سياسةمحليات لبنانية

الحريري والهروب الى الوراء؟!

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز
لا يجد المحللون تفسيرا واضحا ومتكاملا للأداء المرتبك لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري في هذه المرحلة.
ويرد بعض المتابعين أداء الرئيس الحريري لثلاثة أسباب رئيسية:
1- الحيرة التي يعيشها نتيجة العلاقة المتوترة مع ولي العهد في المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، وقرار الرئيس الحريري بعدم الإقدام على أي خطوة قد تزيد من الشرخ الشخصي بينهما والذي بدأ مع اعتقال الرئيس الحريري بتاريخ 4 تشرين الثاني 2017.
2- قرار تيار المستقبل بعدم لعب أي دور رسمي في هذه المرحلة نظرا للمزاج الشعبي العام الرافض لكل الطبقة السياسية التي أوصلت لبنان الى ما وصل اليه، وتيار المستقبل جزء اساسي من هذه الطبقة.
3- أما السب الثالث والأهم فيتمثل بغياب رؤية واحدة واضحة لدى الرئيس الحريري وتياره وفريقه الإستشاري حيال المرحلة وطبيعتها وملامح المرحلة المقبلة وتطوراتها والموقف منها، وغياب الرؤية يعني بطبيعة الحال غياب الأهداف.
أمام كل ذلك يبدو الرئيس الحريري كمن يهرب الى الوراء، لانعدام القدرة من التقدم الى الأمام!
والدليل على ذلك بحسب العارفين، هو رغبة الحريري بالإبقاء على دوره المقرر في الشأن الحكومي دون أن يكون لاعبا رسميا.
ونتيجة لهذا الإرتباك، يتابع العارفون" بأن الرئيس الحريري يميل الى طرح مجموعة أسماء لرئاسة الحكومة هم بطبيعتهم موظفون مطيعون، لا حيثية شعبية لهم ولا حضور معنوي غني في الأوساط اللبنانية.
وتبدي الأوساط نفسها استغرابها لتجاهل الحريري أسماء مهمة من بطانة الحريرية السياسية وتيارها العريض، وهي موضع احترام وتقدير اللبنانيين كافة، كالوزبر السابق القاضي خالد قباني أو أمين عام لجنة الحوار الوطني الإسلامي – المسيحي الدكتور محمد السمّاك. كلاهما يحظى بإحترام واسع لدى مختلف الأطياف ولديهما مقدرات هائلة على صياغة آليات تنفيذية لبرامج إنقاذية متفق على عناوينها بين اللبنانيين والمؤسسات المالية المحلية والخارجية، فضلا عن كون لبنان يحتاج الى شخصيات تعيد المياه الى المجاري

اللبنانية بعد أن انقطع التواصل وحلّ مكانه الشك وفقدان الثقة، وفي أماكن عديدة: البغض والحقد والكره والإنخراط في مشاريع استدراج الأجنبي الى الساحة الداخلية ما يأخذنا إلى الأسوأ على الإطلاق.
وتعتبر الأوساط عينها أن أي حكومة مقبلة هي بطبيعتها "إنتقالية ومؤقتة" فإما أن تؤسس لمرحلة جديدة تفتح الأفق الرحب أمام لبنان لإستعادة عافيته أولا ومن ثم دوره الريادي في المنطقة، وإما أن تكون حكومة "النعي الرسمي" للبنان الوطن. فأي خيار سيتبنى الرئيس الحريري، وهو الأكثر إدراكا بأن مستقبله سيتوقف على نتائج عمل الحكومة الموعودة؟
رفض الرئيس الشهيد رفيق الحريري “الخصومات القاتلة" مع أي طرف لبناني، فلم يخاصم البطريرك الراحل مارنصرالله بطرس صفير عندما ناصبه العداء، ولم يخاصم حزب الله عندما تباينا ببعض المواقف التكتيكية، وذلك لقناعة منه بأن لبنان بلد الحوار وبأن رئيس حكومة كل لبنان، لا نصفه ولا ربعه!! فهل نتعلم من حكمة الرئيس الراحل؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى