سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: تداعيات جلسة تصريف الأعمال

 

الحوارنيوز – خاص

تمحورت افتتاحيات صحف اليوم حول تداعيات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت وسط رفض حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية برنامج عمل الجلسة الذي يتجاوز الأمور الضرورية، ومشاركة مختلف المكونات الأخرى على قاعدة إقرار مصالح الناس دون سواها من القضايا.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: جلسة انتكاسة “التيار” تطلق “خربطة” التحالفات

وكتبت تقول: تجاوزت الجلسة الأولى التي عقدها مجلس الوزراء في زمن الفراغ الرئاسي بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون في السرايا الحكومية إطار الجدل الحاد الذي سبقها حول دستورية او لا دستورية انعقادها، وباتت محطة فاصلة في المنحى السياسي بحيث أطلقت معالم خلط أوراق وبعثرة علاقات في كل الاتجاهات. صحيح ان الجلسة مرت من “خروم الشبك” مع ارجحية “الوزير الملك” الذي وفر نصاب الثلثين، كما كانت أوردت أمس “النهار”، ووفر انعقادها تاليا إقرار البنود الأكثر الحاحا وضرورة لا سيما في الإطار الصحي، ولكنها لم تمر لجهة اثارة عاصفة من التداعيات السياسية والشظايا ليس فقط بين الطرفين الأساسيين للمواجهة العلنية أي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي و”التيار الوطني الحر”، بل أيضا بين “التيار” وحلفائه وفي مقدمهم “حزب الله” ومن ثم حزب الطاشناق. ذلك ان محاولة تسديد الضربة التي قام بها “التيار” عشية الجلسة الى ميقاتي وحلفائه بتجميع تسعة وزراء أطلقوا بيان نزع الدستورية عن جلسة مجلس الوزراء، ردها ميقاتي بنكسة قاسية جدا لرئيس التيار العوني النائب جبران باسيل حين انعقدت الجلسة بنصاب امنه حضور وزير الصناعة جورج بوشكيان. النكسة لـ”التيار الوطني الحر” رسمت معالم أوسع لتداعيات بدت معها مسألة استحضار الميثاقية في الصراع على “جلسات الضرورة” لحكومة تصريف الاعمال كأنها فقدت مفاعيلها التقليدية أولا لان ستة وزراء مسيحيين حضروا الجلسة امس في مقابل ستة وزراء مسيحيين قاطعوها. وثانيا لان وزراء القوى والطوائف الأخرى حضروا جميعا بما يضع القوى المسيحية المعارضة لانعقاد الجلسات الحكومية امام معطى لا يمكن إدارة الظهر له من دون مراجعة دقيقة لما يتوجب القيام به لاحقا خصوصا في ظل تحذير ميقاتي من توظيف العوامل السياسية في ملفات شديدة الالحاح للمواطنين. والحال انه إذا كان “التيار الوطني الحر” وجد نفسه امام حليفين أساسيين “حزب الله” والطاشناق يغردان خارج سياقاته المعهودة بحيث بدأت تتصاعد انتقادات حادة على السنة نواب عونيين لـ”الحزب”، فان مجمل المشهد بدا كأنه امام خلط أوراق واسع بما يتجاوز حتى حجم الجلسة وما صدر عنها بما يعكس فداحة التداعيات التي يعيشها لبنان جراء ازمة الفراغ الرئاسي، وما يمكن ان تقود هذه الازمة الى مزيد من الفوضى السياسية تباعا. ولوحظ ان حملات واتهامات عنيفة وواسعة شنها انصار “التيار الوطني الحر” عبر مواقع التواصل الاجتماعي على “حزب الله” بلغت حدود المناداة بفصل التحالف بينهما وانهاء مفاعيل تفاهم مار مخايل.

مداخلة ميقاتي
وفي معلومات “النهار” ان ميقاتي تحدث في مستهل الجلسة قائلا “ان الجلسة التي نعقدها اليوم استثنائية بكل معنى الكلمة، والاكثر استثناء فيها هو الملفات المتعلقة بكل مواطن لبناني واهمها الملف الطبي الذي كان شرارة عقدها، وهو المتعلق بحقوق مرضى السرطان وغسيل الكلى. ولولا هذا الملف لما دعونا الى هذه الجلسة، لكن إذا كان البعض يتلطى وراء الدستور والعيش المشترك فنقول له انهما لا يتحققان بموت الناس، وبكل الاحوال لن يحصل ذلك على أيدينا. إضافة الى الملف الطبي هناك عدة امور ضرورية واهمها موضوع اوجيرو والتعويضات ونقل الاعتمادات لهيئة اوجيرو والا يكون لبنان مهددا بالانقطاع الكامل للاتصالات الدولية والانترنت، وموضوع المتقاعدين من العسكر ورواتبهم ومتمماتها اضافة الى امور اخرى لكي نبحث الامور الاكثر استثنائية”.

هذه الرسالة اوجهها لجميع اللبنانيين ولكل المراجع الروحية والنيابية والسياسية والاجتماعية. فاذا كانوا يريدون للبلد ان ينهار نهائيا، فانا لست مسرورا بهذه المهمة التي اتلقى فيها مئات الطلبات يوميا وانا عاجز عن تنفيذها”.

واما أبرز المقررات التي اخذها المجلس فكانت الموافقة على الطلب من مصرف لبنان تسديد مبلغ 35 مليون دولار لشراء الأدوية وحليب الأطفال والمساعدة الإجتماعية للعسكريين والمتقاعدين بمساعدة تقدر بضعفي الراتب.

مواجهة
وحضر الوزير هكتور الحجّار الى السرايا، قائلا انه اتى لتلاوة بيان الوزراء التسعة المقاطعين خلال الجلسة، ومحاولة اقناع ميقاتي بعدم عقدها. واشارت معلومات الى ان الحجار بعدما ادلى بدلوه، لم يلق تجاوبا من ميقاتي، فحاول الاقتراب منه والاحتكاك معه، الا ان الوزير محمد مرتضى، تدخل وهدّأه، ولكنه اعتذر من ميقاتي وخرج من قاعة الجلسات.

 

  • صحيفة الديار عنونت: باسيل يخسر أولى معاركه السياسيّة بعد خروج عون من بعبدا… ويُحضّر للتصعيد!
    ميقاتي بدعم «الثنائي» وتمرّد الطاشناق يُعيد إنعاش الحكومة: الجلسة «مش يتيمة»
    رهان على قرب استئناف المفاوضات الإيرانيّة ــ السعوديّة لتحريك الملف الرئاسي؟

وكتبت تقول: خسر رئيس “تكتل لبنان القوي” النائب جبران باسيل اولى معاركه السياسية الجدية بعد خروج الرئيس ميشال عون من بعبدا، وجاء انعقاد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية بالأمس، بعد محاولات مستميتة لمنعها، كانت اختبار اول “للكباش” السياسي المفتوح بين التيار الوطني الحر من جهة وعين التينة والسراي الكبير من جهة أخرى، حيث نجح الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في التسجيل في مرمى “البرتقالي”، في مواجهة كان بالإمكان تجنبها وعدم خوضها، خصوصا ان باسيل لم ينجح في اقناع حزب الله بمبررات رفض انعقاد الجلسة، وقد تأمّن النصاب عبر الوزير المحسوب على حزب الطاشناق الذي “تمرد”، لأنه لم يكن مقتنعا اصلا ببيان الوزراء التسعة، وراهن على قيام ميقاتي بتأجيل الجلسة، لكن مع الاصرار على انعقادها لم يكن امام الحليف الارمني سوى حضور جلسة ببنود “مختصرة”، عنوانها الاساسي استشفائي يحمل صفة الضرورة.  
ووفقا لمصادر بارزة، لم يتعرض باسيل للخيانة من أحد، بل لم ينجح في قيادة معركة رابحة، “الطاشناق” لم يقتنع فلم “يمش” لان المبررات غير مقنعة، حتى لو “تلطى” وراء ان الوزير غير حزبي، وبدون “ضوء اخضر” ما كان ليتخذ الوزير قرار المشاركة. كذلك ليست المرة الاولى التي “يفترق” بها حزب الله والتيار الوطني الحر في خيارات سياسية داخلية، ولا يزال “هامش” الاختلاف تحت “السيطرة” وضمن السياق المقبول، الذي لا يهدد اسس العلاقة التي باتت تحتاج الى صيانة عبر حوار مفتوح سيحصل عاجلا او آجلا على كل القضايا العالقة. لكن لا يمكن “للتيار” الذي يقف في وجه ترشيح الحزب لرئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في السباق الرئاسي علنا وبطريقة “فجة”، ان يلوم حليفه على خيارات لا يرى فيها ضربا للميثاقية او حصارا لحليفه.

في هذا الوقت عادت الرهانات على حراك خارجي يمكن ان “يفتح كوة” في جدار الاستحقاق الرئاسي، مع عودة الحديث عن عودة قريبة لاستئناف المفاوضات الايرانية- السعودية برعاية عراقية، وهو امر تعوّل عليه الديبلوماسية الفرنسية التي فشلت حتى الآن في تحقيق اي اختراق في الاتصالات مع الرياض وواشنطن.  
باسيل يخسر “المعركة” 
لم تنجح ضغوط التيار الوطني الحر في ثني رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن عقد جلسة استثنائية للحكومة. ميقاتي الذي قالت مصادره ان هذه الجلسة لن تكون “يتيمة” وستعقد عند الحاجة الملحة، اتهم “المعطلين” دون ان يسميهم بانهم يتلطون وراء الدستور على حساب حياة المواطنين، رافضا المشاركة في الجريمة، وقد نجح في تأمين النصاب في حضور 16 وزيراً، من بينهم وزير الصناعة جورج بوشكيان المحسوب على حزب الطاشناق، والذي اخترق الكتلة الوزارية المحسوبة على “التيار”، على الرغم من ان اسمه ورد في بيان المقاطعة أمس الاول، مع ثمانية وزراء آخرين.
وعلم في هذا السياق، ان “الطاشناق” كان واضحا في تأكيد حضور وزيره اذا عقدت الجلسة، وهو “ساير” باسيل في محاولة منع انعقادها فقط. كما ان بوشكيان ليس حزبيا، وتربطه علاقات وطيدة مع ميقاتي. كما حضر من بين الوزراء المقاطعين وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، الذي أدلى بمداخلة بصوت عال ومحاولة الاشتباك “الجسدي” مع ميقاتي لتخريب الجلسة دون ان ينجح في ذلك. ووفقا للمعلومات، فان الحجار حاول اثارة “الصخب” في بداية الجلسة في محاولة لتطييرها من الداخل، وعلا صوته على رئيس الحكومة المكلف، متحدثا عن انه يحاول اختزال صلاحيات رئيس الجمهورية، محاولا شرح اسباب المقاطعة، وعندما حاول الاقتراب من ميقاتي منعه الوزير محمد مرتضى والوزير بيرم، وعندما فشل الحجار في منع الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية من تلاوة جدول الاعمال، غادر ثم عاد وتمسك ميقاتي بانعقادها رافضا تأجيلها… 

 

  • الجمهورية: مجلس الوزراء ينعقد على نار الخلافات… التيار مُستفزّ وعلاقته تتوتّر مع “حزب الله

وكتبت تقول: لم تكن هذه الجلبة السياسية حول انعقاد مجلس الوزراء مفاجئة، بل انّ ما يجري هو واحد من الفصول الاشتباكية التي حُضّر لها منذ ما قبل دخول لبنان في الفراغ الرئاسي، وتوعّد بها المشتبكون على حلبة الصلاحيات.
هي لعبة تسجيل نقاط لا أكثر، تديرها صبيانيات ومراهقات ومنطق الضغائن والأحقاد، وإرادات ورغبات هدّامة، في ظرف بلغت فيه الدولة أعلى درجات التحلل، والخطر الاكبر لا يتجلّى فقط في نصب الكمائن واللغة الفوقية التي ترافقه، بل في انحدار الخطاب السياسي الى إنزال سلاح الدمار الشامل إلى ساحة المعركة، بصبّ الزّيت على نار الإنقسامات السياسية، وإنعاش الإصطفافات الطائفيّة والمذهبيّة البغيضة، وضبط مرحلة الشغور في رئاسة الجمهورية على إيقاعها.

بنك أهداف
مشهد البلد باصطفافاته وانقساماته بات أفقه مفتوحاً على كلّ شيء، ويثير المخاوف الاكثر من جدية، من أن تنحدر به ارادة المواجهة والصدام الأقوى من كل مسعى توافقي، الى واقع جديد ينشئ “بنك تداعيات” يعجز البلد بوضعه المتفكّك والمهترئ عن مجاراة أعبائها ودفع فاتورتها الغالية او الخروج من متاهتها وهنا ذروة الكارثة.

وبمعزل عن اهداف ومبررات وغايات أطراف الاشتباك، وعَمّن هو المحق؛ اصحاب المنطق القائل بالصّلاحيات أولاً وعدم جواز ان تقوم حكومة غير موجودة مقام رئيس الجمهورية، وتمارس صلاحيات خلافاً للدستور، او اصحاب المنطق القائل إنّ ضرورات الناس توجب انعقاد مجلس الوزراء، فإنّ المنطقين كليهما، المستند كل منهما على فصيل سياسي وطائفي يدعمه ويبرره ويغطّيه، لا يغيّران في حقيقة أنّ حبلاً يُشَدّ أكثر فأكثر على خناق البلد واهله. ولعل الحقيقة الاكثر سطوعاً تتبدّى في أنّ جميع أطراف هذا الاشتباك محشورون في ضعفهم وتساقط أوراق قوّتهم، وبإفلاسهم وفشلهم في صياغة تفاهمات وابتداع حلول موضوعية تفتح ابواب الخلاص من الازمة وكل متفرعاتها السياسية والرئاسية والاقتصادية والمالية.

خسارة جولة
ما حصل في الساعات الاخيرة ان التيار الوطني الحر خسر جولة، فالرياح السياسية عاكَسته ومن يجاريه، في اعتراضه على انعقاد حكومة تصريف الاعمال في غياب رئيس الجمهورية، ونجح فريق تصريف الاعمال في تسجيل هدف معنوي قاس في مرمى التيار، بإكمال نصاب انعقادها واتخاذ قرارات فيها، مُحبطاً بذلك المحاولات التي بذلها التيار عشية انعقاد الجلسة لتطيير نصابها، والتي اندرج في سياقها اصدار بيان باسم 9 وزراء يعلن مقاطعتهم للجلسة، الامر الذي لم يحصل، حيث بَدا انّ هذا البيان لا يحمل صفة الإلزام لكل الوزراء الصدار باسمهم، وغرّد بعض الوزراء خارج منطق المقاطعة والتعطيل، وشاركوا في مجلس الوزراء.

زيت على النار
هذه الصورة، في رأي مصادر سياسية مسؤولة، آيلة الى السقوط في مزيد من الارتجاج، طالما استمر الدوران في الحلقة المفرغة، وطالما ان هناك من هو مُصرّ على صبّ الزيت على نار التصعيد وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية.

وقالت المصادر لـ”الجمهورية”: ما حصل كان متوقعا، وفي هذا الوضع الشاذ رئاسيا وسياسيا، تبقى الاحتمالات قائمة في أن يتجدد الاشتباك السياسي في أي وقت وتحت اي عنوان، والبلد وحده يدفع ثمن اشتباكات لا طائل منها، ناهيك عن معاناة اللبنانيين التي تزيدها مصاعب الازمة قساوة ووجعاً.

لنجعل الاشتباك فرصة
وعلى الرغم من الأجواء السياسية المحتدمة وحماوة الخطاب المتبادل، فإنّ مرجعاً مسؤولاً لا يُقلّل من حجم الخلاف الداخلي وعمق الانقسام بين المكونات السياسية، وسأل عبر “الجمهورية”: كم من الوقت سيضيّع بعد، لكي تدرك اطراف الانقسام الداخلي بأن لا إمكانية لغلبة احد على أحد، ولأن يملي هذا الطرف مشيئته على سائر الاطراف؟ ان الرهان على مثل هذا الامر هو رهان مسدود، ومن هنا وبرغم الحدة القائمة، فالأمور غير مقفلة نهائياً، والوقت لم يستنفد بعد، امام مبادرة مختلف الاطراف في الداخل الى جعل الواقع المسدود فرصة على قاعدة “اشتدّي يا أزمة تنفرجي”، ومحفّزاً أكبر على التشارك في انهاء الوضع الشاذ، والانصياع لمنطق الحل الداخلي والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، ومن دون ذلك فإنّ استمرار المنحى القائم على ما هو عليه من حِدة، ومن مراكمة لعناصر الانفجار، سيقود البلد وأهله الى الإنتحار.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى