بقلم د.أحمد عياش
منذ البارحة وانا احاول قراءة وفهم ابواب الموازنة العامة من دون اي امل ان انجح في فكفكة طلاسمها اللغوية_ المالية_ الاقتصادية وكأن الذي اعدّ النص باللغة العربية قد تقصّد ان تبقى الكلمات والأحرف مطاطية المعنى وقابلة للتحوّر كفيروس القائد كوفيد التاسع عشر.
حسدت الوزراء كيف نجحوا في فهم ما استعصى عليّ وبما انّي لا اثق بمنظومة مالية السلطة اتخذت موقفاً معارضا لها على سبيل الاحتياط من خصم وربما من خونة اقتصاد وربما من عدوّ مال ومن رأسمال حرام محتمل.
احتياطاً كفّرت الموازنة وحرّمتها و إذ بي استمع للاقتصادي السيد ايلي يشوعي خلال نشرة اخبار MTV فسمعته يقول منزعجاً انّها موازنة سوفياتية لأنها تنصر القطاع العام.
هنا، لعب الفأر في صدري،يبدو اني فهمت الموازنة بالمقلوب و ليقول اليشوعي ما قاله عن سوفياتية الموازنة فهذا يعني انها جيدة!
وانا الاحمق.
ثوان قليلة واطلّ ابو رخوصة، السيد شماس ليعبّر عن اشمئزازه من الموازنة وليطلق تحذيراته الاقتصادية بأن الموازنة لم تعف الشركات الخاصة من الضرائب وانها لم تدعم القطاع الخاص كما يجب.
شككت بقدراتي الذهنية!
كدت اظن ان اليساريين كمال حمدان و حسن مقلّد وبالتعاون مع الوطني حسن خليل هم من وضعوا الموازنة.!
ايعقل ان يكون وزير المال،ربيب الحاكم بأمر المال اشتراكيا وانا لا اعلم!
الا ان محطة الN.B.Nابدت استياءها بطريقة غير مباشرة من الموازنة التي لم تحم الفقراء وتهدد المحرومين.!
محطة المنار انتقدت الموازنة واستغربت دعم مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ بآلاف المليارات من الليرات وقال الضيف في نشرة الاخبار ما معناه انها موازنة لا تلبي حاجات ومطالب المؤمنين وكأنها نذير شؤم.
محطة OTV نقلت ان التيار الوطني الحرّ حذّر من بعض ما تضمّنته الموازنة من بنود!
موازنة مَن هي اذن؟
ولصالح من هذه الموازنة طالما كاتبها محسوب على حركة المحرومين ومنتقديها من حركة امل الى حليفها حزب الله الى حليف حزب الله التيار الوطني الحرّ الى الخائفين والمرعوبين من الخطط الاشتراكية!
قرأت ان وزير المالية يطلب صلاحيات استثنائية ويحق له وكأن الثقة به وبمن معه ومن يقف خلفه و يجلس الى جانبه عالية عند الناس وهم اساس السياسة المالية النقدية التي افلست الدولة!
يبدو ان الموازنة المطروحة لا تعلن افلاس دولة بل تعلن افلاس شعب وذلك رغم اني ضعت بين طلاسمها وبين منتقديها.
ضعت كما اخطأ وزير الاشغال السيد علي حمية اذ بدل التوجه نحو الشرق ،صوب الصين ،كما طرح حزب الله كحلّ للازمة الاقتصادية، توجه الى فرنسا ليأتي لبنان بباصات مستعملة خرجت من خدمة شوارع فرنسا لحاجتها للصيانة والتي عادة ما توزعها الدولة الفرنسية كهبات لمن يهمه الامر.
وزير الاشغال بحث ايضا في فرنسا عن خطة لسكك حديد وقطارات كأن القطارات الروسية لا تنفع.
اذن لمن كان الكلام موجّها للتوجه الى الشرق؟
يبدو ان الامور كلها غير مفهومة وان الجميع لم يفهم الموازنة فكيف سيفهمها وزير الزراعة و وزير الرياضة و وزير السياحة و وزير البيئة و زير الصحة و وزير الثقافة بالتحديد.!
واذ تصلني رسالة نقيب المهندسين لصندوق النقد الدولي الذي يحذره من لصوص بلادنا ففرحت و دعوت لعارف ياسين بطول العمر.
كل موازنة والسيدان رياض سلامة وسليم صفير والدولة المالية العميقة بخير وفق دعاوى الناس لهم بطول العمر.
اللهم انصرهم على اعدائهم…