إغتراب

علي يحفوفي: رحيل مبكر لرجل العلم والقيم الإنسانية

 

حسن علوش – الحوارنيوز
لم تغيره الأيام ولا التحديات ولا التحولات. بقي المربي علي يحفوفي مصقولا بقيم التربية الوطنية لأب افنى حياته رجل أمن وقانون ونظام، وبقيم روحية شكلت جزءا لا يتجزأ من تكوين العائلة .فمنها خرج احد أبرز علماء الدين المؤسسين للمجلس الإسلامي الشيعى الأعلى سماحة الشيخ سليمان اليحفوفي، وبقيم العدالة وأحلام التغيير الديمقراطي في وطنه لبنان وفي أوطان العُرب.
ولد الراحل رجلا وغادرنا شاباً في عز عطائه.
في كل مراحل العمر، بقي “أبو حسين” صلبا شامخا كقلعة بعلبك التي نشأ بفيئ أعمدتها ونقياً نقاء مدينة الشمس، بعلبك.
من بلدته نحلة، إلى بعلبك حيث تلقى علومه الابتدائية والثانوية، فبيروت عاصمة العروبة ومهد حركات التحرر الوطني والقومي ومنصة التغيير والأحلام…
تأثر بأفكار المشروع النهضوي العربي وبنمو الفكر الناصري التحرري، لأنه كان مؤمناً بالمضمون الإنساني لكل فكر سياسي أو معتقد أو أيدلوجيا.
دخل “علي” الشاب الطموح كلية التربية في بيروت العام ١٩٧٢ وتخرج منها ليبدأ مسيرة العلم والتعلّم في آن، ومنها حمل طموحاته وتطلعاته إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث التحق في جامعة Tuldane University و University of Dayton لمتابعة تحصيله العلمي في اختصاصي البيولوجي وبتروكيمائي، ومن هناك أمضى خطواته الأولى نحو تحقيق حلم التعليم، حلم تعميم التنمية بالعلم، وتعميم المعرفة وتطوير الذات الشخصية والوطنية، في لبنان كما في اي بلد حول العالم.
بعد تجربة أكاديمية ومهنية في لبنان، حط في أنغولا من ثم في موزامبيق، لينشئ مدرسة هي اليوم من أفضل الصروح التربوية … مابوتو إنترناشيونال كولدج.
لم تكن المدرسة مشروعاً تجارياً، هي رسالة، كمثل العديد من البصمات التربوية التي خلفها ومضى مرتاحاً لإرث هو بمثابة الصدقة الجارية.
غادرنا فجأة، دون سابق إنذار، تاركا إرثاً تفخر به عائلته وسيبقى بذكراه الطيبة ما بقي علم وما بقيت حياة.
رسالة وأمانة ستحملها رفيقة دربه وعمره السيدة غيدا وأقماره الثلاثة: حسن، حسين ونعمات، وسط إحتضان العائلة والكثير من الأحباء.
راية “علي” ستبقى خفاقة، من حلم يتحقق إلى حلم يتكون، مسؤولية تتجدد.
علي يحفوفي رحل، ورحيله خسارة للإغتراب اللبناني وللبنان، عزاؤنا في سيرة طيبة وعائلة معطاء . إرث سينهل منه كل باحث عن علم وحب نجاح.
أسرة الحوارنيوز تتقدم من عائلته ومن شقيقه سعادة القنصل حسن يحفوفي، رئيس المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بأحر التعازي، سائلين المولى أن يتغمد الراحل فسيح جنانه ويلهم العائلة والأحباء الصبر والسلوان.
 
مرفق النعي كاملا

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى