سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: برّاك يهدد.. وبري ينعى فكرة التفاوض.. ولبنان متمسك ب 1701

 

الحوارنيوز – خاص

كما هو معروف تنكشف يوما بعد يوم الخطة الأميركية – الإسرائيلية الهادفة الى دفع لبنان للتسليم بشروط العد.و كسبيل لوقف العد.وان، وأول هذه الشروط نزع السلا.ح والتسليم بحقوق أمنية استراتجية للعدو على الأراضي اللبنانية.. فيما لبنان متمسك بالقرارا 1701 وقرارات الشرعية الدولية وحقوقه السيادية الكاملة..

ماذا في التفاصيل؟

  • صحيفة النهار عنونت: عاصفة برّاك “نزع السلا.ح أو الحر.ب” بري يتحدث “منفرداً” عن سقوط مبادرة؟

وكتبت تقول: اختصرت “العاصفة الجديدة” التي أطلقها الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك أمس مجمل المشهد اللبناني وأخذته إلى منحى تشاؤمي لا جدل حياله، باعتبار أن المواقف الصادمة الجديدة والمفاجئة لبرّاك، وإن كان لبنان عهد مثلها سابقاً منه، بدت الأشد صرامة وقسوة وخطورة في آن واحد، نظراً إلى عدم إمكان تجاهل دلالاتها والمكانة الوثيقة الصلة التي يحتلها برّاك لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومع أن البعض ذهب إلى اعتبار “مضبطة” برّاك المطوّلة التي خطها “بصفة شخصية” على صفحته بأنها خلاصة مهمته العلنية والضمنية في لبنان قبيل تسلّم السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل ميشال عيسى مهمته في بيروت في بداية الشهر المقبل، فإن المضمون الساخن بل الحار للمواقف التي أطلقها برّاك من خلال مضبطته بدا أبعد من مناسبة تسلّم عيسى لمهماته سواء نُحيّ برّاك عن ملف لبنان أم بقي على اتصال وتنسيق مع السفير لاحقاً. وقد اكتسبت مواقفه بعداً أقرب إلى التحذير الشهير الذي أطلقه الموفد الأميركي السابق ريتشارد مورفي قبيل نهاية عهد الرئيس أمين الجميل “مخايل الضاهر أو الفوضى”، مع فارق جوهري في الإنذار الذي جسّده كلام برّاك لجهة التحذير من مواجهة كبيرة بين إسرائيل و”حز.ب الله”، ومن دون أن يفوته التحذير أيضاً من سيناريو “فوضى” قد يؤدي إليه تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة بسبب حر.ب محتملة جديدة. وإذ علم أن مواقف برّاك شغلت الاهتمامات الرئاسية وخصوصاً في اجتماع رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا أمس، لفت المراقبين أن بري سارع بعد الظهر إلى الحديث عن مبادرة كان يزمع برّاك إطلاقها لمسار تفاوضي ورفضتها إسرائيل، واستغربوا أن يكون برّاك أطلق ما أطلقه من مواقف منتقدة وحادة حيال السلطات اللبنانية لو كان لبنان وافق فعلاً على مبادرته. وتترقب الأوساط المعنية تالياً جلاء حقيقة الأمر بعد الاطلاع على معطيات رئاستي الجمهورية والحكومة والأميركيين في هذا الصدد.

وكان توم برّاك الذي شدّد على “نزع سلا.ح حز.ب الله داخل لبنان وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل” اعتبر أن “اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي رُعِي في 2024 من قبل إدارة بايدن، وبواسطة وسطاء أميركيين وأمميين، سعى إلى وقف التصعيد لكنه فشل في النهاية”. وبدا لافتاً قوله “يظل مبدأ الحكومة اللبنانية “دولة واحدة، جيش واحد” أكثر من مجرد طموح، مقيداً بسيطرة حز.ب الله السياسية وخوفه من الاضطرابات المدنية”. وأوضح أن “الولايات المتحدة قدمت خطة “محاولة واحدة أخرى”، وهي إطار لنزع السلا.ح المرحلي، والامتثال الموثق، والحوافز الاقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا. رفض لبنان اعتمادها بسبب تمثيل وتأثير حز.ب الله في مجلس الوزراء اللبناني. بدلاً من ذلك، علّق مجلس الوزراء اللبناني في شلل طائفي، محاولاً اتخاذ خطوة حسن نية، وهو أمر استبعدته إسرائيل تمامًا”. ورأى أن “نزع سلا.ح حز.ب الله، ليس فقط مصلحة أمنية لإسرائيل بل هو فرصة للبنان للتجديد. لإسرائيل، يعني ذلك حدودًا شمالية آمنة. للبنان، يعني استعادة السيادة وفرصة للنهضة الاقتصادية. وللولايات المتحدة، يحقق إطار السلام من خلال الازدهار”. وذهب إلى التحذير من أنه “إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحز.ب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حز.ب الله المدعوم من إيران. وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي على الأرجح عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026… وإذا تعرّض حز.ب الله لهجوم عسكري خطير من إسرائيل وخسر أراضٍ أو سياسياً أو سمعة، فمن المرجح أن يسعى لتأجيل انتخابات أيار 2026 للحفاظ على قاعدته السياسية وإعادة التنظيم… وسيؤدي تأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحر.ب إلى فوضى كبيرة داخل لبنان، ما يغرق النظام السياسي الهش بالفعل ويعيد إشعال عدم الثقة الطائفية”.

مواقف برّاك حضرت إلى جانب ملف التفاوض مع إسرائيل في لقاء الرئيسين عون وبري، ولدى خروجه من بعبدا اكتفى بري بالقول: “اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس”.غير أنه بادر بعد ساعات إلى ابلاغ صحيفة “الشرق الأوسط” أن الموفد الأميركي توم برّاك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، وتالياً، قال بري إنه “تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)”. وذكر أن برّاك نقل إلى الجانب اللبناني في الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على أن يجتمع رؤساء الجمهورية جوزف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام معه لمناقشة انسحاب إسرائيلي من لبنان خلال شهرين، ووقف الخروقات، في إشارة إلى مفاوضات غير مباشرة لحل الأزمة، وكان رد لبنان إيجابياً على المبادرة الأميركية. وقال بري إن “برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، وبالتالي، لم يعد هناك من مسار ديبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)”. وأشار إلى أنه “حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق”.

وتزامن ذلك مع جانب آخر من المشهد السياسي تمثل في سجال حاد بين رئيس حز.ب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والرئيس بري على خلفية الخلاف الحاد حول قانون الانتخاب، إذ كتب جعجع على حسابه عبر منصة “إكس”: دولة الرئيس نبيه بري، لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك “إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكانية على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج”، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن بشريعة الغاب”.

على الاثر، نقلت مصادر بري عنه قوله رداً على كلام جعجع: “من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جعبتك غير إستصدار كلام عن لساني والجواب إليك!”. ورد جعجع لاحقا فكتب: “دولة الرئيس بري هذا اقصى ما كنت اتمناه، من هذا المنطلق نحن في انتظار أن تدرج اقتراح القانون المعجل المكرر الذي وقعه 67 نائباً على جدول أعمال أول جلسة تشريعية”.

وسط هذه الأجواء، تواصل التصعيد الإسرائيلي في الجنوب حيث نفّذ الطيران الحر.بي الإسرائيلي بعد الظهر سلسلة غارات جوية وصلت إلى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق، مجرى نهر الخردلي، وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية إلى الشرق من سهل الميدنة- كفررمان. وألقت الطائرات المغيرة عدداً من الصواريخ التي احدث انفجارها دوياً هائلاً تردّد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان وإقليم التفاح وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت أجواء المنطقة المستهدفة.

  • صحيفة الأخبار عنونت: بري ينعى فكرة التفاوض: لدينا «الميكانيزم» فقط

وكتبت تقول: هل يكفي الموقف اللبناني الرسمي الموحّد، الجازم بعدم إمكانية الدخول حالياً في مفاوضات مباشرة مع العد.و الإسرائيلي، لدفع الولايات المتحدة لتغيير مقاربتها، أم سيكون الثمن مواجهة عسكرية كما هدّد المبعوث الأميركي توماس برّاك؟

برز هذا السؤال في حلقة من علامات الاستفهام التي لا تتوقف، فيما يبدو أنّ أحداً غير قادر على تقديم أجوبة مؤكّدة في ظل انعدام أي تطمينات خارجية، وحشر لبنان في زاوية تضطره إلى الاختيار بين القبول بما يُفرض عليه أو مواجهة «الجحيم» على غرار ما حصل في غزة. فيما لوحظ أن العد.و تعمّد منذ مساء أول من أمس، في ظل الاتصالات المحلية والخارجية، توسيع دائرة عمل طيرانه الاستطلاعي، إذ واصلت نحو خمس طائرات حتى ليل أمس التحليق فوق بيروت والضاحية والقصر الجمهوري، في ما اعتُبر رسالة تهديد جديدة.

وكان لافتاً أمس، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري تعمّد حسم التأويلات التي اجتاحت المشهد السياسي حول الموقف اللبناني من المفاوضات، معلناً سقوط المسار المُقترح للتفاوض، ومؤكداً أن «الميكانيزم» هو الخيار الوحيد. وفي حديثه إلى «الشرق الأوسط»، ردّ بري على كل ما أثير بشأن المقترحات الأميركية وتعاطي لبنان معها، موضحاً أن «تل أبيب رفضت مبادرة أميركية كانت تقضي بوقف مؤقّت للعمليات تمهيداً لانسحاب وترتيبات حدودية»، مؤكّداً أن «المسار الوحيد راهناً هو مسار الميكانيزم، وهي الآلية التي تضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أنهى حر.ب لبنان الأخيرة في تشرين الثاني الماضي».

وجاء موقف بري عقب لقائه رئيس الجمهورية جوزيف عون، حيث تصدّرت الأوضاع الأمنية في الجنوب وملف التفاوض جدول البحث. واكتفى بري بعد الاجتماع بالقول: «اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس»، موضحاً أن «الموفد الأميركي توماس برّاك أبلغ الجانب اللبناني رسمياً رفض إسرائيل لمقترح أميركي يهدف إلى إطلاق مسار تفاوضي يبدأ بوقف العمليات لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود مع ترتيبات أمنية».

وأضاف: «تمّ التراجع عن أيّ مسارٍ للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتّبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المُسماة الميكانيزم»، كاشفاً عن تطور مهم في عمل اللجنة، إذ «باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار السابق الذي اتّسم باجتماعات متقطّعة ومتباعدة». وأكّد بري تمسّك لبنان باتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، وهو الاتفاق الذي تشرف لجنة الميكانيزم على تنفيذه، مشدّداً على أن هذه الآلية هي المُعتمدة حالياً «ولا شيء سواها». وعند سؤاله عن مدى تفاؤله، أجاب بري: «أنا متشائل».

وقال مطّلعون على الاجتماع بين عون وبري، إن النقاش تمحور حول ملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، استناداً إلى ما سبق أن طرحه رئيس الجمهورية، مشيرين إلى أن «الموقف اللبناني أيّد مبدأ التفاوض، لكنّ النقاش دار حول الشكل والآلية». وأضافوا أن المشكلة التي يواجهها لبنان تكمن في الموقف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، والذي يفرض على لبنان صيغة واحدة للتفاوض، هي التفاوض المباشر وفق شروط إسرائيل، باعتبارها الطرف المنتصر في الحر.ب، أو مواجهة الضغوط التي قد يتعرّض لها لبنان على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية.

وبحسب معلومات «الأخبار»، لم تصل إلى لبنان أي رسائل جديدة بعد نقل الجواب الإسرائيلي، لكنّ هناك عملاً جدياً على ضرورة توحيد الموقف اللبناني، خصوصاً بعد أن رفض رئيس الحكومة نواف سلام عقد اجتماع ثلاثي لهذا الهدف، متذرّعاً بخشيته من العودة إلى الترويكا، على أن يُستكمل النقاش عبر الموفدين بين الرؤساء الثلاثة، للوصول إلى صياغة موحّدة قبيل جلسة الحكومة الخميس، والتي قد تُعقد في قصر بعبدا.

وفي الوقت ذاته، تصعّد الولايات المتحدة وتيرة الضغط على لبنان، وهو ما ترجمه كلام الموفد الأميركي توماس برّاك أمس، في أوضح تهديد، حين قال: «إذا فشلت بيروت في التحرك، فإن الذراع العسكرية لحز.ب الله ستواجه حتماً مواجهة كبيرة مع إسرائيل في لحظة قوة إسرائيل ونقطة ضعف حز.ب الله المدعوم من إيران». وأشار إلى ما اعتبره «وقت لبنان للعمل»، بالتزامن مع وصول السفير ميشال عيسى إلى بيروت الشهر المقبل، ووصف برّاك عيسى بأنه «سفير دونالد ترامب الجديد والموهوب للغاية، ويأتي لمساعدة لبنان على عبور هذه القضايا المعقّدة بثبات».

وفي موازاة الضغوط الأميركية، تتزايد وتيرة الضغط الإسرائيلي على لبنان، من خلال استمرار الغارات والاغتيالات، واستهداف المنشآت المدنية، بالإضافة إلى منع إعادة إعمار القرى والبلدات، فضلاً عن المناورات العسكرية الواسعة التي بدأها الجيش الإسرائيلي أول من أمس بالقرب من الحدود اللبنانية.

  • صحيفة الديار عنونت: بري ينعى التفاوض… وعون يُراهن على دور قطري؟

تهديدات برّاك لا تؤشر الى حتميّة الحر.ب الواسعة
«التنمية والتحرير» لـ«لقوات»: خيّطوا بغير مسلّة!

وكتبت تقول: بعد طول انقطاع، عاد المبعوث الاميركي توم برّاك الى «ثرثرته» المعتادة حيال الملف اللبناني، متهما الحكومة اللبنانية بالعجز، والجيش بانعدام القدرة، متوعدا «بعضلات» «اسرائيل» لنزع سلا.ح حز.ب الله، بالتزامن مع غارات عنيفة شنتها طائرات قوات الاحتلال الحر.بية جنوبا، وتحليق مستفز بالطائرات المسيرة على علو منخفض فوق بيروت والضاحية. وكان لافتا بالأمس تحليق احدى المسيرات فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

في المقابل، نعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عقد «لقاءً ممتازا» مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، المسار التفاوضي الذي كثرت التحليلات حوله في الايام القليلة الماضية، وكشف ان حكومة الاحتلال رفضت الفكرة، وابلغت المبعوث الاميركي بانها غير معنية بذلك، ما يترك العلاقة مع الاحتلال معلقة على لجنة «الميكانيزم» المشكوك في نجاح جهودها، في الزام «اسرائيل» بمفاعيل اتفاق وقف النار، وكذلك على احتمال انطلاق مبادرة قطرية لم تتضح معالمها بعد؟!

اتفاق الإذعان

ووفق مصادر مطلعة، لا جديد في تصريحات برّاك، فهو يكرر بشفافية تامة مواقف دولة الاحتلال، ولا يتحدث كوسيط نزيه، لكنه يدشن مرحلة جديدة من الضغوط القصوى على لبنان، للاستفادة من الموجة العالية لوقف النار المترنح في قطاع غزة، دون ان يعني ذلك حصول ترجمة عملية لمواقفه قريبا، في ظل شكوك في وجود نية اسرائيلية بشن حر.ب واسعة في المدى المنظور، بما ان الواقع الميداني الراهن مناسب جدا لاستراتيجيتها القائمة على مواصلة الضغط بالنار دون ان تدفع اي ثمن في المقابل، تمهيدا لرفع متدرج لا يصل الى حد الانفجار الكبير، على ان تتدخل واشنطن لاحقا لفرض تفاوض مباشر على لبنان «المنهك» امنيا واقتصاديا، للوصول الى اتفاق «اذعان» يؤمن مصالحها الامنية اولا، فيما لا تبدو مهتمة باي اتفاق سياسي لم يعد ضمن اولوياتها راهنا.

ماذا أراد الرئيس؟

وفي هذا السياق، جاءت مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون كمحاولة «لاستدراج» الولايات المتحدة الى مربع جديد، يخرجها من حالة المراوحة التي ارتضت لنفسها به، عندما تنازلت عن دورها كضامن لاتفاق وقف النار.

الموقف السلبي مفاجىء

واذا كان الرئيس عون قد نجح في تحصين موقفه داخليا، بوضع شروط محددة لهذا التفاوض الذي يحمي السيادة اللبنانية، ويعيد الاستقرار الى البلاد دون الذهاب الى اتفاق سياسي، الا ان الموقف السلبي الاميركي كان مفاجئا بحديته، بعدما جاء الجواب من توم برّاك واضحا لجهة عدم القدرة على تسويق اقتراح مماثل في «اسرائيل»، التي عادت واكدت للمبعوث الاميركي انها غير معنية باي عملية تفاوض راهنا، وما هو مطلوب من السلطات اللبنانية لا يقبل التفاوض، وهو نزع سلا.ح حز.ب الله اولا، وبعد ذلك يمكن البحث في مستقبل العلاقات، مع اصرار حاسم على عدم التراجع عن استمرار الخروقات الحالية، التي تعتبرها «اسرائيل» جزءا من استراتيجية منع حز.ب الله من التعافي.

الرهان على الدور القطري؟!

وفي هذا الاطار، لا يبدو ان في نية رئيس الجمهورية «الاستسلام» للقضاء و «القدر الاسرائيلي»، وهو يعول على تسلم السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى مهامه مطلع الشهر المقبل، لمحاولة «كسر الجليد» الاميركي.

ووفق مصادر سياسية بارزة، سبق وتواصل عون مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع القيادة السعودية، في محاولة لإنعاش المسار التفاوضي. وبعد ان اتضح ان قدرات باريس والرياض في تعديل الموقف الاميركي ضعيفة، ثمة محاولة جدية يعمل عليها بعض الاصدقاء المقربين باتجاه قطر، كدولة راعية للكثير من عمليات التفاوض السابقة، واذا تبلور موقف واضح مع القطريين، فان ثمة بصيص امل في فتح «كوة في الجدار» الاميركي، باعتبار ان للدور القطري وزنا مختلفا داخل البيت الابيض، وقد تنطلق الجهود جديا بعد فترة قد لا تتعدى الشهر المقبل، اذا صمد الاتفاق في غزة!

لقاء «ممتاز» في بعبدا

وقبل ان ينعى رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاوض مع «اسرائيل»، التقى لنحو نصف ساعة مع الرئيس عون في بعبدا. ووفق المعلومات، كانت المقاربة موحدة في كل الملفات، حيث حضر ملف اعادة الاعمار، وكذلك الاعتداءات الاسرائيلية المتصاعدة، وجرى البحث في كيفية الضغط على الدول الضامنة لتفعيل لجنة «الميكانيزم»، لكي تكون فاعلة في وقف الاستباحة الاسرائيلية للسيادة اللبنانية.

وبعد وصفه اللقاء مع الرئيس «بالممتاز» كالعادة، أكد الرئيس بري في تصريحات اعلامية، أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان و «إسرائيل» قد سقط، بسبب رفض «تل أبيب» التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلا إن المسار الوحيد حالياً هو مسار «الميكانيزم»…

«إسرائيل» تجهض الحوار

وقال الرئيس بري إن الموفد الأميركي توماس برّاك، أبلغ لبنان بأن «إسرائيل» رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي، يُستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية…

وقال بري إن «برّاك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها «إسرائيل»، وبالتالي لم يعد هناك من مسار ديبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)». وأشار إلى أنه «حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة». واكد بري ان «لبنان متمسك باتفاقية وقف إطلاق النار.» وأمام هذه التطورات، رفض أنه متشائم أو متفائل، قائلاً «أنا متشائل»، في إشارة إلى مساحة مختلطة بين التشاؤم والتفاؤل.

تصريحات استفزازية

من جهته، وبعد فترة من «الصمت»، عاد توم برّاك الى تصريحاته الاستفزازية التي تطالب لبنان بالاستسلام دون اي نقاش للمطالب الاسرائيلية، ويأتي تذكير برّاك بالخيار العسكري الإسرائيلي لتدمير ترسانة حز.ب الله في هذه الخانة، اي خانة الضغط على لبنان واستعجاله، تزامنا مع الغارات العنيفة جنوباً، كل ذلك على وقع تلويح بفرض عقوبات اميركية على معرقلي الحل التفاوضي في لبنان.

فمن دون مقدمات، اقتحم المبعوث الاميركي المشهد اللبناني، بحزمة تغريدات عالية السقف ضد حز.ب الله اولاً لنزع سلا.حه سريعاً، لأن خلاف ذلك فالمواجهة الكبرى واقعة مع «اسرائيل القوية» و«ايران الضعيفة»، وعزله سياسياً في الانتخابات وللسلطة السياسية في لبنان، وثانياً للاختيار فإما «انتهاز فرصة التجديد الوطني، أو البقاء غارقًا في الشلل والتدهور»، حسب تعبيره.

تهديدات برّاك

وكان برّاك قال في تغريدات على «اكس» انه «مع استعادة سوريا استقرارها مع جيرانها، بما في ذلك «إسرائيل» وتركيا، تُشكل هذه العملية الركيزة الأولى في الإطار الأمني الشمالي لإسرائيل، أما الركيزة الثانية فيجب أن تكون نزع سلا.ح حز.ب الله داخل لبنان، وبدء مناقشات أمنية وحدودية مع إسرائيل».

وفي منشور «وقح» تحدث من خلاله عن امن «اسرائيل»، رأى ان «خطوات سوريا الشجاعة نحو اتفاق حدودي، ونأمل أن يكون تطبيعا مستقبليا، تمثّل الخطوات الأولى نحو تأمين الحدود الشمالية لإسرائيل. ويجب أن يكون نزع سلا.ح حز.ب الله الخطوة الثانية». ونبه برّاك إلى ان «إذا لم تتحرك بيروت، فسيواجه الجناح العسكري لحز.ب الله حتما مواجهة كبرى مع «إسرائيل»… وفي المقابل، سيواجه جناحه السياسي، بلا شك، عزلة محتملة مع اقتراب انتخابات أيار 2026.»

ارتفاع وتيرة الاعتداءات

وتزامنا مع مواقف برّاك التصعيدية، نفذ الطيران المعادي ظهر امس سلسلة غارات جوية، وصلت الى ثماني غارات استهدفت مناطق مفتوحة وأودية في مناطق المحمودية، الجرمق ومجرى نهر الخردلي، وهي تقع عند اطراف بلدتي الجرمق ومزرعة الدمشقية الى الشرق من سهل الميدنة – كفررمان .

وألقت الطائرات المغيرة عددا من الصواريخ، التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في مناطق النبطية ومرجعيون والريحان واقليم التفاح، وتعالت سحب الدخان الكثيف التي غطت اجواء المنطقة المستهدفة، وتسبب باشعال حرائق عديدة في الاحراج. وعملت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية والهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية على محاصرته وإهماده.

وزعم المتحدث باسم جيش العد.و أفيخاي أدرعي انه تمة مهاجمة بنى تحتية لحز.ب الله في منطقة النبطية في لبنان.

وحلّق طيران العد.و فوق السلسلة الشرقية لقرى البقاع الشمالي. كما حلق على علو منخفض جدا فوق بيروت والضواحي. كذلك حلق الطيران المسيرعلى علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، وكذلك فوق القصر الجمهوري في بعبدا.

سجال جعجع – بري

داخليا، وفي سجال لن «يقدم او يؤخر» في مسار القانون الانتخابي، كتب رئيس حز.ب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس»، متوجها للرئيس بري بالقول» لا تستطيع اختزال المجلس النيابي بشخصك. إن قولك «إننا قد جربنا تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية السابقة لمرة واحدة وأخيرة، ولا إمكان على الإطلاق لتكرار هذا الأمر لمرة ثانية مهما علا الصراخ والضجيج»، هو قول يضرب المجلس النيابي، والنظام البرلماني، والنظام اللبناني، والديموقراطية، برمتها. دولة الرئيس، ربما في السنوات الأربعين الماضية لم يقل لك أحد ذلك، وأنا أقوله لك اليوم: إن من يقرر في المجلس النيابي هو الأكثرية النيابية، لا أنت، ولا أي شخص آخر بحد ذاته، مع كامل احترامنا لك ولكل شخص آخر. إما دستور وقانون ونظام، وإما شريعة الغاب. ولن نقبل بعد الآن شريعة الغاب. مع تحياتي، دولة الرئيس. على الاثر، نقلت مصادر عن بري قوله رداً على كلام جعجع: من أين لك هذا الكلام الذي نسبته إلي؟ ألم يعد في جَعبتك غير استصدار كلام عن لساني والجواب إليك. وفي رد على الرد، قال جعجع هذا أقصى ما كنت أتمناه. من هذا المنطلق، نحن في انتظار ان تُدرِج اقتراح القانون المعجل المكرر، الذي وقّعه 67 نائبا، على جدول أعمال أول جلسة تشريعية. ولك منّا ألف تحية…

نصيحة «التنمية والتحرير»

ووفق مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، لن تغير محاولات الضغط على الرئيس بري في موقفه لا اليوم ولا في المستقبل حيال القانون الانتخابي، لان من يظن انه يتعامل مع «اغبياء» فهو «واهم»، فكيف يمكن ان يعتقد احد ان الرئيس بري يمكن ان يقدم تنازلات «لخصومه»، كي يتقدموا على فريقه السياسي انتخابيا؟ لهذا، فالنصيحة للجميع ان يبدؤوا التحضير للانتخابات وفق القانون الحالي، كيلا يداهمهم الوقت. اما الضغط على الرئيس بري فلن يؤدي الى اي نتيجة، وما على «القوات» الا ان تتواضع، وتخيط بغير «هالمسلة»، لان الاسلوب مكشوف وغير مُجدٍ؟!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى