اجتماعياتثقافة

نغمة المثلية: ليس دفاعا عن وزير الثقافة.. انما عن آخر خط للأمن النفسي (أحمد عياش)

 

د. أحمد عياش – الحوارنيو

قبل اشهر دخل رجل الى عيادتي في فرنسا، وعندما رحّبت به بالمذكّر غضب وطلب مني ان أخاطبه بالمؤنث.

همست لي ممرضة ان هذا من حقوقه القانونية.

نودي على الطبيب سمير ليحضر الى ادارة المستشفى ليعلموه ولينذروه انه لا يحق له أن يقدم رأيه في المثلية و زواج المثليين.

لا بأس.. ونحن نحترم كل قوانين البلاد، انما للبنان أيضا قوانينه ويجب احترامها، لا القفز فوقها في عالم يحكمه داعشيو العلمانية الغربية المقتحمة بالطول وبالعرض ثقافات شعوب يمنع جنونها الجماعي، ما تبقى عندها من إيمان بالسماء، ان الرب سيحاسب الشرير وسيكافىء المحسن وعامل الخير.

شعوب تسير وهي تتكىء على جدار مصدّع بهمة وبكفاءة الامن النفسي المتبقي لديها.

هموم الشعوب النامية والمتخلفة  تأمين الطحين والماء والقلم والدواء، لا اللعب على اضطراباتها الوجودية واضطرابات الهويّة.

للاضطرابات الوجودية ولاضطرابات الهوية علاج متوفر لدى الاطباء النفسيين، لا لدى السياسيين ولا لدى مخرجي الافلام ولا لدى تجار التسويق والاعلانات من اجل الفوز بحفنة من الدولارات ومن اجل كسب ودّ سياسيين واهل قوة .مرضى نفسيون فضّلوا تبرير شذوذهم وانحرافاتهم واضطراباتهم عبر قوننة غرائزهم وشهواتهم المرضية.

 المثلية اسمها لواط ،وهو شذوذ عن القاعدة، اما زواج اللواطيين والسحاقيات وتبديل الهوية الجنسية، فبالتأكيد مرض نفسي بحاجة لتدخل طبي لاعادة التوازن للنفس المترنحة.

كل الاطباء النفسيين يعلمون ان فصام الشخصية احيانا تبدأ بعوارض اضطراب بالهوية الجنسية وباسئلة وجودية اقلّها حدّة:

من انا؟

ما هو هدف الله؟

لماذا انا ذكر ولست انثى او العكس؟

لمحاربة انتشار عدوى الايدز والتهاب الكبد الفيروسي C ،لجأت منظمة الصحة العالمية لقوننة اعطاء المورفين المصنّع للمدمنين على الهيرويين بدل قطع ايدي مافيات زراعة وتسوريق الافيون.

في الامر مال.

راسمال حرام.

كلنا نتذمر من تخبط منظمة الصحة العالمية بموضوع القائد كوفيد التاسع عشر.

لا ثقة.

لم يعلن المجتمع الحرب ضد اللواطيين والسحاقيات. فقد غض النظر عنهم ،انما ان يعلن هؤلاء الحرب على المجتمع لفرض شروط عيشهم وكأنّها طبيعية واعتيادية وحرية نفسية وحرية شخصية، ليس غير ديكتاتورية اقلية مضطربة على الجماعة كلها.

لا تكون الديمقراطية حيث يناسب الاقوياء ،ولا تكون حيث لا يناسبهم.

لتتفضل الدول الغربية ولتجري استفتاء لشعوبها هي ،حول مسألة تشجيع الاجيال الصاعدة على افلات شهواتهم كيفما اتفق ولنرى النتيجة.!

ديمقراطيتنا تحتّم علينا استفتاء الناس ولنسألها رأيها.

هل من معارض.

ليكن استفتاء…

ليست المسالة قصة فيلم”باربي” ولا تصرف وزير الثقافة السيد محمد المرتضى الأعلم بمهامه والأعلم بمسؤولياته في وزارته وفي انتمائه للوطن وفي احترامه للقوانين العامة.

في المناسبة لا اعرف الوزير.

كلامنا طبّي وجاهزون للمبارزة لا للنقاش.

تقول المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني ما يلي:

“كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة”..

لم يَسجن القضاء لوطيا او سحاقيا واحدا، لان المجتمع غض النظر عن قلّة قليلة لانه محصن بقرار الجماعة وبالامن النفسي الجمعي وبآخر خط دفاع عن الوجود وعن الانتماء الانساني، طالما مَن ابتلي بالمعاصي يستتر.

كن مضطربا لا حرج ،انما لا تفرض اضطراباتك على الآخرين.

مارس شذوذك الجنسي بصمت وتمتع به، انما لا تأتي لتقنعني ولتقنع الاطفال ان ما تفعله حضارة واني على تخلف عظيم.

انت مضطرب في الحد الادنى ان لم تكن ايضا مريضا.

ليست القصة فيلم”باربي” ..لا.

في الموضوع شبهات أسوا من شبهات افلاس الدولة وجهوزية صندوق النقد الدولي لاغراق الدولة بديون اسوأ من ديون الحريرية السياسية، و”صدّق صدّق” الشيعية السياسية برعاية سورية خاطئة.

في الزمن شبهات. فقد تقدّم بعض النواب باقتراح قانون بتاريخ12يوليو 2023 لالغاء المادة 534 مع المحاكمات والدعاوى السابقة .

لماذا الان ولماذا لم نرَ تواقيعهم تحت تسميتهم العلنية لناهبي الدولة وفاسديها؟

ازمتنا اليوم رغيف الخبز والقلم والدواء، اما اضطرابات الهوية الجنسية والذكورية والازمات الوجودية فلا يكون بتدمير الامن النفسي للطفل وللجماعة.

اتصل بي عماد واخبرني انه شعر بالاحراج في لقاء مع اصحاب انكليز تحدثوا عما يسمونه المثلية، وانه قد خجل ان يخبرهم ان لا تجارب لواطية في طفولته او في مراهقته وانه اكتفى بالكذب عن قبلات ولمسات فقط!

اما طوني فقد اخبرني انه منذ اسبوع يسأل نفسه ان كان امرأة وهو لا يدري، فكيف يعرف الامريكان ومنظمة الصحة العالمية بحاله؟

اما نجلاء فقد بررت تأخرها عن الموعد بحاجتها للعب دور رجل لربع ساعة فقط لتضرب صاحب مولّد اشتراك الكهرباء.

من هنا ومن تحت شجرة رمّان محررة في بلدة حاروف، وجالسا على تنكة “تاترا” صدئة ومطعوجة، احذر من المسّ بآخر خط دفاع للامن النفسي للفرد، وبالامن النفسي للجماعة، وبالامن النفسي للوطن وللامة.

طالبان العلمانية الغربية اسوأ من دواعشنا.. والعلم عند الله.

حفلة جنون والدعوة عامة!!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى