رأي

موقف القوات من سوريا إمتداد لموقفها من القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي

يقدم حزب القوات اللبنانية موقفه من مسألة العلاقة مع سوريا والنازحين السوريين من قاعدتين:
الأولى أن حزب القوات لا يريد أي شكل من أشكال العلاقة مع النظام السوري حتى لا يكسر قاعدة الحياد والنأي بالنفس والإبتعاد عن صراع المحاور في المنطقة.
والثانية: أنه حريص على عودة آمنة وطوعية للنازحين على ألا تكون هذه العودة بوابة من أبواب "تطبيع" العلاقة من الدولة السورية.
أن موقف حزب القوات في رفضه المطلق لأي تواصل مع السلطة السورية تحت عنوان النازحين أو غيره من العناوين ،إنما ينسجم مع الموقف التاريخي للقوات اللبنانية من سوريا على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي.
إن عدم قيام توازن في السلوك الرسمي أو القواتي بين معسكري الصراع في المنطقة هو إنحياز بذاته إلى محور دون آخر.
يأتي موقف القوات في السياق الطبيعي للأدبيات التاريخية لحزب القوات اللبنانية في ما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. فالقوات ترى في النموذج الساداتي ( كامب دايفد)  بأنه خشبة الخلاص للبنان، وإن إضطرنا الأمر لتأجير جبل الشيخ ومزارعه إلى الدولة الإسرائيلية إسوة بما حصل في دول عربية!
إن موقف القوات هذا يؤكد أنها كفصيل سياسي ما تزال أداة من أدوات المشروع الأميركي في مواجهة الحق العربي والفلسطيني والسوري واللبناني بإستعادة كامل التراب الوطني وصون السيادة بالقوة الذاتية، بعد أن ثبت أن منظمة الأمم المتحدة إطار فاقد القدرة على تطبيق القرارات الدولية، لا بل بات أداة من أدوات التبرير للغطرسة الأميركية في المنطقة.
   للقوات اللبنانية حرية التعبيرعن مواقفها، لكن الخوف كل الخوف أن تستدرج بموقفها هذا المزيد من العدوان الإسرائيلي على لبنان وإستمرار الحصار الجزئي الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية على لبنان من خلال ما يسمى بالعقوبات ومكافحة الإرهاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى