سياسةمن هنا نبدأ

أيام قليلة فاصلة ..(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

يوما بعد يوم، تصبح الصورة أكثر وضوحاً. حرب غزة التي بادرت إليها حركة حماس كانت رسالة استباقية لما كان سيقدم عليه العدو الاسرائيلي بغطاء أميركي – أوروبي غربي.

تحصنت حماس بمئات الأسرى وبإظهار قوة نوعية لوجستية وعسكرية. في المقابل فوجيء الجميع، لاسيما العدو بالمباغتة “الحماسية” ووضعهم أمام خيارين خاسرين: حرب “القطبة الأخيرة” والتي تستهدف شطب غزة عن الخارطة وإزالة العوائق الأخيرة من أمام مشروع “قناة بن غوريون” ومن أمام “طريق السلام العالمي”.

وشطب غزة هو الإشارة  الحاسمة لتهويد الضفة وبالتالي تحقيق حلم تهويد كامل الأراضي الفلسطينية وتطهيرها ( من طهارة) من “دنس العرب”… والتطهير هذا جزء من المعتقد الديني الراسخ للحركة الصهيونية التي تحكم دولة الاحتلال، كحلم عميق.

لا حاجة للعودة إلى الأدبيات المؤسِّسة  للحركة الصهيونية لإدراك البعد الاستراتيجي والأيدولوجي للعدوان التدميري ولحرب الابادة التي تنفذ عن سابق تصور وتصميم في غزة وبعدها ستنفذ في الضفة الغربية.

في الفكر الصهيوني – الديني والسياسي لا شيء اسمه فلسطين، بل هناك مشكلة فلسطينية وعلى العرب حلها ،إما بواسطة مصر ( توطين الفلسطينيين في سيناء) وإما في الأردن أو في كلاهما.

أما أرض الميعاد فهذه وعد الله لبني اسرائيل ووعد الله لا يتجزأ ولا يحتمل دولتين ( طاهرة ومدنّسة). ويسأل المغالون الصهاينة: كيف لنا أن نمنح أرضا كتبها الله بإسمنا إلى آخرين؟.. نحن لا نخالف وعد الله!

لهذا كله، وأمام هذا التزوير الفاضح للكتب السماوية وللتاريخ، وأمام تخاذل الأنظمة العربية ، تجد الشعوب العربية ومقاوماتها نفسها أمام حرب وجودية، لا كمقاومة، بل كشعوب حرة ودول مستقلة.

بعد نحو ١٧ يوما من العدوان الاجرامي تقترب دولة الاحتلال من تأمين غطاء دولي لحربها الكبرى، رغم أنها لم تفلح في تحييد لبنان ولا أي ساحة من الساحات التي تحتضن مقاومات عربية – إسلامية وعلمانية.

لذلك فإن التوقعات الأكثر رجحانا هو أننا أمام ثلاثة أيام فاصلة لحرب كاسرة. والاستعدادات باتت مكتملة على كلا الجبهات.

الاستثناء الوحيد لهذا الخيار يكمن في تسليم نتنياهو بهزيمته سياسياً بعد الإصابة البليغة التي حققتها حماس ميدانياً، فيفتح  الباب لتسوية يخرج منها إلى السجن…!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى