سياسةشرق أوسط

الانتخابات الإسرائيلية غدا: 40 قائمة مرشحة يُرجح نجاح 11 منها..والمفاجآت واردة

 

الحوار نيوز- خاص

يتوجه الناخبون الإسرائيليون صباح غد الثلاثاء الى صناديق الإقتراع للمرة الخامسة خلال أربع سنوات، لاختيار أعضاء الكنيست ال120 ،في وقت أجمعت الاستطلاعات على عدم حصول أي من المعسكرين الرئيسيين على أغلبية مطلقة تخوله تشكيل حكومة مريحة.

إلا أن المفاجآت ما تزال واردة في ظل التشتت الذي يعيشه المعسكران ،والتوقعات المفاجئة للعديد من القوائم الانتخابية الصغيرة لجهة حصولها أو عدم حصولها على نسبة الحسم البالغة 3.25 بالمائة من مجموع المقترعين.

وتخوض 40 قائمة انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)  ، ولكنّ يُتوقع أن يتمكن رُبعها فقط من النجاح في تخطي العتبة الانتخابية  ودخول البرلمان.وكانت أربعون  قائمة قدمت ترشيحها للانتخابات، قبل اكتمال عملية تقديم القوائم قبل أربعين يوما، بحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية.

 

ويتوقع نجاح 11 قائمة في دخول الكنيست، وهي: “الليكود” اليميني، بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، و”هناك مستقبل” الوسطي بقيادة رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، و”المعسكر الرسمي” برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، و”الصهيونية الدينية” اليميني برئاسة بتسلئيل سموتريتش.

كما يتوقع فوز حزب “شاس” اليميني، و”يهودوت هتوراه” اليميني، و”إسرائيل بيتنا” اليميني، و”القائمة المشتركة”، و”العمل” الوسطي، و”ميرتس” اليساري، والقائمة العربية الموحدة.

والانتخابات المقبلة هي الخامسة في غضون 4 سنوات،من دون استبعاد إجراء انتخابات سادسة في ظل استعصاء وجود مرشح قادر على تجنيد 61 عضوا على الأقل من أعضاء الكنيست الـ 120 لتشكيل حكومة.

 

أبرز القوائم:

يمكن الحديث عن أبرز قوائم مرشحي الأحزاب الرئيسية، وهي على النحو الآتي:

  • الليكود: تظهر القائمة برئاسة “بنيامين نتنياهو”  مختلفة عن انتخابات عام 2021. فبعض كبار قادتها قد طردوا منها، فيما وضع “نتنياهو” عددًا من المنشقين عن حزب البيت اليهودي برئاسة “نفتالي بينيت” في مواقع متقدمة، وكأنها مكافأة لهم بسبب زعزعتهم للائتلاف الحكومي الذي قاده في حينه، خاصة “عميحاي شيكلي” و”عيديت سيلمان”، وكذلك “موشيه سعادة” والصحفي السابق “تساغا مالكو” والمحامي “يوسي فوكس” و”ياريف ليفين”، وقدم الليكود قائمة مكونة من 43 مرشحًا.
  • “يوجد مستقبل”: ظهر للوهلة الأولى في القائمة المسماة في اللغة العبرية ب”يش عتيد” وجود أربع نساء في المراكز العشرة الأولى، ورغم فشل رئيسها “يائير لابيد”، رئيس الحكومة الانتقالية، في محاولاته توحيد حزبي العمل وميرتس، وإدراج رئيس الأركان السابق “غادي آيزنكوت” في قائمته، فإنه سيحاول تقديم نفسه كزعيم لكتلة يسار الوسط، وهي الكتلة التي يتنافس معه في قيادتها وزير حربه الحالي “بيني غانتس”، ومع ذلك فلم تكن هناك تغييرات جوهرية على رأس القائمة، فالمرشحون الجدد فيها، هم ناشطون مخضرمون في الحزب، وقدم الحزب قائمة مكونة من 36 مرشحًا.

 

  • قائمة المعسكر الوطني: ينافس الحزب بزعامة “بيني غانتس” في الانتخابات المقبلة بقائمة جديدة، وهي مشكّلة من حزب “أمل جديد” بزعامة “غدعون ساعر”، و”أزرق-أبيض” بزعامة” بيني غانتس”، ورئيس الأركان السابق “غادي آيزنكوت”، الذي دخل المجال السياسي لتوّه، بجانب نائب وزير الأديان “ماتان كاهانا”، ووزيرة التعليم “يفعات شاشا بيتون”، وقدم الحزب قائمة مكونة من 24 مرشحًا.

 

  • الصهيونية الدينية: تعتبر هذه القائمة ائتلافًا مكونًا من الصهيونية الدينية برئاسة “بيتسلئيل سموتريتش”، والعصبة اليهودية بزعامة “إيتمار بن غفير”، بعد خوضهما العديد من الخلافات، وأسابيع عديدة من المفاوضات والأزمات، لكنهما قررا خوض الانتخابات المقبلة معاً تحت قائمة واحدة، بضغوط من “نتنياهو” الذي التقى الحاخام “تسفي تاو”، أحد قادة الطائفة الأرثوذكسية المتطرفة، وقدم الحزب قائمة مكونة من 20 مرشحًا.

 

  • حركة شاس: أبقى هذا الحزب الديني تركيبة العشرة الأوائل من قائمته كما كانت في الدورة السابقة، ومن المتوقع أن يعود رئيسه “أرييه درعي” إلى الكنيست بعد أقل من عام من استقالته كجزء من اتفاق الإقرار بالذنب والمخالفات الضريبية، وهكذا فإن قائمتها لم تتغير تقريبًا، وقرر مجلس حكماء التوراة التابع لها الإبقاء على المراكز العشرة الأولى في القائمة، ومنح “درعي” حرية التصرف في المركز الحادي عشر، وقدمت الحركة قائمة مكونة من 10 مرشحين.

 

  • يهودوت هاتوراة: هي قائمة ائتلاف من “ديغل هاتوراة وأغودات إسرائيل”، حيث اتفقا على حل خلافاتهما، وسيترشحان في قائمة واحدة، وللمرة الثانية يظهر “نتنياهو” في صورة هذا الائتلاف، بعد أن وعد هذين الحزبين المتدينين برفع ميزانية مؤسساتهم التعليمية، رغم أنها لا تدرس القيم الصهيونية، كما هو الحال في مدارس التعليم الحكومي، وفي الوقت ذاته الموافقة على بقائهم خارج نطاق العمل في سوق الاقتصاد، وعدم الانخراط في جيش الاحتلال، وقدم الحزب قائمة مكونة من 10 مرشحين.

 

  • يسرائيل بيتنو: من الواضح أن وزير المالية الحالي “أفيغدور ليبرمان” قدم قائمته الانتخابية وسط اتهامات له بالطلب من أحد مساعديه تجنيد المافيا؛ لقتل ضابط شرطة مقابل مبلغ مالي كبير، وفي الوقت ذاته توجيهه اتهامات قاسية إلى نتنياهو ووصفه فيها بـ”حثالة البشر”، لكنه سيحاول اكتساب القوة في استطلاعات الرأي، رغم أنها تشير في الآونة الأخيرة إلى تراجعه، لكنه أضاف إلى صفوفه الجنرال “شارون نير”، ومستشار رئيس الأركان، حيث إن القائمة تستهدف الجمهور الروسي، وقدم الحزب قائمة مكونة من 12 مرشحًا.

 

  • العمل: من الواضح أن رئيس الحزب “ميراف ميخائيلي” ستقوده في الانتخابات المقبلة بقائمة حزبية تحت شعار المساواة بين الجنسين، رغم الضغوط التي يمارسها “لابيد” بشكل أساسي للاتحاد مع حزب “ميرتس اليساري”، لكن العمل قدم قائمة منفصلة، ولم يتحد مع “ميرتس”، ومع ذلك فقد فضلت “ميخائيلي” التقدم بالقائمة بدون جنرالات مثل “عومر بارليف” وزير الأمن الداخلي، و”نحمان شاي” المتحدث العسكري باسم الجيش، وقدم الحزب قائمة مكونة من 10 مرشحين.

 

  • ميرتس: بعد سنوات من الغياب عن النظام السياسي، هزمت “زهافا غالئون” خصمها الجنرال “يائير غولان” في الانتخابات التمهيدية، وعادت إلى قيادة هذا الحزب الذي تبقى من اليسار الصهيوني، ورغم أن الاتحاد الذي أرادته مع حزب العمل لم يتحقق، لكنها ستحاول الهروب من خطر عدم اجتياز نسبة الحسم، كما تعطيه استطلاعات الرأي، وتأمل في تكرار إنجاز الرئيس السابق ل”ميرتس نيتسان هوروفيتس” الذي حاز على ستة مقاعد، والحزب لا يخفي شعاره المعلن بمنع إقامة حكومة برئاسة “نتنياهو”، وقدم الحزب قائمة مكونة من 10 مرشحين.

 

  • البيت اليهودي: قامت “أييليت شاكيد” قبل أقل من أسبوع من تقديم القوائم بحل الشراكة مع شريكها “يوعاز هاندل”، وبحثت عن شراكات جديدة، وفي النهاية عادت إلى جذورها اليمينية، حيث البيت اليهودي الذي تركته لصالح تأسيس اليمين الجديد عام 2018، لكنها أعلنت أن هدفها جلب جمهور واسع يميني من الصهيونية الدينية، رغم أن جميع استطلاعات الرأي دأبت على تحذير “شاكيد” من عدم اجتياز نسبة الحسم، وهي نتائج غير مرضية لها على كل الأحوال، ولم تخف توجهها بأنها ستذهب مع كتلة اليمين، وتزكّي “نتنياهو” إذا نجحت، بل أعربت عن أسفها للانضمام إلى الحكومة الحالية، وقدم الحزب قائمة مكونة من 4 مرشحين.

 

  • الأحزاب العربية المنفصلة، وهي: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير، وحزب التجمع، والحركة الإسلامية الجنوبية.

 

خلافات الأحزاب

في هذا المجال نشر موقع “عرب 48” اليوم تقريرا أشار فيه إلى أن الأحزاب التنافسة تركز عشية انتخابات الكنيست ،جهودها من أجل الحصول على أكبر عدد من المقاعد بإمكانها تحقيقه، وسط تقديرات بعضها أنها لن تحقق ما أعلنت عنه في بداية الحملة الانتخابية وأنها باتت تتوقع الحصول على تمثيل أقل، وبدأ قياديون فيها يتحدثون عن انقسامات داخلية فيها بعد الانتخابات.

 

ويبرز إحباط بالغ من النتائج المتوقعة في قائمة “المعسكر الوطني” برئاسة وزير الأمن بيني غانتس، الذي يروج أنه مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، رغم أنه يحل في الاستطلاعات في المرتبة الرابعة وبعيدا جدا عن الحزبين الأكبرين، الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، و”ييش عتيد” برئاسة يائير لبيد.

وهاجم قياديون في “المعسكر الوطني” المرشح الثالث في القائمة، الجنرال المتقاعد غادي آيزنكوت. ونقل موقع “زمان يسرائيل” الإخباري اليوم الإثنين، عن قيادي في هذه القائمة قوله إن “آيزنكوت نفذ عملية عدائية إعلامية ضدنا، ولم ننجح بالخروج منها. فقد تحدث عن عدد مقاعد مرتفع من رقمين، وإذا لم نحققه لن نحظى بشرعية لرئاسة الحكومة. والذي حصل هو أن حملتنا الانتخابية كلها انهارت. وإذا حصلنا على 12 مقعدا فقط، فإنه يتوقع ضرر كبير”.

ووجه “المعسكر الوطني” وحزبا العمل وميرتس انتقادات إلى لبيد، إثر دعوته للتصويت إلى حزبه “ييش عتيد”، كي يكون الحزب الأكبر مقابل الليكود. وأثارت حملة لبيد مخاوف لدى العمل وميرتس بأن لا يتجاوزا نسبة الحسم. ويعتبر قياديون في “المعسكر الوطني” أن حملة لبيد ألحقت ضررا بقائمتهم، البعيدة جدا فوق نسبة الحسم، لكن بحسبهم، يتخلى الناخبون عنهم وانتقلوا إلى تأييد العمل وميرتس من أجل إنقاذهم.

وفي محاولة لزيادة شعبيته، هاجم غانتس أمس حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، في محاولة لكسب الناخبين المترددين بالتصويت بين حزب “البيت اليهودي” برئاسة أييليت شاكيد، الذي لا يتوقع أن يتجاوز نسبة الحسم، وقائمة الصهيونية الدينية.

ونقل الموقع الإخباري عن قيادي في “المعسكر الوطني” تأكيده أن هذه القائمة ستنقسم بعد الانتخابات. وقال: “لقد تشكلنا كي نؤثر. ونحن نعلم أن غدعون ساعر وأنصاره ركبوا موجتنا. واعتقدنا أن قوتنا معا ستتزايد، لكن هذا لم يحدث. فحزبينا معا في الكنيست حاليا يضمان 14 مقعدا، ونحن نتمنى أن نصل إلى هذا العدد، وإذا لم يحدث هذا فلا سبب للاستمرار قدما”. وتتوقع الاستطلاعات حصول “المعسكر الوطني على 11 أو 12 مقعدا.

وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان”، اليوم، أن رئيس حزب “عوتسما يهوديت” الفاشي، عضو الكنيست إيتمار بن غفير، يخطط للانفصال عن قائمة الصهيونية الدينية، برئاسة عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، بعد الانتخابات، وأن يعمل في دورة الكنيست المقبلة ككتلة مستقلة.

ويواصل نتنياهو، اليوم، محاولاته من أجل تشجيع ناخبين يعتبر أنهم مؤيدون له على التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت. وأشار موقع “واينت” إلى أن “الليكود يحارب التزايد المتواصل في قوة بن غفير، إلى جانب عدم مبالاة الناخبين”. وسيركز الليكود في رسائله على أنه في حال لا يكون الليكود حزب كبيرا ويشكل الحكومة، فإن “بن غفير لن يكون وزيرا، وإنما عضو كنيست في المعارضة”.

 

وتستشعر الأحزاب العربية، خاصة الجبهة – العربية للتغيير والقائمة الموحدة، بخطر عدم تجاوز نسبة الحسم. وفي خطوة غير مألوفة، دعا قادة هاتين القائمتين، منصور عباس وأيمن عودة وأحمد الطيبي، ناخبين يهوداً للتصويت لقائمتيهم.

من جانبه، يواصل التجمع بث رسالة ثابتة، وأعلن في بيان، مساء أمس، أنه ينقصه نحو 6 آلاف صوت فقط، لاجتياز نسبة الحسم. وأضاف بيان التجمع أن كافة الاستطلاعات تشير إلى أن قائمتي الموحدة، والجبهة والعربية للتغيير، تجتازان نسبة الحسم وتحقق كل منهما 4 مقاعد، فيما نجاح التجمع سيرفع التمثيل العربي إلى 12 مقعدا.

 في الخلاصة،

من الواضح أن “إسرائيل” أمام جولة انتخابية مصيرية وحاسمة، في ضوء شدة الاستقطاب السياسي والحزبي “الإسرائيلي”، رغم أن القراءات الحزبية والتقديرات الانتخابية لا تعطي لأي معسكر منافس القدرة الحاسمة على تشكيل حكومة مستقرة، ما يعني أن الإسرائيليين قد يكونون أمام حالة من عدم الاستقرار الحزبي، والتحضير لانتخابات سادسة قد تكون في الأفق. وصحيح أن المؤسسة “الإسرائيلية” قد تدفع باتجاه استقرار الخارطة السياسية والحزبية، لكن تداخل العديد من العوامل الداخلية “الإسرائيلية”، والخارجية الإقليمية والدولية، قد تعيد إرباك المشهد الانتخابي “الإسرائيلي”، على غير رغبات المرشحين المتنافسين، الأمر الذي يفسح المجال قبيل ذهاب “الإسرائيليين” إلى صناديق الاقتراع إلى وضع جملة سيناريوهات متوقعة، وحينها تكون الصورة الانتخابية الحزبية أكثر وضوحًا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى