الحوارنيوز – صحافة
تحت هذا العنوان كتب نبيه برجي في صحيفة الديار يقول:
خلافاً لآراء الكثيرين، يرى حزب الله أن أميركا هي التي تجر “اسرائيل” لا العكس. لسنا أمام الجنون “الاسرائيلي” فقط، بل انه الجنون الأميركي أيضاً من يؤمن التغطية السياسية والعسكرية والاعلامية للحرب ضد غزة. ادارة بايدن ـ بلعبة الأقنعة ـ تضغط على الرئيس عبد الفتاح السيسي لفتح أبواب العريش أمام النازحين.
أنطونيو غوتيريش، بتجربته الديبلوماسية مع واشنطن، بات على قناعة تامة بأن الحرب لن تنتهي الا بـ “الترحيل الجماعي لسكان القطاع الى مصر”، وهو ما نطق به فيليب لازاريني، المفوض العام للأنروا. الى أين سيتم ترحيل الفلسطينيين الآخرين؟
مثلما يعرف متى وأين تبدأ الحرب، دون أن يعرف متى وأين تنتهي، يعرف متى وأين يبدأ الجنون، دون أن يعرف متى وأين ينتهي. الصقور في الاستبلشمانت يرون أن الصراع حول قيادة العالم، لا يقتصر على الشرق الأوروبي والشرق الآسيوي، بل انه يمتد الى الشرق الأوسط. بعد عملية 7 تشرين الأول باتوا أكثر اقتناعاً بأنه حين يكون وجود “اسرائيل” مهدداً الى هذا الحد، يكون الوجود الأميركي من ضفاف المتوسط الى ضفاف الأطلسي، مروراً بتضاريس البحر الأحم مهددأً.
في هذه الحال، يفترض تغيير المشهد كلياً، بدفع “اسرائيل” الى القضاء على كل القوى، التي يمكن أن تؤثر على أمنها الاستراتيجي (أو الوجودي). ولكن ماذا حين يخطر في بال أركان الائتلاف التمثل بالنموذج الأميركي؟ هاري ترومان لم يضرب هيروشيما وناغازاكي بالقنبلة الذرية لحمل اليابان على الاستسلام، اذ كان الأمبراطور هيروهيتو يستعد للمثول بين يدي الجنرال دوغلاس ماك آرثر، ليقول للعالم إن العصر الأميركي بدأ من هنا!
أيضاً، لا بد من القاء القنبلة على طهران أو دمشق أو بيروت، ليدرك من يعنيهم الأمر أن “العصر الاسرائيلي” يبدأ من هنا، بعدما أخفقت الحروب التقليدية في تكريس ذلك. بدل الحجارة التي كان يهوه يرشق بها السابلة من كهفه… الحجارة النووية.
أين أميركا جيفرسون ولنكولن وفرنكلين، وحتى روزفلت، من ذاك الاتجاه التوراتي (التلمودي)، الذي يمكن أن يفضي الى فوضى أبوكاليبتية بإنتقال العدوى الى سائر مناطق النزاع في العالم؟
لنلاحظ أي نوع من النصوص التوراتية يستخدمها بنيامين نتنياهو وصحبه لتعبئة “الاسرائيليين” سيكولوجيا وعقائدياً، لنعلم ما تنتهي اليه تلك النصوص. الحد الأقصى من التعامل الدموي مع الآخرين. ديفيد بن غوريون لم يفكر لدى انشائه مفاعل ديمونا، بتأمين الطاقة لصحراء النقب، وانما بصناعة القنبلة التي اذ تؤمن للدولة العبرية الأمن المطلق، تؤمن لها التحكم بالمسارات التاريخية للمنطقة.
كلام عميحاي الياهو أثار البلبلة في أرجاء العالم. حتى أن جيفري غولبرغ تساءل إذا كان الائتلاف يعتبر أن اللجوء الى القنبلة ضرورة توراتية لظهور “الماشيح”، وان كان من الطبيعي التساؤل لماذا أرسل جو بايدن 4 غواصات نووية الى المتوسط، كما لو أن القنابل الخمسين المخزنة في قاعدة انجرليك التركية لا تكفي، ناهيك بالقنابل التي تحملها القاذفات الاستراتيجية في قواعد تمتد من القوقاز الى الخليج.
“الاسرائيليون” لم يتوقعوا مواجهة ذلك النوع الأسطوري من القتال (ناحوم بارنياع كاد يقول بـ “الاسطورة الفلسطينية”. (المفاجأة الكبرى والصادمة بأعداد الجرحى والمعوقين، لا سيما الذين أصيبوا بالعمى، ما يعطي فكرة بانورامية عن “ذلك النوع من الفلسطينيين”، مقابل تراجع مثير في معنويات العسكريين “الاسرائيليين”.
هذا ما يزيد في الأداء الهيستيري على الأرض. لم تعد المسألة تقتصر على ازالة حماس، وانما ازالة غزة وأرضها من الوجود. ولكن متى كان للعنف “الاسرائيلي” بكل وجوهه البربرية، أن يقفل ما دعاها جدعون ليفي “بوابات النار” في الذاكرة الفلسطينية؟
أمام هذه التطورات الخطرة، من يستطيع أن يتكهن الى أين يمكن أن تمتد الحرائق؟ المنطقة مشرعة على كل الاحتمالات. إذا قرأنا التوراة ندرك أي نوع من البشر زرع في أرضنا. الحرب أنتجت نوعاً آخر من العرب؟
ما على نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، وحتى ما على جو بايدن، الا أن يقرؤوا كيف انتهى هتلر، وكيف انتهى هولاكو!!