انتخابات 2022سياسةمحليات لبنانية

..وأخيرا فعلها “الشيوعي” في مرجعيون – حاصبيا(حكمت عبيد)

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز – خاص

يحتل الحزب الشيوعي اللبناني موقعاً متميزا في خارطة القوى السياسية في قضائي مرجعيون وحاصبيا اللذين يشكلان دائرة انتخابية واحدة مع بنت جبيل والنبطية.

له في ذاكرة، من يوافقه رؤيته السياسية ومن لا يوافقه، حيز من الإحترام على دوره التاريخي في المقاومة والتصدي للإعتداءات والأطماع التاريخية للعدو الإسرائيلي .

له محازبوه وأنصاره في معظم قرى القضائين، ورغم حضوره الشعبي الوازن كان ممنوعا عليه أن يتقدم نحو الندوة البرلمانية منعا لتكريس هذا الوجود وتعزيزه.

لكن انتخابات 2022 قالت كلاما آخر في مرجعيون وحاصبيا، وقد نجح الحزب بتكوين لائحة متماسكة أعطته حاصلا وكادت أن تأتي بالحاصل الثاني…

لقد أدار الحزب معركته بحنكة ومنح قيادات المناطق هامشا كبيرا من حرية القرار، فأفضت النقاشات الداخلية الى ترشيح طبيب العيون الياس جرادة، وهو مستقل من بيت شيوعي محبوب من ابناء المنطقة، ولم يكن يوماً بعيدا عن ادبيات الحزب ومواقفه.

الطبيب الياس جرادة

كان اختيار جرادة موفقا لأن التقديرات الأساسية كانت تجمع على أن الحلقة الأضعف في لائحة الأمل والوفاء، كان موقع النائب أسعد حردان نظرا للإنقسامات التي أصابت الحزب القومي السوري من ناحية، ولتراجع حضوره الشخصي سياسيا وشعبيا وخدماتيا في المنطقة من ناحية ثانية.  

لقد توحّد الشيوعي حول جرادة وانقسم القومي حول حردان، فكانت النتيجة أن تأمّن حاصل استفاد منه جرادة.

النائب الفائز جرادة ليس مزعجاً للثنائي الوطني. ويقول مقربون من الثنائي أن جرادة “آدمي ونظيف ووطني وله تاريخ مشرف من العمل الوطني والإنساني، وموضع تقدير مختلف البيئات والمكونات في المنطقة”.

 يمكن إستثناء حزب القوات اللبنانية من تقدير المصدر المقرب من الثنائي. فالقوات أعطت توجيهات واضحة لمنع التصويت لصالح جرادة، “وكادت أن تعطي توجيهات بدعم لائحة بري” منعا لوصول جرادة الذي يشكل تهديدا لمصالحها ولتمثليها اللاحق للمجتمع المسيحي. فهي لا ترتاح لأن يأتي نائب غير مذهبي لتمثيل المناطق المسيحية.

واخيرا فعلها الشيوعي ونال بعضا من تعب وتضحيات، فهل يشكل جرادة نموذجا من أداء مختلف يؤسس لتنامي دور الحزب، ليس في الجنوب فحسب بل في لبنان، أم تكون دورة 2022 “فلتة شوط” وضربة حظ؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى