أدب وشعرثقافة

محمود درويش يستقبلكم في La Courneuve…وكل الجهات فلسطين (مريانا أمين)

 

مريانا أمين-الحوارنيوز- باريس

عادة ما تُسمى الشوارع الفرنسية بأسماء الكتاب والشعراء والفلاسفة الفرنسيين، فكم من شارع في مناطق متعددة تحت عنوان ” فيكتور هوغو” وغيره من الأعلام الفرنسيين.

لكن عندما نمر بشارع ونقرأ بالصدفة اسم ” شارع محمود درويش” ، فهذا أمر غير متوقع، ولمعرفة الأسباب تواصلت مع أحد الأصدقاء اللبنانيين الذي يسكن في هذا الشارع بالتحديد.

La Courneuve   ال “كورنوف”

منطقة تقع في احدى ضواحي مدينة باريس حيث شارع “محمود درويش”، يسارية الهوى، تحتفل فيها الاحزاب اليسارية، ومنها الحزب  الشيوعي الفرنسي، بتاريخ الثالث والرابع من أيلول من كل عام بإقامة كرنفال ولقاءات شعبية، وتنصب في شوراعها الخيم للفرنسيين الوافدين من المدن الفرنسية كافة، وتعرض على منصات مخصصة منتجات متنوعة للبيع يعود ريعها للمضطهدين في كل بقاع الارض..

 

كما يتواجد في المنطقة، أناس من كل بلاد العالم التي ينشط فيها أحزاب يسارية وحركات تحرّرية عالمية.

وتتمثل فلسطين ولبنان بشكل فعال …

 

اذا !

 هذه المنطقة يسارية الهوى ويحكم بلديتها نائب يساري اسمه “جورج ماري بوفيه” …وهم من  قرروا عام 2014 تغيير اسم الشارع من شارع ” Saint Denis “إلى شارع “محمود درويش”.

ولم يكتفوا بذلك بل  توأموا المنطقة  مع مخيم برج الشمالي في لبنان منذ اكثر من 15 عاما  كي يرسلوا  لهم مساعدات، ويعلنون دائما مواقف متضامنة مع القضية الفلسطينية وينظمّون لقاءات مستمرة لدعم الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال…

 ما يفرح القلب أنه ما زالت القضية الفلسطينية موجودة في قلوب كل أحرار العالم ..

والشعراء الفلسطينيون لهم قيمة واعتبار في بلاد بعيدة عن بلادهم !

فهل يوجد شوارع لمحمود درويش ونزار قباني وشوقي بزيع ومحمد العبدالله وعصام العبدالله والماغوط وغيرهم في بلادنا؟

كأمين الريحاني وجبران خليل جبران، وفيروز، ووديع الصافي والرحابنة ومرسال خليفة ووليد غلمية وغيرهم الكثير الكثير واللائحة تطول ولا تقصر !

أم سنكتفي بوضع أسماء السياسيين والحكام على جانب كل شارع ونلصق الصُوَر على كل حائط وفي كلّ دار يئنُ من بداخلها من عوز وجوع وظلام وظلم؟

نعم، “لا كورنوف” جهة من جهات فلسطين، في وقت يقفل بعض العرب ابوابهم عنها كقضية حق وعدالة …

لا كورنوف جهة من جهات فلسطين … وكل الجهات فلسطين.

في نسماتها تشتم رائحة الصعتر البري،

 ولفضائها ألوان من راية فلسطين،

تشبه في نوافذها زهرات الياسمين

تتدلى كمثل قطرات الندى المعلقة على أطراف حجار من روح وطين

… كل الجهات فلسطين.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى