سياسةمحليات لبنانية

وحدتنا الوطنية.. السلاح الأقوى

 

 

بقلم النائب محمد خواجة*
إسهاماً في توثيق عروة وحدتنا الإسلامية والوطنية، سطّرنا نصّاً مقتضباً، تلبية لرغبة "المركز الثقافي الإسلامي" الناشط طوال نصف قرن، والمشع ثقافةً وتنويراً على مساحة الوطن وفي القلب بيروت. بيروت الحرف والشرائع وأشرعة الصواري المبحرة عميقاً في ثنايا التاريخ. بيروت المقاومة التي لفظت الغزاة الإسرائيلين خارج الأسوار. بيروت صدى أحلام العرب وصوت قضاياهم، لتبقى فلسطين المبتدأ والخبر.
لقد جنح اليراع بإتجاه بيروت، كونها حاضنة اللبنانيين بتنوع أطيافهم وألوانهم، ومجسدة وحدتهم الوطنية التي من دونها تذهب ريحُنا وتتنازعُنا الأهواء والأوهام، فلا نحصد جراءها سوى الدماء والدموع. والتاريخ القريب خير شاهد؛ فالحرب الأهلية التي انخرطنا في آتونها، قبل نصفٍ وأربعة عقود، لا تزال جروحها معلقة على جدران الذاكرة.
اليوم، نحن بأمسّ الحاجة الى وحدتنا، سلاحنا الأقوى لجبه مخاطر العدوانية الإسرائيلية والحصار الأميركي غير المعلن، بالتساوق مع أزمات بنيوية: اقتصادية مالية معيشية بيئية وهدر وفساد… أزماتٌ لم يسبق أن واجهنا مثيلاً لها، منذ تأسيس الكيان اللبناني.
إن مغادرة مرارة الواقع وفتح بوابات التغيير، مرتبطٌ بتضافر جهود الشرفاء من دعاة الإصلاح والنخب المجتمعية، وطليعتها المنارات الثقافية العاملة على تعزيز قيم التسامح ونبذ الخلافات وتحصين الوحدة الوطنية التي ستبقى عرضةً للإهتزاز، ما دام النظام الطائفي قابضاً على حاضر اللبنانيين ومستقبلهم.
ولن نلج طريق الخلاص الا بالتفكيك التدريجي لمنظومة التحكم الطائفي، عبر قانون انتخاب قوامه النسبية والدائرة الكبرى، ليكون معبراً نحو الدولة المدنية. دولة العدالة والرعاية والمواطنة واقتصاد الكفاية المنتج…
*عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية.
– نص نشر على موقع "المركز الثقافي الإسلامي" -بيروت

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى