منوعات

هكذا تتم عملية اعادة تأهيل مرضى القلب


هناك طريقتان لإعادة تأهيل مرضى القلب بعد دخولهم  برنامج  التأهيل:
أ-الطريقة الأولى تقوم على الإقامة الدائمة داخل مركز إعادة التأهيل بفترات تتراوح بين ٣ إلى ٦ أسابيع حسب حالة المريض.
ب-الطريقة الثانية تقوم على بقاء المريض في منزله وحضوره الى مركز إعادة التأهيل بمعدل يومين أو ثلاثة أسبوعياً.
ويتكوّن الفريق المشرف على إعادة التأهيل من أطباء قلب وممرضين متخصصين في هذا المجال ،من معالجين فيزيائيين،مدربين رياضيين،أخصائيين للتغذية،مدربين على طرق الإسترخاء،متخصصين في طرق إيقاف التدخين. وقد يستدعي الأمر أحياناً تدخّل بعض المعالجين النفسيين والمرشدين الإجتماعيين وأطباء من إختصاصات أخرى بحسب الحاجة.
أمّا مكونات المركز فهي تشمل قاعات للتدريب،قاعات لأجهزة على الجهد والتصوير الصوتي،قاعات للمحاضرات،مسبحا للتمارين المائية والسباحة،غرفة مجهّزة لكل وسائل الإنعاش والطوارئ ومراقبة الضغط والتخطيط ونسبة الأوكسجين في الدم ،مع صادم كهربائي من الممكن إستعماله في الحالات الطارئة.
محتوى وكيفية البرنامج:
يرتكز برنامج إعادة التأهيل على أربع ركائز أساسية هي:
١-إعادة التأهيل على الجهد الجسدي
٢-التثقيف على نمط أخذ الدواء(التثقيف الطبي حول أسباب المرض وعوامل خطورته وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه)
٣-التّدرج بجرعات وكميات وأنواع الأدوية للوصول للحالة الطبية المستقرة المثلى لدى المريض.
٤-الإهتمام بالجانب النفسي والإجتماعي والمهني الذي يشمل المساعدة الطبية من أخصائيين في كل هذه المجالات، والذي قد يستدعي أحياناً إعادة توجيه المريض مهنياً وطلب نقله من مكان عمل إلى مكان آخر بسبب حالته الصحية التي قد تصبح غير قابلة لتحمّل بعض أنواع الجهد الجسدي والنفسي،ويتم قبول ملف المريض في المركز بعد أن يقوم الفريق الطبي والتمريضي بدراسة تفصيلية لملف المريض الذي يستلمه عادةً من المستشفى الذي إستقبل المريض في البداية أو الذي أجرى له العمل الطبي.
ويحتوي هذا الملف عادةً كل المعلومات المطلوبة حول التاريخ المرضي والأعراض والأزمات والإختلاطات الجانبية التي تعرّض لها المريض أثناء إقامته في المستشفى ،إضافة إلى رسالة الخروج التي تفصّل كل ذلك مع نتائج تخطيط القلب وعلى الجهد والصورة الصوتية للقلب وتقرير العملية الجراحية أو عملية توسيع الشرايين التي خضع لها المريض.وبعد دراسة مستفيضة لكل هذه المعطيات يعطي طبيب المركز موافقته المبدئية على إستقبال المريض في المركز ويحدّد الفترة الزمنية التقريبية التي يحتاجها لإعادة التأهيل. أمّا يوميات المريض في المركز فهي تشمل على سبيل المثال جلسات صباحية للإسترخاء والتمارين الرياضية الخفيفة،جلسات علاج فيزيائي،والتدريب على حمل أوزان خفيفة لتدريب عضلة القلب، ثم تليها جلسات إسترخاء ومحاضرات تثقيفية مختلفة حول عوامل خطورة المرض مثل التدخين والسكري والضغط والكولسترول والبدانة والنظام الصحي السليم،أعراض المرض،الأدوية المستعملة وأعراضها الجانبية إضافة إلى الإجتماع تأهيل المريض وتثقيفهم حول مختلف هذه الأمور في حال كان المريض متقدماً في السن أو يعاني من بداية مشاكل في الذاكرة ونقص في التركيز.أمّا من النصف الآخر من النهار فيخضع وبحضور إجباري لطبيب القلب لجلسات المرضى: جهد على الدراجة الهوائية أو على السجادة المتحركة ويقسّم المرضى لمجموعات صغيرة تشمل كل واحدة منها ٤ إلى ٥ مرضى ويقومون بالتدريبات اللازمة كلّ بحسب برنامج متدرّج مسبقاً بحسب عمره ودرجة خطورة مرضه وقوة عضلة القلب عنده ولياقته البدنية بعد خضوعه للعملية ،وتدوم كل جلسة من هذه الجلسات فترات تتراوح بين ٣٠ إلى ٤٥ دقيقة على أن تبدأ بفترة تحمية لمدة ٥ إلى ١٠ دقائق، وتنتهي بفترة إسترخاء مماثلة لأنّ الجهد بشكل مفاجئ،قد يؤدي لحدوث أعراض جانبية خطيرة في بعض الأحيان.
ويتدرج الفريق الطبي المشرف بزيادة درجة الجهد الذي يقوم به المريض وبحسب تحسّن حالة المريض،وقد تشمل التدريبات نزهات خارجية في الطبيعة برفقة الفريق المشرف يحترم فيها أيضاً التدرّج في المسافات المطلوب مشيها والوقت المخصّص لذلك وكذلك درجة الصعود والإنحدار.
وفي اليوم الأخير للإقامة يُعاد تقييم حالة المريض الصحية التفصيلية من الناحية السريرية، ويخضع لفحوصات مخبرية وقلبية نهائية ويعطي وصفة طبية مفصلة ،إضافة إلى مشتقات تحتوي على مادة النيكوتين لمساعدته في التخلص من آفة التدخين، ويتم تشجيع هؤلاء المرضى على الإنخراط في نوادي ومجموعات رياضية لمساعدتهم على الإستمرار في النهج الذي تعوّدوا عليه خلال هذه الفترة العلاجية التي قد تمتد أحياناً إلى ثمانية أسابيع عند بعض المرضى الذين يعانون من قصور متقدم في عضلة القلب.
في الختام،إنّ المعطيات العلمية الدامغة تشير أنّ فوائد إعادة تأهيل المرضى الذين تعرضوا لأزمات قلبية ليست موضع نقاش في الأوساط العلمية، بحيث أنّها أثبتت بشكل فعّال دورها في تخفيف نسبة الوفيات عند هؤلاء المرضى.وبالتالي فهي يجب أن تكون خطوة أساسية في نهاية طريق العلاج من أي حادث قلبي أو بعد أي أزمة أو جراحة قلبية.وبما أنّنا تفتقر الى هكذا مراكز في لبنان، فإننا يجب أن نسعى بكل الوسائل المتاحة للتشجيع على فتح هكذا مراكز أثبتت حقا ً أنها مفيدة لمعظم المرضى الذين تعرضوا لهكذا أزمات، ويجب على السلطات الصحية والجهات الضامنة تسهيل إفتتاح هكذا مراكز وتغطية كلفة الإقامة فيها ،لأنّ إعادة تأهيل هكذا مرضى أثبتت أنها أكثر فعالية من معظم الأدوية المستعملة في علاج هذه الأمراض وفي تخفيف الوفيات ومعاودة المرض والدخول إلى المستشفيات لسنوات طويلة بعد هكذا تأهيل.


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى