الحوار نيوز – وكالات
بدأت تفاصيل الاتفاق الإيراني الأميركي تتكشف شيئا فشيئا بعدما أعلنت كل من إيران والولايات المتحدة الخميس التوصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.
و كشفت قطر أن الاتفاق الإيراني الأميركي بشأن تبادل السجناء سبقته زيارات مكثفة لمسؤوليها لواشنطن وطهران، فيما نقلت وكالة فارس الإيرانية عن مصدر وصفته بالمطلع أن أصول إيران المجمدة من كوريا الجنوبية قد أودعت في بنك بسويسرا.
وأوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، أن قطر لعبت دورا مُيسرٍا حيويا وحاسما، إضافة إلى وسيط دولي موثوق ،للتوصل لهذا الاتفاق، مشددا على أنه يمثل دليلا على إمكانية تسوية خلافات المنطقة بالحوار.
وأعرب عن أمل دولة قطر في أن تفضي هذه الخطوة إلى اتفاق بشأن الملف النووي.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق.
وأوضح أن “دولة قطر كانت دائما صديقا رائعا في قضايا عديدة.. ونحن ممتنون إزاء الدعم الذي حصلنا عليه من قطر في هذه المفاوضات على وجه الخصوص.. مرة أخرى لا أريد أن أتحدث باسم قطر.. والأمر لا يتعلق بما نتوقعه من قطر فهي صديق جيد وساعدتنا في هذه العملية.. سيأتي وقت أعتقد أننا سنكون فيه أقدر على الحديث بانفتاح أكثر وبتفاصيل أكثر.. لكن في الوقت الحالي نحن نركز على إخراج هؤلاء الأميركيين من السجن وإعادتهم إلى الوطن”.
وقال كيربي إن ما يجري الحديث عنه هو وضع جزء من أموال إيران المجمدة في حسابات لاستخدامها لأغراض إنسانية فقط، واصفا ما أُنجز بالخطوة الإيجابية، وأعرب عن أمله في استكمال هذه الخطوة بعودة المحتجزين.
في السياق نفسه، قال البيت الأبيض الجمعة إنه سيكون على اطلاع كامل على وجهة الأموال الإيرانية المفرج عنها.
وفي إيران، نقلت وكالة “فارس” عن مصدر وصفته بالمطلع أن أصول إيران المجمدة من كوريا الجنوبية قد أودعت في بنك بسويسرا.
وقال المصدر إن إيداع الأموال في بنكين قطريين سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة لتحوّل إلى حسابات إيرانية في بنوك قطرية، وإنه وفق الصفقة ستنقل أصول إيرانية من المصرف العراقي للتجارة إلى حسابات إيرانية في دولتين بالمنطقة.
تفاصيل الاتفاق
وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية -في بيان- أنه تم البدء بالإفراج عن مليارات الدولارات من أموال طهران التي احتجزت بشكل غير قانوني من قبل واشنطن، على حد وصفها. وأكدت الوزارة في بيانها أن إنفاق تلك الأموال سيكون وفق احتياجات البلاد حسب رؤية المراجع المختصة.
وشددت الخارجية الإيرانية على أن طهران حصلت على الضمانات الكافية لتنفيذ واشنطن التزاماتها في الاتفاق، مشيرة إلى أن السجناء الذين تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنهم ضمن الصفقة لا يزالون في إيران.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية ذكرت أنه بدأ الإفراج عن جزء من أموال طهران المجمدة في أحد البنوك الأوروبية. وأشارت الوكالة إلى أن الاتفاق مع واشنطن يشمل الإفراج عن 10 مليارات دولار في كوريا الجنوبية والعراق.
وأوضحت أنه سيتم الإفراج عن أموال إيرانية من بنك التجارة العراقي ضمن الصفقة مع واشنطن، وستنقل الأموال المجمدة من كوريا الجنوبية إلى سويسرا قبل تحويلها إلى قطر.
وتقدر بعض المصادر بأن الأموال الإيرانية التي سيتم الإفراج عنها تصل الى حدود 22 مليار دولار.
من جهته، قال مصدر إيراني مطلع للجزيرة إن الخطوة القادمة تتلخص في إيداع الأموال المجمدة في حسابات خاصة في دولة قطر، واصفا إياها بالعملية المعقدة. وشدد المصدر على أن الإفراج النهائي عن السجناء الأميركيين مرهون بإيداع الأموال الإيرانية في حسابات خاصة في دولة قطر.