سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ملف النازحين السوريين إلى الواجهة مع استئناف الخماسية تحركها الرئاسي .. لكن الآمال معلقة على أجواء المنطقة

الحوار نيوز – خاص

عالجت الصحف الصادرة اليوم في افتتاحياتها موضوعين رئيسيين : ملف النازحين السوريين الذي تقدم على ما عداه ،وتحرك اللجنة الخماسية باتجاه الملف الرئاسي . لكن أي تقدم في هذين الملفين يبقى مرهونا كما يبدو بآفاق الجو المشحون في المنطقة.

 

الأخبار عنونت: ملف النازحين إلى صدارة الاهتمام الحكومي: «الخماسيّة» تستأنف تحرّكها بلا أمل

 وكتبت صحيفة “الأخبار”: قفزت أزمة النازحين السوريين إلى صدارة الاهتمام، وإن في المرتبة الثانية بعد جبهة الجنوب التي تثير مخاوف من إمكانية انفجارها على وقع تعثّر مسار الهدنة في غزة. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قد تحدث أمام مجلس الوزراء، قبل أكثر من أسبوع، عن «ملامح أزمة ديبلوماسية مع قبرص، بعدما هاجمت صحف قبرصية لبنان على خلفية وصول نازحين الى الجزيرة بطريقة غير شرعية». غير أن حادثة خطف منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان وقتله على يد عصابة سورية، وما تبع ذلك من حملة قواتية على النازحين وتعرّض عمال سوريين لاعتداءات وسحل على يد مناصرين للقوات، جعلت هذا الملف أساسياً على طاولة اللقاء الوزاري التشاوري الذي دعا إليه ميقاتي أمس للبحث في آخر التطورات المتصلة بالأحداث الإقليمية ووضع الجنوب، وبملف اللاجئين السوريين قبيل موعد انعقاد مؤتمر بروكسيل نهاية أيار المقبل، في ظل سعي لبنان للعمل على خطة لتأمين إعادة أعداد منهم إلى سوريا.وقالت مصادر وزارية إن «الموضوع الإقليمي لم يأخذ حيّزاً كبيراً من النقاش، وإن ملف النازحين السوريين استغرق معظم وقت اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين، شرح خلالهما الرئيس ميقاتي التطور الأخير المرتبط بهذا الملف، ألا وهو الموقف القبرصي». وأطلع ميقاتي الوزراء على حيثيات زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في الثامن من الشهر الجاري، للبحث في تزايد أعداد المهاجرين السوريين غير الشرعيين من لبنان إلى الجزيرة، وطلب قبرص من الاتحاد الأوروبي التدخل لإجبار السلطات اللبنانية على منع قوارب المهاجرين من المغادرة إلى الجزيرة. وأوضح ميقاتي أنه طلب من الرئيس القبرصي تغيير التصنيف الأوروبي لسوريا باعتباره بلداً غير آمن، ووقف المساعدات التي تعطى للسوريين عبر منظمات المجتمع الدولي، سائلاً «كيف لنازح أن يعود الى بلاده فيما هو يحصل على أضعاف ما يُمكن أن يحصل عليه من مساعدات في بلده».
وأثار وزير العمل مصطفى بيرم مسألة التصنيفات القانونية وضرورة التمييز بين «العمالة التاريخية التي يحتاج إليها لبنان وبين المهن المحصورة باللبنانيين»، طالباً «إرسال كتاب إلى وزارة الداخلية في هذا الشأن لتعميمه على المحافظين». وأكد أن التصنيفات «من صلاحية الدولة وليست من صلاحية الجمعيات». كما أثار معضلة تتعلق بالتدخلات في القضاء، «وخصوصاً حين ترفض الوزارة منح إجازة عمل لبعض السوريين ويقوم الأمن العام بإغلاق محالّ بالشمع الأحمر، إذ تحصل تدخلات قضائية وتتم إزالتها أحياناً من دون التنسيق مع الوزارة».
من جهة أخرى، وفيما يتوقع استئناف اللجنة الخماسية جولة مشاوراتها بهدف تعبيد الطريق لعقد حوار تليه جلسات انتخاب، أبدت أوساط سياسية واسعة الاطلاع شكوكاً متزايدة في إمكان إحداث أيّ ثغرة في ظلّ التطورات الإقليمية التي تزيد من قتامة المشهد. وعبّرت المصادر عن خشيتها من الأحداث المتسارعة، وخصوصاً بعدَ الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وما يُمكن أن تتركه من انعكاسات على مواقف القوى الداخلية وترجمتها بسقوف مرتفعة تجعل من أيّ حلحلة داخلية أمراً صعباً للغاية. ويأتي هذا التحرك، بالتزامن مع زيارة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى الولايات المتحدة ولقائه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين للبحث في وضع جبهة الجنوب ومواكبة الاتصالات الديبلوماسية للوصول إلى تسوية تنتج رئيساً للجمهورية. وتفيد المعلومات بأن اللقاء يهدف الى تحقيق تقارب في المواقف الأميركية والفرنسية حول الملف اللبناني.
وزارت السفيرة الأميركية ليزا جونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل الاجتماع الذي تعقده اللجنة اليوم في منزل السفير المصري في دوحة الحص. ويفترض أن تزور اللجنة بنشعي غداً للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على أن تلتقي قريباً كتلة الاعتدال الوطني، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بغياب السفيرة الأميركية، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بغياب جونسون والسفير السعودي وليد البخاري.
والتقت كتلة «الاعتدال» أمس كتلة «الوفاء للمقاومة» لتسلّم جوابها في شأن مبادرة التكتل الرئاسية. وأكدت «الوفاء للمقاومة» موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومن دون قيد أو شرط.

 

 


النهار عنونت: “حزب الله” عن الرئاسة: شرطنا الحوار بلا شروط

 وكتبت صحيفة “النهار”: يتقدم ملف النازحين السوريين على ما عداه، نظرا الى خطورته المتفاقمة على مجمل الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل امتناع اوروبي عن المساعدة في هذا المجال، خصوصا من قبل فرنسا والمانيا اللتين تتشددان حيال محاولة لبنان فرض عودة النازحين الى بلادهم، بعد التأكد من وجود مناطق امنة في الداخل السوري. وهذا الموضوع اثاره الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء امس في السرايا، في لقاء تشاوري شهد ، وفق مصادر وزارية لـ”النهار”، مواقف تصعيد من عدد من الوزراء طالبوا بالتشدد في هذا الملف وتنفيذ اجراءات عقابية مشددة تجاه المخالفين من النازحين واعادة السجناء منهم الى بلادهم. كما اقترح بعضهم الطلب الى الدول المعرقلة للحلول ترحيل ما امكن من النازحين اليها.

وبحث المجتمعون في آلية تصنيفهم بين نازح شرعي وغير شرعي، وأوصوا بتطبيق القوانين اللبنانية على الجميع من دون الاخذ في الاعتبار الوظيفة الحالية للنازح، والتعميم على المحافظين بإقفال كل المؤسسات المخالفة. والطلب من النيابة العامة التمييزية، عبر وزارة العدل، حصر المراجعات الخاصة بالسوريين بالمدعين العامين الاستئنافيين، للحد من التدخلات الحاصلة في هذا الصدد، والبحث في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وإمكان ترحيل السوريين منها وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الأجراء، إضافة الى تأكيد وجوب تنفيذ القرارات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية والبلديات المتعلقة بموضوع النازحين السوريين.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي استعاض عن جلسة مجلس الوزراء التي لم تتهيأ ظروف انعقادها، بلقاء تشاوري في التطورات الأمنية الأخيرة، في السرايا الحكومية، شارك فيه 16 وزيراً بينهم الوزراء المحسوبون على “التيار الوطني الحر”: الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار والعدل هنري خوري. وهي المرة الاولى التي يدعو فيها ميقاتي الى جلسة حكومية قبل ترصد الحاضرين والمسافرين وعدد المشاركين من الوزراء. وقد تبين له وجود 5 منهم خارج البلاد. واتفق في نهاية الاجتماع على تأليف لجنة متابعة لاعداد ورقة عمل رسمية قوامها وزراء العدل والخارجية والشؤون والبيئة.

وعلمت “النهار” ان اللقاء التشاوري لم يتطرق الى موضوع الانتخابات البلدية التي يمكن ان يكون المخرج لتأجيلها في جلسة نيابية ستتم الدعوة اليها بعد اجتماع لهيئة مكتب المجلس غدا الاربعاء يحدد جدول اعمالها.

وفي معلومات لـ “النهار” في هذا المجال ان وزراء فاتحوا الرئيس ميقاتي في موضوع البلديات المنحلة، وكيفية معالجة المشكلة في حال التمديد للمجالس القائمة، وطرحت افكار عدة منها العودة عن الاستقالة واعادة تفعيل المجالس او التفكير في تعيين لجان بلدية في اشراف القائمقامين مهمتها تصريف اعمال البلديات.

وقد دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الى التصدي لتأجيل الاستحقاق البلدي لان “محور الممانعة وحلفاءه وبالأخص “التيار الوطني الحر” لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر. إن البلديات هي السلطات شبه الوحيدة التي ما زالت قائمة لتلبية حاجات المواطن الذي يلجأ إليها في السراء والضراء. ” ودعا “الكتل والنواب جميعا، وبخاصة “التيار الوطني الحر”، إلى عدم المساهمة في التمديد الجديد، علما ان جزءا كبيرا من البلديات أصبح محلولا، والجزء الآخر منها مشلولا، والباقي “أكل الدهر عليه وشرب”.

الرئاسة

رئاسيا، يشهد الملف اعادة تفعيل حركة المشاورات، ويستأنف سفراء اللجنة الخماسية اليوم اتصالاتهم بالقيادات السياسية اللبنانية، بعد توقف فرضته إجازة عيدي الفصح والفطر.

ومن المقرر أن يستضيف السفير المصري علاء موسى في دار سكنه في محلة دوحة الحص اعتباراً من ظهر اليوم، اجتماعات السفراء بعدد من الكتل النيابية.

وتردد ان وفد سفراء الخماسية يزور بنشعي غداً للإجتماع برئيس “تيار المردة” المرشح الرئاسي سليمان فرنجيه، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. كذلك يلتقي كتلة “الوفاء للمقاومة” في غياب سفيري اميركيا والسعودية. كما يجتمع في الأيام القليلة المقبلة برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في غياب السفيرة الأميركية.

وامس زار وفد من تكتل “الاعتدال الوطني” كتلة “الوفاء للمقاومة” في مقرها، حيث تسلّم منها جوابها في شأن مبادرته الرئاسية.

وافيد ان “الوفاء للمقاومة” ابلغت وفد التكتل “موافقتها على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون قيد أو شرط”.

كرامي

الى ذلك، برز اقتراح جديد قديم، يلوح بانتخابات نيابية مبكرة، عبر عنه رئيس تيار “الكرامة” فيصل كرامي، عبر “اكس”: “امامنا ٣ خيارات، الخيار الاول هو ان نذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة وهذا الخيار لن ينجح بفعل الموزاييك في المجلس النيابي.

‏والخيار الثاني هو العودة الى اجراء الحوار كما طرحه الرئيس نبيه بري ينتج توافقاً على اسم الرئيس، واذا لم ينجح هذا الخيار.

‏فإننا لن نجد امامنا سوى الخيار الثالث المتمثّل باجراء انتخابات نيابية مبكرة مع تعديل قانون الانتخابات كي لا يستمر فرز المواطنين طائفيا”.

الميدان

تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان فشن الطيران الحربي الاسرائيلي 5 غارات على أطراف بلدات الضهيرة والناقورة وعلما الشعب.

ونفذ غارتين استهدفتا طريق علما نقطة ٤٤ والضهيرة علما ما ادى لقطع الطريق من الجهتين لبعض الوقت قبل ان تقوم فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية وجمعية الرسالة للاسعاف الصحي بردم الحفرة بالتنسيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل.

ونفّذ الطيران الحربي غارات وهمية فوق قرى قضاء صور والساحل البحري.

وأفادت “الوكالة الوطنية” بأن الطيران الحربي المعادي أغار على ثلاث دفعات، مستهدفا بئر المصلبيات في بلدة حولا. كما شن غارة ثانية على المكان ذاته.

وتزامنا، اغار الطيران الحربي على منزل عند أطراف بلدة مجدل زون في القطاع الغربي، وافيد عن سقوط جريحة جراء الغارة نقلت إلى أحد مستشفيات صور للمعالجة.

والى ذلك، استهدفت المدفعية الاسرائيلية عند الخامسة والثلث من مساء امس اطراف بلدة حانين بالقذائف الثقيلة. كما طاول القصف المنطقة الواقعة بين بلدتي رميش وعين ابل.

واعلن الجيش الإسرائيلي مساء: “هاجمنا مبانٍ تابعة لـ”حزب الله” في مركبا ومجدل زون وجبل بلاط والحمرا في جنوب لبنان”.

وكان الجيش الاسرائيلي اعلن عن “إصابة 4 جنود من لواء غولاني أحدهم في حالة خطرة جراء انفجار عند الحدود الشمالية مع لبنان”. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: الإنفجار الذي إستهدف جنود وحدة غولاني حصل داخل الأراضي اللبنانية بعد محاولة القوات الإسرائيلية العمل على بُعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل.

واعلن حزب الله انه “وبعد متابعة ‏دقيقة وتوقع لتحركات قوات العدو زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عددا من العبوات الناسفة في ‏منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية وعند تجاوز قوة ‏تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم الى موقع العبوات تم تفجيرها بهم مما أدى الى وقوع أفرادها ‏بين قتيل وجريح”.

ومساء اعلن حزب الله في بيان استهدافه “تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”.

كما اعلن استهدافه “انتشارا لجنود العدو الإسرائيلي في حرش حانيتا بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية ‏واصابوه إصابة مباشرة”.

واستهدف ايضا “‏موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية ‏واصابوه إصابة مباشرة”.

 


الجمهورية عنونت: جو المنطقة مشحون.. والداخل ترقّب وقلق.. و”الخماسية” بين التناقضات

 وكتبت صحيفة “الجمهورية”: الجوّ العام مشحون باحتمالات لا حدود لها، يصعب معها تقدير أيّ صورة سيرسو عليها مشهد المنطقة، والاتجاه الذي ستسلكه بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل. وما يسمّك من كثافة الغمامة الحاجبة للرؤية، سيل التكهنات والقراءات المتناقضة لهذا الحدث، التي تتضارب بين من قال بأنّ ما جرى قد نقل المنطقة من الغليان على حافة الهاوية، الى الفوران في قعرها، وقائل بأنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل قد يسرّع في ربط خيوط تسوية تبرّد أو توقف الحرب الدائرة منذ تشرين الأول الماضي.

صورة قاتمة

وبمعزل عن الترويج الايراني لنجاح الهجوم، التبخيس الاسرائيلي به والتقليل من شأنه والقول بفشله بالتزامن مع فرض الرقابة العسكرية الاسرائيلية تعتيماً كاملاً على ما حصل، فإنّ الثابت الوحيد في هذا المشهد المشحون، هو أنّ اللغة الحربيّة هي الطاغية على امتداد المنطقة، وكل العالم مستنفر رصداً للميدان وما قد يشهده من تطوّرات وتداعيات، في موازاة التوعدات والتهديدات المتبادلة بين إيران واسرائيل على نحو يوحي بأنّ الأمور على وشك الانهيار نحو مواجهة اوسع وأشمل، فيما انضبطت واشنطن على خط المساعي وتشجيع الوساطات لاحتواء التصعيد وصياغة الضوابط المانعة انجرار المنطقة الى حرب واسعة تخرج عن السيطرة.

مرحلة مختلفة

مما لا شك فيه، أنّ الضربة الإيرانية شكّلت حدّاً فاصلاً بين مرحلة شهدت حرباً غير مباشرة بين إيران وإسرائيل على مدى 40 عاماً، ومرحلة جديدة مختلفة عمّا قبلها، باتت فيها الحرب بين طهران وتل ابيب، «من دون قفازات»، وفق توصيف صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، و»خرجت فيها المواجهات بينهما من الظل ومن خلال الوكلاء إلى العلن بشكل صريح ومباشر. وإنّ الردّ (الإسرائيلي على الهجوم الإيراني)، يمكن أن يقود إلى تصعيد كبير في المنطقة». على ما اورد موقع «بوليتيكو» الأميركي.

ترقب وقلق

وإذا كانت المستويات السياسية والإعلامية الدوليّة على اختلافها، تواكب تطوّرات الميدان الإيراني – الإسرائيلي لحظة بلحظة، وتركّز على احتمالات الردّ الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، وخصوصاً انّ المستويات الإسرائيلية السياسية والعسكرية تتحدث عن ردّ حتمي على إيران، وهو الأمر الذي يعزز الخشية من تدحرج الامور إلى ردّ، ثم إلى ردّ على الردّ، وهكذا دواليك في مسار تصاعدي نحو السقوط في ما هو أدهى، فإنّ لبنان بكلّ مستوياته، يراقب هذا المشهد بحذر شديد، وقلق بالغ من أن يتشظّى بشراراتها ويُجرّ إلى آتون حرب لا يريدها، بل لا يحتملها.

القلق واجب

حول هذا الامر، لا يلغي مرجع سياسي من حسبانه احتمال أن تلجأ إسرائيل إلى التصعيد، وقال لـ»الجمهورية»: «عنصرا القلق والاطمئنان متساويان بالنسبة لي، فبالنسبة الى تقييم الضربة الإيرانية، فلا شك أنّها فرضت قواعد اشتباك جديدة بين إيران وإسرائيل، التي على لسان مستوياتها السياسية والعسكرية فوجئت بحجمها. ما يعني انّ على اسرائيل أن تعدّ للعشرة وتأخذ العبرة قبل أي عمل عدائي ضدّ طهران. ويبدو أنّ واشنطن كانت اول من قرأ نتائج الضربة الإيرانية، ولذلك سارعت الى احتواء نتائجها وثني اسرائيل عن أي محاولة لمفاقمة التصعيد».

ولكن في مقابل ذلك، يضيف المرجع عينه: «لا يُؤمّن لإسرائيل وكل شيء متوقع منها، فهي تسعى الى الحرب الواسعة، واستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، كان الشرارة التي جرّت ايران الى الردّ عليها بالهجوم الصاروخي والمسيّر على اسرائيل، وغبي من يعتقد أنّ إسرائيل لم تضع في احتمالاتها أنّ إيران لا يمكن أن تمرّر استهداف القنصلية. وبناءً على ذلك، يجب ألّا نُخرج من حسباننا إقدام إسرائيل على عمل جنوني».

ومضى المرجع يقول: «انّ الأجندة الحربية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو كشفت منذ بداية الحرب على قطاع غزة، أنّ غايته جرّ العالم إلى تغطيته في حرب واسعة لضرب محور المقاومة الذي تقوده ايران، مستفيداً من الاحتضان الدولي لإسرائيل بعد عملية «حماس» في 7 تشرين. وكما هو معلوم فإنّ غايته هذه أحبطتها الولايات المتحدة الأميركية بفرضها على إسرائيل إبقاء دائرة الصراع محصورة في نطاق غزة. وواشنطن كما باريس مارستا ضغوطاً كبيرة على اسرائيل لمنعها من توسيع الحرب في اتجاه لبنان. إلّا انّ ما يُخشى منه اليوم هو أن يعيد نتنياهو الكرّة ويستغل الدعم والاحتضان المباشر الذي تلقّته اسرائيل من حلفائها بعد الضربة الإيرانية، ويحاول إشعال فتيل حرب واسعة في المنطقة، تمتد من ايران الى لبنان».

احتمالات الحرب ضعيفة

على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، تقاطع القراءات الديبلوماسية عند «ضعف احتمالات الحرب والمواجهات الواسعة، وتبرز هنا قراءة مصدر ديبلوماسي رفيع في باريس لما حصل، حيث قال بداية لـ«الجمهورية»: «انّ ايران بهجومها على إسرائيل لم تخاطر بأمن المنطقة فحسب بل بالامن والسلم العالمي»، ليضيف أنّه « في موازاة هذا العمل العسكري الإيراني المدان على إسرائيل، فإنّ الجهود الديبلوماسية الاميركية والفرنسية تتحرك بشكل مكثف لكسر احتمالات حرب لا مصلحة لأي طرف فيها، وللانعطاف نحو تسوية سياسية عاجلة للصراع القائم».

وفي موازاة ذلك، أبلغ ديبلوماسي عربي إلى «الجمهورية» قوله، انّه لا يرجّح تصاعد الامور الى حدود دراماتيكية، «لا اعرف كيف سيكون عليه ردّ فعل اسرائيل على الضربة الإيرانية، ولكن اعتقد أنّ كل الاطراف المعنية بهذا الصراع، قرأت هذا الحدث بتمعن شديد، وخصوصاً انّ الردّ الايراني كان مدروساً ومضبوطاً، انما لم يكن متوقعاً بهذا القدر والحجم. والأهم من كل ذلك، هو انّه لولا شراكة الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها في التصدّي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية قبل وصولها الى أهدافها في اسرائيل، لكان الأمر كارثياً».

وقال المصدر رداً على سؤال: «أعتقد أنّ فسحة كبيرة أُعطيت للجهود الديبلوماسية لمنع الكارثة. والموقف الاميركي شديد الوضوح ولا يحتمل أي اجتهادات، فواشنطن تبدو جادة جداً في منع تفاقم التصعيد، حيث انّها من اللحظة الاولى مارست ضغوطاً هائلة على اسرائيل وضبطت الامور تحت السقف الاميركي الذي لا يريد الحرب، والرئيس الاميركي جو بايدن أعاد بالأمس تأكيد التزام واشنطن وعزمها على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الاوسط. واعتقد أنّ الامور ستسير في هذا الاتجاه».

ميقاتي: لا يمكن السكوت

وفي هذا السياق، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال الاجتماع الوزاري التشاوري الذي عُقد في السرايا الحكومية امس بمشاركة وزراء من «التيار الوطني الحر»: «انّ اسرائيل تجرّ المنطقة الى الحرب، وعلى المجتمع الدولي التنبّه الى هذا الامر ووضع حدّ لهذه الحرب»، لافتاً الى انّه «من خلال الاتصالات التي نقوم بها، يتبيّن لنا كم انّ للبنان اصدقاء في العالم يدافعون عنه ويبذلون كل جهد للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها ومنع توسع حدّة المواجهات».

واكّد «أنّ ما يحصل يجب الّا ينسينا ما يحصل في الجنوب من عدوان اسرائيلي وسقوط شهداء وجرحى ودمار وخراب وحرق اراضٍ. ورغم أننا اكّدنا مراراً وتكراراً اننا لسنا دعاة حرب، الّا انّ الاعتداءات الاسرائيلية لا يمكن السكوت عنها، ولا نقبل ان تستباح أجواؤنا. هذه الاعتداءات نضعها برسم المجتمع الدولي ونقدّم دائماً شكاوى الى مجلس الامن بهذا الصدد».

وحول الامن الداخلي قال ميقاتي: «مرّت على البلد الأسبوع الماضي حوادث أمنية، كادت ان تتسع تشظياتها لولا جهود الجيش والقوى الامنية وجدّية التحقيقات، وحكمة القيادات والمرجعيات والدعوات الى التعقل والتروي والاحتكام معاً إلى الضمير، وهو المدخل الوحيد لتجاوز الأزمات».

أضاف: «مع تكاثر الجرائم التي يقوم بها بعض النازحين السوريين، لا بدّ من معالجة هذا الوضع بحزم من قبل الأجهزة الأمنية، واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع حدوث أي عمل جرمي والحؤول دون اي تصرفات مرفوضة اساساً مع الاخوة السوريين الموجودين نظامياً والنازحين قسراً. نطلب من وزير الداخلية التشدّد في تطبيق القوانين اللبنانية على جميع النازحين والتشدّد مع الحالات التي تخالف هذه القوانين».

وبعد الاجتماع أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، أنّ مجلس الوزراء سيعقد جلسة جديدة في 26 الجاري. وشّدد مكاري، على «أهمية حماية السلم الأهلي في هذه الظروف الدقيقة». وقال: «بحثنا في آلية وكيفية تصنيف النازحين، وأوصينا بتطبيق القوانين على الجميع. وبحثنا في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وترحيل السوريين منهم وفقاً للقوانين».

حراك «الخماسية»

رئاسياً، تعود عجلة «الخماسية» إلى الانطلاق مجدداً في الساعات المقبلة، بعد عطلة فرضها عيدا الفصح والفطر، حيث من المقرر أن يعقد سفراء دول الخماسية اليوم الثلثاء اجتماعاً تنسيقياً في دارة السفير المصري علاء موسى، ليستأنفوا بعد ذلك حراكهم، اعتباراً من يوم غد الاربعاء بزيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. على أن تلي ذلك زيارات مماثلة لبعض الكتل النيابية، ولاسيما «كتلة الوفاء للمقاومة».

وعشية اجتماع السفراء، كانت لافتة زيارة السفيرة الاميركية ليز جونسون الى عين التينة، ولقاؤها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمحورت الزيارة حول الملف الرئاسي، وتطورات الاوضاع في الجنوب، وما استُجد على مستوى المواجهة بين اسرائيل وايران.

وفيما تجنّب معنيون بحراك الخماسية الحديث عن إيجابيات متوقعة من الحراك المتجدّد، وخصوصاً انّ الأفق السياسي ما زال على حاله من الاقفال، والاطراف السياسية تجتر انقساماتها وتبايناتها، وتستحضر عوامل اضافية تساهم أكثر فأكثر في انسداد الأفق وإحباط الانفراجات، قال مسؤول كبير لـ»الجمهورية»: «لا جديد حتى الآن، وقد أُبلِغنا بأنّ سفراء الخماسية سيستأنفون تحرّكهم من النقطة التي انتهوا إليها قبل الأعياد، أي القيام بجولات استطلاعية لمواقف الكتل النيابية والأطراف السياسية، علماً أن هذه المواقف باتت شديدة الوضوح».

ورداً على سؤال عمّا اذا كان بصيص أمل من هذا الحراك ام انّه يدور في الحلقة المفرغة، قال: «لا نستطيع ان نقول انّ حراك السفراء يدور في الحلقة المفرغة، هم قالوا انّ مهمّتهم مقتصرة على السعي الى تقريب وجهات النظر بين الأطراف، ما يعني انّ مهمّتهم محدّدة، والكرة في ملعب اللبنانيين، ونأمل بالتالي أن يتمكنوا من تحقيق خرق، ينجحون من خلاله في اقناع الاطراف في الجلوس على طاولة الحوار للتفاهم على رئيس للجمهورية، او على خيارات رئاسية، ننزل بعدها الى مجلس النواب وننتخب الرئيس، ولكن مع الاسف، الجو الداخلي لا يشجّع على التفاؤل».

التوافق أكثر من ملحّ

في هذه الأجواء، أبلغ أحد سفراء دول «الخماسية» الى «الجمهورية» قوله، انّه «يأمل أن يلقى الحراك المتجدد للسفراء التجاوب المأمول من قبل الاطراف اللبنانيين».

واشار الى «أنّ المسعى الذي نقوم به سيستمر، ونحن على التزامنا بتقديم كل مساعدة ممكنة لإنهاء ما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين». وقال: «المخاطر تتزايد في المنطقة، وما استُجد في الآونة الأخيرة (في اشارة الى تصاعد التوتر بين ايران واسرائيل)، نرى ضرورة قصوى في أن يشكّل حافزاً اضافياً للبنانيين لتدارك هذه المخاطر، بطيّ أزمتهم الداخلية والتشارك في ايجاد الحل اللازم، في ظرف مفتوحة فيه كل الاحتمالات الدراماتيكية. وهذا الأمر يشكّل النقطة الأساس التي سيركّز عليها السفراء مع كل الاطراف لبلورة مخرج توافقي سريع للملف الرئاسي».

ورداً على سؤال قال: «اللبنانيون أمام فرصة للتسريع في الحل، والظروف في المنطقة صعبة جداً، وفي إمكان اللبنانيين أن يتجاوزوها بالتوافق في ما بينهم على رئيس للجمهورية. وكما سبق وقلت، المخاطر تتراكم، وعلى اللبنانيين أن يسبقوا أي متغيّرات قد تحصل، يصبح معها الملف اللبناني في أدنى سلّم الاهتمامات والمتابعات».

الهيئات الناخبة

على صعيد آخر، تجري التحضيرات لعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب قبل نهاية الشهر الجاري، لإقرار عدد من اقتراحات ومشاريع القوانين، أفيد بأنّ الأبرز بينها اقتراح قانون لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد للمجالس البلدية والاختيارية القائمة. وفي هذا الاتجاه، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس بعد ظهر اليوم في عين التينة، فيما برزت في المقابل، دعوة وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب اعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الأعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار، وذلك بتاريخ 19 ايار 2024.

وتعليقاً على دعوة بري لانعقاد مكتب المجلس، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «اغلب الظن الجلسة النيابية هي لتمديد ثالث للمجالس البلدية والاختيارية في لبنان بحجة العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب». متّهماً «محور الممانعة وحلفاءه وبالأخص «التيار الوطني الحر» بأنّهم لا يريدون انتخابات بلدية في لبنان وحتى إشعار آخر». ودعا الكتل والنواب جميعاً، وبخاصة «التيار الوطني الحر»، «إلى عدم المساهمة في التمديد الجديد، علماً انّ جزءاً كبيراً من البلديات أصبح محلولاً، والجزء الآخر منها مشلولاً، والباقي «أكل الدهر عليه وشرب». إنّ تعطيل الانتخابات البلدية والاختيارية مرّة من جديد، هو طعنة إضافية في الجسم اللبناني الذي يعاني الكثير أصلاً، وجريمة موصوفة بحق المواطن، كما بحق الدولة ومؤسساتها».

الوضع الميداني

ميدانياً، شهدت المنطقة الحدودية أمس يوماً ملتهباً بالعمليات العسكرية، تواصلت فيه الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، حيث شنّ الطيران الحربي سلسلة غارات على أطراف بلدات الضهيرة والناقورة وعلما الشعب، مجدل زون، وبئر المصلبيات في حولا، بالتزامن مع قصف مدفعي طال منطقة الصميمة بين راشيا الفخار والخيام، اطراف شبعا، واطراف علما الشعب. واعلن الجيش الاسرائيلي انّه استهدف مباني تابعة لـ»حزب الله» في مركبا ومجدل زون وجبل بلاط والحمرا جنوب لبنان، كما اعلن انّه سيجري اليوم مناورات في الجليل الاعلى ووسط الجليل ضمن الاستعدادات للتهديدات من مختلف الجبهات.

وفي المقابل، اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع الرادار في مزارع شبعا، وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وانتشاراً لجنود العدو في حرش حانيتا، وتجمعاً للجنود في محيط ثكنة ميتات. كما اعلن الحزب انّه «بعد متابعة ‏دقيقة وتوقّع لتحركات قوات العدو زرع مجاهدو المقاومة الإسلامية عدداً من العبوات الناسفة في ‏منطقة تل إسماعيل المتاخم للحدود مع فلسطين المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، وعند تجاوز قوة ‏تابعة للواء غولاني الحدود ووصولهم الى موقع العبوات تمّ تفجيرها بهم ما أدّى الى وقوع أفرادها ‏بين قتيل وجريح».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ «اربعة جنود من لواء غولاني أحدهم في حالة خطرة، أصيبوا جراء انفجار عند الحدود الشمالية مع لبنان». وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: «الإنفجار الذي إستهدف جنود وحدة غولاني حصل داخل الأراضي اللبنانية، بعد محاولة القوات الإسرائيلية العمل على بُعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل».

 


الديار عنونت: بعد انكشاف نقاط ضعف «إسرائيل»… تحرّك غربي لتحييد منظومة حزب الله الصاروخيّة!
ترسانة مُتطوّرة ودقيقة من المسافة «صفر» و«كمين جولاني» رسالة جهوزيّة
الأمن الغذائي مُؤمّن لـ 3 أشهر… ولا ضمانات بتغيير سياسة أوروبا في ملف النزوح

 وكتبت صحيفة “الديار”: اذا كان الجنون «الاسرائيلي» العسكري الذي ترجم بالامس تصعيدا في الغارات جنوبا، سببه الكمين المحكم الذي نصبته المقاومة على الحدود لجنود وضباط «لواء غولاني»، فان ارتدادات الهجوم الايراني غير المسبوق على كيان الاحتلال الاسرائيلي تظلل الواقع في المنطقة ولبنان، حيث السباق على اشده بين احتمالات التصعيد غير المحدودة، اذا اختارت «اسرائيل» تكرار خطأ استهداف القنصلية الايرانية في دمشق بخطيئة اكبر، عبر الاعتداء على الاراضي الايرانية، وبين محاولات واشنطن الضغط على «اسرائيل» «لهضم» الضربة، خوفا من حرب شاملة لا تريدها.

وقد بدأت التسريبات عن مواعيد محددة للرد «الاسرائيلي»، حيث نقل موقع «واللا» عن مصدرين تأكيدهما ان وزير الحرب «الاسرائيلي» يوآف غالانت أبلغ وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن، أن «إسرائيل» لن تقبل واقعا جديدا تتعرض فيه لقصف بصواريخ بالستية دون رد. كما اكد موقع «اكسيوس» ان وزير الدفاع «الإسرائيلي» ابلغ نظيره الأميركي بأن لا خيار لـ «إسرائيل» سوى الرد على هجوم إيران. فيما كان وزير خارجية إيران حسين امير عبد اللهيان واضحا خلال اتصالا هاتفي مع نظيره البريطاني دايفد كاميرون، عندما ابلغه ان طهران لا تحبذ زيادة التوتر، لكنها سترد بقوة إن ردت «إسرائيل».

هل يدخل حزب الله الحرب؟

وفي ظل واقع «حبس الانفاس»، وحدهم «الحمقى» او «السذج»، او من يعملون في خدمة الدعاية «الاسرائيلية»، حاولوا خلال الساعات القليلة الماضية التقليل من شأن ما قامت به طهران، فيما المعنيون الجديون بالمشهد الاقليمي بدأوا في البحث عن اجوبة على اسئلة ملحة باتت ضرورية لحماية «اسرائيل» من كارثة كبيرة، بعدما كشف التكتيك العسكري الايراني «هشاشة» منظومة الدفاع الجوي «الاسرائيلي» التي فشلت في منع الصواريخ البالستية من ضرب 3 قواعد عسكرية كانت الهدف الرئيس للهجوم، فيما لعبت المسيرات دورا تضليليا. ولعل السؤال الاهم الذي طرحه ديبلوماسيون غربيون في بيروت، وفي مقدمتهم السفير الاميركية، عما اذا كان حزب الله سيدخل في اي حرب شاملة قد تقع بين «اسرائيل» وايران؟

قلق من تدخل المقاومة

هذا السؤال ليس عابرا، بحسب مسؤول لبناني بارز، حيث اشار الى انه سمع شخصيا مجموعة من التساؤلات الغربية المرتبطة بموقف الحزب ازاء احتمال اندلع حرب اقليمية، بعدما اختار المشاركة الرمزية في الهجوم الايراني الاخير. ووفقا للمصدر نفسه، فان القلق من مشاركة حزب الله تعاظم بعد الهجوم الايراني لسبب بسيط، فالصواريخ والمسيرات الايرانية التي قطعت نحو 2000 كلم لتصل الى اهدافها، وتضافرت جهود دول عظمى واقليمية لصدها، غير متاحة على الجبهة اللبنانية، لان الحزب سيهاجم من المسافة «صفر»، ومع افتراض ان ما يوجد في طهران موجود في بيروت لدى المقاومة، فان قدرات حزب الله الصاروخية والمسيرة قادرة على الحاق تدمير هائل في «اسرائيل»، مع تقديرات بانه قادر على اطلاق بين 3500 و4000 مقذوف متنوع في الصلية الواحدة.

لا ضمانات من حزب الله

وامام هذه المعطيات، تحركت الديبلوماسية الغربية في بيروت دون ان تتلقى اجابات واضحة حيال موقف حزب الله، ودون ان تحصل على ضمانات ببقائه خارج المواجهة، على الرغم من نقل رسائل تهديدية «اسرائيلية» بالحاق خسائر كبيرة في البنية التحتية اللبنانية. وكان الجواب غير المباشر نفسه، المعادلات انقلبت ولم تعد «اسرائيل» تخيف احدا في المنطقة، عليها ان توقف الابادة في غزة، واذا ارادت التصعيد والمخاطرة بحرب شاملة عليها ان تتحمل العواقب!

ورقة اميركية – فرنسية؟

تجدر الاشارة، الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى بالامس السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون، ولفتت مصادر مطلعة ان جونسون لم تتحدث عن ورقة موحدة مع باريس ازاء الوضع في الجنوب، ويبدو ان اي حل لا يزال معلقا بانتظار وقف النار في غزة. وكانت معلومات دببلوماسية قد اشارت الى وجود اتفاق بين واشنطن وباريس على رؤية مشتركة، من خلال توحيد الموقف بشأن تفاصيل الاطار الذي ستسعيان اليه لمعالجة الموقف على جبهة الجنوب.

وعلم هنا، انه في ضوء الاجتماعين اللذين عقدهما بلينكن ونظيره الفرنسي سيجورنيه والرئيس ايمانويل ماكرون، وتناولهم هذا الموضوع الى جانب الوضعين في غزة واوكرانيا، جرى الاتفاق على اعداد ورقة اميركية- فرنسية كاملة موحدة، تكون جاهزة لبحثها مع الجانبين اللبناني و»الاسرائيلي» بعد توقف النار في غزة. وتنطلق الورقة من تنفيذ القرار 1701 وفق اجندة زمنية محددة وعلى مراحل، وتشمل معالجة تثبيت النقاط الـ 13 الحدودية المختلف عليها، ومنها النقطة (ب 1) وانشاء منطقة آمنة، من دون الحاجة الى معاهدة او اتفاقية جديدة بين لبنان و»إسرائيل»، اضافة الى زيادة عديد الجيش اللبناني على الحدود ما بين 5 و7 الاف جندي.؟!

كمين «غولاني»

وفي اختبار ميداني نوعي، اثبت جهوزية عالية على الحدود، اوقعت المقاومة قوة من لواء «غولاني» في كمين بالعبوات الناسفة، تم زرعها بمنطقة تل إسماعيل في الأراضي اللبنانية، وذلك بعد متابعة دقيقة. وبعد تجاوز قوة «غولاني» الحدود، ووصولها إلى موقع العبوات، تم تفجيرها بها، ما أدّى إلى وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح. وتحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن الكمين قائلةً إنّه على نحو استثنائي، أعلن حزب الله مسؤوليته عن حادث وضع العبوات، الذي أصيب فيه جنود من «غولاني» عند الحدود مع لبنان.

ووفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن 4 جنود «إسرائيليين» أصيبوا في الكمين الذي نفذته المقاومة، احدهم بحالة خطرة واثنان اصيبوا بجروح متوسطة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان جنود «غولاني» حاولوا اجراء اختبار ميداني لجهوزية حزب الله البرية، وقد فوجئت القوة المهاجمة بوجود تلك العبوات في منطقة لا تبعد امتارا قليلة عن الحدود، وهذا ما يكشف وجود نقص مقلق للغاية في المعلومات الاستخبارية.

الردع وخيمة حزب الله

من جهته، اعتبر زعيم المعارضة «الإسرائيلية» يائير لابيد، أنّ الردع «الإسرائيلي» انهار في لبنان، عندما نصب حزب الله خيمته داخل الأراضي «السيادية» لدولة «إسرائيل»، حسب تعبيره. أضاف لابيد «إن كل ما تبقى من سيد الأمن (نتنياهو)، هو قرى من الخراب من بئيري حتى كريات شمونة، وعنف الإرهابيين اليهود الذين خرجوا عن السيطرة، وفقدان كامل للردع الإسرائيلي»، داعياً إلى إزاحة الحكومة الحالية التي «تجلب الخراب لإسرائيل، وهي تظن أنها تجلب النفع». وأضاف في هجومه المباشر على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: «إذا كان نتنياهو قد عمل كل هذه السنوات على القضية الإيرانية، فكيف أصبحت إيران دولة على عتبة نووية، وكيف أرسلت مئات الطائرات من دون طيار»؟

قواعد جديدة للعبة

وعليه، يبدو ان المنطقة دخلت بأكملها في سياق جديد، عنوانه المواجهة المباشرة بين إيران و»إسرائيل». وتبيّن في هذه المواجهة من عنوانها الأولي بعد الهجوم، أنّ «إسرائيل» أضعف من أن تكون قادرة منفردةً، على مواجهة استراتيجية متكاملة، وهجوم بمزايا متنوّعة من قبل أطراف محور المقاومة. ومن شبه المؤكد، أنّه لولا أميركا وفرنسا وبريطانيا ومعها الأردن، لكانت تداعيات الهجوم الإيراني أكبر بكثير مما حصل.. وعلى الرغم من استخدام طهران، في عملية «الوعد الصادق»، جزءاً صغيراً فقط من قدراتها، أجمع المحللون والمسؤولون «الإسرائيليون» على أنّ إيران لا تخاف «إسرائيل»، بل هي تثق بقدراتها وتغيّر قواعد اللعبة بالفعل.

منذ أكثر من ثلاثة عقود، لم تجرؤ أي دولة على الاقتراب من حدود كيان الاحتلال، ناهيك بتنفيذ هجوم بداخلها. وعليه، كسرت إيران خطاً أحمر، مؤكدةً لإدارة الحرب الإسرائيلية، وفق «فايننشال تايمز»، أن طهران أكثر جنوناً مما تدركون، «ونحن على استعداد لتحمل عواقب الحرب إذا لزم الأمر. وإيران لم تستخدم أفضل وكل ما لديها من قدرات كماً ونوعاً، ما يعني أنّ طهران قادرة فعلاً على أن ترد بهجوم مضاعف».

وقد أكد الصحافي «الإسرائيلي» المقرب جداً من جهاز «الموساد» رونين برغمان أنّه لو تم تصوير وقائع اللقاءات الأسبوع الماضي وبثّها بشكل مباشر على «يوتيوب»، «لكان هناك 4 ملايين شخص (نصف مستوطني الكيان) في «إسرائيل» يبحثون عن سبيل للفرار.

«مهزلةً استراتيجية»

من جهتها، وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية»، ليلة الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق، بانها كانت «مهزلةً استراتيجيةً» بالنسبة للاحتلال. وتحدّثت الصحيفة عن «فشل استراتيجي» مُنيت به «إسرائيل» بعد الرد الإيراني، نظراً لحقيقة أنّ «إسرائيل» استُعبدت لأسبوعين في إثر توتر يصيب بالشلل، بعد إقدامها على الاغتيال (وفي هذا إشارة إلى الترقب والقلق اللذين سادا في انتظار الرد، بعد التهديدات منذ مطلع هذا الشهر).

وفي إشارة إلى سوء التقدير «الإسرائيلي»، رأت الصحيفة أنّ المسؤولين «الإسرائيليين» نسوا أنّ «إسرائيل» لم تعد تظهر بصورة المهدِّد، وأنّ لديها حكومةً لا تتمتّع بالثقة، وأنّ جيشها أخطأ أكثر من مرة، ولا يعرف كيف يتعافى من ذلك.

حراك «الخماسية»؟!

وفيما تستعد لجنة سفراء «الخماسية» لاستئناف اجتماعاتها من دارة السفير المصري علاء موسى اليوم في حضور تكتل «التوافق الوطني»، توازيا مع عودة تحرك كتلة «الاعتدال الوطني»، من دون بناء كثير الآمال على حراكها. ووفقا لمصادر «الخماسية» سيستضيف موسى في دار سكنه في دوحة الحص، اجتماعا لسفراء «الخماسية» الساعة ١٢ ظهراً ، على ان يزور السفراء بنشعي بعد غد الأربعاء للإجتماع برئيس «تيار المردة» المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ، وتزور في اليوم ذاته رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل. كما يلتقي وفد «الخماسية» نواب كتلة الوفاء للمقاومة من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي. وستجتمع «الخماسية» خلال الأيام المقبلة برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بغياب السفيرة الأميركية.

رد حزب الله

وكان وفد من كتلة «الاعتدال الوطني» زار كتلة الوفاء للمقاومة، وتسلّم منها جوابها في شأن مبادرة التكتل الرئاسية. ووفقا للمعلومات، ابلغت الكتلة وفد «الإعتدال» ان حزب الله «موافق على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي، على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون قيد أو شرط»، وقالت لـ «الاعتدال»: «إياكم أن تيأسوا أو يصيبكم الإحباط ، وثابروا في مسعاكم». وقد وصف النائب وليد البعريني اللقاء بانه «سلس»، ونفى ان يكون الجواب نعي لمبادرة «الاعتدال».

النزوح السوري

في هذا الوقت، حضرت المستجدات الامنية لناحية الوضع الجنوبي وايضا قضية النزوح، في لقاء تشاوري في السراي برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. بعده أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، أن «مجلس الوزراء سيعقد جلسة جديدة في 26 الجاري». وشدد على «أهمية حماية السلم الأهلي في هذه الظروف الدقيقة» . وقال: «بحثنا في آلية وكيفية تصنيف النازحين، وأوصينا بتطبيق القوانين على الجميع. وبحثنا في إمكان معالجة الاكتظاظ في السجون وترحيل السوريين منهم وفقاً للقوانين». وأضاف: «تبين لنا ان المواد التموينية اللازمة في هذه المرحلة متوفرة لمدّة 3 أشهر».

ووفقا للمعلومات، جرى الاعداد لمذكرة متكاملة سترفع الى الاوروبيين في مؤتمر بروكسل للاجئين الشهر المقبل، تتضمن الاعلان عن مناطق آمنة في سوريا لاعادة اللاجئين اليها، ويجري رئيس الحكومة ميقاتي مروحة اتصالات مع الدول المعنية لدعم موقف لبنان، لكن حتى الآن لم يحصل على اي مؤشرات جدية توحي بان ملف عودة اللاجئين وضع على سكة الحل. كما تجدر الاشارة الى ان اللقاء الوزاري التشاوري لم يبحث في إقامة مخيمات للاجئين السوريين على الحدود.

الامن الغذائي

وفي هذا السياق، بحث خلال اللقاء ملف الامن الغذائي في حال نشوب حرب، وقد اكد الوزراء المعنيون ان ثمة اكتفاء ذاتيا لثلاثة اشهر مقبلة من المواد الاساسية، ولا يوجد اي نقص يستدعي القلق.

المولوي: «الموساد» قتل سرور

في غضون ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، أن «المعطيات الأولية المتوافرة لدى السلطات، تظهر أن «الموساد الإسرائيلي» يقف خلف مقتل محمد سرور»، وأضاف أن «سرور وُجد مصابًا بسبع رصاصات، ما يدل على أنه خضع للتحقيق من قبل الجهة التي قتلته».

وعن مقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، شدد مولوي على ان «بيان الجيش اللبناني هو نتيجة أوليّة والتحقيقات ما زالت مستمرة»، معتبراً أن «كل تساؤلات اللبنانيين حول مقتله مشروعة». وأضاف: «ليست لدينا معطيات أن هناك جهة سياسية داخلية وراء مقتل باسكال سليمان»، مشيرا الى ان «الاتصالات جارية مع الجانب السوري من قبل مخابرات الجيش اللبناني والأمن العام، لتسليم باقي المطلوبين السوريين في القضية». وأكد «اننا لا نقبل بالأمن الذاتي، ولن نقبل بعودة أي ممارسة من ممارسات الحرب».

تأجيل الانتخابات البلدية

على صعيد آخر، وضعت مسألة تاجيل الانتخابات البلدية على «نار حامية»، بعد دعوة الرئيس بري هيئة مكتب المجلس إلى إجتماع غدا الأربعاء، حيث يفترض ان يكون التمديد للبلديات عبر قانون يصدر من مجلس النواب حاضرا في الجلسة التشريعية التي يتم الاعداد لها. وكان وزير الداخلية وقّع على قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار لانتخاب اعضاء المجالس البلدية، وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء لكل منها في دوائر محافظة لبنان الشمالي ودوائر محافظة عكار، وذلك بتاريخ ١٩ ايار 2024؟!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى