإيراني أن من مصلحة اسلامهما ان لا يتقاتلوا وإن لم يقرروا أن يتصالحوا؟
من منهما سيبادر بإتجاه الآخر؟ وهل يعقل غياب العقل الراجح لدى غالبية الدول العربية وبالتحديد الخليجية؟
وهل سيعي الطرفان أنهما أصبحا أضحوكة العالم بحروبهما بالوكالة او بالأصالة من أجل آخرة غير مضمونة لكلاهما!؟
أم انهما سيتركان القراصنة من أميركيين أو روس يلعبان بجماجمهما لعبة كرة القدم؟
قراصنة لصوص الرأسمالية المخنوقة بإقتصادها المتأزم يجوبون الشوارع فمن سيحمي ما تبقى من أخلاقيات إنسانية عالمية؟
هل كان لهذا المشهد المذري أن يحصل لو كان الاتحاد السوفياتي ما زال على قيد الحياة؟
*طبيب نفسي