سياسةمحليات لبنانية

كيس زبالة.. وجاءني لينحني أمامي!

 

ما صحوت هذا الصباح الا وانا كيس قُمامة بائس في الشارع ، عند زاوية مظلمة  ، كيس اسود ممزق، رماني القدر من شباك نافذة سيارة مسرعة، لم انتبه ولم أع حالي الا وأنا فاقد لتوازني في الهواء ، الا وأنا ارتطم بحائط معلق عليه صور لشهداء مجهولين، مكتوب عليه باللون الأحمر كلمات شتم لدولة ولبلد لا يشبه بلد وعبارة ادهشتني:
النظافة من الإيمان،
ولا نظافة في القلوب و في العقول، لا نظافة في الحيّ وفي المدينة ،لا طهارة في النوايا ، كلنا هنا كفرة ، كلنا هنا في لحظة من زمن خائب تافهون.

لست وحدي في المكان، عرفت رفاقي من كلّ  الذلّ  والاهانة والهزيمة من حولي ، من كل تراكمات الخيبة والكفاح.

لم تأت شاحنة لترفعنا،لتنقلنا، تُركنا لمصيرنا تحت شمس حارقة، لا نتكلم ، ننظر الى بعضنا البعض بصمت، نقرأ  بصمتنا كل أحرف اللوم والعتب والدمع والاستسلام، لا حاجة لنتهم بعضنا ،لنتهم انفسنا بالخنوع و بالوصول الى نهاياتنا القذرة فإن كان القدر مكتوب لنا وعلينا فإنا كتبنا بأيدينا اقدارنا.

عند المساء، إقترب منّا من ظنناه للحظة منقذنا، خلاصنا، ظنناه ينحني أمامنا حزنا وتأسفا واحتراما لصبرنا وخشوعا لذكرانا ، ظنناه جاء يبكينا وليعتذر.
جاءنا لينحني امامنا، لينهي مهمته ،ليشعل النار فينا لنحترق ،يبدو أننا نزعجه حتى بموتنا ، ليشعل النار بما تبقى منّا  كي لا يبقى من أكياس النفايات أحد.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى