دولياترياضة و شبابسياسة

معايير أوروبية مزدوجة ومتناقضة في الموقف من سوريا: الاشتراكي الديمقراطي السويدي نموذجاً(طلال الإمام)

طلال الامام – استوكهولم

كتب الصحفي السويدي پاتريك پاولوڤ مقالة تكشف النقاب عن اتفاق وقعه الحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي مع النائب في البرلمان السويدي أمينة كاكاباڤي.

ويقول  پاولوڤ إن خبر الاتفاق هذا “لم يأخذ حقه في الاعلام يوم أمس في ظل التطور السياسي المضطرب في البلاد” .

ويضيف: “في حديثها أمام البرلمان السويدي قبل التصويت لرئيس الوزراء، كشفت المنشقة (عن حزب اليسار )  أمينة كاكاباڤي أنها وقعت اتفاقية مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي لدعم الحزب الكردي PYD وما يسمى بالحكم الذاتي في شمال شرق سوريا ، المعروف أيضًا باسم روجافا. .

 ربما كان الاتفاق مطلبًا من جانب كاكاباڤي  للإدلاء بصوتها لصالح ماجدولين  أندرسون مرشحة الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمنصب رئيس الوزراء .

  قام  الاشتراكيون الديمقراطيون  بنشر نص الاتفاقية. إنه بيان سياسي غريب من عدة نواحٍ. نورد ادناه وباقتضاب بعض الملاحظات :

  • ورد في البيان أن الحكم الذاتي الذي يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي مهم في الشرق الأوسط ، وبالتالي يجب أن يستمر في تلقي الدعم.  لم يتم ذكر كلمة واحدة أن المنطقة هي رسميًا جزء من دولة ذات سيادة  اسمها سورية .  هل الموقف من الحكم الذاتي يعني أن الاشتراكيين الديمقراطيين يؤيدون تقسيم سوريا؟  هذا الطريق لن يؤدي إلى السلام.

  • لم يُذكر أي شيء عن ان الحكم الذاتي يعتمد  على الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي في المنطقة.  وجرت الإشارة في البيان  إلى إرهاب داعش ، دون الاشارة الى أن الحرب الأمريكية والأعمال التخريبية في المنطقة هي التي ساهمت في ظهور حركات إرهابية مثل داعش والقاعدة.

  • يساعد البيان على إعادة إنتاج الصورة المشوهة لسوريا ومحاربة الإرهاب  في العالم الغربي.  صحيح أن وحدات حماية الشعب التي يقودها الأكراد قدمت تضحيات كبيرة في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.  لكن لا يمكن الحديث عن محاربة الإرهاب في سوريا من دون الإشارة إلى أن الحكومة السورية قدمت تضحيات جسيمة ولعبت في الواقع دورًا أكبر في صد إرهاب داعش والقاعدة.

  • أخيراً ، موضوع إعادة الإعمار بعد الحرب.  يعتقد الحزب الاشتراكي الديموقراطي السويدي وكاكاپاڤي ان على السويد تقديم الدعم لاعادة  إعمار شمال شرق سوريا . طبعاً يحتاج سكان المنطقة إلى المساعدة لاعادة اعمار  ما تم تدميره خلال الحرب.

 لكن لماذا يجب أن يتلقى جزء صغير من الشعب السوري الدعم بينما غالبية الشعب ، أي جميع السوريين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ، يعاقبون في نفس الوقت بعقوبات اقتصادية شديدة؟  الحقيقة أن هذه العقوبات تمنع إعادة الإعمار وتدفع ملايين الناس إلى الفقر.

  لذلك يمكن القول ان الاشتراكيين الديمقراطيين متواطؤون بشكل واضح .  وعاما بعد عام ، اجتمع وزراء خارجية الحزب الاشتراكي الديمقراطي مع نظرائهم في الاتحاد الأوروبي وصوتوا لصالح تمديد  العقوبات المؤلمة ضد سوريا.

 ماذا لو ان كاكاباڤي  قد ضغطت بدلاً من ذلك على الاشتراكيين الديموقراطيين للعمل من اجل رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا ؟ لو تم ذلك لكان دعماَ لجميع  الذين قاتلوا وعانوا من  الإرهاب، كما أفاد الأكراد وجميع الجماعات العرقية الأخرى التي تعيش في شمال شرق سوريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى