سياسةمحليات لبنانية

إحذروا مقاتلا شريفا يسأل تحت زيتونة محررة..

د.أحمد عياش

وقف تحت زيتونة محرّرة، يفكر و يسأل نفسه، أين سيَدفن جثته المتعبة من الهرولة بين لقمة العيش و تأمين اشتراك الكهرباء و تأمين حاجته من الماء .

وقف يفكر ويسأل نفسه، لماذا لم تنجح قوى المقاومة مجتمعة من تأمين حلّ دائم لأزمة النفايات،ازمة بسيطة لا علاقة للعدو اللئيم بها .سمسرات واحتيالات،لا يريد ان يصدّق هذه الاشاعات المغرضة التي تستهدف قوى الممانعة!

محتار بأمره، بعد سنة سينهي ابنه البكر الدراسة الثانوية وما عدا الجامعة اللبنانية المحدودة المقاعد، كل الجامعات خاصة وتبغي الربح العظيم، الا امنياته فهي ترضى بالقليل وتقنع بأقلّ من المعقول .
كلما فكّر وسأل، إتهم نفسه بالعمالة:
"أيعقل ان اكون عميلاً لأني أفكر وأسأل؟"

قرّر وبسرعة ،فغداً سيتوجه الى مركز السجل العدلي ليطمئن انه ليس عميلا ً، فالاحتياط واجب.

وقف تحت زيتونة محرّرة يفكر ويسأل نفسه المتعبة من الأسئلة التي لا يجد لها إجابات. عشرون عاماً من التحرير، اربعة عشر عاماً من الانتصار المجيد، اين الجامعات؟ اين العيشة الكريمة؟ اين العلاقات الإيمانية الأخلاقية بين الناس؟ اين المحبة؟
ما دخل إدارة رسمية وما التقى بموظف الا وكان الشيطان ثالثهما ، ما جلس ليرتاح وليدردش مع أحد الا وكانت اخبار فضائح الناس ثالثتهما.

وقف تحت زيتونة محرّرة، يفكر ويسأل نفسه، ما توجه لمستشفى الا وكان تأمين المال شرطاً للعلاج، لا يمكن الوصول لأي هدف من دون الوقوف على ابواب محتكري الخدمات، ما الفرق بين تحرير وبين احتلال؟
إعتاد الأخ الرفيق زرع الأخوة والرفاق الشرفاء  جثثاً في الارض المحرّرة لعلّها تتحوّل لأشجار لا تثمر الا انتصارات وإبتسامات بدل الهزائم النفسية و الخيبات.
ما الفرق بين الانتصار و الهزيمة طالما الجدوى واحدة؟
أثقلته الخيبات، أتعبته التوسلات، مرّ ثلثي العمر ولم ينجح ان يكون له رصيد في المصرف يحميه من المفاجآت الغابرة إن دارت الأيام.
صحيح أنه يعيش على قدر الأحوال  لكن شرط عدم حصول أية مفاجآت، لا قدرة له على المفاجآت.

إن عاد العدو، عاد الى سلاحه،يا ليت العدو يعود ليعود الى قتاله، فقد نجح الاخ الرفيق في الحرب وفشل في السلم، في الحرب يحيى على الاماني ويرى كل الاخوان الرفاق سواسية، اما في السلم فقد تفرّق الاحباب وتمايزوا لتكثر الاسئلة ولتعمّ الخيبات .
قرّر  الا يفكر والا يسأل، خاف ان تتهمه نفسه بالعمالة للأعداء وهو من أشرف الناس.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى