إقتصاددراسة

الاسواق المالية وتحركاتها: بين سياستي “الدب” و”الثور”(عماد عكوش)

 

بقلم د. عماد عكوش – الحوار نيوز

تنقسم الاسواق المالية في معظم الحالات الى ثلاثة أنواع :

– السوق الهابط

– السوق الصاعد

– السوق المستقر

معظم الأسواق تشهد تقلبات يومية وربما أسبوعية أو شهرية، ويمكن أن تكون هذه التقلبات صاعدة أو هابطة ، فالأسواق التي تشهد نموا كبيرا ومستمرا لفترة طويلة تسمى بالسوق الصاعد ، أما الأسواق التي تعاني من انخفاضات كبيرة ومستمرة لفترة فتسمى بـالأسواق الهابطة .

 وكما أن كل هذه الأسواق تقوم بتقديم العديد من الفرص التي تخصها ،ولكن هناك أيضاً قواعد واجراءات يجب الالتزام بها لتجنب الخسارة . ان تحقيق الارباح مرتبط بالدخول بهذه الاسواق ، ولا سيما منها الدخول في عمليات البيع والشراء للمؤشرات الاقتصادية ، السندات ، العملات المشفرة ، الاسهم والصناديق، لأن هذه الاسواق تشهد يوميا تقلبات ويمكن الاستفادة من هذه التقلبات لجني الارباح .

للدخول بشكل أمن الى هذه الاسواق لا بد من فهم ماهية هذه الأسواق، ومتى يمكن الدخول اليها او الخروج منها ، وفهم تعريفاتها حتى لا نقع في الخطأ لأن الوقوع في الخطأ يمكن ان يكون قاتلا بعض الاحيان .

ما هي السوق الصاعد  Bull Market ) )؟

ان السوق الصاعد هي اتجاه مستمر لفترة يمكن ان تكون طويلة وبشكل تصاعدي لسعر الأسهم والسندات وحتى السلع في أسواق معينة أو حتى دولية ، ويمكن أن يكون لسهم معين ، سند معين ، أو حتى سلعة معينة  ، أو صعود عام في مؤشرات السوق الإجمالية ، وهو يعبر عن وجود ثقة للمستثمرين في السوق ، الامر الذي يؤدي الى رفع الأسعار بشكل دائم . إنّ الأتجاه الصاعد لفترة معينة من الزمن يعبر عن تحسُّن لاقتصادٍ ما خلال هذه الفترة ، يبرره طبعا التحسن في مستوى الأنشطة الاقتصادية . وفي السوق الصاعد حيث يحدث ارتفاع مستمر في الأسعار يؤدي هذا الأمر الى مزيد من الارتفاع في الاسعار مع زيادة الطلب، وهذا الامر يؤدي الى مزيد من التشجيع على الاستثمار، وبالتالي الوصول الى نقطة التخمة في عملية الاستثمار وبدء انخفاض أسعار السلع مجددا بعد تراكم المعروض وبكميات كبيرة ، لأن ارتفاع الأسعار يحدث مع زيادة الطلب ،وهذا الأمر يشجع على المزيد من الاستثمار وارتفاع الأسعار في الأسهم، لكن هذا الامر لا يمكن ان يستمر الى الابد وستنعكس الصورة بعد فترة الوصول الى التخمة .

سمات السوق الصاعد  

من أهم سمات السوق الصاعد :

– الثقة بين المستثمرين، و كلما ازدادت الثقة ، ازداد تدفق الأموال في السوق وذلك بسبب إقبال المستثمرين على شراء الأصول ، معتقدين بأن الأسعار سوف ترتفع .

– نمو الناتج المحلي الإجمالي يصاحب السوق الصاعد ، وترتفع معدلات التوظيف .

ما هو السوق الهابط   Bear Market  ؟

هو السوق الذي يشهد هبوطا لفترة طويلة ، ويمكن لهذا الهبوط أن يكون في المؤشرات الاقتصادية ، الاسهم ، السندات ، السلع ، سلعة معينة ، أو سهم معين ، وتكون الأسواق الهابطة عادة محاطة بالعديد من المخاطر والتي يصعب التّداول عليها بالنّسبة إلى المتداولين المبتدئين . كما يمكن أن يتم تسجيل خسائر فادحة ، والشعور بالقلق الذي يرافق المستثمر بشكلٍ مستمر ،وبعض الاحيان الشعور بعدم الثقة في اتخاذ القرار المناسب. لذلك لا ننصح بها المبتدئين لأن الانخفاض أو الهبوط في معظم الاحيان يكون سريعا ومفاجئا ،ما يكبد المستثمر الكثير من الخسائر وتكون ناتجة عن عمليات خروج سريعة او عملية جني ارباح نهائية .

سمات السوق الهابط    

من أهم سمات السوق الهابط :

– أكثر ما يحصل الهبوط في أسواق العملات ، الذهب والنفط .

– عدم الثقة بين المستثمرين ، الأمر الذي يعمل على تعظيم انخفاض الأسعار.

غالبا ما يقاس السوق الهابط من خلال مؤشر ناسداك و داو جونز الصناعي وستاندر أند بورز  ٥٠٠ ،وتستغرق العملية عادة حوالي ثمانية عشر شهراً ، وحدث هذا ٣٢ مرة بين عام ١٩٠٠ وعام ٢٠٠٨، وعادةً ما يحدث هذا مرة كل ثلاث سنوات . يمكنك التعرُّف على الاسواق الهابطة من خلال معرفة المرحلة التي تمر بها الدورة الاقتصادية، فإذا كان هناك مرحلة انتعاش في بدايتها ، فهذا يحتمل حدوث هبوط في الأسعار وتترافق مع احتمال وجود فقاعة اقتصادية ، أو تصرف غير عقلاني من المستثمر ، فهذا الأمر سيؤدي لاحقا إلى الدخول في مرحلة الهبوط .

من أين أتى مصطلح الثور والدب؟

استمدَ المستثمرون عبارة الثور والدب من الطريقة التي يهاجم فيها كل من هذه الحيوانات خصمهُ ، حيثُ أن الثور يقوم برفع قرونه إلى الأعلى عندما يقوم بمهاجمة خصمه ، أما الدب فيقوم بالانقضاض على خصمه للأسفل . ومن هذا الأمر أتى تشبيه هذا المصطلح باتجاه الأسواق بالصعود والانخفاض ، فإذا كان اتجاه السوق اتجاها مرتفعا يطلق على السوق في هذه الحالة سوق الثور، أما إذا كان اتجاه السوق منخفضا سُمي في هذه الحالة بسوق الدب.

قواعد يجب مراعاتها أثناء التداول

من القواعد الاساسية التي يجب مراعاتها أثناء عملية التداول في السوق، سواء كان سوقا صاعدا أو هابطا أو حتى مستقرا وذلك لتستطيع زيادة نسبة نجاح تداولك في الأسواق والتقليل من الخسائر المحتملة ،  هي :

– وضع خطة واضحة للتداول والالتزام بإدارة مخاطر محكمة تمكنك من حماية رأس مالك والتقليل من المخاطر التي تتضمنها الأسواق والصفقات التي تتداولها ،ويجب أن تتضمن هذه الخطة الحد الاقصى للتوظيفات في كل نوع من السلع ، العملات ، السندات ، الاسهم والمؤشرات مع ضرورة تحديد في أي منها سأوظف .

– من المهم استيعابك وقراءتك جيدا الظروف والمؤشرات الاقتصادية وحالة السوق التي أنت فيها ، ولابد دائما أن تسأل نفسك هل نحن في سوق صاعد أم سوق هابط .

– عدم المخاطرة والانجرار وراء مشاعرنا ورغباتنا وضرورة التحكم بها لا أن تتحكم هي بك .

– يتميز التداول في السوق الهابط (الدب) بوجود مخاطر إضافية مقارنة بالسوق الصاعد (الثور). ففي السوق الصاعد يعتمد المتداولون على البيع على المكشوف بشكل كبير ، وهي عمليات تتضمن مخاطرة أكبر بالمقارنة مع عمليات الشراء ، فعندما تقوم بشراء سهم ما فإن أقصى مبلغ يمكن أن تخسره هو حجم صفقتك التي أجريتها ، أما عندما تقوم ببيع سهم على المكشوف فنظرياً حجم الخسارة يكون غير محدود ، لذلك فإدارة المخاطر والاختيار السليم للأسهم سوف يكون العامل الحاسم في نجاحك كمتداول.

– عدم الدخول بائعا عندما يكون السوق الصاعد قد تجاوز ثلثي الصعود السابق ما قبل ثلاث سنوات، لأن السوق يمكن بأي لحظة أن يغير اتجاهه ، والعكس صحيح في حالة السوق الهابط .

– لا تدخل السوق بكميات كبيرة بدفعات محددة ،بل حاول ان توزع توظيفاتك ودخولك للسوق بعدة فترات وراكم العمليات ودائما خذ بعين الاعتبار حجم رأسمالك والمارجن المطلوب .

في النهاية نصيحتي للمستثمرين الجدد ألا يدخلوا السوق من دون دراسة هذا العلم ، ودون تكوين خبرة كافية للدخول في السوق . تابعوا الاخبار الاقتصادية بشكل دائم وكذلك الاخبار السياسية الدولية والتي تؤثر بشكل كبير على الاسواق العالمية .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى